عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 02-12-2009, 01:21 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي



06/03/2009 :::
في مثل هذا اليوم بدء عملية اطفاء الآبار النفطية التي أشعلها النظام العراقي في الكويت عام 1991
كتب ـ نواف العازمي:


الفريق اطفاء الأبار الكويتي

بدء في مثل هذا اليوم من عام 1991 عملية اطفاء الآبار النفطية الكويتية التي أشعلها النظام العراقي في الكويت وذلك بعد أن قدم 800 عرض من شركات عالمية تم على اثرها الاختيار بناء على توافر أحدث المعدات اللازمة لعملية الاطفاء حيث شاركت عدة شركات من 27 دولة في عملية اطفاء الآبار المشتعلة.

بعد ان وجدت قوات العدوان العراقي قرب هزيمتها امام قوى التحالف الدولى التى تشكلت لاعادة الحرية الى الكويت ورد المعتدي لم تجد امامها سوى التهديد باحراق ابار النفط الكويتية وسكب محتوياتها فى الصحراء والخليج العربي محدثة اكبر كارثة بيئية شهدتها المنطقة ومعطية شواهد حية عن همجية النظام العراقية وعدوانيته.

وعندما لم يجد هذا النظام اذانا مصغية لتهديداته قام بالفعل باحراق نحو 752 بئرا نفطية فى شتى مناطق الكويت وسكب محتويات عدد منها الى الصحراء مشكلا بحيرات نفطية كبيرة اضافة الى سكب ملاينن البراميل النفطية فى مياه الخليج العربي.

سياسة حرق الأرض وتدمير البيئة انتقام أخير

ولا احد يعرف بالتحديد الطريقة والوسيلة التى تم بها تخريب الابار وتفجيرها الا ان المعروف لدى الجميع ان ارض الكويت صارت تعلوها جبال من نار بعد ان اشعلت قوات الغزو العراقي النار فى هذه الابار .
وقد بدات عملة اطفاء الابار عقب تحرير البلاد فى فبراير عام 1991 وبالتحديد فى 6 مارس من العام نفسه حيث قدم 800 عرض من شركات عالمية تم اثرها الاختيار بناء على توافر احدث المعدات اللازمة للعمل .

وقد تولت عدة شركات قدرت بـ 800 شركة من 27 دولة العمل منها شركة سيفتى بوس الكندية وشركة ويلدويل الامريكية و شركة بوتس اند كوتس الامريكية حيث التزمت كل شركة بتشكيل ثلاثة فرق عمل ماعدا الفريق الكويتى الذي عمل كفريق واحد.

والى جانب هذه الشركات كانت هناك فرق اطفاء من ايران والصين وفرنسا وهنغاريا ورومانيا وبريطانيا والاتحاد السوفييتى (سابقا) وبلغ عدد الاليات والمعدت والعربات المستخدمة نحو 5800 الية .. وهذا الكم الهائل يمثل ثانى اكبر اسطول معدات من العربات غير العسكرية فى العالم وهو اكبر اسطول تم تجميع فى مكان واحد .
وقد توالت الشركات العمل فى اخماد الحرائق بمعدل نحو ثلاثة ايام وثمانى ساعات لاخماد كل بئر حتى بدا الفريق الكويتى العمل فى اطفاء الابار حيث قلص بحماسه واندفاعه فترة اخماد البئر الى نحو يوم وساعتين فقط لكل بئر.
ومما اسرع فى اخماد هذه اللابار طريق التعاقد بالاجر اليومي والتى تم من خلالها حماية حقوق الكويت واتاحت لوزارة النفط العمل بالصورة المثلى دون انتظار فريق او اخر.

كما حققت هذه الطريقة مرونة كبيرة فى التعامل مع الكارثة ووفرت المرونة لتحريك الفرق من حقل الى اخر وزيادة المنافسة فى العمل بين الفرق المسوءولة عن عملية الاطفاء.

وكانت عملية اخماد بئر ما تتم بعدة مراحل تبدا اولاها بتجهيز الموقع وتمشيطه وازالة الاسلاك الشائكة والالغام فى المناطق المحيطة بالبئر وشفط البحيرات النفطية القريبة منه لتعود الارض الى طبيعتها وصلابتها .
وتتمثل المرحلة الثانية باخماد البئر وتنظيف راسه بعد المعاينة الدقيقة والكشف عليه واعداد كافة المقاييس والاجهزة المطلوبة وتكون عملية الاخماد اما بضخ النفط او تركيب قطعة داخل راس البئر تكون موجودة اثناء تدفق النفط فى حال صلاحيتها.

احد فريق الاطفاء الأجنبية يمارس هواية الجري وسط التلوث وبعد هذه الخطوة يتم ضخ المياه المبردة على البئر لفترة طويلة ثم تتم مرحلة اصلاح راس البئر واعداده ليتمكن بعد ذلك من معاودة عملية الانتاج.

وكان متوسط الابار التى يتم السيطرة عليها يوميا نحو ثلاث ابار فى حين ان اكبر عدد من الابار التى تمت السيطرة عليها فى يوم واحد بلغ 13 بئرا.

وبلغت درجة الحراة فى الحرائق المندلعة نحو 1000 درجة مئوية كما كانت الابار تنفث فى حالات الذروة خمسة الاف طن من الدخان مشكلة شريطا طوله نحو 1300 كيلو متر .

وبدا الفريق الكويتى العمل فى اطفاء الابار فى 9 سبتمبر عام 1991 واستطاع اخماد 41 بئرا خلال 45 يوما من اهمها ( ام الابار ) وهو بئر فى حقل برقان 160 وضم الفريق 29 فردا كانوا يعملون على مدى 14 ساعة يوميا.

وفى الخامس من نوفمبر عام 1991 احتفلت الكويت باطفاء اخر بئر واقيم فى تلك المناسبة احتفال كبير في يوم 6 نوفمبر.
وقد بلغت التكلفة الاجمالية لاصلاح هذه الابار مع المعدات والرصيف الجنوبي وعدة مراكز للتجميع نحو مليار ومئة مليون دولار منها نحو 600 مليون دولار قيمة المعدات فقط.
وقد تم توثيق هذه الحرائق فى فيلم وثائقي بلغت مدته 36 دقيقة سمى ( حرائق الكويت) اخرجه الامريكي ديفيد دوغلاس بعدما انهمك مدة اربعة اسابيع فى العمل سويا مع فرق الاطفاء.; وبعد ان تم اطفاء هذه الابار بدات عملية جديدة تتمثل فى اعادة بناء هذه الابار واعدادها من جديد لاعادة الانتاج وقد عملت فرق متعددة من شركة نفط الكويت للوصول الى هذه الغاية وقد تمكنت بعد جهود حثيثة وباستخدام احدث المعدات والاليات من اعادة تاهيل معظم هذه الابار (نحو 600 بئر) في حين تم ردم القسم الباقى لعدم صلاحيتها للانتاج.

ولقد تسبب احراق هذه الابار فى خسائر مادية كبيرة ففضلا عن توقف هذه الابار عن ضخ النفط طول فترة احتراقها تسربت كميات كبيرة من النفط قدر سعرها بنحو 30 مليار دولار اضافة الى ذلك فهناك خسائر تمثلت فى الاموال المخصصة لفرق الاطفاء والالات المستخدمة وعمليات اعادة بناء هذه الابار ومعالجة الاثار البيئية الناجمة عنها.
وللتعويض عن جزء من هذه الخسائر فقد قررت اللجنة الدولية للتعويضات الخاصة بحرب تحرير دولة الكويت فى 17 ديسمبر عام 1996 توصية بدفع 610 ملايين دولار الى شركة نفط الكويت وذلك كتعويضات عن تكلفة اخماد ابار النفط التى احرقتها القوات العراقية خلال اندحارها كما وافقت اللجنة على ارجاء النظر فى حصول الشركة على 340 مليون دولار اخرى الى موعد اخر حيث ان الشركة كانت قد تقدمت بها الى اللجنة الدولية لتعويضها بملبغ قدره 950 مليون دولار عن خسائر هذه الابار.
يذكر ان قطاع النفط الكويتي تقدم ب 14 مطالبة تغطى الدمار الذي احدثه العدوان العراقي فى صناعة النغط الكويتية ويبلغ اجمالى هذه المطالبات نحو 29 مليار دولار.


رد مع اقتباس