عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 17-10-2012, 10:32 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...&issueno=12353


لأديب هاشم الرفاعي.. من أقدم كتبة الملك عبد العزيز وزملائه في الكتاتيب - عبدالرحمن الشبيلي


الاحـد 07 ذو القعـدة 1433 هـ 23 سبتمبر 2012 العدد 12353الصفحة الرئيسية


الأديب هاشم الرفاعي.. من أقدم كتبة الملك عبد العزيز وزملائه في الكتاتيب



يأتي هذا المقال بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الثمانين الميلادية (الثانية
والثمانين بالتقويم الهجري) لإعلان توحيد المملكة العربية السعودية، وليستعيد
المقال اسم أديب كويتي من أصل عراقي كان من زملاء الأمير عبد العزيز آل سعود
في أحد كتاتيب الكويت، ثم أصبح واحدا من أقدم الكتبة في الديوان السلطاني،
وذلك قبل أن يصبح عبد العزيز آل سعود عام 1924 ملك الحجاز ونجد بسنوات قليلة.
وكان اسم الرفاعي قد طرق مسمعي لأول مرة قبل ثمانية أعوام، عندما نشر المؤرخ
السعودي عبد الرحمن الرويشد مقالا عن سيرته في جريدة «الشرق الأوسط» (العدد
9431 في 23 سبتمبر/ أيلول عام 2004)، مشيرا فيه إلى كتاب قديم نافد الطبعة
للرفاعي بعنوان: «من ذكرياتي»، ظهر في بغداد عام 1939. وقد هاتفني الأستاذ
الرويشد في حينه ليلفت نظري إلى ما تضمنه الكتاب تحت عنوان «القضاء النجدي
العادل» حول قصة حدثت عام 1922، وكلف السلطان عبد العزيز كاتبه هاشم الرفاعي
إبان عمله في الديوان السلطاني بالتوسط للصلح بين طرفيها.
وكان الباحث الكويتي يعقوب يوسف الإبراهيم نشر في جريدة «القبس» الكويتية
مقالا مستفيضا من جزأين (العدد 10954 بتاريخ الأربعاء 10 ديسمبر/ كانون الأول
2003 والعدد اللاحق له في اليوم التالي)، فيه من التفصيل عن سيرة الرفاعي ما
يلبي الحاجة الأساسية للباحث، ويمده بمنافذ مفيدة للتقصي والاستزادة، حتى جعل
كتابه المغمور ينبعث من جديد ويشتهر ويستهوي الكتاب والمؤلفين.
كان الرفاعي - المولود في الكويت عام 1885 - لبى دعوة من السلطان عبد العزيز
لمقابلته في القطيف والالتحاق به كاتبا في ديوانه، وكانت المعرفة بينهما بدأت
في الأساس من الكويت بين والديهما؛ الإمام عبد الرحمن (والد الملك عبد
العزيز) وأحمد الرفاعي، وكان هاشم يتذكر زيارته برفقة والده أحمد لديوانية
الإمام عبد الرحمن في الكويت، وقد درس الشاب هاشم مع الأمير اليافع عبد
العزيز في كتّاب واحد، ثم واصل دراسته في بغداد، وعاد إلى الكويت ليسعى
لتطوير نفسه، وظهر عنده نبوغ ثقافي وسياسي مبكر، وبعد نحو عقدين، استقطبه عبد
الله حمد النفيسي - وكيل السلطان في الكويت - للعمل ضمن منظومة موظفي ديوان
الأمير عبد العزيز في أواخر عام 1921، وذلك بدليل عدد من القرائن في هذا
الكتاب التوثيقي الممتع، ولا يزال العديد من أسرته (الرفاعية) يعيشون في
الكويت، وهم في الأصل من السادة الحسينية (الأشراف) المقيمين في العراق، ومن
هنا جاء له شعبيا لقب (السيد)، أما والدته؛ فإنها من أسرة العبدالرزاق
الكويتية المعروفة ذات الأصول النجدية (من بلدة العطار من سدير).
كان هاشم الرفاعي من المتعلمين القلائل الذين التحقوا بديوان السلطان عبد
العزيز في تلك الفترة، وذكر الأستاذ يعقوب الإبراهيم أن السلطان عبد العزيز
كلف الدكتور عبد الله الدملوجي بالبحث معه في مسألة راتبه، فاتفقا على ألفين
وخمسمائة روبية شهريا، فما كان من عبد العزيز إلا أن ضاعف المبلغ، وكلفه
بمسائل في داخل البلاد وفي منطقة الخليج، تتطلب فهما خاصا بالأمور المالية
والسياسية والقانونية، ومن بينها إشراكه في عضوية وفد مؤتمر العقير (1922)
ومهمات أخرى تتعلق بامتياز النفط، وبالإشراف أخيرا على مالية الأحساء وجمارك
القطيف، إلا أن الكتب التي تحدثت عن تلك الحقبة لم تورد إلا القليل عن سيرته،
باستثناء ما كتبه الريحاني والزياني كما سيرد، وذلك على ما يبدو عائد إلى أن
إقامته في سلطنة نجد والأحساء لم تدم طويلا، ولولا هذه الذكريات المطبوعة
التي خلفها الرفاعي في كتابه السابق ذكره لربما بقيت سيرته مطوية بأقل قدر من
المعلومات عنه، وهو ما يثبت أهمية تدوين مثل هذه الذكريات.
ذكر مقال الأستاذ الإبراهيم أن الأديب اللبناني المعروف أمين الريحاني، الذي
أشار مرات إلى الرفاعي في كتابه (ملوك العرب)، قد التقى في البصرة (عام 1922)
بالرفاعي موجها للريحاني أول دعوة من السلطان عبد العزيز لزيارته، وقد وصف
الريحاني الرفاعي بأنه «أديب الأدباء»، وكان الرفاعي، على ما يبدو، في زيارة
لعبد اللطيف باشا المنديل (السلطان ممثل عبد العزيز آل سعود) في البصرة، في
أمر يتعلق بالتشاور في اتفاقية للزيت مع الإنجليز.
كما يستفاد من كتاب مخطوط ينتظر الصدور عن سيرة الشيخ حمزة غوث، ومن مصادر
أخرى عدة، أن السلطان عبد العزيز قد أوفد السيد حمزة عام 1923 رئيسا للوفد
النجدي لاجتماعات المؤتمر العربي بالكويت، الذي دعا إليه الكولونيل نوكس
المندوب السامي البريطاني في الخليج، حكومات كل من الحجاز ونجد وشرق الأردن
والعراق، لإرسال ممثلين عنها لحضور الاجتماع المذكور، وكان الوفد يضم في
عضويته كلا من الدكتور عبد الله الدملوجي والشيخ حافظ وهبة والشيخ عبد العزيز
القصيبي، وتولى أعمال السكرتارية فيه السيد هاشم الرفاعي.
وأشار الأستاذ الرويشد في مقاله آنف الذكر إلى كتاب: «البحرين بين عهدين»،
لراشد الزياني الذي أورد نُبَذًا عن مهمات قام بها الرفاعي مع السلطة
البريطانية في البحرين بتكليف من السلطان عبد العزيز.
بقي الرفاعي في خدمة سلطان نجد والأحساء بضع سنوات (بين 1921 وحتى منتصف عام
1925 تقريبا)، ثم عاد إلى الكويت وأمضى بقية سني حياته هناك.
وتكمن أهمية كتابه - المطبوع قديما في مطبعة «الرشيد» ببغداد ثم قامت «دار
جداول للنشر والترجمة والتوزيع» في بيروت بإعادة نشره هذا العام - في أنه لم
يكتب في أثناء وجود مؤلفه (الرفاعي) في الرياض، أو في ظل تبعية إدارية
لوظيفته، أو تحت ظرف يلزمه أدبيا بالمحاباة، فجاءت روايته للأحداث والقصص على
درجة مقبولة من الموضوعية المستقلة، فهو - كما يقول - ألفه بعد عودته إلى
الكويت عقب انتهاء ارتباطه الوظيفي بديوان الملك عبد العزيز، وهو يسرد في
مقالات قصصا ومواقف عاشها بنفسه، إما في العراق أو في الكويت أو في سلطنة نجد
والأحساء.
والمعلومات القليلة التي بين أيدينا عن الرفاعي، توضح أنه كانت لديه اهتمامات
صحافية بلغت «درجة العشق والهيام»، تمثلت بداياتها في تقرير نشره في جريدة
«الأوقات البصرية» (Basra Times) عام 1921 عن افتتاح المدرسة الأحمدية في
الكويت، وفي إصدار جريدة «البصرة» عام 1934، وفي محاولته الحصول على ترخيص
لإصدار جريدة «الصراحة» في البصرة، وكانت ذكرياته التي تضمنها كتابه قد نشرت
في البداية مجزأة في صحيفة «الثغر» البصرية، وقد ذكر أنه كان يفكر بعد لقائه
بالسلطان عبد العزيز في إنشاء مطبعة وإصدار جريدة في الرياض تلبيان اهتمامات
السلطان بالإعلام.
جدير بالذكر أخيرا، أن يعقوب يوسف الإبراهيم قد قال عن هاشم الرفاعي إنه أول
صحافي كويتي، ولعله بذلك يقصد أن جريدة «الكويت» لمؤرخ الكويت عبد العزيز
الرشيد، لم تبدأ إلا عام 1928، وأن الرفاعي كان وحيد والديه، ولم يكن له من
عَقِب من أبناء أو بنات، ثم قال إنه توفي فقيرا في العراق عام 1950 عن عمر
ناهز السبعين عاما، ودفن في مقبرة الحسن البصري في مدينة الزبير.
وبعد؛
لقد كانت سيرة الأديب والصحافي هاشم الرفاعي ورقة من التاريخ لم تنل حقها من
الذكر، ذات عناوين كثيرة من العمل الثقافي والاجتماعي والخيري.. شاكرا لمن
دلّني عليه، ولمن أثرى معلوماتي عنه، ولمن كتب عنه، وأبرز القيم الإنسانية
التي تحلى بها.


* باحث وإعلامي سعودي
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس