عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-03-2008, 07:13 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

في يوم الخميس 13/ذو القعدة/ 1423 الموافق 16/1/2003 كنت قد نشرت بحثا عن المرحوم (علي النقي) وآل النقي الكرام وكنت قد كتبت في آخر الحديث عن رحلة له من رحلاته الكثيرة في تجارة الاسلحة وتحدثت عن رحلة المغامرة بتجارة الاسلحة من مسقط الى الكويت ذلك في عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح.
ولقد جاءني توضيح من الدكتور عبد اللطيف عيسى بن نخي الذي ارجعه الى عدة مصادر وقد استفدت من ذلك وهي:
1 ـ من هنا بدأت الكويت للمرحوم عبد الله الحاتم الذي يقول في صفحة (300) عند صدور منح تجارة الاسلحة (وجود سفينة شراعية كويتية عائدة للحاج معرفي محملة بالاسلحة وربانها رجل يدعى الحاج عباس النخي).
وما كادت السلطات البريطانية تعلم بأمرها حتى أرسلت طرادا يقتفي اثرها ويعود بها الى الميناء، فأدركها الطراد في عرض البحر، وكان الوقت ليلا شديد الظلام، فحاصرها في احد الجيوب البحرية، ولما شعر ربان السفينة بالخطر المحدق بسفينته، عمد الى حيلة لم تخطر ببال احد فقد اشعل سراجا وشده الى لوح كبير من الخشب وانزله على سطح البحر ثم واصلت السفينة سيرها تحت جنح الظلام. اما الطراد البريطاني فظل في مكانه يراقب السفينة التي لم تكن سوى خشبة عليها سراج وبهذه الحيلة البارعة التي تفتق عنها دماغ هذا البحار الجريء تمكنت السفينة من الافلات والهرب من الطراد ووصلت الى الكويت بحمولتها سالمة!!
2 ـ تاريخ الكويت السياسي حسين خلف خزعل يقول في صفحة 287/ كان بعض تجار الكويت يتعاطون تجارة الاسلحة يجلبونها من مسقط وفي عام 1322 هـ 1904م/ كانت احدى السفن الكويتية العائدة الى محمد صادق معرفي وكان ربانها يدعى عباس ابو النخي قد شحنت كمية كبيرة من الاسلحة تعود لثلاثة من تجار الاسلحة في الكويت وهم علي نقي بن محمد كراشي ومحمد باقر وحاج مشتاق .
3 ـ كتاب السفن الشراعي في الكويت دكتور يعقوب يوسف الحجي يقول في صفحة (181) وصفحة 182) عن عباس بن نخي النوخذة كان في قيادة سفينة من نوع البوم لمحمد صادق معرفي اسمه بوشويشة حاملا السلاح من مسقط في طريقه للكويت إبان حكم الشيخ مبارك الصباح لها ولكن دورية بريطانية لحقت به في مياه الخليج ولما كان الوقت ليلا فقد انتظرت الدورية بالقرب من سفينة النوخذة عباس حتى طلوع الفجر.
ويقول طلب من بحارته انارة سراج موجود في السفينة ووضعه على قطعة من الخشب يسبح منفردا والسفينة اخذت مجراها الى الكويت والسراج ظل في مكانه ترقبه السفينة البريطانية التي خدعت بذلك.
من اهم الحوادث التي حدثت للكويتيين وخصوصا تجار الاسلحة وهذا ما عرفته سابقا وسجلته عن المرحوم علي نقي تاجر السلاح هذه الحادثة التي تعتبر بحق من ابرز الحوادث التي تعرضوا لها هي التي حصلت في العام 1904م اثناء احدى سفراتهم التجارية حيث وخلال تواجدهم في مسقط انهوا صفقة ضخمة وهامة بشراء كمية كبيرة من الاسلحة وقاموا بتسديد قيمتها نقدا وانهوا ترتيبات نقل البضاعة بعد ان اتفقوا مع النوخذة عيسى بن نخي لنقلها من مسقط الى الكويت وتم تحميل البضاعة على ظهر السفينة التي تعود الى صادق معرفي... ولكن ولأجل الصدف وقبل ابحار السفينة من مسقط صدر امر من الحكومة البريطانية بمنع تجارة الاسلحة وانتشرت قوات بريطانية في الخليج العربي لمنع السفن التي تحمل أسلحة... وكاد يتراجع النوخذة عن موقفه خوفا على سلامة السفينة وسلامته الا ان التاجر الكويتي علي نقي اقنع ربان السفينة (النوخذة) عباس بن نخي بمضاعفة اجور النقل مما اغرى النوخذة بمحاولة المستحيل للوصول الى الكويت رغم المنع والحظر واستطاع مغادرة الميناء في غفلة من الباخرة البريطانية التي كانت تراقبه، الا ان الباخرة البريطانية لاحقته وحاولت ان تقطع على سفينته طريق النجاة... وهنا تبرز براعة الكويتيين وحكمتهم وحنكتهم وفطنتهم فقد تمكنوا من خداع الباخرة البريطانية والوصول الى الكويت سالمين مع كامل بضاعتهم المتكونة من اسلحة وكانت بلجيكية الصنع.
وفور وصول السفينة الى الكويت اتصل علي نقي بصديقه الحاج علي عبدال المقرب من الشيخ مبارك... ليطلع الشيخ بالأمر ولمعرفة توجيهات سموه وتحاشيا لأية مساءلة او محاسبة وفي الحال امر الشيخ مدير كمرك الكويت امان بن ربيعة ـ وحفيده هو المرحوم الاديب الفاضل عبد الرزاق سلطان امان ـ بسحب السفينة فورا الى اعلى الشاطىء وطلائها بالصل لتبدو لمن يراها بانها في طور التصليح منذ مدة وكل ذلك جرى ليلا كما امر مراقب شؤون الميناء محبوب ابو صلبوخ بتفريغ جميع حمولة تلك السفينة من السلاح وارساله الى دار الشيخ... اما التجار فذهبوا لاحد الاصحاب وهو الحاج جراق الحداد للإقامة لديه بدلا من العودة لمنازلهم خشية من اكتشاف امرهم... وفي صباح اليوم التالي وصل ربان الباخرة البريطانية واخبر الشيخ مبارك عما يبحثون عنه... نفى رحمه الله علمه بالامر وطلب منه التفتيش بنفسه وجال الربان في شواطىء مدينة الكويت جميعها فلم يقف على أثر لتلك السفينة وانثنى راجعا...
هذه القصة او المغامرة التي قام بها علي النقي وبعض من الرجال الاوفياء للكويت يجب ان تسجل وتكون جزءا من تاريخ الكويت لأمرين مهمين.
اولا: براعة من في السفينة من نوخذة النخي واصحاب السلاح ومنهم علي النقي الذين كانوا على ظهر السفينة ويعرفون ان غلطة واحدة ستضعهم في غياهب السجن او الغرق في لجة البحر لكن يأتي التفكير بأن يوقدوا سراجا في اول الليل ويضعوه على بعض من الخشب لتراه السفينة الحربية البريطانية وكأن السفينة ما زالت واقفة في مكانها علما بأنها استغلت ظلمة الليل والهزيع لتقطع مسافة معقولة.
ثانيا يقوم السيد (علي النقي وصحبه) بعد وصولهم الى الكويت بالتوجه الى الشيخ مبارك الصباح واخباره بالقصة وماذا حدث لهم من المراقبة من البارجة البريطانية وكانت حنكة الشيخ مبارك وبعد نظره أن أمر من بالسفينة بالبقاء في منزل واحد بعيدا عن أسرهم حتى ينجلي الموقف وسحب السفينة الى ساحل البحر الفرضة وانزال معداتها وشراعها وطلائها بالصل (الدهن المخصص للسفن) ووشنها وكأنها واقفة منذ امد بعيد.
بعد وصول السفينة البريطانية لتعقب السفينة التي ضحكت عليها لا بد من معاقبتها مرتين على وضع السراج بالحيلة وحمل السلاح.
اخذت السفينة البريطانية ترقب السفن علها تجد سفينة رست للتو فلم تجد اثرا لذلك علما بأن الاسلحة انتقلت الى قصر الشيخ مبارك في مكان أمين.
حقا انها قصة ومغامرة في حب الوطن والدفاع عنه بوسيلة جلب السلاح للذود عنه.
اخيرا: اشكر الدكتور عبد اللطيف بن نخي على ملاحظاته والذي سيكون لي حديث عن هذه الاسرة في المستقبل.

6/2/2003
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"