عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 14-02-2010, 03:20 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي



القبس - 30 يناير 2010

اجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية..

تعتبر المتاحف في الدول المتطورة ذات التاريخ العريق واجهة حضارية تبني تاريخ الدولة وثقافة أهلها وأصالتهم ومدى احترامهم للآباء والاجداد الذين سطروا صفحات ماضيهم بالكفاح والعطاء والوفاء والاخلاص، وفي الكويت هناك من يجسد هذا التاريخ بالجهد والبحث والمال ويقضي سنوات من عمره لخدمة القطع القديمة وبعض الادوات المنسية يبرزها ويبعث بها الروح ليعيد حياتها ورونقها.

التقينا صاحب المتحف البحري المثالي الذي يلفت انتباه كل زائر وهو نواف عبدالله حسين العصفور عاشق التراث والتاريخ البحري الذي قال: غرس المرحوم والدي عشق البحر وتراثه في نفسي وروحي منذ طفولتي، وكان بحارا يصطحبني معه في رحلات الصيد، ويصنع لي سفنا من الصفائح المعدنية تسمى «العدال»، وما زلت احتفظ بتلك السفن الصغيرة التي كنت الهو بها في البحر.
واضاف: ترك لي والدي بعض المقتنيات الثمينة النادرة التي يصعب الحصول عليها أو مشاهدتها في متاحف الدولة، وأنا قمت ببناء بيت كويتي بنظام قديم لجمعها ووضعها فيه بما يليق بهذه المقتنيات التي كانت نسيا منسيا، ولكن بهذه الجهود أعيدت الى الاذهان ذكريات الاجداد، ونذكر عشاق التاريخ بتلك الجهود التي تدل على الحضارة نراها في هذا المتحف قطعا يعود تاريخها الى اكثر من 100 عام وبعضها لا يقدر بثمن لأنها صور تعبّر عن عالم الماضي والتراث.

متحف خارجي
عندما تدخل منزل عاشق التراث البحري نواف العصفور، يقابلك بناء مثالي يمثل بيوت الآباء والأجداد، ويذكرك بالماضي الكويتي، أما من الداخل، فيذكرك بالذوق الكويتي الأصيل، تجد الليوان المسقوف بأعمدة الجندل، وتحته كرسي الحب والبرمة والفراش، وتنكة الكاز والبمبه، البطل، المحقان لتفريغ الكيروسين ودرام الماء (علبة) والمغسل، منحاز، رحى، الكاشونة، الملالة (لقن) لغسل الملابس، وبساتيك جمع (بستوك) للأجار (المخللات)، غرابية لماء اللقاء، راديو قديم، مطارح، الدوه (منقلة)، الغواري، منسف، حصران، منز، دراي شداخه، خانه للحمام، البنكه (مروحة).

متحف داخلي
أضاف العصفور: «من أقدم القطع الموجودة في المتحف، وأندرها واحدة تذكرنا بأول مشروب غازي صنع في الكويت (نامليت)» مشيراً إلى مكينة نادرة «وهذه تعيد تعبئة قناني هذا المشروب الذي برد على قلوب الأولين في المقاهي والأسواق والمنازل التي كانت تبرد النامليت بالخيش وقوالب الثلج، بدلاً من الثلاجة التي كانت نادرة، نامليت بوتيلة له ذكريات بصوته ورشه عندما كان يخض، تعود هذه المكينة إلى الثلاثينات، و«نشاهد مجموعة من القناني الفارغة الخضراء والبيضاء».
وفي المتحف سطل خشبي وماكينة تدار باليد كانت تستخدم في صنع «الدندرمة» أي البوظة وهي لفظة تركية «طوكديرمه».

وانتقلت مع نواف العصفور الى ركن آخر في المتحف فيه أدوات المطبخ الكويتي جدور نحاسية (قدر) والملبس، جولة أم قلاص وموقد يشعل بالكيروسين، ودبة الدهن، وهي كلمة عربية الجمع دباب اناء للزيت،، ويوجد في ركن المطبخ الكويتي سفر طاس اناء من النحاس والالمنيوم والملبس جمعها طوس وتسمى ملة، ومجراخ لبن، مشخال، الملاس، الطابي، المثعوبة، المسحالة، صحون أم نبت، غواري صبن، مطارة أم نسر، أباريق ماء نحاس.

وقال: أوان لها ذكريات في كل محتوياتها ومكوناتها وعندما تنظر اليها باعجاب فهي بسيطة وقليلة ولكنها كبيرة في عملها وادائها خاصة من الامهات والجدات،
أدوات لها حنين ذكريات الاخلاص والوفاء وبعد استعمال سنوات طويلة تجدها نظيفة وصالحة للاستعمال لانها كانت باليد الامينة الغالية وعليها بصمات الامهات والجدات تبقى شاهدة على الاصالة وحب الخير.
وشاهدت المتحف من الداخل في زاوية الالعاب الشعبية: العوعو ذلك الحيوان الذي لعبنا به وربطناه بحبل وسحبناه على الارض بعد أن أكل ما في بطنه لحم طيب، والبلبول الذي يدار بواسطة سوط من القماش كنا نسميه «خيط مسلجة» أو «سفيفة»، وذكرني نواف العصفور بما كنا نقوله:
«من عنده بلبول بلي!
طاح بالطاسة بلي!
وأنكر راسه بلي!»
ثم الوتاقة والدوامة، والتيل، القاري (الكاري) القافود (الكافود) من سعف النخل ياما سعدنا بهذه اللعبة المزينة من القماش الملون، وفي الداخل توجد الفخوخ (جمع فخ) والصلاليب، وقفص عساوه.

أدوات الصيد
وفي المتحف البحري لعاشق البحر نواف العصفور تشاهد الشرخ آلة تستخدم لصيد سمك البياح، وليخ لصيد الزبيدي، المسلاة لاخراج السمك من الحظرة، خيوط الحداق القطنية، الطاسة لصيد الزوري، عدة صناعة الشباك، مجسم لسفينة صيد من نوع (الورجيه)، قرقور اسلاك، قرقور عساوه، ومعدات القنبار (الكنبار) صيد السمك على الساحل ليلا، وهي: السيف، الكابر، اللوكس (مصباح يضيء بالفتيلة) ومجموعة من القواقع البحرية والاصداف والصخور المرجانية. وأشار العصفور الى البنديرة: وهي سارية يرفع عليها علم الكويت في مقدمة السفينة ومؤخرتها وصورة نادرة التقطت في الاربعينات لبوم النوخذة، محمود عيسى العصفور، (اقبال) قرب ميناء ممباسا بشرق افريقيا، وصور لبعض الطواويش والنواخذة من آل العصفور وهم: الطواش عيسى العصفور، ونصف العصفور، والنوخذة محمد ومحمود، وجاسم العصفور، وسعود العصفور نوخذا غوص، والبحار عبدالله حسين العصفور.


والمتحف غني بالأدوات المستخدمة في حرفة صناعة السفن الخشبية الشراعية، والأدوات التي يستعين بها الطواويش تجار اللؤلؤ في وزن اللآلئ وتصنيفها وتقييم أسعارها، والأدوات الملاحية التي كان يستخدمها النواخذة مثل: الكمال والقلمة والفرسكال، السكروب، الفرجال، الديرة، الشيشة، الدربيل، البلد، وكتيب قانون السفر الصادر سنة 1940، والأدوات المستخدمة في الفن البحري الطبل البحري، المرواس، الطويسات، الطار، البحلة، الهاون، وصور عن كيفية الغوص، ونماذج من السفن الخشبية المستخدمة في الغوص والسفر وبعض الأسماك المحنطة والكائنات: اللخمة، جرجور، الحمسة، العنزة، الفقل، الحياسة، بالإضافة إلى فك كبير لسمكة القرش المسماة محليا بـ «الذيبة»، وفي المتحف بعض أجزاء سفن السفر الشراعي وأدوات البحارة خاصة اليامعة البكرة الخشبية الضخمة لرفع الشراع تعود هذه اليامعة لبوم إقبال، وباورة والسن، دوار، وصندوق بحري بوحبال وأدوات لا تعد ولا تحصى عند نواف العصفور.
وعدة الغوص نادرة الوجود في المتاحف المحلية الخاصة.
يقول العصفور: يغلب على متحفي الطابع البحري بشكل خاص، والقطع المتعلقة بالبيت الكويتي القديم، وتبلغ مساحته ستين مترا مربعا، ويشتمل على أكثر من 2000 قطعة، وفيما بعد لدينا فكرة التوسعة المستقبلية للمتحف.

دار العروس
وفي آخر الركن او الزاوية في المتحف، أشار العصفور الى دار العروس، وقال: الدار عندنا في الكويت هي الغرفة وتصغيرها دويرة، والعروس للبنت اما الرجل فيدعى معرس، وانا حاولت ان اضع ثلث مساحة المتحف لمكونات دار العروس التي تتألف من الخزانة (الكبت)، الكاروكه عبارة عن سرير خشبي يشبه المرجيحة، خاص بالأطفال، اللقطة هندية (كاريوك)، وسرير، وصندوق مبيت، طاولة مرمر، سلة روط، البشتختة أم بوري، المباخر، والمراشة، مكينة خياطة، مطارح، قبقاب، سجادة مكة والمدينة، منجرة، عقال زري، دفاية بخاري، الحق لحفظ البخور، والرواشن وهي أرفف مبنية بالحائط وتحتوي على: لماعيات، رمامين، بنت التاجر، مرشات، زجاج، مكاحل.
واضاف العصفور: لقد زرع والدي في حياتي وفي قلبي حب كل شيء يخص الكويت تراثي او تاريخي من الماضي الى الحاضر والمستقبل، واصبح كل شيء فيني يعشق الكويت بحرها وبرها، واجلس ساعات في هذا المتحف اعيش الكويت وتاريخ الاجداد، واقدم الدعوة لكل من يعشق التراث البحري الكويتي.

اليامعة
وأخيراً تحدث نواف العصفور عن قطعة خشبية كبيرة صنعت من الأخشاب التي تمتاز بالصلابة، وهي ذات ثلاث أو أربع (مناخر) فتحات فيها بكرات تجمع وتمر من خلالها حبال الدقل العود الصاري الكبير، وبواسطتها يرفع الشراع العود، واليامعة المعروضة بمتحف العصفور تعود إلى بوم المرحوم النوخذة محمود عيسى العصفور وذلك بعد أن استغنى عن استخدام هذه القطعة (اليامعة) بالبوم بعد تثبيت محرك في منتصف الخمسينات وأزيل عن الصاري الكبير نهائيا، وقد أهداها النوخذة محمود العصفور إلى ابن عمه المرحوم عبدالله حسين العصفور والدي الذي احتفظ بها منذ ذلك التاريخ، ومن المفردات الشعبية في الكويت التي لها التسمية (اليامعة) وهي أعز قطعة في متحفي.





نموذج غواص مع الديين


مدخل المتحف


من الداخل


دار العروس


حبال السفينة (البحر)
__________________
رد مع اقتباس