عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 08-06-2009, 06:55 PM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

العملة الكويتية
من «طويلة الحسا» إلى الروبية وصولاً إلى الدينار

• الـ «بيزة».. أول عملة وطنية
كونا – يذكر التاريخ حسب ما تم اكتشافه من آثار ان أول اربع عملات تم تداولها في الكويت وتحديداً في جزيرة فيلكا ترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد عندما استقر الاغريق في الجزيرة التي اطلقوا عليها اسم ايكاروس.

وأهم العملات التي اكتشفت عملة عليها رأس الاسكندر الأكشبر وأما الثلاث الأخرى فحملت صورة القائد اليوناني سيلوقوس الذي حكم الجزيرة منذ 200 سنة قبل الميلاد.

وعن العملات وتاريخها في الكويت يقول الباحث في التراث الشعبي الكويتي الدكتور عادل العبدالمغني ان أول عملة تم تداولها في الكويت كانت غريبة الشكل أطلق عليها اسم «طويلة الحسا» وكانت هذه العملة متداولة في منطقة الاحساء قبل تأسيس امارة الكويت، وحكم صباح الأول في بداية القرن الثامن عشر وقد تم تداولها في الكويت ابتداء من استقرار آل الصباح واستمرت إلى ما يقرب من 50 عاماً، وهي تضم ثلاث عملات هي الذهبية والفضية والنحاسية.

تسميات مختلفة
وأشار العبدالمغني في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) إلي تعاقب العملات المختلفة التي تم تداولها في الكويت كريال الملكة تريزا والريال الفرنسي والريال النمساوي وريال الفضة وهي تسميات مختلفة لعملة واحدة عرفت في الكويت بالريال الفرنسي ويحمل الريال النمساوي صورة الملكة تريزا ملكة النمسا وتم أيضاً تداول العملة العثمانية والعملة الفارسية وأخيراً الروبية الهندية.

وقال ان تداول العملة الهندية في الكويت بدأ منذ عام 1830 إلى عام 1960، وذلك نتيجة لاستتاب الأمن والاستقرار في ربوع الامارة وموقع الكويت الجغرافي الممتاز المطل على الخليج العربي وازدهار النشاط التجاري البحري الكويتي وانتعاش الحياة الاقتصادية بفضل عائدات استخراج اللؤلؤ الذي حمله تجار اللؤلؤ إلى الهند لبيعه.

وذكر ان تجار اللؤلؤ الكويتيين في القرن الـ19 كانوا يتسلمون ثمن البيع بما يعادل قيمته بالذهب بسبب عدم استعمال الروبية الهندية في الكويت ولكنهم اضطروا لاستعمال الروبية بسبب ارتفاع قيمة الذهب في الهند وتشدد رجال الجمارك الهندية في دخول وخروج الذهب.

الروبية.. مراحل مختلفة
وأشار الدكتور العبدالمغني إلى مرور العملة الهندية أثناء تداولها في الكويت بعدة مراحل مختلفة، الأولى وهي الروبية التي صدرت في أثناء حكم الملك وليام الرابع لبريطانيا، وتم تداولها من عام 1830 إلى عام 1837 والثانية خلال تولي الملكة فكتوريا حكم بريطانيا من 1837 إلى 1901 وقد عرفت في الكويت باسم «أم بنت» بسبب وجود صورة الملكة على العملة.

وقال إن الروبية الثالثة صدرت أثناء حكم الملك ادوارد السابع من 1901 إلى 1910 عرفت باسم «أم صلعة» نظراً لأن صورة الملك يبدو في العملة وهو أصلع، والرابعة هي الروبية التي صدرت أثناء حكم الملك جورج الخامس من 1910 إلى 1936 وفي هذه الفترة تم إصدار أول عملة ورقية تم تداولها في الكويت، وكانت إصدار عام 1913 وعرفت في الكويت باسم «روبية الشايب» لأن الملك في صورته عليها يبدو كبير السن طويل الشارب والذقن.

وعن الروبية الخامسة، قال هي التي صدرت أثناء حكم الملك جورج السادس لبريطانيا خلال الفترة من 1936 إلى 1952 وخلال هذه الفترة تم إعلان استقلال الهند، واستخدمت الكويت نمطين من الروبيات، الأول تم صكه من معدن الفضة والثاني من النيكل، بينما كانت الروبية السادسة بعد استقلال الهند عن بريطانيا، حيث طرحت حكومة الهند روبيات وأوراقاً نقدية جديدة تختلف عن سابقتها، فقد اختفت صور ملوك بريطانيا ليظهر مكانها رسم الشعار الهندي «أسد اسوكا» وتم تداولها في الكويت ابتداء من أكتوبر عام 1956 وعرفت باسم «أم صنم» نسبة إلى شعار الأسد.

العملة الجديدة
وذكر العبدالمغني ان التعامل بالعملة الجديدة ظل حتى عام 1959 عندما أعلنت حكومة الهند نيتها في فصل الروبية المتداولة في الهند عن دول الخليج العربي مع طباعة نماذج جديدة من الأوراق النقدية تختلف في اللون لاستخدامها فقط في الكويت ودول الخليج، وكان لهذا الإجراء المفاجئ، الصدى السيئ في الأوساط الحكومية والتجارية في الكويت والخليج.

وأضاف ان الكويت قبلت بهذا الإجراء الذي اتخذته حكومة الهند وهي مكرهة، ولكن أمر الشيخ عبدالله السالم الصباح في الوقت ذاته على الفوز بالإسراع في إجراء الدراسات بشكل عاجل وفوري لإصدار عملة وطنية كويتية، وقد تم استخدام العملة الخاصة بدول الخليج خلال الفترة من 1959 إلى 1961، وهي عبارة عن الروبية الورقية التي تعتبر السابعة من الروبيات التي تم تداولها في الكويت.

العملة الوطنية
وحول العملة الوطنية الكويتية افاد العبدالمغني، ان اول محاولة لاصدار عملة وطنية، كانت في عهد الحاكم الخامس الشيخ عبدالله بن صباح 1866 – 1892 فقد امر بسك عملة وطنية، تعبيراً عن السيادة قيمتها «بيزة» وتم سكها بالوسائل اليدوية، فكان شكلها غير منتظم وتم طرح بضع مئات منها في السوق، ولكن لم يستمر التداول بها سوى بضعة اشهر بسبب قوة الروبية وعدم وجود اي غطاء من الذهب يسندها.

وقال انه بتاريخ الاول من ابريل عام 1961 تم طرح الدينار الكويتي للتداول وسحبت اوراق النقد والمسكوكات الهندية لاعادتها الى الهند وفق الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين حكومتي الكويت والهند، وقامت البنوك الكويتية ودائرة البريد بعمليات احلال الدينار الكويتي الجديد محل الروبية الهندية، على مدى شهرين متتابعين، حيث تم خلالها استبدال ما قيمته نحو اكثر من 25،5 مليون دينار بنحو 342 مليون روبية، على اساس ان الدينار يعادل 13،33 روبية.


النقد الجديد: 5 إصدارات للدينار
ذكر العبدالمغني ان النقد الجديد اشتمل على الاوراق النقدية والمسكوكات المعدنية، وكانت الاوراق تحمل صورة أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح وتوقيع رئيس مجلس النقد آنذاك الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وصورا لمعالم النهضة في الكويت، وبعد سنة من صدور النقد الجديد طرأ تغيير على المسكوكات المعدنية فاختفلت عبارة «امارة الكويت»، واستبدل بها اسم «الكويت» لان اصدار النقد قد ظهر قبل الاستقلال.

وقال ان للدينار الكويتي خمسة اصدارات الاول خلال عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح عام 1961 والاصدار الثاني خلال عهد المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح عام 1970 بينما تم الاصدار الثالث عام 1980 والاصدار الرابع عام 1991 والاصدار الخامس عام 1994 وكانت هذه الاصدارات في عهد المغفور له الشيخ جابر الاحمد الصباح.

القبس 19-8-2008م
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس