عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-03-2008, 03:32 AM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي عبد المحسن الرشيد البدر

فقدت الحركة الشعرية في الكويت أمس الأول أحد أهم روادها وهو الشاعر الكبير عبد المحسن الرشيد البدر، الذي كان أحد المجددين في الشعرية الكويتية وخصوصا في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم.
ولد الشاعر عبد المحسن البدر في منطقة قبلة في الكويت عام 1927، وتلقى تعليمه الأولي في المدرسة المباركية، ثم سافر الى لبنان حيث استكمل في الجامعة الأميركية في بيروت عدة دورات تعليمية، وبعدها غادر إلى انكلترا حيث حصل على دبلوم عال في التربية، عاد بعدها الى الكويت حيث عمل مدرسا في بعض مدارس وزارة التربية، قبل أن يترك العمل في التدريس متجها الى العمل الحر في التجارة.
لكن عمل عبد المحسن الرشيد البدر في التجارة لم يصرفه عن اهتماماته الشعرية فقد كتب العديد من القصائد التي حاول فيها ان يعبر عن خلجاته الانسانية والقومية في نفس شعري تأثر كثيرا بمحيطه الزمني، وكان شاعر الكويت الكبير الراحل فهد العسكر ممن أثروا في البدر شعريا.
وفي آخر نشاط ثقافي ظهر فيه الشاعر الراحل عبد المحسن البدر في مهرجان القرين الثقافي التاسع تحدث عن علاقته بالعسكر ضمن محاضرة القاها في رابطة الادباء آنذاك. حيث بدأ حديثه عن ظروف تعرفه الى فهد العسكر فقال: «عندما أصبحت مدرسا في مدرسة الأحمدية، ولما بدأت أشعاري تنتشر وعرفني الناس، سألت صديقي عبدالله سنان أن نلتقي الشاعر فهد العسكر، فقال لي «هذا أمر يسير»، وفعلا ذهبت معه الى مقهى يقع بين سوق الغربللي وسوق «الجت»· وهناك كان فهد العسكر يجلس مع مجموعة من الأصدقاء أذكر منهم خالد المشاري ومحمد حبيب وأحمد السرحان، وقد أسمعوه بعض أشعاري·· وتكرر ذهابي الى ذلك المجلس كل أسبوع خاصة بعدما أصر فهد علي (...) وبعد فترة انتقل المجلس الى مقهى آخر يقع خلف سوق الزل، حيث كنت أتردد على فهد الذي عاد ونقل مجلسه الى أمام ديوان أهله في شارع كانوا يسمونه «سكة عنترة».. ومن الذين كانوا يترددون على المجلس أحيانا الأستاذ راشد السيف وعبدالله زكريا الأنصاري، والقاضي الشاعر عبدالمحسن، وكذلك أحمد البشر الرومي بين الحين والآخر، وغيرهم، كما كان يؤم المجلس أيضا بعض الشباب، أذكر منهم عبدالمحسن الحمود وعبدالوهاب القرطاس وأخاه»·
يذكر ان البدر الذي ساهم في تأسيس رابطة الادباء في الكويت، كان مقلا في النشر وخصوصا في السنوات الاخيرة ولم يصدر له الا ديوان شعري واحد بعنوان «أغاني الربيع».
وتبدو الحاجة الان ملحة بعد وفاته الى جمع كل ما ترك وراءه من آثار شعرية لطباعتها في كتاب بالاضافة الى اعادة طبع ديوانه الوحيد، وهي مهمة تليق بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الذي بادر الى تكريم الشاعر الراحل بمنحه الجائزة التقديرية في الاداب لعام 2007.

ليت بالآلام.
من قصائد الشاعر الراحل:
سَئ.مَتْ روحي حياةً جام.دَه
والفتى تُشقيه. حالٌ واحده
كلُّ ما أنظرُ لا يُبهجني
كلُّهُ يُضْري همومي الحاشدَه
فصباحي كمسائي اشتَبَها
عيشةً جوفاءَ تجري راك.دَه
قد تهاوى العقلُ فيها راقدًا
والأحاسيسُ جميعًا راقده
****
فحياتي وهْي صحراءُ يبابْ
قد جفا أرجاءها حتَّى السرابْ
ضاربًا فيها على غير. هُدى
في وهادٍ موحشاتٍ وهضاب
هدّني السيرُ وأدمى أرجُلي
دونما قصدٍ أوفيه الط.لاب
وا شبابي إنَّهُ ضاعَ سُدىً!
أكذا تذهبُُ أيامُ الشباب!؟




جريدة القبس - 2/3/2008
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس