عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-10-2011, 04:04 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي سعاد الرفاعي ... دوّنت خواطرها في مذكرات إنسانية

قراءة وثّقت مشاهد وأحداثا ورؤى مختلفة في تاريخ الكويت التربوي

سعاد الرفاعي ... دوّنت خواطرها في مذكرات إنسانية





السيدة سعاد السيد رجب الرفاعي




غلاف الكتاب


| كتب المحرر الثقافي |

وثقت التربوية الفاضلة سعاد الرفاعي في كتابها «مذكراتي» الكثير من الاحداث والتطورات التي شهدتها الكويت خلال فترات زمنية مختلفة... من تاريخ الكويت القديم.
والكتاب... الذي حرصت سعاد سيد رجب الرفاعي على ان يكون في رؤية جديدة - شكلاً ومضموناً - احتوى على 430 ورقة من القطع المتوسط، متضمناً اهداء خمس مقدمات والعديد من المحطات التي توقفت عندها المؤلفة الى جانب ارشيف من الصور النادرة تلك التي تؤرخ لحقبة مهمة في تاريخ الكويت.

وفي لفتة انسانية شيقة كتبت الرفاعي في اهدائها للكتاب «وطني الذي اعطاني ما اريد، ولا ادري كم اعطيه... والى امي شريفة السيد طالب النقيب... الى ابي السيد رجب السيد عبدالله الرفاعي... الى شقيقي عبدالمطلب الذي علمني كيف اقرأ، وكيف اختار ما اقرأ والى شقيقي عبدالله الذي احبني بمقدار حبي له، ولربما اكثر... الى الدكتور نائل احمد النقيب، ابو هذيل - الذي كان حاضراً عندما بدأت في تدوين الذكريات ثم غاب بأمر الله...

كلهم حضور في عقلي وقلبي ووجداني، ولكل دوره المؤثر في سلوكي، لقد احببتهم واحبهم بلا حدود».

وجاءت مقدمة وزير التربية الاسبق الدكتور يعقوب يوسف الغنيم مؤكداً ان السيد رجب عبدالله الرفاعي علم من اعلام الكويت، وهو من ابرز العاملين وفي دائرة معارف الكويت، وكانت له اثاره التي ظل معاصروه والعاملون معه يتذكرونها له بالتقدير وبها تبوأ مكانة عالية في نفوسهم، وتحدث الغنيم عن الدكتور نائل النقيب وهو من ابرز اطباء الكويت في حياته، ولايزال مرضاه يذكرونه بالخير، وقال: «كان ابوهذيل رجلاً محبوباً لا ينساه احد ممن عرفه».

وتحدث الغنيم عن سعاد السيد رجب الرفاعي بقوله: «اما الاخت العزيزة سعاد السيد رجب الرفاعي وهي من تلك الشجرة الكريمة - فسنجد منها ما نريد ان نعرفه ضمن كتابها هذا «ثم اشار الى بعض محطات عملها وهي: من ابرز العاملين في المجال التربوي».

تخرجت في كلية البنات - في جامعة عين شمس المصرية - تخصص علم النفس والاجتماع عام 1961م.

اول موجهة كويتية لمادة الاجتماعيات في وزارة التربية التي انخرطت في سلك العمل بها منذ تخرجت.

اصبحت مديرة لادارة التعليم الثانوي في وزارة التربية ثم اصبحت بعد ذلك وكيل وزارة مساعداً لشؤون التعليم العام، وبقيت في عملها هذا الى ان استقالت عام 1991م.

وقال في ما يخص الكتاب: «ان النواحي التي تطرقت اليها ام هذيل كثيرة ومتشعبة، وكل ناحية من هذه النواحي في حاجة الى مزيد من الحديث، لولا انها اكتفت بما قدمت على امل ان تقدم جزءاً آخر من هذا الكتاب تتحدث فيه عن تجاربها التربوية الثرية».
وكتب وزير التربية الاسبق الدكتور حسن الابراهيم مقدمة ثانية للكتاب اشار فيها الى ثلاث رسائل يمكن استشرافها في هذا الكتاب، ففي الرسالة الاولى تصف المجتمع الكويتي في الاربعينات والخمسينات، اي زمن البراءة والرسالة الثانية تتمثل في الوصف الدقيق والرسائل غير المباشرة التي تدعو القارئ الى المقارنة بين وضع التعليم في ذلك الوقت والوضع الذي وصل اليه في الوقت الحاضر، وقال: «تريد الست سعاد في الوصف الجذاب للتعليم في الكويت ان تقول: ان المدارس في الكويت في ذلك الوقت كانت مراكز جذب لا طرد بسبب تنوع النشاطات الثقافية والرياضية داخل المدارس».
وقال وزير التربية الاسبق انور عبدالله النوري في مقدمته: «سعاد السيد رجب الرفاعي - ام هذيل - اسم ارتبط مع التعليم في الكويت فقد نشأت في كنف والدها السيد رجب الرفاعي الذي كان مديراً لدائرة المعارف، وعضواً في مجلسها في خمسينات القرن الماضي له اهتمامات ادبية وثقافية ومعروف عنه انفتاحه واهتمامه وتشجيعه لتعليم المرأة».

وقال عن الكتاب: «الكتاب كتب بأسلوب شيق وممتع نقرأه دونما جهد، وكأن ام هذيل امامك تروي لك ما هو مدون فيه»، واضاف: «لقد احسنت سعاد بتأليف هذا الكتاب، فهو ليسيد فراغاً في المجالين التربوي والفكري في الكويت والعالم العربي».

وقال الاستاذ باسم عبدالعزيز اللوغاني في مقدمته: «انني او ان اسجل اعجابي الشديد بما هو امامكم من مادة تاريخية لتجربة شخصية، خطتها أنامل امرأة ذات ارادة صلبة، تغلبت على كل الصعوبات والعوائق التي مرت بها في حياتها».

واضاف: «انصح كل انسان مثقف ان يطلع على هذا الكتاب، وخصوصاً بناتنا الشابات، ليستفدن، ويستمتعن بالاطلاع على تجربة غنية لامرأة كويتية نادرة».

في حين جاءت مقدمة مؤلفة الكتاب سعاد سيد رجب الرفاعي غنية بمدلولاتها ومشاعرها، متحدثة عن طفولتها التي ارتبطت بالوطن، وبالمدرسة المتواضعة، وتحدثت عن الطفلة الصغيرة التي كبرت وكبر معها حب الوطن واكرمها الله بالحياة في عصر ستة من حكام الكويت هم الشيخ احمد الجابر والشيخ عبدالله السالم الصباح والشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح والشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، والشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.

وعن الطفلة الصغيرة ذات الضفائر المزينة بشرائط بيضاء - هي - قالت: «لقد حرصت الطفلة ان تزرع في وجدان ابنائها واحفادها القيم، التي تربت عليها».

«وقبل ان نقرأ»... استهلال او مدخل حرصت الرفاعي فيه ان تمهد ذهن القارئ للدخول الى عالم ذكرياتها لتقول: «الحب في حياتي اكثر من الكراهية... اكره البدء بالاذى لانه ضد طبيعتي، لكنني في الوقت نفسه اكره المذلة ولا تخضعني الاساءة».

ثم توالت الذكريات التي صاغتها المؤلفة في سياق تاريخي وادبي شديدي الخصوصية، بدءاً من الملف المفقود... وتحت عنوان «مربي لا... صاحب عصا ومسطرة نعم!»، تحدثت الرفاعي عن كرهها للقسوة على تلاميذ المدارس، وبالتالي مواجهتها لهذا الامر بكل قوة وحزم.

وتوالت المشاعر التي كتبتها سعاد الرفاعي بذاكرة متوهجة، ومشاعر جياشة، كي نقرأ «الادعاء الكاذب اذل صاحبته»، و«حقيقة الملف المنمق»، و«سر الرسائل المزينة بالورود»، و«اتق شر من احسنت اليه»، الى جانب عنوان مثير «مجرم في مدرستنا!»، و«من الخالدية الى الجزائر»، و«البوابة المغلقة انكسرت اقفالها»، و«طفل شجاع وأم بطلة حنون»، و«حياة بسيطة لا نتوءات فيها»، و«الجندي سلطان»، و«متعة مرافقة الاحفاد» و«رجل ذو مظهر غريب»، وغيرها من العناوين التي تتمتع بحس ادبي جذاب، وقادر على لفت انتباه القارئ لمتابعة الاحداث والذكريات التي تندرج تحت هذا العنوان المشوق.

والى جانب جاذبية العناوين، فقد تمتعت افكار وخواطر وسرديات سعاد الرفاعي بقدر كبير من المصداقية، والحس الادبي الذي راعت فيه التسلسل في الاحداث والرؤى المطروحة، والتي تقول عنها: «انها مشاعر تلامس اوراقي من دون استدعاء... محاولة جمع مقاطعها لتكون هي الجمل التي يقصدها قلمي بالتعبير».

واضافت: «ان لذكرياتي ارففاً كثيرة وعندما تقفز واحدة منها لا اتجاهلها، وان كانت في غير موقعها فهي السابقة، وان حاولت ادراجها فمن جدول فلها الاولوية».

وزينت سعاد الرفاعي كتابها ببعض الصور التي تتحدث عن مراحل مختلفة، وهي: صور عائلية واخرى في المرحلة الثانوية، ثم مرحلة الدراسة الجامعية، وكذلك مرحلة العمل.


كتب أثرت في السلوكيات

تقول السيدة سعاد الرفاعي :

سنوات عملي المتكاملة تسعة وعشرون عاماً دون توقف، وما سبقها من سنوات دراسية، كل مرحلة تغلب في متعتها ماسبقتها... كانت الكويت هي المدرسة بساحاتها: علم وادب وبمكتبتها البسيطة التي حوت في ذلك الحين قصص الاطفال وروايات مشاهير المؤلفين، وان بقي في الوقت متسع بعد الدراسة ضمتنا تلك الغرفة بين كتبها، وتزداد المتعة اذا ما سجلت اعارة لكتاب يصاحبني الى المنزل، لاضيفه الى مازودني به شقيقي الأكبر «عبدالمطلب»، ويزداد احساسي بـ «الفرحة» انه ملكي وليس مستعاراً يرد الى المدرسة.

لقد اكتسبت بعض الحكم من تلك الكتب التي تتميز بالبساطة في عرضها للاحداث وما حوته من معلومات، وكم افادتني سلوكيات ابطال وبطلات تلك الروايات، وربما حاولت ان اقلد بعضاً منها، ومازلت محتفظة ببعض تلك القصص، وكم تمنيت ان يقرأها الاحفاد! ولكن وسائل اطلاعهم اختلفت، فثمة وسائل حديثة فرضت نفسها مثل الكمبيوتر والانترنت، كما تغيرت اهتماماتهم بفعل هذه المستجدات وتأثيرها القوي عليهم.

كانت المدرسة مرتعاً للعلم عقلاً وجسداً، وكان الكتاب المدرسي المقرر يضم بين صفحاته السلوكيات المطلوبة وبتداخلات محببة توصلها المدرسة لعقولنا.

استكمل لاحقاً ذكر تلك الحقبة التي ظلت تعاليمها كثوابت مؤثرة في حياتي.
بفضل اسلوب معلماتي اللاتي لا صلة لهن بطرق التدريس، وانما باجتهاداتهن الشخصية داخل وخارج الفصل.

* من كتاب «مذكراتي»


http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti...&date=30102011
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****