عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-07-2008, 02:08 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

العلم نور


بقلم: غنيمة الفهد
رغم شظف العيش، وقلة موارد الحياة من ماء وزرع وما شابه ذلك، ورغم قسوة الطبيعة وشحها المستمر بصحرائها القاحلة، ومناخها القاسي، فان شعب الكويت أبى أن يطأطئ الرأس لهذه الظواهر السلبية المستمرة والمعاناة اليومية بسبب هذه الظروف الصعبة التي مر بها سابقاً ويوميا. نعم لن يخضع لهذه الظواهر السلبية وحاول بكل ما أوتي من قوة وعزم، مقرونا بالكفاح المستمر، أن يحيل هذه الظواهر الى ظواهر ايجابية، وحاول مرة تلو الاخرى حتى أخضع بمحاولاته تلك البيئة لمصلحته وسخرها لطاعته، وبقي شيء صمم أن يحصل عليه ولو بالقوة، وان يتعلمه ويبحث بين طياته هذا الشيء هو، العلم والمعرفة، وصرخ بأعلى صوته باحثا عن هذه الجواهر التي ستفتح له ابواب المعرفة، مرددا بصوت عالٍ، العلم نور والحياة معرفة، فبدأ بأنامله وأظافره يشق طرق الحياة بداية ونهاية، فالبداية كانت بسيطة ومحدودة، ولكنها هادفة لمستقبل أفضل وحياة تعليمية قوية راقية، لتضيء له مستقبلا باسما، وحياة رفاهية، بعلم غزير دافق. بدأ الطريق الشاق باتجاه العلم نحو الرواد الأوائل، حيث انتشرت الكتاتيب في مختلف أنحاء الكويت، ولعب هؤلاء الكتاب في الكويت، الى عهد ليس ببعيد، دورا أساسيا في نشر التعليم البدائي، إذ كانوا أداة لتعليم النشء مبادئ القراءة والكتابة والحساب وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم.
وعلى الرغم من ان التعليم في كتاتيب الكويت مهمته اقتصرت على تعليم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن والأحاديث النبوية الشريفة، فان هذه الفترة، كبداية في طريق النور والأمل والعلم، قد أفادت مرحلة البناء والعمل، وتأسيس دولة سباقة، فكان هذا العلم البسيط السابق كما أوضحته في هذه المقالة، قد أثرى وعاد بالخير واليمن على شعب يشق طريقه نحو حياة مستقبلية افضل، وحياة رائعة ايضا بانجازاتها وعطائها واستمراريتها، فقد استطاعت هذه الحقبة الزمنية وبهذا العلم البسيط، ان تلبي حاجة تلك الامارة الصغيرة، التي تقع على شواطئ الخليج العربي في تخريج كتبة يعملون لدى التجار لضبط حساباتهم لدى الطواويش وكبار التجار (السفارة) الذين يجوبون البحار متجهين الى الصين وجنوب شرق آسيا مثل الهند وسيلان لجلب الأخشاب والباسجيل والبخور، وكان تسجيل ارقام وحسابات هذه التجارة هدفه معرفة الربح والمواد، واعداد هذه المواد في دفاتر تسجل للغوص والسفر، كما أنها ساهمت في ايجاد وعي فكري ساهم في وقت مبكر في تحفيز همة المواطنين الى وجوب تطوير هذا العلم البسيط وانشاء التعليم الحديث المقرون بانشاء المدارس، ونظمها وموادها ودراسة هذه المواد القوية من لغة وما شابه ذلك.
رد مع اقتباس