عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28-06-2008, 05:27 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

< < <
البطل الثالث: (عبد الرحمن الدويرج: الناصح المخلص)

في زمن الشيخ جابر العيش سنة 1260هـ (1844م ) أعد الشيخ بندر بن محمد بن ثامر السعدون شيخ عشائر المنتفق العدة لشن هجوم على الكويت مستغلاً تهدم أجزاء من سورها، وعندما سمع الكويتيون باقتراب بندر من حدودهم سارعوا إلى نصب مدافع جاءتهم من أمير بو شهر عبد الرسول بن نصر، وشرعوا في إصلاح ما تهدم من سور مدينتهم، وهم يرتجزون شعراً :

قل لبندر .. قل له
لا يغرّه ماله
الأطواب جرتّ له
والسور يبنى له


ولما اقترب بندر من الكويت عسكر في موقع يبعد عنها 20 كيلو متراً إلى الجنوب من البلدة يدعى (مَلَح ) جاء دور رجل من أهل الكويت للقيام بدور الناصح المنقذ لبلده.
يقول الرشيد: (بعثوا – أي أهل الكويت - إليه عبد الرحمن الدويرج أحد زعمائهم، وأحد أصدقاء بندر المخلصين ليعتب عليه فيما عمل، ويخوفه من سوء العاقبة، فقال عبد الرحمن لبندر بعد أن اجتمع به، وبندر لا يشك في صدقه وإخلاصه:
مالك ولحرب أهل الكويت، فإنهم تعاهدوا على مناجزتك، وعلى أن يقاتلوك قتال المستميت، وقد أودعوا أموالهم ونساءهم والعزيز لديهم في سفن شراعية، فإذا ما خذلوا في الميدان امتطوا غواربها إلى حيث لا تنالهم قوتك، ولا ترهبهم سطوتك ثم ما الذي يدفعك إلى هذا المضيق؟، وجابر لا يرى بينك وبينه ما يقتضي خوض غمار الحرب، وسفك الدماء البريئة، وهو مع هذا كله مستعد لأن يقدم لك ما أنت في حاجة إليه من الذخيرة وطعام
ففت عبد الرحمن بكلامه هذا في عضد بندر، وخامره منه اليأس، وعلم أن عاقبة البقاء أو الهجوم وخيمة عليه، فأظهر انصياعه للأمر، وكسا الرسول كسوة فاخرة، وأرجعه معززاً مكرماً، ومزوداً بالتحية لجابر ولقومه ثم قفل راجعاً من حيث أتى.
رد مع اقتباس