عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-12-2009, 02:34 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي عيسى مجرن اللوغاني - الأنباء

السبت 12 ديسمبر 2009 - الأنباء
منصور الهاجري






  • عملت «رضيف» على سفن الغوص وسافرت إلى الهند وأفريقيا وكانت السلفة 30 روبية وقلاطة واحدة
  • لا أنسى عندما سقط النوخــذة عيسى بشارة في البحر ليلاً من شدة الهواء وكنا في غاية السعادة عندما تمكنا من إنقاذه بالماشوة
  • في إحدى سفراتي إلى الهند اشتريت كمية من الشاي بالكيلو وبعتها في الكويت بعد عودتي فكسبت 400 روبية
  • كنت أذهب للغوص في السفانية وجليعة وخلالوه والخانجية وكان الريوق خبزاً وتمراً
  • شاهدت فتاتين تستغيثان بعد أن ارتفع ماء البحر وحجزهما في النقعة فسبحت إليهما وحملتهما على كتفي واحدة بعد أخرى لإنقاذهما
  • المّلا كان يضع على رجلي حبراً أسود حتى لا نذهب إلى البحر لكنني كنت أخالفه وبعد السباحة أقوم بوضع نفس الحبر حتى لا يكشفني
نعيش اليوم مع حياة جديدة لأحد رجالات الكويت الذين عملوا في البحر وتحملوا الصعاب والأخطار وتحلوا بالشجاعة. ضيفنا عيسى اللوغاني ولد في حي الشرق، عاش وترعرع في بيت والده وامه مع اخوانه واخواته، وادرك العمل في البحر فانتسب الى مجموعة البحارة العاملين على السفن الشراعية سفن الغوص والسفر الشراعي. بدأ حياته «رضيف» مع الغاصة للبحث عن اللؤلؤ، غاص في هيرات الكويت غوص الخانجية والردة والرديدة. وبعد سنوات ركب بحارا مع السفن الشراعية وسافر الى الهند وتجول بين مدنها وقراها، كذلك وصل الى افريقيا شرقها وغربها ومدينة عدن وقد باع واشترى في اسواق تلك المدن وحصل على مبالغ وعندما رجع اعطاها لوالدته وخاصة بعد وفاة والده. يحدثنا عن عائلة اللوغاني العريقة في وجودها في وطنهم الكويت، رجالها وشبابها والاعمال التي كانوا يزاولونها اسوة بالمواطنين الكويتيين الذين كانوا يعملون ويكافحون من اجل لقمة العيش. عيسى مجرن اللوغاني الرجل الذي عرف الدنيا بخبرته الطويلة من الاعمال التي مارسها طوال حياته، يقول ابومجرن طوال سنوات عمره لم يعتد على احد ولم يتلفظ بكلام غير مرغوب فيه ويزن الكلام بميزان العقل والاخلاق وهكذا تعلم من الحياة. وله من الاولاد والاحفاد ما شاء الله علمهم مثلما شاء وأراد وهم مخلصون في عملهم، ديوان اللوغاني الذي تأسس بفضل التعاون بين ابناء الاسرة فصار معروفا بين دواوين الاسر الكويتية يزوره الرواد من الاقارب والاصدقاء. عيسى مجرن اللوغاني ماذا يقول عن حياته الطيبة التي قضاها بين امور الدين والدنيا هذا ما سنعرفه في السطور التالية:


يقول عيسى مجرن عبدالله اللوغاني: ولدت بالكويت في براحة المجيبل بالشرق عام 1925 وكان من جيراننا سعد اللوغاني وبيت العميري والنهام وآخرون.

اما الجيران الملاصقون لبيت الوالد فهم من عائلة اللوغاني وبعد سنوات، الوالد باع البيت واشترى بيتا بفريج العسعوسي.
وادركت سنة الهدامة وكانت الامطار غزيرة جدا في اول ليلة من ليالي شهر رمضان وتهدمت بيوت كثيرة، اما بيتنا فنزل من سقف غرفه خرير الماء، فخرجنا من البيت وسكنا في بيت الجيران، وكان ملكا لعلي ناصر اللوغاني ومكثنا عنده لمدة اثني عشر يوما حتى نشف الماء، وجف ولم نزد عليه اي مادة ولم تنزل امطار غزيرة بعد الهدامة الاولى عام 1934 واذكر ان الشوارع والسكك كان السيل فيها غزيرا، والكويتيون ساعدوا بعضهم البعض، واخواني هم احمد وعبدالله أمه أمينة المضاحكة واما والدتي فهي فاطمة اللحدان.

التعليم عند الملا
ويمضي عيسى المجرن متحدثا عن تعليمه فقال: التحقت بمدرسة ملا أبوعبدالله الأهلية وتعلمت قراءة القرآن الكريم وكنت صغير السن، ولم تكن عندي القدرة على الاستمرار، والوالدة كانت تدفع نصف روبية كل يوم خميس ونقول خميسية، والملا كان يضع على رجلي حبرا أسود لكيلا نذهب الى البحر، واذا ذهبت للسباحة أرجع الى البيت واضع نفس العلامة على رجلي.
واذكر سليمان العصفور كان معي بالمدرسة وعبدالرزاق العسعوسي، وكذلك تعلمت عند سيد هاشم الحنيان بفريج الرومي.

وكان عددنا قليلا نجلس على الأرض المفروشة بالبارية، والماء نأخذه من البرمة، والجحيشة كانت معلقة على الحائط وقد جحشني الملا مرة واحدة وأنا صغير جدا ويضع الكحل على القدم، وكنت إذا بهت الحبر بسبب السباحة بعد ان أرجع الى البيت أضع مثله على رجلي وكنا نلعب على ساحل البحر، وأثناء السباحة نردد ونقول «بحر العود يبي علقوا شراعة» من الألعاب على السيف ونمسك بواحد من الربع ونرميه بالبحر ومما أذكر انني كنت العب الهول في السكة الواسعة (سكة العسعوسي) وعلى اليمين بيت القنصل.

شاهدت زوجة ديكسن أم سعود وهي تركب الخيل وتتجول على ساحل البحر قبل المغرب واذكر نقعة العسعوسي لرسو السفن.
بعد سنوات الوالد رحمه الله انتقل الى بيت آخر بفريج البورسلي قرب المسجد وسبب التبديل ان صاحب البيت مر بظروف عائلية فأراد الابتعاد عن ذلك الفريج وتغيير المكان السكن، وكان السعر 500 روبية لكل بيت، وسكنا بفريج بورسلي وكنت وقتها صغير السن بحدود 8 سنوات.

رضيف بالغوص
ويسترسل ضيفنا عيسى المجرن في ذكرياته قائلا: أول سفينة جالبوت الفقعان للغوص ويقال باللي يستحق وركبت رضيف وهو غير التباب وكذلك ركبت سفن الغوص مع ابن بشر، وكان معنا من الغاصة علي الفقعان واخوانه ومنهم سلمان الفقعان وكان كبيرا بالسن وهو جالس كان يدمك الحبال، ومما أذكر كنا نذهب للغوص في الساحل (العدان) السفانية وجليعة وخلالوه بحرة غزير، وكذلك الخانجية مع النوخذة عبدالعزيز المفرح، والخانجية أول الغوص، وعمق البحر 5 أبواع أو 3 أبواع، ونفلق المحار ونعطيه للنوخذة، ونخفيه في الصندوق (البشتختة) والبيع على الطواويش أو على الصاغة في السوق واذكر ان عبدالعزيز المفرح أعطاني 30 روبية، كذلك ركبت غوص الردة والرديدة وهذا بعد الغوص الكبير مع سعود وعبدالله وعبدالعزيز المفرح، وحصلت على 120 روبية أعطيتها للوالدة رحمها الله، ولم آخذ منها شيئا، والوالدة كانت فرحانة جدا. وكنت أيام الفراغ بعد الغوص اذهب الى البحر أجمع بعض مخلفات الأخشاب مثل القشبار وهو قطع صغيرة جدا وتستخدم كوقود للتنور أو للموقد للطبخ، ودار الچيل نخزن فيها أخشاب الوقود.
ويكمل عيسى اللوغاني قائلا: كما ذهبت الى الغوص مع النواخذة الفقعان واخوانه وعبدالعزيز المفرح واخوانه غوص الخانجية وغوص الردة والرديدة، حيث غصنا في مغاصات الساحل الجنوبي العدان ولم أذهب للغوص الكبير الريوق خبزة وتمرة وقهوة، بينما كنا نتناول في العشاء العيش الأبيض مشخول وسمك نصيده بالقرقور، وعملت رضيف وكنت أساعد السيب في جمع الحبل من خلفه كلما سحب الغيص.

السفر بالسفن الشراعية
ويمضي اللوغاني قائلا: ركبت بحارا في سفن السفر الشراعية المسافرة الى الهند وافريقيا وعدن، وأتذكر انني ركبت في أول سفينة مع النوخذة منصور الخارجي من سكان فيلكا، وكانت السفينة تقف في طوينة، وهي ملك محمد الشاهين الغانم، وقد حملنا التمور من البصرة من نوع الزهدي والعمران، وكانت السلفة التي نحصل عليها 30 روبية وقلاطة واحدة و(البوم) السفينة اسمها «كاكا».

مصنوع في النيبار بالهند وعندما ركبت بحارا كان أول سنة من صنعه نقول «وشار» جديد خرجنا من البصرة باتجاه الهند وصلنا الى سلامة وعيالها وهي جبال بوسط البحر «مضيق هرمز» تتكون من ثلاثة جبال: اقرع والاقيرع والثالث نسيت اسمه، وفيها امواج احيانا عالية واحيانا البحر يكون هادئا جدا، وتوجد فتحات بين الجنوب والشمال ويتغير الهواء فيها «بر الجنوب» كما يسمونه وننزل في مدينة مسقط ودخلت السوق لشراء الحلوى، ونشتري الخوص ونسفه سلايت ونصنعه زبلان حق الكويت، ونشتري صوايغ هدايا «الحلوة في خصافة» ولم تكن توجد قواطي بذلك الوقت، اذا اقبلنا على مدينة بومباي تحضر عندنا الدوريات البحرية الهندية للتفتيش والحمد لله طوال سنوات عملي بالسفر لم نحمل ما هو ممنوع والدوريات الهندية لم تحصل على اي شيء والتفتيش كان يتم على جميع السفن وبعد ذلك ندخل الميناء ثم ننزل التمور، وكل بحار له اجازة وننزل الى أسواق بومباي ونتجول في الهند واسواقها والمقاهي ونجلس في قهوة النواخذة الكويتيين نشرب الشاي ونشوف البحارة الآخرين من الكويتيين.
الكويتيون التجار واصحاب الاملاك كانوا يتواجدون في مدينة بومباي وكذلك بعض الدلالين مثل سعد اللوغاني كان يعمل دلالا للتمور ويبيع لتجار الهند، كما كان هناك تجار من آل الصقر والغانم والمرزوق.
ونزلت في بومباي وهي مدينة كبيرة وفيها كهرباء ومحلاتها كبيرة، واشتريت بعض الاغراض والملابس كذلك شاهدت المدن الاخرى مثل كلكوت وبراوة وخورميان والنيبار وكراتشي.

ومن النييار نحمل الاخشاب وكذلك ذهبنا الى زنجبار وشاهدنا الفقراء من العمال يدمجون الحبال ومدينة بومباي من احسن المدن.
وقد اشتريت منها ملابس للوالدة واختي وملابس لي وكذلك بعض الاغراض للبيع، واذكر انني في احدى السفرات اشتريت شاي بالكيلو وبعته في الكويت ومما اذكر انني حصلت اربعمائة روبية بعد العودة الى الكويت من السفرة الاولى.
وفي السفرة الثانية ركبت بحارا في سفينة للصقر والنوخذة عبدالله المعتوق «بوم» وشار صغير وكذلك ركبت مع النوخذة مفلح وحصلت على خمس وعشرين روبية سلفة واعطيتها للوالدة واشتريت بعض ما احتاج اليه من ادوات واغراض ونهاية الموسم حصلت على مائة وعشرين روبية.

ولا اذكر ان احد النواخذة الذين ركبت معهم قام بنقل ذهب، او باع الذهب.
واذكر انني سافرت مع المعتوق سفرهر لموسم واحد كذلك سافرت في سفن المرزوق والنوخذة كان اسمه خالد رحمه الله.
وسافرت الى مدينة عدن وشاهدت اسواقها وكنا نحمل التمور من البصرة والاخشاب من الهند وشاهدت حي اليهود والمسلمون كانوا يقولون لا تذهبوا الى هذا الحي. وحي اليهود يتكون من عمارات تتكون من اربعة طوابق، التجار يسكنون في الطوابق العليا. والمحلات في الطابق الارضي، ولكن لم اتعامل او ابع لليهود فقط مدينة عدن واسواقها وشاهدت الجبال والطريق والسيارات.

وسافرت مع النوخذة احمد الرضوان في البغلة طويلة وعالية والمجدمي اسمه سويد والسكونية اربعة منهم عبدالله ومحمد وكنا نحملن تمورا وحملنا من اثيوبيا والى مصوع ودخلنا البحر الاحمر واخذنا معنا «ربان» من عدن احتياط من اثيوبيا قهوة الى الكويت واذكر ذلك في نفس السنة التي توفي فيها الشيخ علي الخليفة الصباح وقالوا لنا لا ترفعوا العلم ولكن بعد ذلك رفعنا العلم.
وبعدها وصلنا الى الكويت وحصلت في تلك السنة على اربعمائة روبية وكان معي بعض المواد التي اشتريتها واعطيتها للوالدة لبيعها، وايضا زرت البحرين ونزلنا في ميناء المنامة واشتريت مطارات للماء عددها ست وكان سعر الواحدة خمسين روبية وبعت الواحدة بمائة وخمسين روبية والبحارة الذين كانوا معنا لم يعرفوا عن شراء المطارات، وبعد ذلك ركبت مع النوخذة سلمان العيسى وكذلك ركبت مع النوخذة عبدالعزيز البرجس.

إنقاذ النوخذة
ويكمل عيسى اللوغاني ذكرياته قائلا: ركبت بحار مع النوخذة عيسى بشارة في احدى سفن ثنيان الغانم، وكنا امام مدن فارس قرب سلامة وعيالها وكنا محملين تمور والهواء كان في اتجاه الشمال بشدة فانشق الشراع، فنزل النوخذة يريد ملاحظة الشراع حتى لا يتمزق وفجأة النوخذة عيسى بشارة سقط في البحر من شدة الهواء، وكان معنا السكوني رجل عماني، فدرنا بالسفينة وانزلنا الماشوة ونزلت فيها مع ثلاثة او اربعة من البحارة منهم طه ورمضان وكان الوقت بالليل وبدأنا ننادي ولا نسمع وفجأة النوخذة عيسى بشارة مسك بالماشوة فسحبناه وصعد وكان ذلك في شهر اكتوبر، وصعد الى السفينة وفرحنا به، البوم مدبر بالدقل نهار اليوم الثاني وباشرنا بخياطة الاشرعة واول ما ركب النوخذة عيسى السفينة قال يا رجال نحن في خطر الماء دخل السفينة وبدأنا نخرج الماء من السفينة خوفا من ان يخرب التمر بالماء ويخيس وبعد يومين صفا الجو وواصلنا الابحار حتى وصلنا الى بومباي.


قصة البنات
ويسترسل عيسى اللوغاني قائلا: ذهبت الى ساحل البحر متوجها الى السفينة في نقعة الصقر بالقبلة وذلك بعد غداء أحد الأيام، كنت أسير على الساحل فشاهدت بنتين وسط النقعة والبحر في بداية المد (السجي) وهما تقفان بعدما غسلتا ملابسهما، البنتان أصبحتا في ورطة لا تستطيعان الخروج من البحر فاتجهتا الى السور النقعة ولا تستطيعان التصرف بالعودة الى الأرض اليابسة وأخذتا تصرخان وتطلبان المساعدة، سمعت صوتهما فدخلت الى النقعة وصعدت على السور.
حملت الأولى على كتفي وسبحت في البحر حتى أوصلتها الى اليابسة وبدأت الغوص بالبحر العميق ورجعت الى البنت الثانية وحملتها على كتفي وسبحت بها حتى أوصلتها عند زميلتها للأرض اليابسة وأنقذت الاثنتين من الغرق، وعدت مرة ثالثة أنقل الملابس (البقشة) ورجعت الى اليابسة هكذا أنقذت البنات ولم أكن أعرفهما ولم أسألهما من أي عائلة هما، ومن تلك اللحظة حتى يومنا هذا لم أشاهدهما مرة ثانية. وذهبت الى طريقي الى الحي القبلي للجداف السفينة وتنظيفها، والحمد لله أنقذت البنات من الموت البحار الكويتي عنده همة وشجاعة وعمل دؤوب متواصل من أجل خدمة الوطن واللقمة الحلال وكان البحار يؤدي ما عليه مع النوخذة والمجدمين والسكوني هكذا كنا نحن بحارة السفن، يدا واحدة متماسكين متعاونين، شدة البحر علمتنا الصبر والتعاون ومساعدة الآخرين في الشدة والرخاء.


العمل الحكومي
ويتحدث عيسى اللوغاني عن مرحلة أخرى من حياته فيقول: بعدما تركت العمل في سفن السفر الشراعي ومع بداية النهضة الحديثة التحقت بالعمل في شركة نفط الكويت في قرية المقوع وكان عملي «بايب فيتر» وكذلك اشتغلت بالأحمدي وبعد 9 سنوات تركت العمل والتحقت بالعمل في الأشغال العامة وذلك بطلب من المرحوم عبدالعزيز المضف وهو الذي سجلني بالعمل وذلك عام 1956 وباشرت العمل في وزارة الأشغال العامة وأول عمل مع علي المناعي هو الذي سجلني وباشرت العمل في الشويخ وبعد فترة من العمل زاد لنا المضف اليومية من 7 روبيات إلى 9 روبيات وبعد سنتين الراتب وصل 16 روبية في اليوم، وكان عملي نجارا واستغل السيارة اللوري في الذهاب والإياب، وكان مراقب النجارين عبدالوهاب النجار وابراهيم عبدالسلام وكنت ذا حركة مستمرة، ولا أتوقف عن العمل طوال اليوم واستمررت بالعمل في «الأشغال» حتى تقاعدت عن العمل عام 1973 ولم اشتغل بأي مكان بعد ذلك.


ذكريات البحر
يقول عيسى اللوغاني: عندما كنت بحارا على السفن الشراعية كونت صداقات مع بعض البحارة واستمررت معهم مثل عيسى البحريني وشقيقه عبدالله اذهب معه الى السوق وارجع والبحر عمل شاق ولكن كنت مستانس مع البحارة وكنا عزوة مع بعضنا البعض لأن الوحدة على ظهر السفينة تجعل من الرجل ان يكون صداقات مع الآخرين والعمل واحد لا يوجد من هو أفضل إلا بالعمل، وخاصة اننا نحن البحارة جميعنا كويتيون، شاهدت مدينة بومباي وكراتشي ومدن أفريقية ومدينة عدن وشاهدت البحار والمحيطات شمس النهار ونجوم الليل حالات كثيرة وغريبة.
ثم تحدث اللوغاني عن حالته الاجتماعية قائلا: تزوجت زوجتي الأولى وقد خطبتها أمي من أهلها رقية بنت ابراهيم مصطفى والله رزقنا بالأولاد والبنات أحمد ومحمد ومجرن وشيخة ومصطفى وبعد وفاتها تزوجت امرأة عربية من الكويت والله رزقني منها بولد وبنت. وأولادي الحمد لله متعلمون مثقفون يعملون في وزارات الدولة والجامعة وكذلك البنات متزوجات، وقد تعلمت القيادة بعدما اشتريت سيارة صغيرة تعلمت بها بنفسي وبعد ذلك ذهبت الى المرور واستخرجت الاستمارة وتقدمت للاختبار ونجحت من أول اختبار وكنت أسكن في منطقة الشعب وكانت الشرطة علاقتها طيبة مع السواق.

وأقول ان الكويتيين طيبون وعلاقتهم مع بعضهم البعض جدا عالية وطيبة وأنا طوال حياتي منذ الطفولة وحتى يومنا هذا لم أدخل مخفر شرطة، ولم أتقاض مع أي إنسان ولم أرتكب أي مخالفة فأنا رجل مسالم مع الجميع، والكلمة السيئة لا تخرج من فمي ولا ينطقها لساني إلا بعد أن أزنها وأعطيها حقها.
كنت دائما اتعامل بالطيب مع الآخرين لا مشاكل مع الناس والجميع عندي اخوان أما التجمع فكنت اجلس مع الرجال في البراحة وبعد ذلك الديوانية وفيها تجمع الناس والمعرفة مع الآخرين.
الديوانية في الكويت ممتازة جدا، نحن عائلة اللوغاني أسسنا ديوانية للعائلة والأصدقاء والأقارب ولكل من يزورون ديوانية اللوغاني للجميع أبناء العائلة، أسسناها بالتعاون بين أفراد ورجال العائلة، حيث اشترينا الأرض وبنينا هذه الديوانية، وديوان اللوغاني من الديوانيات المعروفة التي يجتمع فيها الجميع ونرحب بالضيوف والأصدقاء.

من القديم
أجمل عيسى اللوغاني رحلة حياته في بعض الجمل حيث قال:
لم أتعلم قيادة الدراجة (الجاري) وقد حاولت ولم استطع.
اشتغلت تبابا ورضيفا وسيبا وبحارا.
سافرت الى الهند مدينة مومباي وخورميان وكلكوت ومدينة عدن ومدينة زنجبار وموانئ الخليج العربي والبحر اللأحمر.

ركبت بحارا مع النواخذة عبدالله المعتوق وعبدالعزيز الفرح واحمد الرضوان في البغلة ومع النوخذة عيسى بشارة وفي سفن الصقر والخرافي وثنيان الغانم، كما ركبت بحارا في السفن الشراعية للسفر الهرفي والسفر الخلفي.
الوالدة رحمها الله كانت ترسلني الى الفرضة اشتري الرطب والخلال وكذلك اشتري الجت والجولان للأغنام أبيع واشتري، واعطي الوالدة ما احصل عليه من مبالغ وكنت أنا الوحيد عند الوالدة اضافة الى أختي.
أدركت الوالد بحارا مع النوخذة أحمد بن ناصر في السفن الشراعية.
الوالد تزوج أمينة المضاحكة وله منها عبدالله وبعد ذلك تزوج والدتي ونحن ولد وبنت أما أخوات الوالد فهما مريم ولولوة.
كان سعد اللوغاني دلالا في مدينة مومباي وعبدالله بن سعد اللوغاني من شعراء النبط المشهورين توفي عام 1945 عن عمر يناهز 73 عاما.
دور المرأة في البيت

يقول ضيفنا عيسى اللوغاني: كانت المرأة الكويتية قديما تقوم بجــــميع الأعمال المنزلية تطبخ وتنظف وتغسل وتشرف على تربية الأولاد وتدبر شؤون المنزل.
ووالدتي كانت تعمل كل شيء في البيت وخاصة إذا سافر الوالد مع السفن الشراعية ونحن صغار، فهي التي تشرف علينا وتطبخ وتغسل لنا وكانت أختي تساعدها في الأعمال المنزلية كانت الوالدة تطحن القمح بالرحى وتخبز الرقاق على التاوه، والنساء جميعا يطحن على الرحى وخاصة بعد صلاة المغرب.


أصل اللوغاني
تنحدر أسرة اللوغاني من قبيلة تميم العربية المنتشرة في نجد والعديد من البلاد العربية، قدم أوائل اللوغاني الى الكويت على دفعتين، الأولى قبل 200 عام وجاؤوا من مكة المكرمة وتوقفوا في المجمعة قبل رحيلهم الى الكويت، والدفعة الثانية جاءت قبل حوالي 170 سنة وجاءت من البحرين وجنوب الخليج العربي وقبلها كانوا في المجمعة. ويوجد اللوغاني اليوم في الكويت والامارات وعمان واليمن والعراق وبعض الدول العربية الأخرى، واللوغاني في الكويت منهم التاجر والطواش سعد بن عبدالعزيز اللوغاني المتوفى عام 1945 عن عمر يناهز 95 سنة، ويوسف بن علي بن يوسف اللوغاني المتوفى عام 1975 عن عمر 115 سنة، والشاعر عبدالله بن سعد اللوغاني المتوفى عام 1967 عن عمر 73 سنة،وعلي بن يوسف اللوغاني المتوفى عام 2000 عن عمر 95 سنة تقريبا، وجابر المحمد اللوغاني المتوفى عام 2008 وعمره 90 عاما تقريبا.


زواج عمتي
تحدث عيسى اللوغاني عن عادات الزواج قديما فقال: العم عبدالعزيز كان يريد الزواج من عمتي وقد حجر عليها عندما عرف ان أحد المواطنين يريد الزواج منها بعد خطبتها من والدها. لكن صالح العسعوسي تزوجها وبدأت المشاكل وطلقها وجبرها عبدالعزيز اللوغاني. وتدخل أخوالي ابراهيم وعلي اللحدان ومع كل ذلك لم يتزوجها ابن عمها، فقط كان عنادا للآخرين، هذه من عادات المجتمع الكويتي ان البنت كانت تنذر لابن عمها منذ الولادة.



رحلات ودول تحدث عيسى اللوغاني عن البضائع التي كانوا ينقلونها قديما فقال: السفن الكويتية الشراعية كانت عليها مهمة كبيرة في نقل التمور والبضائع من أخشاب وفحم وقطن والتنقل بين موانئ الهند مثل مومباي وكراتشي قبل الاستقلال وكلكوت والنيبار وخورميان وكذلك افريقيا شرقها وغربها، زنجبار ودار السلام، كانت السفن الشراعية تجوب وتنتقل من مدينة لأخرى ومن ميناء لآخر، مدينة عدن ودول الخليج العربي كان التاجر الكويتي ينتقل مع سفنه وتجارته مع النوخذة والبحارة كانوا يدا واحدة، ولا يوجد بينهم خلاف إلا ما ندر جدا، البضائع تنقل وتوزع وكان في الكويت اعادة التصدير لدول المنطقة مثل الأخشاب والتمور.
رد مع اقتباس