عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 25-03-2008, 04:16 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي





معركة الجهراء

حدثني السيد عبدالعزيز عبدالمحسن الراشد -رجل الأعمال الكويتي المعروف- وقد شارك في تلك المعركة التي أصيب فيها بعدة جروح في جسمه. يقول "لقد كنا في القصر الأحمر مع الشيخ سالم وكنا نسمع باقتراب جيش فيصل الدويش وفي صباح ذلك اليوم -يقصد العاشر من أكتوبر- أرسل الشيخ سالم مبارك بن هيف الحجرف ليسبر حركة فيصل الدويش وإذا به بعد قليل يعود إلينا فوق صهوة جواده ملوحاً بيده مشيراً بأن الدويش يزحف بقواته على مقربة من مشارف الجهراء ولم يمض وقت طويل حتى بانت رايات الجيش الغازي وكانت ثلاث بيارق بالألوان الأبيض والأحمر والأخضر الذي هو علم ابن سعود ثم ما هي إلا لحظات حتى اشتبك الفريقان واشتد القتال و(الإخوان) لا يبالون بالموت فكلما سقط صف تقدمته صفوف وسقط منا قتلى ولكن قتلاهم أكثر ثم بدت قواتهم تتسرب في عدة جهات مما اضطر القوات الكويتية إلى التقهقر نحو القصر الأحمر، ويضيف السيد عبدالعزيز الراشد أنه وصل إلى القصر الأحمر في آخر لحظه وكان باب القصر على وشك أن يغلق ثم يقول إن المعركة انتهت في حوالي الساعة التاسعة صباحاً.

وقد أخبرني الشيخ علي الخليفة الصباح وهو أحد القادة الذين اشتركوا في المعركة حيث التقيت به في لبنان قبل وفاته عام 1942. قال لي إنه كان هناك اختلاف في القيادة وعلى توزيع القوات المدافعة مما أضعف من وضع القوات الكويتية وسهل في سرعة تقدم الإخوان. ومثل هذه الخلافات غير مستغربة في مثل هذه الحروب الصحراوية غير النظامية والأمثلة على ذلك كثيرة جمعناها من رواة تلك الحروب أما الشيخ عبدالعزيز الرشيد فبعد وصفه لمقدمات المعركة وهو شاهد عيان يذكر أيضاً كيف التجأ إلى القصر (تاريخ الكويت - صفحة218 - منشورات دار مكتبة الحياة بيروت 1961) قبل أن تغلق الأبواب وكيف وجده مكتظاً بالرجال والنساء و الأطفال وعلى وجوههم إمارات الخوف والفزع. وكذلك يصف وضع الجرحى كما أدهشه ما شاهده في الشيخ سالم من الثبات ورباطة الجأش ثم يذكر عن قرار الشيخ سالم فيما بعد بإرسال مرشد الشمري ومرزوق بن متعب بن عبد الكريم طلباً للنجدة من الكويت وكيف فاجأت تلك المبادرة الجريئة الأعداء وقضت على آمالهم في استمرار الحصار على القصر. ومما زاد في بلبلة الوضع عند الإخوان نفاذ الذخيرة عند الكثير منهم.

ويضيف ابن الرشيد أن فيصل الدويش أرسل أحد أعوانه المدعو مطلق بن سعود ليفاوض الشيخ سالم بالصلح وقد علم الكويتيون من الرسول عن خسائر (الإخوان) الفادحة في الأرواح ونفاذ الذخيرة. عاد الرسول إلى قومه وأخبرهم برغبة الشيخ سالم بالصلح وقد أرسل فيصل الدويش رسولاً آخر يدعى منديل بن غنيمان وهو أحد أقاربه فقال للشيخ سالم ان الدويش يريد مصالحتكم وهو يدعوكم إلى الإسلام وترك المنكرات والدخان وتكفير الأتراك (المعروف أن الأتراك تمت هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى 1914- 1918 "المؤلف") فإن أذعنتم لما أراد أسلمكم على القصر ومن فيه فأجابه الشيخ سالم "أما الإسلام فنحن مسلمون ولم نكفر به والإسلام مبني على خمس أركان ونحن نحافظ عليها ونزيل من المنكرات ما وسعنا إزالته وأما تكفير الأتراك فلم يثبت عندنا ما يوجب التكفير".

وقد جرى ذكر فقيه (الإخوان) ابن سليمان فقال الشيخ سالم أريده أن يأتي إلى هنا ليحاور (فلان) يقصد عبدالعزيز الرشيد. ويضيف ابن الرشيد غادرنا ابن غنيمان وما بت في شيء مما جرى ولم يظهر أيضاً شدة من رفض سالم لما طلب وبعد هنيهة من ذهابه سمعنا رمياً متواصلاً قرب شاطئ البحر فقلت: قتال بين (الإخوان) وبين إخواننا من أهل السفن وبذلك ترجح لدي أن (الإخوان) خدعونا بما حصل فلما أعلمت سالماً بما رأيت ورجوته فتح الأبواب لنصرة إخواننا المقاتلين ولكنه قال لي انهم سيدافعون عن أنفسهم بأنفسهم".

ثم يضيف "غربت شمس ذلك اليوم ولم يجيء إلينا أحد فأخذنا بالاستعداد للهجوم وبعد أن مضى هزيم من الليل هجم (الإخوان) وهم رافعون الأصوات بقولهم (إبراهيم يا عمود الدين، محمد رسول الله، هبت هبوب الجنة وين أنت يا باغيها".
هجموا وهم متأبطو المعاول وحاملو الفؤوس ولكنهم ما كادوا يتقدمون خطوات قليلة حتى أصيبوا بما لم يكن في حساب أصيبوا بسوقهم وبأرجلهم من فوهات صغيرة في أسفل القصر ورجعوا خائبين خاسرين وقد أثخن فيهم القتل والتجريح" ثم يقول:

"انبلج الصباح في اليوم الثاني وكانت مصيبتنا من العطش أعظم من كل مصيبة - مصيبة بلغ بنا اليأس أشده ونفذ منا ماء الجلد والصبر ولكن مركباً بخارياً خلفه سفن شراعية أبصرناه، إذ ذاك خفف علينا شيئاً من تلك الوطأة الثقيلة وكذلك ما تخيلناه من إقبال النجدات البرية وفيما نحن كذلك وقد رششنا بماء الأمل والحياة وإذا بعالم الإخوان عثمان ابن سليمان- قد أقبل لتكميل حديث الصلح فانفرد به سالم بأحد أبراج القصر وفي معيته الشيخ على الخليفة وكاتب هذه السطور فكان في حديثه لنا أن قال أن (الإخوان) هموا بالهجوم عليكم البارحة ولكن قلت إن فعلتم قبل أن تيأسوا من قبولهم الصلح فقاتلكم ومقتولكم في النار ومقتولهم في الجنة".

"صارحنا (هذا العالم التقي) بما سمعت ولم يستح من الخداع، وقد كان معه كتاب من الدويش يتضمن جل المواد التي اشترطها ابن غنيمان آنفاً وهو غير مختوم (ربما المقصود هنا بالختم التوقيع) فسلمه إلى الشيخ وطلب منه الجواب على أن يكون مختوماً ولكن سالماً أجابه عن مواده شفهياً بمثل ما أجاب ابن غنيمان وقال إني سآمر فلاناً (كاتب هذه السطور) بالجواب من غير ختم لأن كتاب الدويش كذلك ثم يضيف (ذهب ابن سليمان ليخبر الدويش بما تم وما هي إلا بضع دقائق حتى أقبل علينا فزعم أن الدويش رضي وأنه سيرحل بعد الظهر من ذلك اليوم وانتهز الإخوان فرصة الهدنة فهجموا على سفينة على شاطئ البحر مملوءة بالأطعمة فأخذوها ولما احتج سالم على ابن سليمان قال إن نهبها كان قبل تمام الصلح وأن كان بعده فدعوها طعمة (للإخوان) فهم أحوج منكم بها".

وعلى ذكر النجدة البحرية التي أشار إليها المؤرخ في حديثه فقد روى لي السيد سعود يوسف المطوع القناعي قال "كنت بحاراً عند حسين بن علي بن رومي وفي معيته عندما أقلعت بعض السفن الشراعية من الكويت قاصدة مياه الجهراء لمساعدة الجماعة المحاصرين في القمر الأحمر وكان يتقدم تلك السفن يخت الأمير البخاري المسمى (مشرف) وعندما اقتربنا من ساحل الجهراء أطلق (مشرف) طلقة مدفع مدوية هزت المنطقة بدويها الهائل (كان في اليخت مشرف مدفع واحد يستعمل في المناسبات الرسمية) وكان لهذه الطلقة تأثيره على الأعداء وعلى المواطنين المحاصرين حيث رفعت من معنوياتهم. ثم يقول وعندما اقتربنا من الساحل نزلت أنا وبعض البحارة في قارب صغير ثم ترجلنا منه وعند وصولنا للمياه الضحلة وكان كل منا حاملاً بندقيته بيده وإذا بنا نلاحظ من بعيد اثنين من الخيالة فخلناهم من الأعداء ولما شاهدونا اعرضوا خيولهم أي أوقفوها بالعرض دلالة على أنهم من الأصدقاء ثم ترجلا فكان الأول هو الشيخ إبراهيم الفاضل الصباح وكان الثاني المدعو محمد بن غصاب فأخبرونا بأن قوات (الإخوان) فكت الحصار عن القصر وانسحبوا من موقع القتال".

أما الدكتور ستانلي ملري فيقول "هكذا منذ شهر مايو أي منذ معركة حمض والتوتر يسود الكويت ويقول إن أشهر الحر اللاهب لا تصلح للحرب بسبب الحاجة إلى المياه وكما هو معروف فإن الحرب في تلك الأيام تشن على ظهور الخيل والجمال وكانت البندقية والرمح والسيف هي أمضى الأسلحة وأشدها فتكاً. وكان التوتر يسود الكويت فمنذ الثامن من أكتوبر 1925 بدأ فيصل الدويش يحشد قواته على مقربة من الجهراء وكان الشيخ سالم مع جيشه هناك"، ثم يواصل الدكتور وصفه للأحداث في تلك الأيام فيقول "بينما كنت أتناول الشاي مع زوجتي في شرفة منزلنا في الصباح الباكر سمعنا صوت الرصاص من الجهراء، وامتلأ الجو بالشائعات المتناقضة وأصاب الجميع حالة من الهياج وهرعوا إلى بوابات السور لأخذ أماكنهم ومساندة المدافعين عنه وكانوا مسلحين ببنادق من طراز (موزر) و(مارتين) وكانت الذخيرة متوفرة بكثرة وكان يحمل البعض السيوف والمسدسات وقد زارنا بعد الظهر المعتمد البريطاني الميجر (مور) وقال بأنه سمع بأن الشيخ سالم محاصر في قلعة الجهراء وأنه معرض للخطر الشديد وبعد حديث قصير أخذني بسيارته إلى بوابة السور الرئيسية وكان الشيخ أحمد ولي العهد هناك وأكد لنا أن كل شيء على ما يرام وأنه لا داعي للقلق ولكن المشهد الذي شاهدناه لا يدل على التفاؤل فقد كان اللاجئون من منطقة الجهراء يتدفقون على البوابة، عائلات بكاملها مع أمتعتها المنزلية وجمالها وحميرها وكلابها. وكانت بعض الجمال تأبى الدخول من البوابة لعدم تعودها على ذلك وكان الشيخ أحمد يستجوب القادمين ولكني لم أفهم منهم شيئاً لأنهم كانوا يتكلمون دفعة واحدة ويقاطعونه باستمرار بتدخلهم في الحديث وفي هذا الأثناء وصل خيالة الشيخ سالم ومعهم بعض الجرحى، وفي المساء تبين لنا أن الشيخ سالم مع معظم قواته محاصرون داخل القلعة ولديه مؤن كثيرة إنما الماء شحيح ومالح وبدا الوضع ميئوساً منه".

ويواصل الدكتور حديثه عن ذلك اليوم الأسود فيقول "وبينما كنت أنا وزوجتي نتناول طعام العشاء بعد غروب الشمس سمعنا صراخاً وعويلاً من الجانب الشرقي من المدينة وكانت الإشاعات بأن الإخوان دخلوا المدينة فاتصلت بالمعتمد السياسي بالهاتف (لم يكن الهاتف منتشراً في ذلك الوقت في الكويت وقد كان هذا هاتفاً خاصاً بين دار الاعتماد والبعثة الأمريكية الطبية. وسبب الصراخ والعويل المشار إليه هنا هو ما سبق ذكره في مقدمة الكتاب). فأخبرني أن بعض الفارين من المعركة وصل إلى إحدى البوابات وظنهم الحرس من الإخوان وتبادلوا معهم إطلاق النار ثم انكشفت الحقيقة".
أما الكولونيل ديكسن فيقول عن المعركة أن الدويش انسحب من الجهراء باتجاه الصبيحية يوم الثاني عشر من أكتوبر وأن عدد القتلى من الإخوان تجاوز الثمانمائة قتيل والجرحى كثيرون وقد مات منهم حوالي أربعمائة في الطريق إلى الصبيحية. وأن الإصابات من الكويتيين حوالي المائتين بموجب المعلومات التي تلقاها من المعتمد البريطاني ويقول أن المعركة تعتبر نصراً كبيراً للكويتيين -في نظر العرب- في الصراع الطويل الذي نشب بين ابن السعود والشيخ سالم.

أما الدكتور ملري فيحدد عدد القتلى من (الاخوان) بحوالي ثمانمائة وعدد الجرحى يقابل هذا العدد وهو نفس ما ذكره المعتمد إلى ديكسن ويضيف الدكتور بأن سبب ارتفاع نسبة القتلى عند الإخوان هو استهتارهم بالحياة واعتقادهم حسب ما يوحي إليهم علماؤهم بأن مصيرهم الجنة فالأولى بهم أن يستعجلوها وأما عدد القتلى من الكويتيين فكان ثلاثة وستين رجلاً أما الجرحى فيقول ملري إن عددهم بلغ المائة والعشرين مات منهم أربعة والباقون تماثلوا للشفاء. ويذكر بأن أهل الكويت تبرعوا لمساعدة الجرحى بستة آلاف روبية وكمية كبيرة من الرز والبطانيات وكمية من الفحم تكفي مطبخ المستشفى لعدة أسابيع ويقول بأن هذا التبرع السخي كان مفاجأة له.

وفي الرابع عشر من أكتوبر بعث فيصل الدويش برسالة إلى الشيخ سالم يطلب منه فيها إرسال هلال المطيري الثري والتاجر الكويتي المعروف للتفاهم معه حول حل النزاع ولكن الشيخ سالم رفض هذا الطلب وقال إن على الدويش أن يرسل أشخاصاً من عنده ونتيجة لذلك أرسل فيصل الدويش (جفران الفقم) أحد زعماء مطير حيث وصل إلى الكويت يوم الثامن عشر من الشهر ومنذ البداية تبين أن مطالبهم غير مقبولة ومنها أنه على جميع أهل الكويت أن يعتنقوا مذهب (الإخوان) ولكن الشيخ سالم أجل مقابلة الوفد مدة أسبوع وطلب مساعدة الحكومة البريطانية وتمت مقابلة الوفد يوم 24 أكتوبر وحضر جانب من المقابلة (الميجر مور) المعتمد البريطاني وسلم للوفد نسخة من إنذار الحكومة البريطانية والذي ألقي من الطائرة على قوات فيصل الدويش (ديكسن-الكويت وجيرانها) ويقول الدكتور ملري في هذا المجال أنه بعد وصول (جفران الفقم) مرسلاً من قبل الدويش وتوجيهه إنذاراً للشيخ سالم، اجتمع الشيخ سالم بوجهاء البلد وكان اجتماعاً طويلاً وعاصفاً طلب الوجهاء على أثره من الشيخ سالم تقديم طلب رسمي للحكومة البريطانية للمساعدة وقد وافق الشيخ سالم مرغماً حيث كان الشعور عند الكويتيين هو أن الكويت غير قادرة على صد الإخوان مرة ثانية. وقد وصلت في ذلك الوقت سفينة بريطانية حربية ووصلت سفينة أخرى حربية يوم 21 أكتوبر، كما وصلت طائرة في ذلك اليوم ولنترك الحديث للدكتور ملري إذ يقول "كنت أشرب الشاي مع المعتمد السياسي البريطاني حين دخل علينا قائد الطائرة وذكر أنه لم ير شيئاً من آثار (الإخوان) وكان واضحاً لي أن العدو لن يكون إلا في مكان واحد وهو الصبيحية وهي توفر المياه والمرعى الجيد للجمال كما يمكن هناك العناية بالجرحى لمدة طويلة. وسألت الطيار عما شاهده في الصبيحية فقال بيوتاً وأشجاراً ونخيلاً فقلت له ليس في الصبيحية سوى آبار موحلة ونصحته ضاحكاً بأن يأخذني معه في جولته القادمة. وقد دهشت عندما طلب مني مرافقته في صباح اليوم التالي.

ووجدنا الصبيحية بسهولة حيث مخيم الإخوان وألقيت من الطائرة رسالة رسمية موجهة إلى قائد قوات الإخوان فيصل الدويش وقد ربطت الرسالة بأشرطة طويلة حمراء وبيضاء وزرقاء وقد تضمنت الرسالة تهديداً لفيصل بالانسحاب. وكان لدينا في الطائرة بضع قنابل وسأذكر دائماً وسأذكر دائماً كيف كتب لي الطيار ورقة عندما شاهد معسكر العدو جاء فيها -يا إلهي ما هذا الهدف البسيط- وكان الطيار في مقعده الخاص حيث لا يمكن تبادل الحديث معه. وتفحصنا الخيام من علو 1000 و 1500 قدم وسررت عندما شاهدت رجلاً يلتقط الرسالة الحكومية التي ألقيتها وأخذ الإخوان يطلقون الرصاص علينا من بنادقهم مما اضطرنا إلى الارتفاع في الجو ("نص الرسالة كما جاءت في كتاب تاريخ الكويت للشيخ عبدالعزيز الرشيد ويرى القارئ ضعف الترجمة بسبب قلة المترجمين الأكفاء في ذلك الوقت" - إلى الشيخ فيصل الدويش وجميع (الإخوان) الذين معه. ليكن معلوما لديكم بأنه طالما أن أفعالكم ضيقت على البادية وحتى على الجهرة أيضاً وبما أن الحكومة البريطانية لم تدع لتعمل أكثر مما هي عادتها أن تسعى بحسب الصداقة وراء الإصلاح،فأما الآن ما دام أنتم تهددون ليس فقط ضد حقوق سعادة شيخ الكويت التي تخالف تأميننا له بل ضد مصالح بريطانيا وسلامة الرعايا البريطانيين ولا يمكن بعد للحكومة البريطانية أن تقف على جانب بدون دخولها في المسألة. ثم من التأمينات التي نطق بها من مدة قصيرة سعادة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل السعود - كي. سي. أي. أي. إلى فخامة السير برسي كوكس المندوب السامي في العراق. تثق الحكومة البريطانية أن فعالكم هي بعكس إرادة وأوامر الأمير المشار إليه ولا شك أن سعادته ينبهكم بذلك عندما يعلم بأفعالكم. فبناء عليه - بهذا ننبهكم بأنه إذاتجربون أن تهجموا على مدينة الكويت فحينئذ ستحسبون مجرمين بالحرب ليس عند سعادة شيخ الكويت بل عند الحكومة البريطانية أيضاً. فالحكومة البريطانية لم تعتبر ذلك بل ستقابل هذا بأفعال عدائية بواسطة القوة التي تفتكر لائقة. هذا ما لزم إعلامه لكم. تاريخ 7 صفر 1339.

ميجر جي. سي. مور - الوكيل السياسي لدولة بريطانيا في الكويت).
رد مع اقتباس