عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 14-07-2009, 09:14 PM
الصورة الرمزية عبدالرحمن بك
عبدالرحمن بك عبدالرحمن بك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 489
افتراضي جزيرة الغربه

تسمّى الجزيره الكبيره لتمييزها عن الجزيره الصغيره ( جزيرة عكّاز ) التي كانت تقع على مسافه قريبه منها ، والتي تُعرَف أيضاً بجزيرة شويخ ، وقد دخلت ضمن ميناء الشويخ .
طبيعة أرضها :.
تقع جزيرة أم النمل في الجهه الشماليه الغربيه من الكويت داخل الجون ، أعرض مسافه بحريّه بينها وبين رأس ( عشيرج ) في بعض المواقع 2 كم ، وأضيق مسافه 600 متر ، تربتها عباره عن رواسب رمليّه يتخلّلها بعض الجير ، وهي جيولوجياً تشبه تكوين جزيرة فيلكا ، كما أن صخورها البحريّه تشبه صخور فيلكا أيضاً .
يصل أعلى مرتفع فيها إلى تسع أقدام تقريباً ، عُرِفَتْ مياهها منذ القدم بوفرة أسماكها ، لذا أتّخذها أفراد من قبيلة العوازم مقراً لهم يمارسون على شواطئها صيد السمك بطريقتهم المعروفه وهي ( الحظور ) ، حيث أنها قريبه من الشاطىء ويمكن الوصول إليها مشياً على الأقدام في حالة الجزر ، وفي عام 1916م بنى فيها السيد / سلمان الرشدان العازمي .. بركه لحفظ مياه الأمطار .
أحياؤها المائيّه :.
تتكاثر قرب شواطئها في معظم شهور السنه أنواع عديده من الأسماك والأحياء المائيّه المختلفه مثل سرطانات البحر ، ونطّاط الوحل ( البوشلمبو ) والمحار ، بالإضافه إلى أنواع جيّده من الأسماك مثل الروبيان والميد والصبور .
أما برها فتنبت فيه خلال فصلي الشتاء والربيع نباتات منوّعه وزهور بريّه ذات ألوان عدّه أشهرها النوير ، كما تمر بها أنواع من طيور الربيع المختلفه ، ولا زالت جزيرة أم النمل مستقراً لبعض عشّاق الصيد والبحر والتنزّه .. يتردّدون عليها باستمرار خلال فصول السنه ولهم فيها بعض المنشآت المؤقّته .
سبب تسميتها :.
ويقال أن سبب تسميتها بأم النمل يعود إلى كثرة وجود النمل فيها خاصّه في فصل الصيف ، وهناك قول بأن جزيرة أم النمل كانت تسمّى بجزيرة ( الغربه ) نسبه إلى أسرة الغربه من الأسر الكويتيّه العريقه (1*) .
أم النمل كانت آهله بالسكان :.
وفي لقاء مع السيد / مبارك الشلال .. أجرته جريدة الرأي العام قال : جزيرة الغربه سُمّيَتْ بهذا الأسم لأن عائلة الغربه من العوازم نصبوا فيها حظور قبل 200 سنه ، وكانوا يسكنون في بيوت شعر في الجزيره ، ثم بعد ذلك انتقلوا إلى مكان آخر في الجزيره وبنوا لهم ( كباره ) .
والحظور كانت على الجزيره الداخليّه ، أما السكن فكان في الجزيره المرتبطه بالساحل ، وكان فيها أكثر من ثلاثين بيتاً ، ومسجداً وله مؤذّن هو محمد بن نصار ، وإمامه محمد مهنا الغربه ، أما كبير الجماعه فكان فهد بن صقر الغربه ، وأضاف : نحن أتينا عندهم ونصبنا حظورنا ، ولكن الأملاك الموجوده أكثرها للغربه كانت ، ولم نكن نقيم بها كل الوقت بل وقت الربيع ، أما الصيف فنرجع لبيوتنا في الكويت (2*) .
مكانتها الأثريّه :.
دلّت الآثار التي اكتشفت فيها على إنها كانت مسكونه في عصور ما قبل الميلاد ، وأنها أتخذت كمرصد أو منطقه عسكريّه ، لأنها تكشف أكبر جزء من الأرض من موقعها ، وقامت وزارة الأعلام الكويتيّه بتشكيل بعثة آثار محلّيه أسند رآستها إلى الأستاذ الدكتور / رشيد الناضوري .. أستاذ تاريخ وحضارة الشرق الأدنى القديم بجامعة الإسكندريّه يعاونه بعض الأثريّين من جامعة ( هوبكنز ) ومن جامعة ( فنيسيا ) وقد قامت البعثه بمسح أثري لبعض المواقع الأثريّه في دولة الكويت ومنها جزيرة أم التمل وذلك في عام 1972م .
كما زارت الجزيره في نفس السنه 1972م بعثه من جامعة ( هوبكنز ) الأمريكيّه لمدّة يوم واحد وكتبت تقريراً قصيراً عنها ، بالإضافه إلى زيارة بعض الباحثين من جامعة التاريخ الطبيعي ، وكانت مهمّتهم رصد الطيور ومعرفة الأصداف البحريّه التي تعيش على شواطىء الكويت ، وكتبوا تقريراً موجزاً عن هذا الموضوع ، لكن للأسف أن هذه التقارير لم تنشر .
أهم تقرير عن آثار أم النمل :.
في عام 1985م قام بزيارة جزيرة أم النمل باحث الآثار الكويتي الدكتور / فهد الوهيبي .. ضمن فريق آثار من متحف الكويت الوطني عندما كان يحضّر رسالة الدكتوراه ، وكتب تقرير أولي عن ما تحتويه هذه الجزيره من معالم أثريّه ، وممّا قاله في تقريره : أن الجزيره رغم صغرها فهي غنيّه بالمواقع الأثريّه ، وساعدت كثيراً من خلال ما اكتشف فيها من آثار على معرفة تاريخ الكويت وغيّرت وجهة نظر المؤرّخ الكويتي .
الإكتشاف الأول :.
وقال ممّا وجدناه أثناء عمليّة المسح الأثري ثلاثة مواقع مهمّه على السطح تعود إلى العصر المبكّر من العصر البرونزي ، وهو المعروف بالعصر الدلموني ، وكان الدليل على هذا وجود فخّاريات على السطح تطابق فخّاريات موجوده في جزيرة البحرين من المدينه الدلمونيّه .
الإكتشاف الثاني :.
كما وصلنا إلى حقيقه في بعض المواقع التي فتحنا مجساً فيها ، أن الأشخاص الذين عاشوا في هذه الجزيره معاصرون وذوو ثقافه موحّده مع الدلمونيّين الذي كانوا يعيشون في جزيرة البحرين .
الإكتشاف الثالث :.
وكذلك عثرنا على موقع آخر يعود إلى نهاية العصر البرونزي وبداية ظهور العصر الجليدي ، كما عثرنا أيضاً على مزار ( غريب ) في شكله وفريد من نوعه ، وهو يمثّل فتره من الفترات التاريخيّه لدولة الكويت ، يغطّي فجوه تاريخيّه غير موجوده في جزيرة فيلكا ، ومعروف منذ القدم أن جزيرة فيلكا يوجد بها أقدم مواقع أثريّه وهو نظريّه غير صحيحه بحيث وجدنا مواقع في جزيرة أم النمل أقدم منها ، ومن هذا المنطلق يوجد فجوه في التاريخ تقدّر بحوالي 300 سنه هي الفتره ( الكاشيه ) فوجدناها في هذه الجزيره .
ويتابع الدكتور / الوهيبي .. حديثه قائلاً : والسبب في تسمية هذه الفتره بالفتره ( الكاشيه ) ، هو إنحدار قبائل الكاشيّين من شمال العراق إلى جنوبه ، ووصول النفوذ الكاشي إلى منطقة الخليج ، ولكن لا نعلم إذا كان هذا النفوذ سياسياً أو ثقافياً وحضارياً ، وبإجماع علماء الآثار وجدوا أن قبائل الكاشيّين إستطاعوا أن يكونوا نمطاً من الثقافه بحيث صنعوا نمطاً معيّناً من أدوات الصيد والمعيشه ، وأصبحت معروفه كخصائص معيّنه في عصرهم المحدّد ، ووجدنا هذه النوعيّات وهذه الأشكال في جزيرة أم النمل ولم نجدها بأي جزيره أخرى ، فبذلك غطّت فجوه تاريخيّه كانت مجهوله لنا ولعلماء الآثار .
الإكتشاف الرابع :.
أما الإكتشاف الرابع والفريد من نوعه فهو وجود قبر ( هيلينستي ) يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد ، وحصرناه في 200 سنه قبل ظهور السيد المسيح .. عليه السلام ، أو في نفس الفتره تقريباً ، وهذا القبر الذي وجدناه في الجزء الشرقي من الجزيره يقع على رأس تلّه مواجهه لمدينة الكويت ومواجهه لخليج دولة الكويت ، ويبدو أن هذا القبر كان لصاحب شخصيّه مهمّه جداً ، والدليل على هذا الكلام هو إختيار موقع مباشر مقابل للمدينه ومرتفع ، وكذلك المواد التي وجدت داخل القبر منها .. رؤوس الرماح وتماثيل طينيّه وفؤوس نحاسيّه وفوانيس طينيّه وعملات نقديّه ، وكل هذا يدل على أن صاحب القبر كان غنياً ، وكذلك وجدنا ثقل من الصلب يشبه ( الباوره ) التي تستعمل لإرساء السفينه وتثبيتها في البحر ، ويبلغ حجمه 40 سم ، وهذا يدل إلى أنه توجد علاقه بين صاحب القبر والثقل ممّا يدل على أن صاحب القبر كان صياداً أو رئيساً لمجموعه من الصيادين ، ويمتلك بعض القطع البحريّه لصيد السمك ، ولا يستبعد أن يكون هذا القبر لزعيم أو قائد ، ولكن لم نعثر على أي جزء من عظام المتوفى على الرغم من فتحنا لثلاثة أرباع القبر .
الإكتشاف الخامس :.
وكذلك عثرنا على آثار تعود إلى القرن الثامن عشر وهو منزل إسلامي متأخّر عباره عن بيت صغير مكوّن من حجرتين وساحه وغني بالمواد الأثريّه ، وعثرنا كذلك على أساور من طين وزجاج وبعض الأدوات الصينيّه وفناجين قهوه ، وتبلغ مساحة البيت 18م * 11.60م أي محيط البيت 208.8م ونقبنا بمساحة 4*4م ولا يستبعد بعد إكتمال التنقيب أن نخرج بمواد جديده (3*) .
حمله تطوّعيّه لتنظيف أم النمل :.
ضمن الحمله الأهليّه لتنظيف الجزر قاد الدكتور / علي خريبط .. حمله وطنيّه لتنظيف جزيرة أم النمل ، وللمحافظه على البيئه الكويتيّه وزيادة الرقعه الطبيعيّه .
وقال : أن الجزيره تعاني من وجود النفايات الناتجه من مخلّفات الصيادين الموجودين في منطقة الدوحه ويلقون مخلّفاتهم في البحر وتتراكم نتيجه للتيارات المائيّه وتبقى في الجزيره ، واشترك في هذه الحمله جمعية الهلال الأحمر الكويتي والهيئه العامّه للبيئه ، وصرّح الدكتور / محمد الصرعاوي .. المدير العام للهيئه : أن العمل التطوّعي في الكويت متميّز وأن المتطوّعين يؤدذون واجبهم تجاه الوطن بأسلوب حضاري للمحافظه على آثار الكويت وبيئتها .
وأضاف : أن الجزيره – ويقصد أم النمل – تكون محميّه طبيعيّه ينتفع منها جميع أفراد المجتمع نظراً لتوافد أعداد كبيره من الطيور المهاجره عليها بالإضافه إلى كونها مجالاً خصباً للعلماء والباحثين في مختلف الإتجاهات ، إذ أن هذه الأبحاث والدراسات عن تلك المناطق تُنْقَلْ في المحافل الدوليّه ويتابعها الكثيرون من المهتمّين بشؤون البيئه على مستوى العالم (4*) .
—————–
الهوامش :.
(1*) : انظر كتاب / أعلام الغوص عند العوازم .. خلال قرن ، تأليف / طلال الرميضي ، ص189 .
(2*) : حديث الذكريات – لقاء مع السيد / مبارك الشلال ، أجرى اللقاء سعود الديحاني ، جريدة الرأي العام – العدد 12966 – الجمعه 20 ديسمبر 2002م .
(3*) : جريدة الهدف – الجمعه تاريخ 10/3/1989م .
(4*) : جريدة الرأي العام – العدد 11467 تاريخ نوفمبر 1998م .
المصدر : كتاب / الجزر الكويتيّه .. تاريخها .. خصائصها – الطبعه الأولى 2005م ، المؤلف / خالد سالم محمد .
رد مع اقتباس