عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-04-2008, 06:03 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

إن شهرة القصيبة لم تكن منذ العصر الجاهلي بل امتدت الى العصر الاسلامي ومع ذلك لاستمرارية تواجد السكن في هذه المنطقة ويمكن ان نتحدث عن ما كتبه معمر بن المثنى التيمي هذا الرجل الذي ألف كتاب النقائض بين جرير والفرزدق وهو لا يترك شاردة ولا واردة الا وقد سجلها ومن القصص الشيقة في هذا الكتاب النقائض قصة هروب الفرزدق من وجه زياد ابن ابيه فارا من وجهه وتكون للقصيبة نصيب فيه كان زياد الحاكم يقيم في مدينة البصرة ستة شهور ومدينة الكوفة ستة شهور وكان الفرزدق يتحاشى ان يتواجد في المدن التي يكون فيها زياد في هاتين المدينتين واذا كان زياد في البصرة توجه الفرزدق الى الكوفة ليتبضع ويشتري حاجاته واذا ذهب زياد الى الكوفة توجه الفرزدق الى البصرة خشية ان يطلبه زياد علما بانه قام بهجاء الكثير من الذين اشتكوا عند زياد وعليه فقد أمر زياد بالقبض على الفرزدق وكلف بذلك أحد رجاله وهو (علي بن زهدم) من بني الفقيم، نسرد هذه القصة في هذه الاجواء حتى نصل الى شهرة القصيبة، ان آل الفرزدق يقيمون في ارض كاظمة وعلى الاخص قرب الجهرة اليوم قرب الرحية في منطقة المقرد على مقربة من منطقة السيدان السادة اليوم هذه منازل آل دارم وبهذا يكون الفرزدق يعرف سكان هذه المناطق على وجه التقريب.. أحداث هذه القصة حدثت في سنة (50) للهجرة يعني ان عمر الفرزدق ثلاثون سنة عندما نقلت اخبار النقائض بين جرير والفرزدق بعدها مباشرة بسنوات حيث ان الفرزدق ولد سنة 20 وتوفي سنة 110هـ بينما معمر بن المثنى الذي روى هذه القصة ولد بعد وفاة الفرزدق مباشرة بنفس السنة ولد سنة 110هـ وتوفي سنة 209هـ بما يعني ان احداث هذه القصة وصلت الى معمر بعد سبعين سنة ومن المؤكد انه سجلها لانها قرب عهده بعكس التاريخ الذي يفصلنا عنها وهو ثلاثة عشر قرنا من الزمان وبما ان معمر بن المثنى من ابناء البصرة فيعرف قرى ومناطق الكويت القديمة بالتفصيل وتاريخ الفرزدق القريب من عهده عندما كانت بني تميم تسكن في كاظمة وهم بني دارم والحرماز في الوفرة وملح وام الركبان كانت تسكن فيها بني بل العدوية كانت سواحل الكويت النجفة والقصيبة وسمسم والضبيعة الضباعية اليوم كان يسكنها بعض من بكر بن وائل وهم بني قيس بن ثعلبة ويجب ان نعلم ان ابناء قيس بن ثعلبة هم سعد ويتم وثعلبة وضبيعة الذي سميت الضباعية باسمه وهذا دليل على تواجد هذا الفرع في هذا المكان الذين منهم الشعراء اصحاب المعلقات طرفه والاعشى الذي رثى بني تميم قرب ديار بني قومه حيث قال:
اصحاب قوم قتلوا يوم القصيبة من أواره
ونظرا الى ان الفرزدق تربطه صلة قرابة مع آل قيس بن ثعلبة فكانت الفرصة مواتية له ليأوي اليهم.
لكن نرجع الى (علي بن زهدم) رجل زياد ابن ابيه في هذه الحال بعد ان بدأ علي بن زهدم يتعقب الفرزذق كان ذلك في سنة (50) هـ كما قلنا فاخذ يلتفت يمينا ويسارا الى كل من كان يأوي اليه حتى اقرب الناس تهربت منه وبهذا عزم الفرزدق على ترك العراق والخروج عن جوار زياد الى الحجاز اذا لم يكن بد من ذلك لئلا يقع في يد زياد وهو يعرف من هو زياد ومعاملته وبما انه يعرف مواطن منطقته كاظمة وما حولها لهذا توجه الى بعض أقاربه يختفي عندهم المفروض ان يكون بين تميم الحرماز بني بل عدويه لكن عندما يذهب الى قيس بن ثعلبة السكانين على ساحل البحر ـ الخليج ـ وهي من الفحيحيل الشعيبة ام قصيبة الضباعية هذه منازل قيس بن ثعلبة لهذا اختار ان يذهب الى ام قصبة اليوم القصيبة في القديم ويختبىء عند سيده ابنة المرار من قيس بن ثعلبة فانتخا ـ من النخوة ـ بهذه السيدة ان تأويه وكما تقول الرواية (سلته من كسر بيتها) أي أخفته في جزء من البيت وعندما جاء العسعس الشرطة بقيادة علي بن زهدم ولم يتوقعوا ان يجد الفرزدق في هذا المكان وفي هذا يقول في حقها:
أبنت المرار هتكت تبتغي
وما يبتغي تحت الثوبة امثال
ولكن بقائي ان اردت لقاءنا
فضاء الصحارى لا اختباء بادغال
فانك لو لاقيتني يا ابن زهدم
لا بت شعاعيا على شر تمثال
وفي هذه الحال عندما اطمأن الى انه لم يعد البحث عليه جاريا توجه الى صحراء الكويت مبتعدا عن ارض العراق التي فيها من المراقبين من رجال زياد ومر على بيت فيه مية الضبية فرفضته فتوجه الى بيت آخر فيه عزيزة من بني ذهل بن ثعلبة فقامت بواجب الضيافة وزودته بزوادة بها (لقضوضه) كمية من التمر لتقيمه من الجوع اثناء هربه من وجه زياد.
فقال في ذلك:
لاخت بني ذهل غداة لقيتها
عزيزة فينا منك بامي أرغب
أتتنا بلقضوض وأفقرنا ابنها
مروحا برجليها تجول وتذهب
وقالت لنا اهلا وسهلا وزودت
جني النحل او ما زودت هو اطيب
أبوها ابن عم الشعثمين وحبها
إذا كان من أشياخ ذهل لها أب
حتى غادر المنطقة متوجها الى المدينة وكان سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن امية واليا عليها فاجارة وانقذه ولسنا هنا نريد ان نقص قصة هروب الفرزدق ورجوعه فيما بعد موت زياد ابن ابيه لكن نريد ان نتحدث عن القصيبة التي ذكرها التاريخ مرتين مرة بذكر الاعشى بشعره ومرة تكون من نصيب اكبر شاعر لتميم ودارم يختبىء في أرضها

جريدة الوطن 4/9/2003
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس