عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 14-11-2008, 07:20 AM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي


نشرت صحيفة القبس الكويتية في صفحة (البحر والصيد) بتاريخ 15 مارس 2006 مقابلة مع الباحث خالد سالم محمد حول جزيرة فيلكا ودورها في تاريخ الكويت، هذا نصها :
تنتشر في المياة الإقليمية الكويتية جزر عدة، تختلف في تكوينها ومساحتها وخصائصها وموقعها الاستراتيجي وفي هذه السلسلة من اللقاءات مع الباحث خالد سالم مؤلف كتاب الجزر الكويتيةِِ نلقي نظرة تعريف على هذه الجزر وعلى دورها القديم والحديث في تاريخ الكويتِِ وإبراز خصائص كل جزيرة على حدة، إلى جانب أصل تسميتها وتضاريسها وسكانها وغيرها من المعوقات التاريخيةِِ
وستكون رحلتنا الأولى إلى أحلى الجزر أو الجزيرة السعيدة أو الجزيرة البيضاءِِ إلى ايكاروس كما سماها اليونانيونِِ إلى فيلكا كما سماها البرتغاليونِ .





الجزيرة السعيدة ... إيكاروس ... فليشا ... أفانا ... فليجه!

في البداية قال: أرجع بعض الدارسين والمؤرخين لفظة فيلكا إلى عدة لغات، فمن قائل إن أصلها يونانية قديمة محرفة عن كلمة فيلكس وتعني الجزيرة السعيدة، والبعض قال إن أصلها برتغالي ومشتقة من كلمة فليشا البرتغالية ومعناها الهواء النقي، واخيرا إنها كانت تدعى قديما بجزيرة أفانا والجزيرة البيضاءِ
وظلت هذه التسميات غير مؤكدة بالدليل القاطع حتى وصول البعثة الدانمركية للتنقيب عن الآثار إلى الجزيرة عام 1958 واستدلت على اسم الجزيرة القديم من خلال حجر أثري كبير عثرت عليه وهو عبارة عن رسالة طويلة مرسلة إلى مسؤولي المعبد في الجزيرة، عرف من خلالها أن اسمها 'ايكاروس' واستدل أيضا من خلال كتابات بعض المؤرخين اليونانيين ان الاسكندر هو الذي أمر بإطلاق هذا الاسم عليها أسوة بجزيرة في بحر إيجه تعرف بهذا الاسم، وبذلك تأكد أن لفظة فيلكا ليست يونانية ولم تكن تطلق على الجزيرةِ
فيلكا لفظة ذات أصول عربية
ويقول الباحث خالد: أما فيما يخص لفظ فيلكا أو فيلجة كما يلفظها الأهالي فقد اتضح لي من خلال البحث والمقارنة بين لفظة فلج العربية ومعناها الماء الجاري ولفظة فيلجة ان هذه التسمية ذات أصول عربية ومأخوذة من طبيعة أرض الجزيرة الخصبة، وربما كانت تلفظ قديما فليجة وتعنى الأرض الطينية المستخلصة للزراعة ولكن لصعوبة النطق حرفت مع الزمن إلى فيلجة وجرت على السنة الناسِ
وكانت الجزيرة في عهد الإسكندر وما بعده بعدة قرون عبارة عن غابة تغطي أرضها أنواع كثيرة من الأشجار المثمرة وكانت فيها عدة أفلاج للمياه ولا يستبعد أن اسمها اشتق من تلك الأفلاج فسميت فيلجةِ
وأقدم نص عربي وصل إلينا كتبت فيه لفظة فيلكا بالألف الطويلة مخطوط كتاب 'الموطأ' للإمام مالك كتبه أحد علماء الجزيرة في القرن السابع عشر الميلادي وبالتحديد في عام 1682مِ
أهم قرى الجزيرة القديمة
ويتابع الباحث خالد: يقع على طول سواحل الجزيرة في شمالها وجنوبها العديد من القرى القديمة الدارسة، وكانت هذه القرى عامرة بالسكان خلال الحقب التاريخية التي مرت على الجزيرةِِ وأهم هذه القرىِِ قرية سعيدة التي يقع بالقرب منها مقام الخضر وكانت له مكانة عند سكان الجزيرة وزوارها، قرية الدش، قرية القرينية وهي من أشهر القرى وفيها أطلال منزل الشيخ جابر الصباح الذي بناه في نهاية القرن التاسع عشر حيث كان يتخذ من الجزيرة مقرا له في معظم اشهر السنة، وبالقرب منها دوحة تسمى دوحة القرينية كانت ترسو عندها بعض سفن الغوص على اللؤلؤ وسفن صيد السمك وبعض سفن التجارة، قرية الصباحية وهي من قرى الجزيرة المشهورة التي تقع على الساحل الجنوبي الشرقي واشتهرت بوفرة نخيلها وكثرة آبار مياهها العذبة، وكانت السفن تستدل على جزيرة فيلكا من رؤية نخيل الصباحية، وقد بنى أحد أمراء آل الصباح بيتا له فيها في النصف الأول من القرن الثامن عشر لذا سميت بهذ الاسم نسبة إليهم، كما ذكر 'لوريمر' في كتابه 'دليل الخليج' ان فيها حوالي 90 نخلة وذلك عام 1904ِ
- منطقة القصورِِ وتقع وسط الجزيرة وفيها أماكن أثرية عدة، وأفاد البرفسور غلوب عندما زار هذا الموقع عام 1958 أن هذه الأماكن كانت قلاعا إسلاميةِ
- قرية الزورِِ انتقل أهالي الجزيرة إلى سوالحها في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، والسبب الرئيسي الذي دفعهم لاتخاذه سكنا جددا هو الأوبئة العديدة التي حلت بالجزيرة في ذلك العصر، خاصة وباء الطاعون الذي عم المنطقة كلها عام 1773 وفتك بمئات الآلاف من البشرِ
سكان الجزيرة
ويقول الباحث خالد سالم: سكان جزيرة فيلكا القدماء خليط من جنسيات عربية مختلفة، وبعض العائلات تنتمي إلى قبائل عربية معروفة خاصة نجد والأحساء، ومن سواحل الإمارات وعمان والعراق وخاصة الفاو لقربها من الجزيرة، وعندما وصل العتوب إلى هذه المنطقة في القرن السابع عشر اتخذ قسم منهم جزيرة فيلكا سكنا له ولعائلته خصوصا أصحاب الخبرة البحرية، وهناك تقرير بهذا الخصوص كتبه مستر كنبنهاوزن مدير شركة الهند الشرقية عام 1754 يتحدث فيه عن مكانة العتوب في الكويت وفي جزيرة فيلكا، ومما جاء فيه 'ان العتوب في جزيرة فيلكا كانوا يملكون 300 سفينة ويستعلمون تلك السفن في صيد اللؤلؤ الذي كان عملهم الوحيد إضافة إلى صيد السمك خلال فصل الرياح الموسمية'ِ
أعمال السكان
وأضاف: منذ مطلع القرن الماضي كانت المهنة الرئيسية لأهالي جزيرة فيلكا هي الزراعة، وكانت الأراضي الصالحة للزراعة تغطي حوالي 70% من أرض الجزيرة، وتحتوي تلك الأراضي على عدد من آبار المياه العذبة، وكان القمح أكثر المنتوجات الزراعية التي اشتهرت بها الجزيرة فقد كانت تنتج منه حتى منتصف الثلاثينات أكثر من خمسين طنا سنويا وكان الفائض يصدر إلى أسواق الكويت، كما اشتهرت الجزيرة بإنتاج كميات كبيرة من البطيخ والجزر والشمام والخضراوات بأنواعها وكانت تنقلها إلى مدينة الكويت بواسطة سفن شراعية يطلق عليها 'طراريح'ِ
وقال: جعل موقع الجزيرة من أهلها صيادين مهرةِِ ابتكروا طرقا ومسميات عدة للصيد بواسطة الشباك والقرقور أو على الساحل بواسطة الحظرة والسنارة والطاروف والساليه وغيرها من أدوات الصيد، ومواسم صيد السمك في الجزيرة لها مواعيد صيفية وشتوية، ففي فصل الصيف هناك موسم 'الهيال' وهو أطولها ويبدأ من منتصف مايو وينتهي بنهاية سبتمبر، وهناك مواسم صيد شتوية وربيعية مثل 'القيد' و'الخباط' والحداق بالإضافة إلى كرافة الربيان وموسمه في الشتاء والخريف، وفي موسم القيد والخباط تستعمل سفن الشوعي بنقل حصيلة الصيد إلى أسواق الكويت وكذلك الحال لحصيلة صيد موسم الهيال وصيد الزبيدي والفائض يجففونه ويملحونه ومن ثم يباع الى السفن التجارية التي تمر بالجزيرةِ
وأيضا كانت مهنة الغوص على اللؤلؤ حتى الأربعينات من المهن الرئيسية لأهالي الجزيرة، وهناك عدد من نواخذة الغوص من الأهالي يمتلكون سفنا كبيرة، وكان بعض نواخذة الغوص من أهالي الكويت يستعينون برجال لهذه المهنة من أهل الجزيرة، وظلت هذه المهنة تزاول حتى منتصف الخمسينات، كما كانت مهنة السفر للتجارة البحرية من المهن التي يقبل عليها أهالي الجزيرة، وقد اشتهر من أهالي الجزيرة نواخذة كبار ترك بعضهم مصنفات بحرية مهمة تدل على تبحرهم في هذا المجال أمثال النوخذة منصور الخارجي والنوخذة عبدالمجيد الملا والربان سلطان شعيب والحاج أحمد إسماعيل ومحمد طاهر والنوخذة حسين علي جناع وغيرهمِ
وكان أصحاب السفن التجارية من مدينة البصرة يأتون إلى جزيرة فيلكا للاستعانة بربابنتها عند ذهابهم إلى موانئ الخليج العربي والهندِ


بعض من أنجبتهم الجزيرة

يقول الباحث خالد سالم: أنجبت جزيرة فيلكا الكثير من الرجال في مختلف المجالات، كما استقر فيها العديد من العلماء على مر العصور، فقد حفظ التاريخ إحدى المخطوطات الدينية وهي كتاب 'الموطأ للإمام مالك'، كتبه في الجزيرة عام 1054 ه - 1682 أحد العلماء هو مسيعيد بن أحمد بن مساعد، وحفظ هذا المخطوط لدى إحدى العائلات في الجزيرة إلى أن انتقل إلى والد الأستاذ عبدالعزيز حسين، وبعد وفاته قام مركز البحوث والدراسات الكويتية بطبعه مصورا عن المخطوطة الأصلية وقدم للكتاب الأستاذ محمد العجمي ونشر عام 1997ِ
كما أنجبت الجزيرة العلامة الشيخ عثمان بن سند الوائلي الذي ولد فيها عام 1180 ه - 1766 وهو من أشهر علماء القرن الثاني عشر الهجري التاسع عشر الميلادي، وله الكثير من المؤلفات في الفقه والتراجم والأدب والتاريخ وإحدى مخطوطاته كتبها في الجزيرة أحد تلامذته ويدعى راشد بن عبداللطيف واسمها 'النظم العشماوية' والنسخة الأصلية كانت محفوظة لدى الملا عبدالقادر محمد إمام أحد المساجد ومختارها فيما بعدِ


شخصيات وربابنة





ويقول الباحث خالد: من أشهر الشخصيات التي أنجبتهم الجزيرة منذ مطلع القرن الماضي فهم: الشيخ مسيعيد بن أحمد مساعد والشيخ عثمان بن سند، ومن المدرسين الأوائل - الملا معروف عبدالقادر السرحان والملا عبدالقادر محمد عبدالقادر السرحان والملا حاجي محمد القيس والأستاذ يوسف الحاج أحمد والأستاذ ياسين الملا معروف السرحان والأستاذ أحمد عبدالقادر السرحان، أما القضاة فمنهم: عبدالعزيز عبدالقادر محمد السرحان والمستشار عبدالله محمد عبدالله، أما أمراء الجزيرة فهم: الشيخ محمد سعود الصباح والشيخ عبدالله محمد سعود الصباح والشيخ سعود عبدالله الصباح وخلف الخلف وأحمد علي الخلف والمهندس خلف أحمد الخلف، أما المختارون فهم: عبدالقادر محمد عبدالقادر من بداية صدور قانون المختارين حتى عام 1966، وحسين محمد يوسف ما الله 1966 - 1974 وعبداللطيف يعقوب طاهر 1974 وحتى وقتنا الحاليِ .
ومن الربابنة منصور إبراهيم الخليل الشهير بمنصور الخارجي وعبدالمجيد ملا أحمد والحاج أحمد إسماعيل وخالد حمدان وسلطان محمد شعيب ومحمد طاهر عبدالله ويعقوب طاهر عبدالله وأحمد طاهر وعلي فرج
ومحمد صالح صفي وعلي الخواري وحجي حسن مال الله وغيرهم .


الباحث خالد سالم محمد .
جريدة القبس ( 15/3/2006م ) .
منقول اضغط .
رد مع اقتباس