عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-01-2009, 02:41 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي من وثائق آل ابراهيم (1)

جنيه إنكليزي تبرع لجماعة الدعوة والإرشاد قبل قرن من الزمان.. غادر «بمبي» إلى القاهرة وسكن شبرد..

كتب أحمد شمس الدين - جريدة القبس

الأيادي البيضاء الخيرة للكويتيين، ومساهماتهم وتبرعاتهم للأعمال الخيرية ونصرة المحتاجين وإعادة الابتسامة للمعوزين، ليست بحديثة العهد عليهم ولا على خصالهم الخيرة الحميدة، التي يعود تاريخها الى عقود من الزمان.
وثيقتنا اليوم التي أحضرها مشكورا الاخ سامي الابراهيم لزاوية وثيقة للتاريخ والذي التقيته في مكتب الاستاذ وليد النصف، رئيس التحرير، ظهر الاربعاء الماضي 7 الجاري. والوثيقة واحدة من وثائق عدة ذات بعد تاريخي، محفوظة لدى افراد من اسرة آل الابراهيم.


الشيخ قاسم الإبراهيم

< هذه الوثيقة تحكي جانبا من حياة المغفور له باذنه تعالى، الشيخ قاسم بن محمد آل ابراهيم، ويعود تاريخ حكايتها الى حوالي مائة عام، وتحديدا في السابع من شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف هجرية.

وتدل دلالة واضحة على مقدار حبه لمساعدة الغير حتى وان بعدت المسافات عن فاعل الخير والجهة التي كانت بحاجة الى االدعم والمساعدة.. فالشيخ قاسم بن محمد آل ابراهيم، الذي كان يقيم في مدينة بومبي بالهند، يعمل بالتجارة ويقوم بأعمال الخير والبر والتقوى، نما الى علمه ان جماعة الدعوة والارشاد في مصر وابان حكم صاحب الدولة الامير محمد علي باشا – رئيس شرف جماعة الدعوة والارشاد نظير دعمه ومؤازرته الكبيرة لها ــ بحاجة الى المساعدة والدعم حتى يرى مشروع الدعوة النور، فتوجه من فوره الى مصر المحروسة واقام في قاهرة المعز واختار فندق شبرد، المطل على النيل الازرق، مقرا لاقامته حيث اجرى الاتصالات اللازمة ووقف بنفسه على الامر ومدى حاجة الجماعة الى الدعم المادي، فقرر التبرع بمبلغ 2000 جنيه انكليزي نقدا، او تبرعا ناجزا، و100 جنيه انكليزي اشتراكا سنويا على هيئة مكافأة توزع على طلاب «دار الدعوة والارشاد».


وثيقة الإبراهيم

وبالعودة الى مجلة المنار القاهرية – عدد الخميس 29 ربيع الاول 1329 هجرية الموافق 30 مارس 1911 ميلادية المجلد الرابع عشر – نجد ان اعضاء مجلس ادارة جماعة الدعوة والارشاد برئاسة محمود بك سالم، قاموا بزيارة شكر للشيخ الكويتي قاسم آل ابراهيم في مقر اقامته بفندق شبرد لتقديم واجب الامتنان على تبرعه السخي وتسليمه الكتاب (الوثيقة المنشورة) وابلاغه باختياره عضو الشرف الاول للجماعة، ودعوته الى جولة في النيل على ظهر السفينة الخديوية. وفي ما يلي النص الحرفي الوارد في مجلة المنار ص 196 عن الزيارة والتكريم:

الحفاوة بالشيخ قاسم آل ابراهيم
كان يوم الجمعة الثامن من ربيع الآخر موعد زيارة أعضاء مجلس «جماعة الدعوة والارشاد» للشيخ قاسم وموعد النزهة النيلية، في الباخرة الخديوية، اجتمع اخواننا الاعضاء في ادارة المنار بعد الظهر، وكان كتاب الشكر الذي نشرنا نصه آنفا قد كتب بخط جميل فوقعوه بأيديهم، وتخلف منهم محمد لبيب بك البتنوني فقط لانه كان منحرف الصحة. ثم قصدنا فندق شبرد فلقينا الشيخ ينتظرنا في بهو الحجرات التي يقيم فيها من الفندق، فقدمت له أخانا الرئيس محمود بك سالم وهو بدوره عرفه بسائر الاعضاء، وتلا أحدنا كتاب الشكر وأعطاه للرئيس وقدمه الرئيس للشيخ. ثم ذكرنا للشيخ قاسم ان هذا الوقت هو موعد النزهة النيلية التي أكرمه بها الأمير، وأنه أذن للشيخ أحمد زناتي ان يبلغ إخوانه أعضاء جماعة الدعوة والارشاد بان يكونوا معه في هذه النزهة. فأجاب شاكرا.
ركبنا السيارات الكهربائية (الأتموبيلات) من أمام الفندق الى ساحل روض الفرج حيث كانت السفينة الخديوية راسية فركبنا فيها باسم الله مجراها ومرساها. ولما توسطت المسافة بين روض الفرج والقناطر نصبت مائدة الشاي وما يتبعه من اللبن وأنواع الحلوى والفطير والمثلوجات فأصاب كل من الضيف الكريم والجماعة ماشاء منها.


وثيقة الإبراهيم

وأرست السفينة أصيل ذلك النهار الجميل عند حديقة منتزه القناطر فخرجنا وطفنا بالضيف الكريم القناطر كلها، ودخلنا الدار التي فيها مثل ونماذج أعمال الري في القطر المصري. ثم عدنا الى السفينة عند الغروب فعادت بنا الى ساحل البلد.
وقد رغب الشيخ قاسم من الشيخ أحمد زناتي عند وداعه أن يبلغ الأمير شكره ودعاءه على هذه العناية به، ونحن أولى بالشكر والدعاء، فنسأل الله تعالى ان يديم التوفيق لأميرنا، وأن يحسن جزاء هذا المحسن الى جماعتنا.
رد مع اقتباس