عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-05-2009, 10:58 AM
الوطني الوطني غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 207
افتراضي محسنون من بلدي محمد علي الدخان

السید محمد علي محمد الدخان

المولد والنشأة:
ھو محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد الدخان
- رحمه اللّه -

المولود في فريج الشیوخ بدولة الكويت عام 1191 م الموافق لعام 9231 ھ.

نشأ في ظروف اجتماعیة ونفسیة قاسیة. فقد ولد وحیداً في أسرة فقیرة،

إذ كان أبوه يتكسب رزقه من العمل في البحر غواصاً أو من السفر على

السفن التجارية، فكان يصطحبه معه في بعض الأحیان

القدر لم يمھل أباه، فوافاه الأجل وھو يعمل في البحر ودفن في بر قطر،

وكان عمر ابنه محمد حینئذٍ لم يتجاوز الاثني عشر ربیعاً، فعاش يتیماً في

كنف والدته وزوجھا حمد التويجري وخاله عبدالرحمن الطويل - رحمھم الله جمیعاً









وقد واجه المرحوم محمد علي الدخان ھذه الظروف بكل عزيمة وصبر،

وتحمل المسؤولیة منذ صغره فكان أھلاً لھا، وحرص على الاجتھاد والإجادة

في عمله، حیث كد في طلب العلم والعمل معاً. وقد صاغت منه تلك

الظروف شخصیة قوية جادة، ومنحته رجولة مبكرة كانت مثار احترام

وإعجاب كل من تعامل معه.









تعلیمه:

حرص المحسن محمد علي الدخان على الانتظام في سلك التعلیم منذ

صغره؛ بالرغم من انشغاله في طلب الرزق. فقد سارع إلى الالتحاق

بالمدرسة المباركیة؛ حیث تعلم مبادئ اللغة العربیة والحساب وأجاد فیھما إجادة نالت تقدير معلمیه، كما تعلم فنون الخط العربي وبرع في ذلك، فكان ذا خط جمیل أثار إعجاب كل من رآه؛ لدرجة أنه عندما أتم دراسته في المدرسة المباركیة ورافق والدته في زيارة لأقاربھا في المجمعة بمنطقة نجد - ولاحظ علیه المسؤولون ھناك حسن خطه وجمال نظمه للكتابة وإتقانه للحساب - عرضوا علیه أن يكون كاتب الملك عبدالعزيز عاھل المملكة العربیة السعودية الشقیقة في ذلك الوقت - بمنطقة تبوك، إلا أنه اعتذر مع شكره وتقديره للعرض؛ مفضلاً العودة إلى بلده الكويت.

كما سعى لتعلم اللغة الإنجلیزية لدى الأستاذ ھاشم البدر لكنه لم يمكث





في تعلمھا إلا عاماً واحداً.



نشاطه التجاري:

بدأ محمد علي الدخان الاشتغال بالتجارة وھو لايزال بعد في سن مبكرة،

في الوقت الذي كان ينتظم فیه بالمدرسة المباركیة لمتابعة تعلیمه، فمن مبالغ بسیطة من المال كانت تمنحھا له والدته خلال الإجازة الصیفیة كان يشتري بعض البضائع ثم يقوم ببیعھا عند المفرق الموجود أمام منزله بالمرقاب؛ وذلك للمساعدة بما يربحه في سد بعض نفقاته الدراسیة.

وبعد إتمام دراسته التحق بالعمل في جمارك المیناء لفترة قصیرة، ما لبث بعدھا أن اتجه إلى التجارة مرة أخرى، لأنھاالمھنة التي وجد فیھا ھواه ومبتغاه، فأجاد فیھا وحقق نجاحاً كبیراً، فقد استأجر دكاناً كبیراً في سوق السلاح لبیع المواد الغذائیة والسلع التموينیة كالشاي والسكر والأرز، وكان غالبیة المتعاملین معه من أھل البادية من بر السعودية يحصلون على « عینیة » احتیاجاتھم بالديْن، ثم يقومون بالتسديد عند حصولھم على الملك عبدالعزيز، وإذا تعثروا أو تأخروا في سداد ھذا الدين كان يضطر للذھاب إلیھم في مدينة الرياض لتحصیل مستحقاته.

وقد اشتغل بالتجارة في المواد الغذائیة أيضاً مع تجار الساحل الفارسي،







وشاركه في ھذا النشاط المرحوم إبراھیم الفارس، حیث نشطت ھذه

التجارة خلال الحرب العظمى الثانیة.

ورويداً رويداً اتسعت تجارته وبدأ يتوجه نحو التجارة في العقارات مع بداية

مرحلة التثمین، بعد ظھور النفط في الكويت وشروع الحكومة في تنظیم

المدينة.
وظلَّ الرجل طوال حیاته العملیة محتفظاً بأخلاقه الحمیدة وبجَلَدِه وصبره









في العمل الدؤوب.

ولذا فقد منَّ الله تعالى علیه من واسع فضله بالمال والرزق الوفیر، فما



كان منه إلا مقابلة ذلك بحمد الله وشكره، والسعي إلى مرضاته سبحانه

وتعالى، واضعاً نصب عینیه قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:





زواجه:

تزوج المحسن محمد الدخان من ھیا يوسف عثمان العنجري، ورزق منھا

وست من البنات، وقد « علي ويوسف ونائل » بتسعة أولاد: ثلاثة من البنین وھو في السادسة عشرة من عمره؛ مما « يوسف » توفي أحد البنین سبب له صدمة كبیرة لا يقوى علیھا إلا الصابرون المؤمنون بقضاء اللّه وقدره، عملاً بقوله تعالى:



أخلاقه وصفاته:

إن الظروف القاسیة التي عاشھا المحسن محمد علي الدخان، في بداية





حیاته صھرت معدنه، وجعلته جلداً قادراً على مواجھة الصعاب. كما أن حیاة العوز التي عاناھا في مقتبل عمره حرّكت مشاعره نحو الفقراء والمحتاجین بعدما منّ الله سبحانه وتعالى علیه بواسع فضله.
وقد تضافرت كل تلك العوامل فصاغت منه شخصیة ملتزمة وإنساناً متديناً يرق لحال الفقراء والمحتاجین، محباً لفعل الخیرات. ولذا فقد قضى - رحمه الله - معظم حیاته في الإنفاق في سبیل الله تعالى باذلاً ماله على أعمال البر والإحسان وإعمار المساجد وإصلاحھا.







أوجه الإحسان في حیاته:



كان للإحسان في حیاة المحسن محمد علي الدخان مكانة كبیرة، وكان له أسلوبه الخاص في الإنفاق والبذل وسائر أعمال البر؛ فقد آلى على نفسه الكتمان وعدم الجھر بما يقوم به من أعمال، راجیاً من الله أن يكون من سَبْعَةٌ يُظِلُّھُمُ اللّهُ فِي ظِلِّهِ يَومَْ لا ظِلَّ إلا » ] العاملین بقول رسوله الكريم ورجلٌ تصدَّق بِصَدَقةٍ فأخْفاھا حتَّى لا تَعْلمَ شِمَالُهُ ما » : وعَدَّ منھم « ظِلُّهُ متفق علیه. «... تُنْفِقُ يَمِینهُ

ولذلك كان من الصعب إحصاء كل الأعمال والمشاريع الخیرية التي أقامھا أو شارك فیھا أو تبناھا؛ نظراً لتعددھا واتساعھا.. وما أمكن حصره ھو

المشاريع التي كان يعھد لابنه بتنفیذھا أو رعايتھا بعد مرضه الذي أقعده

عن الحركة عام 8891 م أو من خلال ما ذكره أولئك الذين لازموه في

مسیرته الخیرية.
وھذه نماذج بارزة في ملامح سیرته العطرة نتوقف أمامھا وقفات تأمل.










عمارة المساجد:

لم يغب عن رجل مثل المحسن محمد علي الدخان بِخصاله السامیة،

وحبه الكبیر لفعل الخیرات - أن يدعم الدعوة الإسلامیة، من خلال إعمار

بیوت الله تعالى، لإدراكه أن من أفضل الصدقات بناء المساجد وإصلاحھا،

مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى:

ولذا كان للمحسن محمد علي الدخان







- رحمه الله - الكثیر من المساھمات في إعمار بیوت الله تعالى سواء بالتبرع بالأرض التي يقام علیھا المسجد، أو القیام ببناء العديد من المساجد والمدارس داخل الكويت وخارجھا،
وھي كما يلي:

مسجد صیھد العوازم:



فعندما توجه إلیه - رحمه الله - سكان منطقة صیھد العوازم طالبین منه

بناء مسجد في منطقتھم، أجاب طلبھم على الفور، وقام - رحمه الله -

على تأسیس ھذا المسجد بكامل مرافقه وفُرُشِه، لكنه اشترط علیھم ألا يوضع اسمه على المسجد وكان له ما أراد، وقد تمسك - رحمه الله - بھذا الشرط خوفاً من الرياء والشبھة، تحقیقاً لقول الله سبحانه وتعالى:



مسجد الحق:



في أوائل الثمانینیات من القرن الماضي، وحینما أحس - رحمه الله -

بحاجة منطقة حولي المكتظة بالسكان، إلى مسجد - إذ كان يرى

المصلین يفترشون ساحات المساجد الخارجیة في صلاة الجمعة من شدة الزحام - طلب من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة أن تخصص له قطعة أرض لإقامة مسجد جامع يحمل اسم مسجد الحق، وقد خشي أن يوافیه الأجل قبل أن يتم البناء - الذي تمنى أن يراه قبل موته - فوضع لذلك وصیة شرعیة لدى وزارة العدل تحت رقم 99 صادرة في 22 ربیع الأول عام 7041

ھ الموافق 42 نوفمبر 6891 م، أوصى فیھا ابنه الأكبر علیاً ببناء ھذا



المسجد الجامع بكل مرافقه وفُرُشِه، وجمیع ما يحتاج إلیه.

وقد منّ الله سبحانه وتعالى علیه ببركة في العمر؛ حتى شاھد المسجد



بعد إتمام بنائه بل وصلى فیه وھو على كرسي المرض، وشكر الله تعالى على نعمته وتوفیقه له بإعمار بیت من بیوت الله تعالى في الأرض.

كرمه في شھر رمضان المبارك:

كلما أقبل شھر رمضان من كل عام بنفحاته الإيمانیة، أضفى جواً روحیاً





على المؤمنین، فترق قلوبھم، وتسمو فیھم عاطفة الرحمة وخلق

الإحسان، فیبادرون إلى الفقراء والمحتاجین اتباعاً لھدي رسول الله[، عن

كان [ أجود الناس، وكان أجود ما يكون » : ابن عباس رضي الله عنھما قال متفق علیه. «... في رمضان حین يلقاه جبريل

وقد أدرك المحسن محمد الدخان ھذه المعاني، فحرص على ترجمتھا إلى واقع عملي، فكان يفتح مكتبه طوال الشھر الكريم لذوي الحاجات والفقراء والمعسرين، فیفك عسرتھم ويسد حاجتھم، داعیاً الله سبحانه وتعالى أن المُسلِمُ أخُو » : ] يیسر علیھم في الدنیا والآخرة، مستذكراً قول النبي المسلم: لا يظْلِمُهُ، ولا يُسْلِمُهُ، مَنْ كانَ في حاجةِ أخیه، كانَ اللَّهُ في حاجتِه ومن فَرَّجَ عن مُسْلمٍ كُربَْةً، فَرَّجَ اللَُّه عَنْهُ بھا كُرْبةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ رواه البخاري ومسلم. « القیامَةِ، ومَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِیامَةِ

ولذا فقد كان المحتاجون والفقراء يتوافدون بكثرة على مكتبه في شھر
رمضان الكريم، مما كان يشكل ضغطاً كبیراً على العاملین لديه، وعندما
كان يلمح في وجوھھم بعض التذمر من شدة ھذا الضغط، يخفف عنھم
إنني أكبر منكم سناً وصائم مثلكم، ولكنني أجد سعادة ما بعدھا » : قائلاً
سعادة في إعانةھؤلاء الفقراء والمحتاجین، خصوصاً في ھذا الشھر.








« الفضیل، وإن شاء الله ستكسبون الأجر الكبیر على صبركم

وحتى عندما داھم المرض المحسن محمد الدخان كان شديد الحرص

على استمرار تدفق نبع الخیر من حُرّ أمواله التي أفاء الله بھا علیه، فحث



أبناءه وبناته على مواصلة ما بدأه من أعمال، والتمسك بالعادات الطیبة

التي كان يسلكھا في المناسبات المختلفة.

التعديل الأخير تم بواسطة الوطني ; 10-05-2009 الساعة 11:12 AM.
رد مع اقتباس