عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-05-2008, 03:21 AM
محمد محمد غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 465
افتراضي فهد عبدالرحمن المعجل (القبس 12-3-2005)

الحديث مع فهد المعجل، وقد تجاوز السبعين من عمره، يعيدنا إلي قيمومبادئ جيل تربي علي البساطة والتسامح والصدق والأمانة في حياته الخاصة والعملية،وقد حفلت حياته بالمواقف والأحداث التي رواها في هذا الحوار الذي بدأناه بالسؤالالتالي:

س: فهد المعجل أحد رجال الأعمال البارزين أين هو الآن.. وماذايفعل؟...

في الوقت الحاضر، أنا بحكم المتقاعد بعد سنوات طويلة من العمل

والدي مدرستي وجامعتي

س: لو عدنا معك إلي الوراء .. وتحديدا إليسنوات الطفولة.. وبدايات مشوار العمر لنلقي الضوء علي جوانب من ذكريات تلكالمرحلة؟

ولدت عام 1932.. ولم أعش طفولتي كباقي الأطفال ولم ألعب فيالشارع مع أبناء الجيران في الفريج، ولم أتلق دراسات أكاديمية وإنما المبادئالأساسية للقراءة والكتابة والحساب في دار الملا مرشد، وتعلمت الانكليزية عندإبراهيم كدو، ثم طلب مني والدي أن اعمل معه وكان عمري آنذاك 13 سنة، وذلك بحكم كونيالأكبر في الأسرة ، بينما تخرج شقيقي في الجامعات الأمريكية، وبذلك كان المرحوموالدي هو مدرستي وجامعتي تخرجت فيها، وبدأت أساعده في العمل بالدكان في سوق التجار،حيث كنت أجلس بجانبه، ويعلمني كيفية كتابة المراسلات والبرقيات، وفي الوقت نفسهافتح الديوانية من الفجر، واعد القهوة للضيوف وأقدمها لهم، ثم أذهب إلي الدكان معالوالد، ليبدأ العمل ، وكنت أذهب للجمارك لانجاز المعاملات، واحصل الفلوس منالزبائن.

س: ماذا كنتم تبيعون فى هذا الدكان؟

في البدايةكنا نبيع المواد الغذائية، ثم مواد البناء، ثم تطورنا إلي المتاجرة بالعقارات، وفيكل ذلك كنت إلي جانب والدي، الذي علمني العلم والأدب والتجارة وأصول التعامل معالناس.

س: ألم تكن تغار من شقيقيك اللذين تخرجا من أمريكا؟

- لا.. لأنني قبلت بالأمر الواقع، والحمد لله أديت واجبي، وتعلمت العلم من الحياة،وحرصت علي تعميق تمكني من اللغة الانكليزية، حيث كنت أراسل الشركات بنفسي، وبعدوفاة الوالد، أدرت الأعمال كان شقيقاي و شقيقاتي الأربع في منتهي الرضا عني، إلي أنوصلنا إلي ما نحن عليه.

الحياة.. المدرسة الحقيقية

س: هل تشعر أنمدرسة الحياة أفضل من الكتاب؟

بالنسبة إلي الحياة هي المدرسة الحقيقية،لأن العلم في الجامعة، هو نوع من الإضاءة حتى تعرف كيف تسير في الطريق لكن يعتمدالعلم علي الإناء الذي تضعه فيه، ولذلك نجد أحيانا متعلمين يحملون أعلي الشهاداتلكنهم غير مثقفين في الحياة، بينما هناك أشخاص علمتهم الحياة فاخذوا مكانة أعلي منبعض حاملي الشهادات، حيث تجد اثنين تخرجا في الجامعة نفسها والتخصص نفسه، فنجدأحدهما مبدعا، بينما الآخر فاشل، وهذا يؤكد أن الدراسة والشهادة لا تكفيان، إنماالمهم الإناء الذي نضع فيه العلم وهو الإنسان ... لذلك أقول أن الحياة علم، وإذاتوافرت الشهادة الجامعية إلي جانب شهادة مدرسة الحياة يبلغ الإنسان أعليالمستويات.

س: إذا عدنا إلي تلك الفترة التي بدأت فيها العمل مع الوالد،كيف تصف لنا الكويت آنذاك؟

حرص والدي دائما علي أن يصحبنى في زياراتهإلي أصدقائه من كبار السن، وكنت ملازما له طوال الوقت ، أما الكويت في تلك الفترة،ورغم أن الحياة كانت بدائية فإن الثقة بين الناس كبيرة، وتشمل البائع والشاري،والمسئول والموظف، كما أن القناعة كانت سائدة بين الجميع بعكس تفشي المادية حاليافي المجتمع، وأذكر أنه في الأربعينات والخمسينات،لو تقدم أحدهم بشكوى ضد شخص آخر فيالمحكمة، فإن الاثنين يختفيان عن الأنظار، لأنهما يخجلان من نظرات الناس وأقوالهم،إن فلانا اشتكي علي فلان أما الآن فلا أظن أنه يوجد أي شخص في الكويت ليس شاكيا أومشكوا عليه في المحاكم.

التجارة ماضيا وحاضرا

س: عاصرت عالمالتجارة والتجار منذ كان عمرك 13سنة مع الوالد ثم مستقلا وحتى اليوم، هل يمكن أنتقارن بين الماضي والحاضر في هذا المجال، خصوصا في مجال حل المشاكل بينالتجار؟

لو حدثت مشاكل وهي قليلة، كانت توجد لجنة تجارية، من التجار لهاصلاحية الفصل بين المتخاصمين، وحكمها مقبول من الطرفين، دون الحاجة للذهاب إليالمحاكم، أما الآن فإن التجارة تخضع لقوانين واتفاقيات، وفي هذه وتلك ثغرات يعمدالبعض إلي استغلالها لمصلحته.. بينما في السابق كانت كلمة " اعتمد" كافية كي يلتزمالتجار بها في التعامل بعضهم مع بعض، ونحن لا نلوم الكويت علي ما تشهده من تغيراتسلبية، لأنها في السابق كانت مقتصرة علي أهلها الذين يعرفون بعضهم أما الآن لدينامواطنون من حوالي 150جنسية، ودخلت عليها القوانين والتشريعات، والنفوس تغيرت بسببالجشع المادي.

س: في أي عمر توليت المسؤولية؟

أسس الوالد مععمي شركة عام 1913، اسمها شركة حمد وعبد الرحمن.. عمي حمد استقر في السعودية،ووالدي استقر في الكويت، وأنا بدأت وكان عمري 13 سنة كما قلت في العمل مع والدي،واستمريت معه حتى بلغ عمري 20 سنة، وكان ذلك عام 1952. وعندما تقاعد بدأت أديرالعمل بمفردي ومنذ ذلك عام وحتى الآن أنا المسئول عن تجارتنا وشركاتنا.

قنصلفخري لقبرص

س: كيف ولماذا توليت منصب قنصل قبرص؟

كنت مرةمسافرا إلى اليونان، فقابلت شخصا لبنا نيا يعمل وكيلا لطيران الشرق الأوسط فدعانيلزيارة قبرص، وهناك تعرفت على وكيل وزارة الخارجية القبرصية، حيث استقبلني فيالمطار واستضافني لمدة ثلاثة أيام، وعرفني علي الرئيس الأسبق المطران مكاربوس.. وعندما أردت العودة إلى الكويت قال لي وكيل الوزارة : الرئيس مكاريوس يبلغك تحياتهويطلب منك أن تكون قنصلا فخريا لقبرص في الكويت ونظرا لعدم درايتي بالسياسة لم أعطهردا حتى أسال حكومتي، لأنني لا أعرف نوع ومستوى العلاقة بين الكويت وقبرص .. وقتهاكان الشيخ صباح الأحمد وزيرا للخارجية فقابلته وأخبرته بالموضوع وطلبت رأيه.. فقاللي أنا سعيد بان يقوم مواطن كويتي بخدمة دولة صديقة هي قبرص.. وطلب مني أن أبلغهمبموافقتي.. وكان ذلك عام 1967 وحتى اليوم، وعاصرت أربعة من الرؤساءالقبارصة.

س: هل تحمل ذكريات عن بعض هؤلاء الرؤساء؟

المطرانمكاربوس شخصية فريدة من نوعها، يتمتع بالحكمة وقوة الشخصية، وكان يقال مكاريوس يحكمبلدا هو أكبر منه، فلو سأل أحدهم من يحكم قبرص، يأتي الجواب من الغالبية العظمى فيالعالم مكاريوس ولكن لو سألت من يحكم الصين التي تفوق أكثر بلدان العالم بعددالسكان، فان الكثيرين لا يعرفون اسمه.

ثم تولى الحكم في قبرص كبريانو وكانوزيرا للخارجية قبل تولي الرئاسة، تلاه باسيليو، وكان تاجرا ولديه إقامة فيالكويت.

س: الوالد ربٌاك على التسامح والثقة والعمل بضمير.. فهل ربيتأولادك على هذه القيم؟ وما رأيك بالتغيرات التي طرأت على الأسرة الكويتية؟

نعم .. زرعت فيهم كل هذه القيم وما تعانى منه الأسرة الكويتية أمر يؤسفله.. وهذا التغير بدا في الخمسينات مع تطور الحياة في الكويت والانفتاح علىالمجتمعات الأخرى.. والتعرف على كل أدوات العصر الحديثة من الراديو إلى الفضائيات.. مما أحدث تغييرا في كل ما كان قائما قبل تلك الفترة ... ولا أعتقد أنه يمكن الحد منالظواهر السلبية لأن الزمام أفلت بدخول الانترنت والتكنولوجيا الحديثة.. ولم يعدممكنا أن ينجح التوجيه والتربية وأصبح الاعتماد على شخصية الإنسان واختياراتهواستعداده للتوازن والاعتدال والسلوك السليم.. لأن المنع بزيد رغبتهم في التعرف علىالممنوع .



تطبيق القانون

س: من خلال قراءتك للأحداث.. ماالذي تحتاجه الكويت الآن؟

تحتاج إلى تطبيق القانون، وحكم حازم وإلىأقدام الناخبين على انتخاب أعضاء مجلس أمة بمستوي المسؤولية لأن يكون الانتخاب علىأساس مادي أو عائلي أو قبلي.. إنما أن يختار الأفضل لأن الديمقراطية في الكويتضرورية ولا فرار منها، والمشكلة في الناخب وكيفية اختياره للنائب أدى إلى جعلالتسريع في مهب الريح.. لأن الحكومة بعيدة عن تطبيق القانون، والمجلس يعاني التناحروالاستجوابات التي لا داعي لها، لأن الاستجواب يجب أن يتحلى بالموضوعية .. وإذااستمر الوضع على ما هو عليه فستعاني الكويت من الضياع.

س: وما هو تعليقكعلى الحوادث الإرهابية التي وقعت مؤخرا؟

الكويت ليست بعيدة عن دولالجوار.. والمثل يقول "إذا كنت قريبا من النار لا تأمن الشرار.." والإرهاب إذا لميجتث من جذوره من حلال التصدي بحزم لأولئك الذين يغسلون أدمغة الشباب المراهقين منخلال إنزال العقاب بهم فلن بتغير شيء كما أن الإرهاب موجه ضد الولايات المتحدةالأميركية بسبب عدم عدالة السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية .. فإذا مارستالإدارة الأميركية الحياد والعدالة تجاه هذه القضية فإن 60% من الإرهاب ينتهيتلقائيا.

أزمة سوق المناخ

س: كنت واحدا من الذين تعرضوا للخسارةفي سوق المناخ كيف تخطيت هذه الأزمة؟ ولماذا تورطت فيها وأنت التاجرالمخضرم؟

أزمة سوق المناخ نتجت عن عدم تطبيق القانون وقد وقعت فيهالاعتقادي أن القوانين هي التي تحكم التعامل في هذا السوق لكن ما حدث كان عكس هذاالأمر.. لا في البداية ولا عندما وقعت الأزمة .. حيث كان التعامل في السوق يتم بلاضوابط قانونية مما أدي إلى حدوث إرباك، ومن ثم وصلنا إلى ما وصلنا إليه .. والحمدلله استطعت تخطي الأزمة بعد صدور القانون الخاص بمعالجتها، لكن لم تزل بعض الرواسبموجودة حتى الآن..

وأعتقد أن الأزمة كانت لعبة ومكيدة، وقع فيها الكثيرونمن أمثالي الذين كانوا يظنون أن سوق المناخ خاضع للقانون.. ولذالك أقول أي الإنسانمعرض دائما للمصاعب والمصائب. ومنها أن يصاب بصحته أو أبنائه أو بماله والمصيبةبالمال من أهون المصائب لأن المال يعوض، بينما الصحة والأبناء لا يمكنتعويضهما.

أحاديث الدواوين

س: ما أبرز القضايا التي كان يناقشهارواد الديوانيات في السابق عندما كنت ترافق الوالد وتقدم القهوةللضيوف؟

كانت الأحاديث تدور حول الإحداث التي كانت تقع في البلاد وهيمحدودة.. والغالب كان حول الشعر والأدب ، ونشاطات التجار في البيع والشراء ولا وجودللتلفزيون والراديو.. بينما الصحف المصرية كانت تصل بعد شهر من صدورها.

س: من هم أبرز رواد ديوانية الوالد؟ ومن همأصدقاؤك؟

كثيرون.. ولا استطيع أن أحصيهم وأخاف أن أن أذكر البعض وأنسىالبعض الآخر .. وكذلك الأمر بالنسبة إلي أصدقائي.. ولكنني أقول إن أبناء هؤلاءالأصدقاء أصبحوا أصدقاء أولادي.

التجارة اهتمامي

س: آنذاك شهدتالكويت الكثير من الأحداث السياسية هل شاركت في بعضها؟..

لا... لمأشارك في أي منها، لأن اهتمامي كان منصبا على التجارة، ولذالك أصبحت عضوا في غرفةالتجارة ، وفي مجالس إدارات عدد من البنوك، ولم أتقلد أي منصب حكومي أو أشترك في أيلجنة حكومية.. وكنت أيضا بعيدا عن التيارات السياسية التي كانت ناشطة في تلكالحقبة.

س: ماذا تعلمت من الوالد؟

تعلمت الكثير .. أذكر منهاما كان يخيرني به أنه في حال تعرضت للظلم أو السرقة من بعض الأشخاص، على ألا أحزنبل أحمد ربي، لأنني لست السارق ولا الظالم.. ومازلت أطبق هذه الحكمة حتى اليوم فيحياتي في الكثير من القضايا المشابهة.

س: لكن مدرسة الوالد التي تعتمدعلى الثقة وكلمة "اعتمد" لم يعد لها وجود في هصرنا.. كيف استطعت أن توازن بين ماتربيت عليه، وبين الواقع؟

أواجه الواقع بالأساسيات والمبادئ التي تربيتعليها، ومن بينها، عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، وعامل الناس بالتسامح.. و" خلى نفسك مغلوب ولا تغلب" وأحب أن أكون مرنا في كل شيء.. وأقوم بما يمليه عليضميري.

س: هل أولادك لديهم ميول تجارية؟

لدي أربعة أولاد .. شابان وفتاتان .. الشابان يحبان التجارة .. أما البنتان فالأولي تعمل في " القبس " والبنت الثانية، زوجة سفير الكويت في السويد .. ولديها ميول تجارية لكن لم يكنلديها الوقت لممارسة التجارة.
رد مع اقتباس