عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-03-2009, 05:08 PM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

عبد الله زكريا الأنصاري
رمز الثقافة الكويتية والعربية

مقدمة
رثى أدباء ومثقفون كويتيون زميلهم الراحل عبد الله زكريا الانصاري، الأديب الذي أخلص الى أدبه كل الإخلاص، وأعطى من جهده وعمره للفكر والثقافة والسياسة الكثير. ولم يأل جهداً في سبيل نشر المعرفة، والاحتفاء بالإبداع في كل صوره.

ملامح إبداعية
حظيت سيرة عبد الله زكريا الانصاري بالعديد من الملامح التي ميزته، وأشارت إلى نبوغه في شتى المجالات، ولقد كرمته الكويت بفضل ما قدمه من عطاءات بجائزة الدولة التقديرية التي حصل عليها العام 2003 وهو تكريم يستحقه "الأستاذ" بجدارة . كما أن الأجيال المتلاحقة ستكرمه من خلال ترديد اسمه، والافتتان بمؤلفاته النثرية والشعرية التي تركها مزدانة بإبداعاته وتألقه في شتى المجالات الثقافية.

وحرصت مجلة "الكويت" في عددها الصادر في أيار / مايو من العام الماضي على الاحتفاء بالانصاري وذلك من خلال اصدار كتاب عنه ضمن سلسلة "كتاب الكويت" تضمن العديد من المحطات التي توقف عندها "الاستاذ". ثم صدر عن المجلس الوطني كتاب "مرايا الذات،عبد الله زكريا الانصاري رحلة الكتابة والشعر" لمؤلفته الدكتورة سهام الفريح، والذي تجولت فيه المؤلفة في عدد من المجالات التي أبدع فيها الانصاري خاصة في مجال الشعر.

الشعر أولاً
وأكد الدكتور عبد الله القتم في دراسة له عنوانها "المقالة في أدب الانصاري" انه: "على الرغم من مكانة الأستاذ عبدالله زكريا الانصاري في عالم الأدب نثره ونظمه، إلا ان التركيز كان دائما على شعره، وعندما يتطرق الباحث إلى نثره فإنه يمر عليه مرور الكرام، ولا يعطي مقالاته من الأهمية ما يليق بها".
وأشار القتم إلى مقالات الانصاري الجذابة في "البعثة" وغيرها، التي اتصفت بالتكثيف والتشعب، واللغة السهلة، ورؤيته الشاملة للأمة العربية.

مؤلفاته
وللانصاري تاريخ حافل بالمؤلفات التي أضافت إلى المكتبات العربية الثراء والتنوع ومنها : "الشعر العربي بين العامية والفصحى",, العام 1972، و"صقر الشبيب وفلسفته في الحياة" عام 1975، و"فهد العسكر,,, حياته وشعره" العام 1956، بالاضافة إلى كتب "من أدب السياسة" العام 2005، و"روح القلم" العام 1977، و"حوار الفكر" العام 1978، و"أدب المعاناة" العام 2004، و"كتاب الحياة"، و"البحث عن السلام".

وهذه المؤلفات وضع فيها الانصاري جل فكره كي تصبح مراجع أدبية وثقافية يمكن الاعتماد عليها في اثراء الفكر بالعديد من المواضيع المهمة، وهذا الاثراء جاء ضمن منظومة اهتمام الانصاري بمنهج انساني مهم، يتمثل في الاحتفاء الصادق بالأدب والفكر والحياة، ذلك الاحتفاء الذي أسهم في ايجاد رؤى جديدة وجديرة بالاهتمام في كل عصر.

كتاب الحياة
"كتاب الحياة" هو عبارة عن تأملات رصد فيها الانصاري عصارة فكره وراح يتجول في معان جديرة بأن ندور في فلكها، ونحاول الاسترسال في قراءة مدلولاتها من خلال ما بثه الانصاري من رؤى تتعلق - في المقام الأول - بالانسان الباحث عن القيمة في كل ما تراه عيناه، وتحس به مشاعره . يقول الانصاري :" المشكلة تتعلق بالانسان نفسه، انه يحمل المتناقضات في الحياة، لكن المعضلة ان الانسان الواعي المفكر العاقل قليل والكثير هو الإنسان الذي لا يستطيع ان يصل بعقله وفكره ودرجة من الوعي تمكنه من ادراك حقيقته".

رؤى اسلامية
ورصد الانصاري في هذا الكتاب بعض الرؤى المتعلقة بالاسلام الذي ارتكز على بناء الانسان لخدمة البشرية وأن اهتمامه كان متوجها إلى روح الانسان وضميره وعقله وقلبه، ويقول الانصاري عن الإعلام انه" سـلاح من أخطر الاسلحة في العصر الحديث، تتسلح به الأمم لتبني نفسها، وتــرفع شأنها وتصد به أي حرب من حروب الدعاية الموجهة ضدها إنه سلاح العصر، ووسيلة الوعي وصوت الحق الذي يدحض الباطل، وكم للباطل من صولات وجولات يطمس بها الحقيقة ويشعره الواقع، ويرفع شأن الاضاليل".

والمتابع لحياة الانصاري سيكتشف أنه موسوعة شعرية متنوعة، فهو يحفظ الشعر العربي قديمه وجديده، كما ان له دوراً سياسياً متميزاً في تاريخ الكويت المعاصر، بالاضافة إلى علاقته الوطيدة بالأدباء والمفكرين في العالم العربي، ويتذكر المفكر العربي جاسم عبد العزيز القطامي في أحاديثه الكثيرة علاقته بالانصاري خصوصاً في القاهرة خلال خمسينات القرن الماضي، وزيارتهما لمكتبة مدبولي وصداقاته مع المبدعين في مصر.

رثاء الرشيد
السفير السابق الشاعر يعقوب الرشيد كان أكثر المتأثرين بوفاة الاديب الكبير عبدالله زكريا الانصاري، لدرجة ان الكلمات كانت تخرج منه بصعوبة، وبتأثر شديد قال : "لقد كان أستاذي الذي أكن له كل الاحترام والتقدير، والصداقة بيني وبينه كبيرة. وأتمنى وجود ثغرة اقدم فيها خيرا لهذا الاستاذ، الذي لم يقصر معي حينما كنت تلميذا صغيرا ولقد ذهبت الى المستشفى التي كان يرقد فيه في مرضه الأخير، ووجدته مجهداً جداً، فتأثرت كثيرا، ولم أدر ماذا أفعل".

الخزامي
وقال الاديب والكاتب سليمان الخزامي: "استطاع الانصاري أن يبني جسورا من التواصل الفكري والثقافي للمجتمع الكويتي في معطيات هذا الزمان، واستمرت هذه الجسور الى يومنا هذا. كما عمل على توطيد العلاقة منذ الاربعينات بين الكويت ومصر، عندما كان مسؤولا عن "بيت الكويت" في القاهرة، وساهم بكتابات كثيرة، وحفظ جزءا من تراث الكويت الادبي والفكري من خلال كتاباته الكثيرة التي خلفها لنا.عبدالله الانصاري مدرسة علينا أن نحافظ على ذكراها، ونحافظ على هذا الموروث الإنساني الذي تركه.

السبتي
وقال الشاعر علي السبتي: "كان خبر رحيله صدمة لنا جميعاً، كونه رائدا أثرى الحياة الثقافية بالعديد من المنجزات التي ستبقى بعد رحيله لأنها نابعة من انسان كان يحمل في قلبه حب الجميع، وفي ذاكرته الوطن الذي ساهم في نهضته، وتطوره، فهو رائد نكن له كل احترام، انه الاستاذ الذي تخرجت على يديه أجيال ما زالت تسير على منهجه، وحبه للعلم، والادب والثقافة. كما حمل مشاعل التنوير عالية، لتضيء الساحة الثقافية والفكرية".

العجمي
وقال الدكتور مرسل العجمي في تأبين الانصاري: "فقدت الكويت برحيله واحدا من أعمدة الادب والثقافة والتنوير ويتجلى اهتمامه في الأدب من خلال ايثار غيره على نفسه، كما يظهر اهتمامه بديوان فهد العسكر، والدراسات التي قدمها عن أدباء كويتيين آخرين، وكان قامة شامخة تركت أثرا واضحا في تضاريس الجو الثقافي الكويتي، أثر في من كان يعاصره وتأثر به من جاء بعده من الاجيال الشابة.

صالح
وقالت الأديبة ليلى محمد صالح: "بألم وحزن تلقيت نبأ وفاة أديبنا الرائد عبدالله زكريا الانصاري رائد الأدب الكويتي الذي ساهم في النهضة الادبية الكويتية منذ الاربعينات حين كان يكتب في مجلة البعثة الكويتية التي صدرت عام 1946، وتولى رئاستها عام 1950 حين سافر المفكر العربي الكويتي عبدالله حسين الى لندن لاكمال دراسته . وكان الانصاري مهتما من خلال مقالاته بالقضايا الوطنية والعربية وفي نقد الشعر العربي عامة والكويتي خاصة .

العبد المغني
وقال الباحث في تاريخ الكويت عادل العبدالمغني: "لقد دون أديبنا الروائع الادبية والفكرية بانتاج غزير متنوع، تجده يأخذك تارة الى البعيد ويدخلك في محاورات شعرية وفكرية عميقة مع فطاحل الشعر والادب قديما ابتداء من العصر الجاهلي ومروراً بالدويلات الإسلامية (عصر النضج الأدبي)، ويغوص بالقارئ تارة أخرى مع أعلام الأدب العربي في العصر الحديث ويعرج بك أيضا بعمق وتحليل دقيق ويصحبك مع من أنجبتهم الكويت من أعلام الشعر، أمثال الفيلسوف الزاهد صقر الشبيب والشاعر المتغرب محمود شوقي الايوبي وعملاق الشعر الذي طالما أبكى وأطرب رغم بؤسه وشقائه وعذابه الشاعر فهد العسكر.

الحمد
وقال الروائي حمد الحمد: "فقدت الكويت شاعراً وباحثا وأديبا ومفكراً، كان له دور في مجال التعليم والمجالات الأخرى، فكان يبحث عن رفعة اسم الكويت ويكفي سمعته العطرة بين الجميع، من خلال اخلاقه وتأثيره على الأدباء سواء في دعمه أو مشورته، والحذو حذوه في بذل الجهد والعطاء من دون انتظار مقابل، وهذا ما نتمناه من كل مواطن او انسان على أرض الكويت.

http://www.kuwaitinfo.net/na19k.htm
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس