عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 11-04-2008, 01:08 AM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

في بحثنا الاخير عن القصيبة والتي انتقل اسمها من التصغير الى الاصل واصبحت القصبة كانت في القديم مصغرة وفي العصر الحديث مكبرة رجعنا الى الاسم لا بل نقول ان التصغير هو اسمها الاصلي لكن الشيء الغريب ان ظاهرة تصغير اسماء الاماكن كلها في العصر الحديث ما عدا هذه الاسماء الثلاثة او ربما غيرها وهي الضبيعة التي عرفت بالضباعية والصبيب الذي ظهر اسم مجاور له وهو الصبية وكذلك القصيبة لكن في الكتب الحديثة تجد غالبية الاسماء في اماكن الكويت مصغرة.
القصيبة: ذكرها العالم الانكليزي في كتابه الكبير الجغرافي حيث قال في العدان ام اقصيبة وذكرها المرحوم حمد السعيدان في الموسوعة الكويتية الجزء الثالث فقال :
أم قصيبة: رأس في ساحل المنطقة الجنوبية يبعد أحد عشر كيلومترا شمال الجليعة جنوب ام الهيمان، القصيبة اليوم اصبحت من ضمن كثير من الاسماء في الكويت التي دخلت عليها لفظ ام تسبقها فتجد أم الهيمان وهذا على مقربة من القصيبة وهناك أم الرمم أم قطى أم قصر وكذلك هناك عندنا قرب ملح أم الركبان واصلها أرمى الركبان في القديم.
والقصيبة اليوم تسمى مرة ام أقصيبة بوضع الف وهمزة تسبق القاف وكلها ذكرها السعيدان ام قصيبة بدون الف ولا همزة تسبق القاف.
والسؤال أين القصيبة اليوم؟ كما قلنا تقع القصيبة أم قصبة بين الشعيبة وام الهيمان في الوسط وكانت الشعيبة استولى عليها النفوذ النفطي واصبحت ميناء الشعيبة فان مصير القصيبة القصبة نفس المصير فقد استولى عليها واصبحت اسمها اليوم ميناء عبد الله واصبحت جزءا منه ومع مرور الزمن سيمحى اسم القصيبة التاريخي.
كيف كانت حال القصيبة على حال التاريخ؟
القصيبة مر عليها اطوار من الحياة والناس الذين سكنوها وكانت هي ومصلان ووارة والطويل والعدال كلها قرى صغيرة بها آبار وكانت تسكن من قبل الكويتيين الذين كانوا يزرعون البطيخ والطروح القثاء والقمح والجت ـ البرسيم ـ وكانوا يعتمدون على الزراعات القليلة لانهم يعرفون ان آبارهم ستجف بعد سحب المياه منها بكثرة وكانوا يعتمدون على صيد الاسماك وهكذا كان حالهم الترحل في الشتاء والربيع الى اطراف الكويت حيث الكلاء لاغنامهم وابلهم وفي فصل الصيف يقيضيون في هذا الساحل الذي من ضمنه القصيبة.
لم تذكر القصيبة في العصر الحديث الا في الخرائط الواردة من بلدية الكويت والتي ظهرت بعد العدوان الصدامي لتبين مناطق الالغاء للحذر منها والحيطة.
لقد ذهبت القصيبة القصبة كما ذهب اللقيط وغيرها في المناطق التي كانت تزرع قبل قرن من الزمان وقد وصلها التمدين وهذا هو وضع الحضارة التي فرضت بصماتها لكن نحن هنا نكتب للتاريخ للقصيبة وتاريخها في ارض الكويت.
وقبل ان انهي هذا البحث، أن في نجد هناك قرية في منطقة القصيم ذكرها لوريمر وهي ايضا قرية تاريخية لكنها غير قصيبة العجاج وكاظمة المعروفة لدينا وأنقل ما اورده لوريمر في كتابه الجغرافي الجزء الخامس صفحة (1915) يقول:

القصيبة

قرية كبيرة او مدينة صغيرة في منطقة القصيم قرب طرفها الشمالي، وتقع على بعد 25 ميلا شمال غرب شمال بريدة، في تجويف طبيعي يبلغ ارتفاع جوانبه 100 قدم، ويتكون المكان من اربعة احياء منعزلة، ويبلغ عدد السكان المستقرين حوالي 2500 نسمة معظمهم من العنزة وبني خالد والزنوج وهم ضعاف نحاف ومظهرهم يبدو عليه الهزال، وهذا راجع بلا شك لسوء الاحوال الجوية التي تختلف من فصل الى آخر، وانتشار البعوض والامراض طوال العام، وتمتد زراعات النخيل في القصيبة لمسافة ميلين ونصف الميل، وتوجد بها الفواكه والحبوب، ويتمتع تمر القصيبة بسمعة طيبة في انحاء القصيم، ويقال ان بالقصيبة 8000 رأس من الماعز والاغنام ولكن حيوانات النقل والحيوانات الاخرى بها قليلة.
ومن المؤكد ان القصيبة هذه التي في نجد قد تغيرت اليوم بعد وصف لوريمر لها قبل قرن من الزمن وما مر على نجد من التحديث والتطور واخيرا فهذا ما جئنا به وتتبعناه وبحثناه عن القصيبة في الكويت وفي نجد والله الموفق.

جريدة الوطن 26/9/2003
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس