عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 09-02-2008, 02:55 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 270
افتراضي

في الزبير والبصرة
- وكان عدد عسكر الشيخ مبارك الصباح نحو خمسة عشر الف خيال ونحو اربعين الف ركايب ذلول (جمال). وعسكر الشيخ سعدون نحو خمسة آلاف خيال ونحو عشرين الف ركايب ذلول. اما عسكر عبدالعزيز بن رشيد فيقدر بالفي خيال ونحو عشرة آلاف ركايب ذلول، وهذا كل ما عنده من العسكر، والسبب ان اكثر عسكر ابن رشيد من البادية خانوه ولم يغزوا معه.
- في 20 نوفمبر وصل خطاب من الشيخ مبارك الى ولده الشيخ جابر مضمونه ان الوالي وسيد احمد النقيب وبعض اعيان البصرة جاؤوا جميعا الى مكان يقال له الرافضية قرب الزبير بنحو ساعتين، وقد ارسلوا علينا لنحضر عندهم، وقد اجبناهم وذهبنا اليهم في الرافضية، فقال لي الوالي ان ابن رشيد قدم شكوى الى الباب العالي يرجو فيها منع الشيخ مبارك عنا، وذكر الوالي انه قد وصله تلغراف (تيل) من الباب العالي لكي نصلح بينكما. فقال الشيخ مبارك ان محاربة ابن رشيد ليست من شاني وانا الآن موجود بينكم، فالذين يقصدون حربه هم عبدالرحمن بن فيصل الذي يطالب بملك ابيه والثاني الشيخ سعدون.
قال الوالي: صدقت فيما قلت، ونرجو من جنابكم تشرفنا بالحضور الى البصرة وتبعث بنفسك بتلغراف الى الباب العالي يتضمن قولك هذا. وقد وافق الشيخ مبارك على ذلك ومشى الجميع اولا الى الزبير حيث اقاموا فيها يوما مع الوالي. وقد حضر جميع اكابر الزبير الى الشيخ مبارك وقبلوا يده، ثم مشى الجميع الى البصرة، حيث قام الشيخ مبارك بنفسه بارسال التلغراف الى الباب العالي بموجب ما تم الاتفاق عليه. وقد جاء رد من الباب العالي الى الوالي بان يتم اكرام الشيخ مبارك غاية الاكرام وان يمنح اربعة نياشين (اوسمة)، وامر الوالي عسكر الحكومة (العثمانية) ان يعزفوا موسيقى خلال اليومين اللذين قضاهما مبارك في البصرة.
وبخصوص عسكر الشيخ مبارك، فقد ساروا مع حمود الصباح وولده سالم وولد اخيه خليفة وولد اخيه صباح بن حمود وجابر بن فاضل وعبدالرحمن بن فيصل والشيخ سعدون، كلهم قاصدين حرب ابن رشيد، وهم غير مبالين برغبات الدولة العثمانية.
في السماوة
- وفي 22 نوفمبر جاء كتاب من حمود الصباح الى اخيه مبارك الصباح في الجهرة قبل وصوله الى الكويت ومضمون الكتاب انهم قد وصلوا الى قريب السماوة، ولم يروا اثرا لابن رشيد في المكان الذي ينزل فيه، وانه انهزم قاصدا بلاده، واننا ننتظر امركم. فكتب اليه الشيخ مبارك انه حينما يصلك كتابي تحرك بعسكرك نحو ابن رشيد وعربانه انت والشيخ سعدون وعبدالرحمن بن فيصل من الضروري متابعته، وسوف اسير اليكم بعد عشرة ايام.
- وفي 24 نوفمبر وصل الشيخ مبارك الى مدينة الكويت ومعه خمسون خيالا، وحينما دخل البلد لم يكن عليه خلعة الباب العالي ولا الاوسمة، وليس عليه سوى لباسه المعتاد.
- في 21 فبراير 1901 استكمل الشيخ مبارك جمع عشائره ثم سار ومعه عبدالرحمن بن فيصل وخيم على مسافة يوم من نجد (القصيم)، وفي اليوم الثاني جاء اكابر اهل عنيزة واكابر اهل القصيم الى الشيخ مبارك وبايعوه وسلموا الامر اليه من غير دعوى، وقد اكرمهم الشيخ مبارك غاية الاكرام. ولم يبق عاصيا من بلدان نجد سوى بلد الرياض الذي هو عين نجد، فمازال رجال ابن رشيد محافظين عليه. وعزم مبارك الصباح المسير الى هناك، واذا فتح الشيخ مبارك بلد الرياض يكون قد فتح بلدان نجد جميعا، ويقدر العسكر الذين مع الشيخ مبارك بنحو سبعين الفا.
- في 17 فبراير وصل الشيخ سعدون الى الشيخ مبارك ومعه عشائره التي تقدر بنحو عشرة آلاف شخص. والى هذا الوقت لم يعرف مكان عبدالعزيز بن رشيد فمرة يقولون انه في العيينة ومرة اخرى انه فيما بين مشهد علي والسماوة يكتال اعلافا لعساكره.
- في 30 يناير 1900 كتب عبدالعزيز بن رشيد رسالة الى ابن ثاني حاكم قطر يطلب منه المجيء للمساعدة على حرب الشيخ مبارك وقد تم القبض على الاشخاص الثلاثة الذين كانوا يحملون الرسالة المذكورة الى ابن ثاني واحضروهم الى الشيخ مبارك حيث اخذ الرسالة منهم وقراها واطلع على احوال ابن رشيد وافعاله. وقد امر بحبس رجال ابن رشيد ثم ارسلهم بعد ذلك الى ولده الشيخ جابر في الكويت مع الرسالة المكتوبة الى ابن ثاني.
- بخصوص الكويت ونواحيها يبذل الشيخ جابر جهدا كبيرا في المحافظة على البلد، ففي كل ليلة يطوف بنواحي البلد نحو اربعة آلاف نفر مسلحين احتياطا من الاعداء.
- في 18 فبراير 1900 جاء خبر من الشيخ مبارك الى ولده الشيخ جابر بان اولاد حمود الذين هم اولاد عم عبدالعزيز بن رشيد اتوا الينا يلتمسون الصلح ويعتذرون الينا من افعال عبدالعزيز بن رشيد، وانهم مختلفون معه، وانهم غير راضين عن عمله، ولهذا فنحن نخلعه من الامارة وجئنا اليكم وتحت طاعتكم في كل ما تقول، فانت اليوم اميرنا، ونرفض عبدالعزيز ابن رشيد الذي لا يسمع النصيحة ولا يرجع لنا في مشورة، بخاصة واننا اولاد عمه، وكانت المشيخة (الامارة) لنا بعد محمد بن رشيد لكننا من تلقاء انفسنا سامحنا. وليس مقبولا للرئاسة ذلك الذي يريد ان يثير الفتنة بيننا وبينكم وما يتبع ذلك من قاتل ومقتول. ونحن اليوم في طاعتك فانت بمثابة الاب لنا ولا نعترف بعبدالعزيز بن رشيد. وقد قبل منهم الشيخ مبارك عذرهم واكرمهم.
- في 22 فبراير 1901 وصل الكويت عبدالعزيز سالم البدر، وكيل الشيخ مبارك الصباح في البصرة ومعه صورة تلغراف من الباب العالي يطلب من الشيخ مبارك ان يصطلح مع عبدالعزيز بن رشيد، فقال له الشيخ جابر المبارك لقد فات اوان الصلح الآن، وقد عاد الى البصرة في 4 من شهر مارس 1901.
- في 24 فبراير ، جاء كتاب من الشيخ مبارك الى ولده الشيخ جابر ذكر فيه ان بلدان نجد جميعها قد اجابتنا من غير حرب، وقد اصبح عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل حاكما على بلد الرياض، وباقي البلاد رتبنا فيها رجالا من طرفنا حكاما عليها. اما بالنسبة لي فانا الآن مخيم مقابل بلد القصيم في انتظار وصول الشيخ سعدون، فبعد وصوله سنسير الى بلد حائل نقتفي اثر عبدالعزيز بن رشيد. وقد عرفنا الآن اين مقره، فهو بعيد عن بلد حائل مسافة ثلاثة ايام ونفسه نافرة عنا (اي لا يريد المناجزة) فما بقي له من العرب (العشائر) سوى شمر الذين هم عشائره لاغير. وان شاء الله عن قريب سنتصرف ببلد حائل ونكفيكم شره.
ومن طرف اولاد حمود (اولاد عم عبدالعزيز بن رشيد) الذين جاؤوا الينا وطلبوا الصلح منا لم نجبهم الى ذلك والسبب انهم لم يوافقوا على الشروط التي نريدها منهم، ولا عاتبناهم بشيء الى الآن.
ولولا الوعد الذي واعدناه الشيخ سعدون وهو ان ياتينا عند القصيم لسرت بنفسي مع عسكري الى بلد حائل. وكان اتفاقنا معه ان يصل في 2 من شهر ذي القعدة، وفي اليوم الثاني من وصوله سوف نتحرك نحو بلد حائل وعلى عبدالعزيز بن رشيد. ومن فضل الله ليس عندنا قصور في شيء لا من العسكر ولا من الربيع وهذا من كرم الله علينا، وقد تصرفنا في بلدان نجد دون حرب ومقاتلة تماما. وان شاء الله عن قريب نبشركم في الاستيلاء على حائل والتخلص من عبدالعزيز بن رشيد. (1901/2/26).
- في 8 مارس وصل الشيخ سعدون بكامل عسكره الى نجد عند الشيخ مبارك. وفي 10 مارس تحرك الشيخ مبارك والشيخ سعدون والشيخ عبدالرحمن بن فيصل مع جميع العشائر قاصدين عبدالعزيز بن رشيد، الذي يخيم بعسكره على مسافة يوم من حائل. وكانوا موقنين من النصر لانه ليس مع ابن رشيد من العشائر سوى عرب شمر، واكثر العشائر مع الشيخ مبارك، ويقدرون بسبعين الفا جميعهم في حمايته. وكان قصد الشيخ مبارك ان يزيل حكم ابن رشيد في هذه النواحي ولا يبقي فيها بيرق سوى بيرق الشيخ مبارك.
- وفي هذه السنة امتنع حجاج البصرة والزبير من الحج نتيجة هذه الاحداث، ولان ابن رشيد لم تكن له قدرة على حمايتهم، وجميع الحجاج سافروا عن طريق البحر.
رد مع اقتباس