عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 17-08-2009, 05:48 PM
الصورة الرمزية للتاريخ
للتاريخ للتاريخ غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 15
افتراضي

الفصل الثاني- التحليل:
عند التحليل سوف نرجع إلى المصادر أولا و نرى إن كنا نستطيع أن نصل إلى نتيجة منطقية بما يخص نشأة الكويت و استقرار العتوب فيها وتوليهم حكمها دون أن نفترض أن الأمور الثلاث مترابطة.
ولا بأس إن اتضح ذلك فيما بعد لكن بشرط أن تكون النتيجة تناسب الأدلة فهكذا يجب أن يكون البحث العلمي.

و سوف نتطرق إلى المصادر بحثا على تسلسل تاريخي.
أما بالنسبة إلى التعريف الذي سنستخدمه لكلمة نشأة فهو التعريف نفسه المقدم من قبل مؤرخي كتاب مدخل إلى تاريخ الكويت الحديث و المعاصر فهو تعريف صحيح مع أنهم لم يطبقوا أدلتهم عليه. وهو أن (تاريخ نشأة) هو الوقت الذي استقرت فيه مجموعة بشرية كبيرة نسبيا و أنشأت فيه كيانا سياسيا له إدارة.

أولا لدينا تاريخ دخول مرتضى بن علوان إلى الكويت في 27 من يوليو سنة 1709 حيث يصف الكويت بدقة و يذكر عماراتها و أبراجها و يصف وسائل التنقل فيها و استيرادها للأغذية.
وهذا الوصف الدقيق يدل على وجود مجموعة بشرية كبيرة نسبيا فيها كيان سياسي له إدارة.وهو يذكرها بالكويت وأيضا القرين ووجود أسماء لها أيضا يدل على وجود بشر فيها.

المصدر الثاني حسب التسلسل التاريخي هو لواردن الذي يقول أن العتوب دخلوا وامتلكوا بقعة تسمى الكويت في 1716.
و يقول أن زعمائهم قد قووا المستوطنة الجديدة من خلال التزاوج مع بنات العشائر الأخرى.
ويدل وجود اسم للمنطقة وعشائر أخرى فيها على أنها كانت موجودة من قبل.
كما أضاف أنها ازدهرت خلال خمسين سنة وعند إضافة هذه الفترة إلى تاريخ دخولهم إلى الكويت نحصل على تاريخ 1766.
و باستخدام المصادر الأخرى سوف نسد جزء من هذه الثغرة الزمنية.


وثيقة الشيخ محمد بن عبد الله بن فيروز المنقولة أساسا عن خط الشيخ محمد بن مانع تقول أن محمد بن عبد الله بن فيروز بن محمد بن بسام والذي توفي 1721 م كان قاضيا في الكويت. و وجوده قاضيا في الكويت أيضا يدل على وجود نظام سياسي فيها.
لكن إجابة سؤال (من كان يحكم هذا النظام؟) يحتاج إلى المزيد من الاجتهاد في التحليل. لأن تاريخ دخول العتوب إلى الكويت يسبق وفاة القاضي فمن الممكن القول أن العتوب قاموا بتعينه.

لكن بما أن دخولهم يسبق وفاته بخمس سنوات فقط و بما أن وثيقة بن علوان سنة 1709 تثبت وجود كيان سياسي قبل تاريخ دخول العتوب (1716) فان على الأرجح أن الذين كانوا موجودين في الكويت قبل العتوب هم الذين قاموا بتعيين القاضي.

وتوجد وثيقة نقلها محمد النبهاني تقول أنه في 1745 جدد مسجد ابن بحر من قبل عبد الله بن سعيد بن بحر بن خميس بن ثاني بن خميس.
وهذا المصدر مهم لأن قاضى الكويت هو الذي أذن ببيع الدار الموقوفة على المسجد لأنه ثبت لدى القاضي خرابه و خطورته على المصلين.
ومن المناسب ذكر أن أحفاد ابن بحر أخبروا النبهاني أن المسجد بني 1670. ولأن قولهم هذا يعتبر مرجعاً, سنتأكد من صحته أو على الأقل احتمال مصداقيته من خلال مراجع أخرى لاحقا.

التاريخ المتتالي الموجود في المصادر هو تاريخ رسالة كتبت سنة 1750 من قبل فرانز كانتر الهولندي الذي هرب من البصرة ولجأ إلى القرين.
وهذا يعني أن الكويت في ذالك الوقت كانت مستقلة ولم تكن تحت إمارة الدولة العثمانية.
وهذا المصدر يؤيد كلام عبد الكريم المنيف الذي يقول أن الكويت كانت جزءاً من منطقة الأحساء التي استقل واليها براك بن غرير الحميد من العثمانيين في 1671 م.

آخر مصدر موجود حسب التسلسل التاريخي هو في الوثيقة الهولندية لكنبهاوزن المكتوبة سنة 1756 م والتي تقول أن العتوب سكان الكويت وأنها تتبع لحكام الأحساء.

أما بالنسبة للمراجع فسنختار فقط التواريخ و المعلومات الموجودة فيها التي لا تناقض المصادر فكما قلنا إن المصدر دليل أقوى من المرجع.

ومن هذه التواريخ هو تاريخ تأسيس الكويت سنة 1672 المنقول في كتاب عبد العزيز الرشيد وهذا التاريخ قريب من تاريخ بناء مسجد ابن بحر في1670 الذي ذكرته ذريته.
ويقول الرشيد أن الكويت كان يسكنها عدد من العشائر التابعة لبني خالد قبل قدوم العتوب وهذه المعلومة تطابق كلام واردن الذي قال أن شيوخ العتوب الثلاث تزوجوا من بنات العشائر ليقوا مستوطنتهم الجديدة. كما تعزز هذه المعلومات أن ليس العتوب بل سلطة أخرى هي التي عينت محمد بن عبد الله بن فيروز بن محمد بن بسام قاضيا على الكويت لأن وجود مسجد يعني وجود إمام و مصلين.

وبما أن هؤلاء المصلين هم عشائر بني خالد فذلك يعني أن شيخهم هو المسئول عن الكيان السياسي و القانوني للمنطقة.
و يقول يوسف بن عيسى القناعي أن حاكم الإحساء و أمير بني خالد(ابن عريعر) بنى حصن الكويت سنة 1688 م. وربط الرشيد و أبو حاكمة بين تاريخ تأسيس الكويت وإنشاء الحصن. و يقول النبهاني أن الصباح تأمّروا في الكويت سنة 1756 لكن وثيقة كنبنهاوزن تناقض ذالك.

وينقل النبهاني رواية تقول أن براك بن عرير والي الاحساء منذ 1669 م هو من بنى الكويت. وهذا التاريخ قريب جدا من التاريخ المذكور من قبل عبد الكريم المنيف أن الإحساء استقلت من العثمانيين سنة 1671 م وهو قريب أيضا من تاريخ بناء مسجد ابن بحر في 1670. ويرجح أبو حاكمة أن الذي أسس الكويت هو براك الحميد أثناء توليه الاحساء منذ سنة 1669 م.

أما بالنسبة إلى النتيجة التي توصل إليها أبو حاكمة بناء على وثيقة واردن أن العتوب تملكوا الكويت سنة 1716, فقد اثبت غير ذلك لأن هذا تاريخ دخولهم الكويت كما أنهم ظلوا يدفعون لحاكم الإحساء مالا لأن الكويت تحت امارته حسب الوثيقة الهولندية لكنهاوزن المؤرخة سنة 1756, كما تؤيد وثيقة واردن هذا فقد ذكر فيها أنهم في فترة خمسين سنة أحرزوا مستوى عالي جدا من الازدهار ولم يذكر أنهم حكموها.

وبخصوص ما رجحه أن سليمان بن أحمد هو نفسه سليمان بن محمد فهي معلومة اخرى مشكوك فيها لأن وثيقة واردن تقول أن سليمان بن محمد و شيوخ الجلاهمة والخليفة تزوجوا من بنات العشائر ليتقووا خوفا من بني خالد.
فان كان (شيخ الصباح) هو نفسه شيخ بني خالد فلماذا يخاف القبيلة التي يحكمها؟

و بما يخص وثيقة مبارك الصباح التي تقول أن جده نزل سنة 1613 م فهي مرجع وليست مصدر مثل وثيقة واردن التي تقول أن العتوب دخلوا الكويت 1716 فالأولى بالتصديق هي وثيقة واردن.

و أخيرا سوف ندرس التاريخ الذي يعطيه لويس بيلي فلا دليل عليه بل هو اجتهاد منه حيث حصل على تاريخ 1613 م بعد أن طرح 250 سنة(خمسة أجيال) من 1863 م.

لكن تعريف كلمة جيل في قاموس اكسفورد هو 30 سنة و ليس 50 . و30 في خمسة أجيال هي 150 سنة وعند طرحها من 1863 النتيجة هي 1713 م. وهذا التاريخ قريب إلى تاريخ 1716 لواردن و معقول أكثر.

الفصل الثالث-الخاتمة (استنتاجات):
1- العتوب دخلوا الكويت سنة 1716 فلا دليل بالمصادر يقول أنهم أتوا قبل هذا التاريخ.

2- تاريخ تولي الصباح للحكم لم يثبت أن يكون قبل 1756 م فلا توجد مصادر تثبت أنهم تولوا الحكم قبل هذا التاريخ لكن توجد مصادر تنقذ احتمال حكمهم قبله.

3- الحاكم الأول للكويت بعد استقلالها من الدولة العثمانية كان براك الحميد.

4- من الممكن الاستنتاج أن براك هو الذي أسس الكويت سنة 1669 لكن لا دليل في المصادر المتوفرة على ذلك ويجب البحث عن مصادر أخرى للتأكد من هذا التاريخ لأنه من الممكن أن تكون الدولة العثمانية هي التي أسست الكويت قبله.

الشكر و التقدير:

أتقدم بجزيل الشكر إلي أستاذ المقرر الدكتور ظافر محمد العجمي لتشجيعه وحثه على تحليل المعلومات و ربطها، كما أخص بالشكر الوالد العزيز أ. د. عماد محمد العتيقي الذي أطلعني على المصادر و المراجع الموجودة بمكتبته الثرية، و سمح لي باستخدامها.

التعديل الأخير تم بواسطة للتاريخ ; 17-08-2009 الساعة 10:02 PM.
رد مع اقتباس