عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 21-03-2009, 02:08 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

بينهم، فكانوا يرتضون بحكمه ويتقبلونه لما عرفوا عنه من العدل والإنصاف ولو كان على نفسه، بل الأكثر من ذلك أنه كان يقوم بعمل الحسبة للمستحقات المالية للبحارة بدقة متناهية يعجز عنها أهل الاختصاص، وذلك دون تكلف منه أو جهد، وإنما تأتى بالعفوية بعدما يتم تزويده بالمصروفات التي ترتبت عليها رحلة الغوص، ويؤكد المرحوم جرمان المطيري أيضاً أن الديوانية تستقبل الناس من منطقة القبلة وغيرها وخاصة أهل اللنجات فى أيام الشتاء التي يشتد فيها البرد، فإنهم يلجئون إليها للتدفئة وتوفر الطعام والقهوة والشاي .

السيدة بخيتة الفلاح:
ذكرت السيدة بخيتة الفلاح أن محمد الفلاح رحمه الله تعالى كان كثير الصلاة والصوم والعبادة والصدقة، وكان مسراً بصدقته، لا يريد أن يعرفها أحد، فإذا أراد أن يتصدق على أحد يناديني يا بخيتة: تعاليْ، نادوها تأتيني لقضاء بعض الحاجات.
فيتظاهر بأنه يحك أجنابه حتى يدخل يده في جيبه ويعطيها »بيزات«([1]) ويقول لها: »هذا لفلان وهذا لفلان«.

وأضافت: "كان محمد إذا ذهب إلى السوق يأتي بكثير من التفاح وينادي زوجته نورة([2]) ويقول لها: "قسميه على الفقراء.." فتقوم نورة وتقسمه عليهم"، ومن الجدير بالذكر أن التفاح لم يكن آنذاك سهل المنال لكثير من الناس، ولم يكن يطعمه كل من يشتهيه في ذلك الوقت.
وذكرت بخيتة الفلاح أيضاً أن القهوة كانت تقدم دائماً من الصباح إلى المساء، وأنه إذا دخل رمضان كانوا يلازمون قراءة القرآن الصغير منهم والكبير.

كما ذكرت أنه كان لديهم بوم للماء، وأنه كان إذا وصلت سفن الماء بقيادة العم يوسف الفلاح لا يقومون ببيع الماء حتى يأخذ أهل السبيل نصيبهم من الماء وكانت تلك وصية العم محمد الفلاح - رحمه الله.
وقالت إن محمداً كان محباً للخير للناس جميعاً، ومن ذلك أنه إذا جاء أناس يريدون الماء، ينادي محمد على أبنائه وأبناء إخوانه آمراً لهم: »أعطوهم ما يريدون، أو دعوهم يدخلون للديوان ويملئون ما عندهم من أوانٍ«.
وأضافت: كان محمد في رمضان يشرف بنفسه على إطعام الفقراء ويناديها: "تعالي" ويعطيها الخبز، ويقول: "هذا أعطيه لفلان وهذا توصلينه لفلان وهذا تذهبين به لفلان".
وكان إذا جاء اللحم يأخذ منه نصيباً مفروضاً للفقراء ويميزه عن لحمهم بربطه بالخيط ويقول لها: "لا يختلط هذا مع إدامنا"([3])، فآخذه وأقوم بتوصيله إلى الفقراء الذين أُمرتُ أن أوصله إليهم.


السيد خالد صالح الفلاح:
قال عنه: "كان محمد الفلاح – رحمه الله – من أهل التقوى والصلاح الذين يدخلون إن شاء الله تعالى تحت قوله: " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا (63)" سورة الفرقان.
وكان إذا ما اعتدى عليه أحد أو ظلمه بقول أو عمل عفا عنه وصفح. وكان مكرماً ومعززاً عند أهل الكويت قاطبةً وذلك لما يتحلى به من كريم السجايا وطيب الخصال وحسن المعاشرة وإذا ذكرت سيرته أمام أحد من الناس لم يملك إلا أن يقول "والنَّعِمْ"، وهي كلمة بالغة المديح عند أهل الكويت فى القديم والحديث.
وقد اشتهر ­ زيادة على الديانة والإمامة والصلاح ­ بحساب الغوص والعلم بالفلك والتاريخ، وكان الناس يأتونه ويسألون عن جميع هذه المسائل، وكان عادلاً في بيته ومنصفاً وصاحب مروءة وكرم".


السيد ناصر حمد الفلاح:
ناصر حمد الفلاح هو ابن أخ المحسن محمد الفلاح - رحمه الله – وقد ذكره قائلاً: "كان - رحمه الله - ينظم حملة للحج يشرف عليها بنفسه فيذهب بالحجاج ويرجع بهم، ويأخذ دائماً أناساً فقراء يحجون معه بغير عوض، وكان الناس يحبونه كثيراً وكانت حملته جيدة الترتيب، وكان كثير الصدقات.
وكان يمتلك سفينة بها عدد كبير من الخزانات "التوانكي" حوالي 1400 تنكة، فكان يقوم بتوزيع الماء أولاً على الفقراء احتساباً للأجر والثواب، حتى ينتهوا تماماً، ومن ثم يقوم ببيعه الناس الآخرين.
وكان يجمع المال من أهل الخير والإحسان بالكويت ويذهب بها إلى الزلفي ويقوم بتوزيعها هناك على المحتاجين والفقراء، حيث كانت الحالة المادية هناك متدنية جدا قبل اكتشاف النفط.
وكان يذهب إلى السوق، يشتري لحماً ويجعل في جزء منه خيطاً "ينيشنه" - أي يجعل عليه نيشان- وهو العلامة المميزة حتى يميزه عن غيره ليعطيه للفقراء والمحتاجين صدقة خالصة لوجه الله تعالى، وذلك بعد طبخه وتجهيزه مع الرز".

السيد عبدالله فلاح حمد الفلاح:
قال عنه أيضاً: إن المرحوم محمد كان يعطي كل الحوائج التي يحتاج إليها الناس في حياتهم وخاصة معدات الطبخ أو أدوات العمل من بيت الفلاح لأهل الفريج لاستعمالها عند حاجتهم فلا يرد منهم أحداً جاءه في حاجة أبداً، فيعطيهم السُلَّم، والدلو، والملمص، والحبلوغيرها الكثير بدون استثناء، ولا يرد سائلا أياً كان، سواءً على سبيل الاستعارة أو على سبيل الهبة.
وكانت ديوانية الفلاح تفتح 24 ساعة، وهذه الحالة تنفرد بها ديوانية الفلاح عن باقي الديوانيات في الكويت عدا ديوانية الرومى فى منطقة الشرق، ولقد كان بيت الفلاح ميسوراً بفضل الله سبحانه وتعالى بسبب تقوى هؤلاء الناس لله تعالى، فأفاض عليهم من فضله وجعل البركة في رزقه لهم من خلال الماء الذي يجلبونه من شط العرب وبيع اللؤلؤ والتجارة.

وكان محمد أيضاً يأخذ مما عنده ومما عند أهل الخير من الصدقات والزكوات، ويذهب بهذه الأموال إلى الفقراء ويوزعها عليهم.
وعلى كل حال فإن محمد الفلاح – رحمه الله – كان رجلاً طيب الأخلاق، حسن السيرة والسريرة، موصوفاً بالكرم والشهامة .


السيد علي جاسم محمد الفلاح:
في المقابلة المسجلة ذكر السيد علي جاسم محمد الفلاح أن جده محمد الفلاح رحمه الله كان كل سنة يذهب إلى الحج ويأخذ معه بعض الفقراء يحججهم على نفقته الخاصه، فكان يتحمل مصروفهم كله وأكلهم وغير ذلك بدون مقابل.
وكانت ديوانيته "سداحة الفلاح" مفتوحة أربعاً وعشرين ساعة، من أتاها يأكل ويشرب، وإذا أراد أن ينام فهي مفتوحة دائماً.

السيد عبدالرحمن حمد الفلاح:
قال إن محمد الفلاح كان يتميز بمميزات عديدة أذكر منها:
أنه كان مشهوراً بالرحمة والإنسانية والتدين والخبرة والمعرفة. فلذلك اتخذه أهل الفريج (الحي) مرجعاً لهم في كل القضايا التي تواجههم لعلمه الواسع، واحترامهم وتوقيرهم له وتقديرهم لحكمته.
كما كان يحل لهم الحسابات المعقدة وخاصةً حسابات الغوص، وكان مشهوراً بعلم الفلك. وقد اشتهر بالإحسان والعطف على الفقراء وكان إخوته مثله يحبون فعل الخير والإحسان إلى الفقراء.

_______________________


(15) البيزات جمع بيزة، وهي إحدى فئات العملة المستخدمة آنذاك وهي » الروبية«، وقد كان الكويتيون يطلقون اسم البيزات على النقود، ولعل مرد ذلك هو كون البيزة هي الفئة الوسط والعملية, باعتبار أن الروبية تساوي 16 آنة، والآنة الواحدة تساوي 4 بيزات، والبيزة الواحدة تساوي 3 آرديات.

([2]) نورة: هي زوجته نورة الزمامي.

([3]( إدامنا لفظة كويتية تعني ما يوضع على الرز من اللحم أو السمك أو الدجاج، وتلفظ بالياء: إيدام.

رد مع اقتباس