عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-02-2008, 11:36 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

ويرد الدكتور الغنيم هذا الاختلاف في الترجمة - مهما كان طفيفا - الى عدم الدقة في النقل من الاصل ان كان هناك اصل «كما يقول د. الغنيم».

يضيف د. الغنيم امورا اخرى تدعوه الى الشك في الوثيقة منها:

1- انه ليس من المعقول ان تحدث هذه التحركات الضخمة «150 سفينة على ظهرها حوالي ستة الاف رجل مسلح» دون ان تسترعي انتباه السفن الموجودة في الخليج حتى اننا لم نجد لهذه الحادثة ذكرا عند اي من الذين كتبوا عن المنطقة في هذه الفترة.

2 - بالاطلاع على تاريخ العراق في الفترة 1701 م لم نجد ما يشير الى هذه الحادثة على الرغم من ان حجم الحدث يستدعي تسجيله.

3- لم يكن العتوب من العشائر التابعة للعجم «ولا حتى آل مسلم فزعماء العتوب من آل الصباح وآل خليفة ينتسبون الى قبيلة عنزة العربية، وهي ذات القبيلة التي ينتسب اليها آل مسلم كما بينا سابقا».

4- تشير الوثيقة الى ان هؤلاء كانوا في طريقهم الى الاستقرار النهائي في البصرة وهو ما يختلف كليا عن اولئك «العتوب» الذين أتوا الى أم قصر ثم رحلوا منها الى الكويت في فترة تسبق هذه الفترة كثيرا(21).
واستنادا الى ما تقدم يصل الدكتور يعقوب الغنيم الى التشكيك في الوثيقة العثمانية وفي صحة المعلومات الواردة فيها ونحن من جانبنا نجد انه حتى لو صحت الوثيقة فان ما ورد فيها من معلومات حول احداث معينة تتفق مع ما ورد في مخطوطة لؤلؤتي البحرين وقرتي العينين ولاحمد بن يوسف الدارزي منها المعركة التي خاضها العتوب في البحرين والتي حددها احمد الدارزي «بكلمة شتتوها» والتي تساوي 1112 هـ الموافقة 1700 م وما يهمنا من مخطوطة الدارزي والوثيقة العثمانية هو ان الاتفاق على هذه الاحداث التي وقعت في مطلع القرن الثامن عشر يؤكد خطأ فرانسيس واردن في تحديد وصول العتوب الى الكويت وتأسيس مستوطنتهم فيها وفي حين تتحدث المخطوطة والوثيقة عن احداث للعتوب وقعت في مطلع القرن الثامن عشر وبالتحديد بين عامي 1700 - 1701 م فانها لا تنفي إمكان حدوث التأسيس قبل هذا التاريخ، ذلك ان المعركة التي اتفقت مخطوطة لؤلؤتي البحرين وقرتي العينين مع الوثيقة العثمانية على وقوعها يمكن ان تكون قد حدثت بعد تأسيس العتوب للكويت واستقرارهم فيها فتوجهوا بعد فترة للانتقام من والي البحرين والذي أوقع الفتنة بينهم وبين آل مسلم في البداية ثم بينهم مجتمعين «العتوب وآل مسلم» وبين الهولة «الحولة» وقد يكون هذا الانتقام محاولة منهم للاطاحة بوالي البحرين الفارسي، وضمها الى ممتلكاتهم.

اما ما جاء في كتاب والي البصرة العثماني عن العتوب ووصفه لقواتهم وطلبهم الاستقرار في البصرة فقد يكون ايضا بعد استقرار العتوب في مستوطنتهم الجديدة ومحاولتهم تأمين جانب الدولة العثمانية بالتفاوض مع السلطات العثمانية في العراق كي تتركهم الدولة العثمانية يعيشون في بلادهم في أمان على ان يلتزموا جانب السلم، ولا يتعرضوا للمارة او يهددوا أمن الطرق المؤدية الى البصرة ـ وهذه الرواية التي تناقلها الخلف عن السلف، وتؤيدها المصادر المختلفة مبينة ان الكويت قدمت نوعا من الولاء الشكلي لدولة الخلافة الاسلامية بواسطة ولاتها في العراق، وهو أمر فرضته على الكويت ظروف مجاورتها لدولة قوية هي الدولة العثمانية، وهو ما ينسجم مع واقع الاحداث وتسلسلها ـ وان الشيخ صباح أراد ان يدفع الدولة العثمانية للاستجابة الى طلبه بأن يظهر لهم مدى القوة التي يتمتع بها العتوب فجاءهم بهذا العدد الكبير من السفن (150) ومن الرجال والاسلحة كما تشير الوثيقة.

ولدينا من الادلة الوثائقية والمادية التي تثبت وصول العتوب وتأسيس الكويت في تاريخ سابق لما تشير إليه كل من مخطوطة لؤلؤتي البحرين وقرتي العينين والوثيقة 111 من دفتر الهمة العثماني، بالاضافة الى ما سبق ذكره حول رحلة مرتضى بن علوان التي تمت عام 1709 اي بعد ثماني سنوات مما تذكره الوثيقة العثمانية حول وصول العتوب الى البصرة، ففي وصفه للكويت دلالة على ان نشأتها سبقت عام 1701م بفترة ليست بالقصيرة.
واذا كانت الأدلة السابقة تثبت لنا خطأ فرانسيس واردن في تحديد تاريخ وصول العتوب الى الكويت، وتأسيس مستوطنتهم فيها فانه ليس وحده الذي أخطأ في ذلك الامر المهم، بل كان خطأ الدكتور احمد مصطفى ابو حاكمة مضاعفا حيث إنه اضاف سنوات اخرى تقدر بأربعة عقود من الزمن الى ما ذكره فرانسيس واردن مرجحا ـ وبدون اي دليل ـ ان العتوب اقاموا في الاحساء وقطر فترة تقدر بنصف قرن قبل قدومهم الى الكويت مدعيا انهم كانوا يحتاجون الى الاقامة هذه المدة لكي يتدربوا على ركوب البحر، ومما يدحض تقدير ابوحاكمة لتلك المدة ان المصادر تنبئنا بان العتوب كانوا مهيئين للتأقلم مع بيئتهم الجديدة في قطر التي اكسبتهم مهارات الغوص والسفر، ومكنتهم خلال فترة قصيرة نسبيا من استخدام السفن، وان يعمل بعضهم في الغوص بحيث اخذوا يتنقلون بين قطر والبحرين طلبا للاسواق والتجارة وبيع اللؤلؤ، واصبحوا على دراية تامة بشؤون البحر، ويعزز ذلك اطلاق المؤرخين الاجانب عليهم (Sea Beduin) او البدو البحريين.

كما انهم سلكوا طريقا بحريا في اثناء رحلتهم، وبذلك يكونون غير محتاجين الى المكوث في قطر مدة نصف قرن ليتعلموا شؤون البحر، كما اشار د.ابوحاكمة في اجتهاد غير موفق منه.. ليصل الى التاريخ الذي حدده لتأسيس الكويت وهو 1756م، وأخذت عنه المصادر المعاصرة خطأ.
وبعد الدراسة والبحث وجدنا ادلة وثائقية ومادية تثبت تأسيس الكويت في القرن السابع عشر، وليس في مطلع القرن الثامن عشر كما جاء في الاحداث التي اشارت إليها مخطوطة لؤلؤتي البحرين وقرتي العينين والوثيقة العثمانية رقم 111 من دفتر المهمة العثماني، التي ذكرنا حين عرضها ان تواريخ تلك الاحداث لا تتعارض مع امكانية تأسيس الكويت قبل وقوعها، ومن هذه الادلة يبرز لنا ما اشار اليه خليفة بن حمد النبهاني في كتابه «التحفة النبهانية» (22)، حيث يذكر انه اثناء زيارته الى الكويت عام 1947م اطلع على وثيقة مهمة مثبتة بدليل مادي حيث يذكر «كما اننا اطلعنا على ورقة حجة شرعية» تبين ان مسجد ابن بحر في الكويت جدد بناءه احد ابناء آل بحر «عبدالله بن سعيد بن بحر» عام 1158هـ، وذلك بعد ان حصل من قاضي الكويت على اذن بيع دار موقوفة على ذلك المسجد، ولا سيما انه من المعلوم ان تقادم المساجد وخرابه لا يكون الا بعد مرور مدة طويلة على انشائه تقدر بمائة عام، ويذكر النبهاني انه فهم من ذرية بن بحر ان المسجد انشىء عام 1080هـ/1670م، ومن هذه الرواية يتبين ان العتوب قد وصلوا قبل هذا التاريخ.

وقد عثر على نسخة من مخطوطة كتاب «الموطأ» التي نسخها مسيعيد بن مساعد بن سالم عام 1099هـ الموافق 1687 في جزيرة فيلكا (23)، فلا بد والحالة هذه ان في فيلكا استقرارا وفيها علماء ألفوا ونسخوا مثل هذه الكتب وغيره، ولما كانت فيلكا من جزر الكويت فان حالة الاستقرار التي تعيشها تعني بلا شك ان الكويت قد تأسست قبل سنة نسخ الكتاب بوقت غير قصير.

ومما يؤكد ان تاريخ تأسيس الكويت في مطلع القرن السابع عشر ظهورها في الخرائط التي رسمت في ذلك القرن وهي كالتالي ومن هذه الخرائط:

1 ـ خريطة ألمانية عنوانها: PERSIA SIVE SOPHORVM REGNVM رسمها الكارتوجرافي الشهير Bleau عام 1645م، ويلاحظ ان وادي الباطن الحفري (القديم) كان يقع شمال موقع بوبيان، وجاء التعليم عليها في شكل العلاقات التجارية التي كانت قائمة بين فارس وكل من البرتغاليين ومن بعدهم الانجليز ثم الألمان للاتجار في الحرير.

2 ـ خريطة الجغرافي الفرنسي نيكولاس سانسون Nicolas Sanson مؤسس علم الجغرافيا عام 1652م والمحفوظة في مكتبة جامعة كمبردج بعنوان:
Carted'el Arabi P.etree Deserte et heureuse

3 ـ خريطة فرنسية اخرى بعنوان: Carte des Trois Arabies منشورة عام 1654م محفوظة في مكتبة كمبردج.

4ـ خريطة هولندية رسمها الاخوان أوتنز R.&Ottens للدولة العثمانية يعود تاريخها الى اوائل القرن الثامن عشر وتبدو فيها الحدود بين منطقة الكويت والدولة العثمانية في بلاد الرافدين (البصرة) واضحة تماما.
ولما كنا قد عرفنا من خلال عدة ادلة منها مسجد البحر الذي فهم من ذرية آل بحر انه بني عام 1670م، وان المنطقة المجاورة للمسجد منطقة مسكونة تحيط بها البيوت والمباني الممتدة شرقا وغربا وجنوبا وشمالا كانت موجودة بلا شك قبل بناء ذلك المسجد بفترة.

وكذلك من كتاب الموطأ الذي نسخه مسيعيد بن احمد بن مساعد بن سالم في جزيرة فيلكا سنة 1682م.. ولا ننسى ما اشارت له المصادر التاريخية عن وفاة القاضي محمد بن فيروز عام 1722 بعد ان تولى القضاء مدة غير قصيرة، وليس هناك ما يؤكد انه اول من تولى القضاء، وقد يكون هناك من سبقه في تولي هذا المنصب المهم، وبالتالي فانه يتضح لنا مما تقدم وجود العمارة ونظام العيش، والعلاقات الاقتصادية مع الجيران ـ كما ذكر مرتضى بن علوان ـ وتعلم العلم والكتابة والتأليف فيه، والمجتمع الذي يعيش في ظل العدالة بوجود قاض شرعي معروف، كل ذلك يدل على استقرار وأمن وحياة مستمرة آخذة في التقدم والنمو المتصاعد نحو الأفضل (24).

وهي امور مجتمعة تدل على سبق نشأة الكويت عن التواريخ التي جاءت في الادلة المادية والوثائقية التي اعتمدنا عليها اعلاه لفترة قد تمتد الى مطلع القرن السابع عشر الميلادي، وقد وجدنا ما يؤيد ذلك في عدة ادلة منها:

ـ وثيقة ضمن وثائق Kuwait Political
Arabic Documents المنشورة في Volum 3/Archive Ediitons وهي عبارة عن بيان حدود كما اسماه الشيخ مبارك الصباح حيث كتبه عام 1912 يوضح فيه حدود بلاده بناء على طلب السلطات العثمانية في البصرة اثناء المفاوضات البريطانية العثمانية التي بدأت عام 1911م، وانتهت 1913م بالاتفاقية الانجليزية التركية عام 1913م لتسوية الامور والخلافات المعلقة بين البلدين، وفيها قسم خاص في الكويت كما هو معلوم، وقد سلم الشيخ مبارك هذا البيان للسلطات العثمانية في البصرة بواسطة وكيله هناك عبدالعزيز السالم البدر القناعي، وارسل نسخة منه الى السلطات البريطانية لحفظ حقوقه كون بلاده تحت الحماية البريطانية، ولم يكن البيان يحتاج الى توقيع لانه بيان يوضح فيه حدود بلاده وليس رسالة، كما انه سلم باليد بواسطة وكيله وتؤكده رسالة رسمية بتوقيع الشيخ مبارك سلم بموجبها هذا البيان الى المقيم السياسي البريطاني في الكويت. وهي مذكورة في المرجع نفسه، وما يهمنا من هذا البيان في موضوعنا هو ان الشيخ مبارك قد استهل بيانه بعبارة (الكويت ارض قفراء نزلها جدنا صباح عام 1022 هـ)(25).

ولما كنا لا نعلم مصدر الشيخ مبارك حول تحديده لتاريخ تأسيس الكويت فقد بحثنا عن مصادر وثائقية اخرى تؤيد ما ذهب اليه من تحديد فوجدنا عدة مصادر اهمها ما عثرنا عليه في الوثائق البريطانية ايضا ما جاء على لسان الكولونيل بيللي (المقيم السياسي البريطاني في الخليج) في تقريره حول القبائل العربية في سواحل الخليج الفارسي (العربي) المؤرخ 16 يوليو 1863م خلال حكم الشيخ صباح بن جابر بن عبدالله بن صباح بن جابر حيث ذكر بيللي ما ترجمته: «128 - تتولي عائلة الشيخ الحالي حكم الكويت منذ حوالي خمسة أجيال من حوالي 250 سنة..»، ونظرا لان هؤلاء الرجال يمتد بهم العمر حتى سن 120 (احيانا) فذلك نجد الجيل لديهم يمتد الى ضعف ما يمتد عندنا، اي لحوالي 50 سنة»(26). ويعتقد انه يقصد بالخمسين سنة هي مدة حكم كل حاكم من الحكام الذين اشار اليهم بالخمسة اجيال.

ومهما كمان قصده فانه حدد ان عائلة الشيخ الحالي (الشيخ صباح بن جابر بن عبدالله بن صباح بن جابر) حكمت الكويت قبل 250 سنة، ويطرح الـ 250 سنة من سنة كتابة بيللي لتقريره عام 1863 نجده يصل الى ذات التاريخ الذي حدده الشيخ مبارك في بيانه سالف الذكر اي 1613م التي توافق 1022 هـ.

- ويعزز ما ذهب اليه كل من الشيح مبارك الصباح والكولونيل بيللي حول تاريخ تأسيس الكويت عام 1022 هـ الموافق 1613م مصادر اخرى منها ما جاء في كتاب (تاريخ نجد وحوادثها) لصالح بن عثمان بن حمد قاضي عنيزة (المولود عام 1865 والمتوفي عام 1932م) ذلك ان المؤلف عدد في كتابه هذا عددا من البلدان مبينا تاريخ نشأتها ومن ذلك قوله(27). و«وتأسيس الكويت عام 1022 هـ».
رد مع اقتباس