عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 15-10-2012, 09:36 AM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

صبراً يا أُمَّ هذيل



حطّ عَلَيَّ في صباح يوم الأحد خبر شديد الوطء ملأ نفسي حزناً، وكساها همّاً ذلك أن الخبر ينعي إلينا المرحوم الدكتور هذيل نائل النقيب رحمه الله ورحم أباه. فقد كان الأب مثالاً للطبيب الإنسان الذي يقدِّم خدماته للناس جميعاً في كافة الأوقات، وكان - أيضاً- قد قدّم خدمات جليلة للبلاد أثناء تولّيه وكالة وزارة الصحة العامة، فترك في نفوسنا آثاراً كلها تقدير له ولجهوده، وجاء الابن هذيل ليحمل رسالة والده الطبية، فكان نِعم الطبيب، وكان خير خلف لخير سلف، عرفت آثاره عن قرب حين كتب الله عليَّ دخول مستشفى الرازي مريضاً، فوجدته يستقبل الجميع على حد سواء، ويباشر علاجهم، ويستمر في مراجعة الحالات بعد ذلك لا يتأخر عن مريض، ولا يتأفف عندما يُطلب أي أمر يتعلق بالعلاج، فهو إنسان قبل أن يكون طبيباً، ورجل عمل لا يتخلف عن عمله، اقتدى بوالده في العلم وفي الخلق فظهرت عليه آثار ذلك في عمله وتعامله.
وكما استقى خُلُقه الكريم، وسلوكه السَّوِيّ من والده الدكتور نائل، فقد استقى من والدته الأستاذة سعاد السيد رجب الرفاعي الوداعة وحب العمل والرغبة في خدمة الناس، وصفاء النفس. إن هذه الأم التي عرفتها مربية فاضلة لأجيال مرّت لا يمكن أن أنسى جهودها الرامية إلى بذر الروح السامية في نفوس أبنائها من الطلاب وبناتها من الطالبات، ولا أنسى حُسن التعامل معها في الوظائف التي تقلدتها، وكان لي نصيب في العمل معها خلال فترة ارتباطها بالعمل في وزارة التربية.
لا أشك - لحظة - في أن هذه الأم الحنون قد تلقت نبأ وفاة ولدها (هذيل) بصدمة شديدة، وحزن غامر، وسوف يمضي الوقت الطويل وهي تتذكر أيامه منذ كان طفلاً إلى أن صار طبيباً مرموقاً، وهي محقة في ذلك لأن قلب الأم شديد الخفقان لذكر الأبناء، وبخاصة أولئك الذين يغادرون دنيانا ونحن في أشد الحاجة إليهم، كما فعل حبيبنا الدكتور هذيل نائل النقيب.
وعلى الرغم من هذه الوقائع التي لا نستطيع لها دفعاً، ولا نملك أمامها إلا الخضوع لإرادة الله سبحانه، فإن ما نرجوه من أم هذيل الآن أن تتذرع بالصبر الجميل وأن تتحمل المأساة، في وفاة هذيل المفاجئة، كما تحملت مأساة وفاة والده التي كانت مفاجئة أيضاً وليس في يدي حيلة في مثل هذه الظروف، إلا أن أهتف بها قائلا: يا من تحمّلت الصعوبات وتعرضت لكثير من الأسى وبخاصة بوفاة الزوج والولد، أناديك راجياً منك الصبر على قضاء الله، وأن تتحملي ما حلَّ بك كما يتحمل مثله المؤمنون الصابرون.
إن الكثيرين من أبناء الوطن - وأنا واحد منهم - يشاركون سعاد الرفاعي في تحمّل الهموم، ويأسفون لفقد هذا الطبيب النّابه الذي كان ينبئ بمستقبل باهر في عالم الطب،ويتمنون له من الله الرحمة، ولأمِّه الصبر والسلوان.

د. يعقوب يوسف الغنيم

http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDeta...4&WriterId=134
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****