عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 01-09-2011, 06:16 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

الوط اليوم
د-يعقوب الغنيم

أعرف هذا الرجل جيدا، فهو من أهل الكويت البارزين الذين عملوا بكل طاقتهم في سبيل خدمة الوطن وإعلاء شأنه، وكانت صلتي به صلة الأخ بأخيه نتبادل الود والإحترام. كنت أراه في بعض الأماكن التي يرتادها، ثم توثقت صلتي به بعد أن صار عضوا في المجلس التأسيسي، ثم مجلس الأمة، فكانت عضويته في هذين المجلسين سببا من أسباب كثرة تلاقينا فهو من ناحيته بصفته عضوا يتابع مسؤولياته التي يتحتم عليه متابعتها رغبة في أداء الرسالة الملقاة على عاتقه، وأنا بصفتي مسؤولا في إحدى الوزارات ذات الاتصال بخدمة الجمهور. كان يزورني باحثا عن معلومة أو موجها إلى نقص ينبغي تلافيه، وأحيانا يأتي لتقديم الشكر على التجاوب الذي وجده من الوزارة تجاه ما يقدمه من مقترحات كلها مفيدة، وكلها يؤدي إلى مصلحة منطقته الانتخابية خاصة والكويت بعامة.
كان نايف الدبوس من أشهر العاملين في مجال الخدمة العامة في الوقت الذي كان فيه هذا المجال مجهولا من الأكثرية الساحقة من المواطنين. وقد برز في مجال الإحسان بكل وسائله من إعمار المساجد ودعم طالبي العلم، وكان محافظا على حقوق الناس لا يبخسهم شيئا، وكان محافظا على العادات الطيبة، رقيق القلب محبا للخير باذلا له، وكان يهتم بإكرام الضيف وإطعام الطعام ومساعدة المحتاجين.
وكان يوصي المسؤول عن أعماله الصناعية بالعناية بالعمال وعدم ظلمهم، وإعطائهم حقوقهم كاملة فيقول له: «إياك ان تبخس حق أحد، فأنا لا أريد أن يكون في ذمتي شيء من حقوق الناس» وهذا في حد ذاته دليل على شخصية الرجل الذي كان يدور مع الحق حيث دار، ويحرص على طهارة يده وجيبه، وهو الأمر الذي اكسبه محبة الناس وإعجابهم، ومنحه الفرصة للنجاح في حياته العملية كما سوف نرى.
لقد بدأ هذا الرجل الكريم حياته عندما نزل الى ميدان العمل بممارسة المهنة التي كان أقرانه من أبناء الكويت يمارسونها في ذلك الوقت وهي مهنة الغوص على اللؤلؤ، فقد رحل في صباه مع جده النوخذة جاسم الدبوس لهذا الغرض، وتمت له رحلات متعددة اكسبته خبرة في أعمال البحر، وأعمال التجارة باللؤلؤ الذي كان مصدر الرزق الوحيد في بلادنا آنذاك.
ثم اتجه إلى العمل التجاري، وأدى به هذا العمل إلى القيام برحلات متعددة لجلب ما يحتاج إليه من سلع فكان اتجاهه أولا إلى الشام، ثم حول هذا الاتجاه إلى الهند وأفريقيا وكانت السفن الشراعية الكويتية تجوب موانئ تلك البلاد وتدعم التجارة في الكويت الأمر الذي يسر له سبل العمل التجاري الذي كان يطمح إلى اختراقه والعمل فيه.
ومن الواضح أنه كون لنفسه مكانة مرموقة في مجاله هذا، وكان سلوكه الحسن وأمانته وصدقه مع الناس من أهم الأمور التي فتحت أمامه طرق التقدم في حياته العامة، ولقد انتحى ناحية أخرى في هذه الفترة عندما دعاه الشيخ صباح السالم الصباح عندما كان رئيسا لدائرة الشرطة العامة، فانخرط في هذا السلك الذي كان في بدايات عمله ولكنه ما ان نشأت غرفة تجارة وصناعة الكويت في سنة 1959م حتى تقدم لانتخابات مجلس إدارتها، وقد شفع له ماضيه الكريم وتعاملاته الصادقة التي أصبحت في ذلك الوقت على كل لسان فنجح في هذه الانتخابات وأصبح عضوا. ولقد استقيت هذه المعلومة من موقعين من مواقع الإنترنت، ولكني للأسف الشديد لم أجد بيانات تؤيدها لدى غرفة تجارة وصناعة الكويت. على الرغم من ورود عدد من أسماء أبناء أسرة الدبوس الكريمة ضمن أعضاء مجالس الغرفة على فترات متعددة، ولايزال منهم من يشارك حتى هذا اليوم في مجلس إدارتها وهما وليد خالد حمود الدبوس، ودبوس فيصل الدبوس، وهذا يدلنا على أن أبناء أسرة الدبوس الكرام مستمرون في مساهماتهم في الأعمال الوطنية وسائرون على النهج الذي بدأه أبوفهد رحمه الله.
ولم يكتف أبوفهد بهذا النوع من النشاط فانطلق في مجالات متعددة منها رئاستهُ الفخرية لنادي الفحيحيل الرياضي، وكان يشجع هذا النادي ويسعى إلى تقدمه، ويبذل له كل ما يقدر عليه من دعم ومساندة، وكان يعتبر لاعبي هذا النادي بمثابة أبناءٍ له عليه الحرص على استمرارية نشاطهم، وهو يعلم أن ذلك لا يكون الا بتبني طموحاتهم، ورغباتهم في استكمال المسيرة الرياضة التي ارتوضوها لأنفسهم.
وإلى جانب هذا النوع من النشاط فقد تم اختياره عضوا في مجلس التخطيط وهو من المجالس المهمة في البلاد، وله دور مهم في دراسة المشروعات التنموية على اختلاف انواعها.
وعندما نشأت لجنة تنقيح الدستور في سنة 1980م تم اختياره عضوا فيها، وبادر بنشاطه المعهود إلى العمل فور تشكيل هذه اللجنة، وقدم لها تصوراته ومقترحاته، وشارك في التوصل – مع زملائه الاعضاء – إلى التوصيات التي قدمتها الى الحكومة فور الانتهاء من أعمالها، وذلك بوصولها إلى نهاية الفترة المقررة لها. وكانت أعمال هذه اللجنة مهمة في ذلك الحين، وكان الناس ينتظرون ما تسفر عنه اجتماعاتها من أمور تتعلق بأهم ما يعني المواطنين وهو دستور البلاد. وكانت الحكومة – هي الأخرى – بانتظار الشيء نفسه، ويكفي هذا الاحساس عند المواطنين وعند حكومتهم للدلالة على أهمية لجنة تنقيح الدستور وأهمية ما توصلت إليه.
٭٭٭
كان اليوم التاسع عشر من شهر يونيو لسنة 1961م هو يوم إلغاء الاتفاق التعاقدي بين الكويت وبريطانيا وكان الناس سعداء بهذه المناسبة الوطنية المهمة، وقد بدأت الكويت مسيرتها منذ ذلك اليوم وهي تنظر إلى الأمام متجهة إلى مستقبل باهر ينتظرها وينتظر شعبها. وكان من أهم الخطوات التي تقرر أن تتم بهذه المناسبة خطوة يحتمها النهج الذي ارتضته الحكومة وسعد به الجمهور، وهو النهج الدستوري والنظام الديموقراطي. وقد بدأت خطوات السير في هذا الطريق حثيثة ودون تردد، فكان أن صدر الأمر بإجراء الانتخابات العامة التي تكوّن من نتاجها المجلس التأسيسي، وكان هذا المجلس مهما في انطلاق المسيرة، فهو الذي أنيط به أمر صياغة الدستور بعد دراسة مواده، وعرضها على البحث بين الأعضاء، ولاشك في أن الدستور هو الذي تبنى من خلاله المجلس التأسيسي وحكومة الكويت ما سارت عليه البلاد فيما بعد، فقد اختار الطرفان الديموقراطية، وكان من علاماتها المواد الخاصة – من الدستور – بإنشاء مجلس الأمة، وصياغة نظامه وطرق العمل فيه. وهو الأمر الذي تسير عليه البلاد منذ ذلك الوقت. وتتمسك به كافة الأطراف وعلى رأسها صاحب السمو الأمير حفظه الله.
ومن هنا وجد نايف حمد الدبوس أن الفرصة الآن متاحة له لكي يخدم وطنه من أوسع الأبواب، وأن يخدم المنطقة التي يعيش فيها من هذا الوطن بطريقة أفضل فبادر الى المشاركة في الانتخابات التي جرت للمجلسين، وكانت البداية بفوزه ومجيئه عضواً للمجلس التأسيسي، ثم لحقه مجلس الأمة، وقد نجح في المحاولتين، وصار عضواً كما أراد.
•••
كان نايف حمد جاسم الدبوس مشاركاً في جلسات المجلس التأسيسي منذ جلسته الأولى التي عقدت في الساعة العاشرة من صباح يوم السبت الموافق 1962/1/20. وكانت فرحة الكويت غامرة بهذا الافتتاح الذي حضره أمير البلاد – آنذاك – الشيخ عبدالله السالم الصباح. وكان من أعضاء المجلس فيما عدا الوزراء أحمد الفوزان وحمود الزيد الخالد وخليفة طلال الجرى وسليمان الحداد ومحمد وسمي السديران ويعقوب يوسف الحميضي والدكتور أحمد الخطيب وسعود العبدالرزاق وعبدالعزيز الصقر ومحمد النصف وغيرهم من الأعضاء الذين بدأ بهم المجلس واختتموا أعمالهم بإصدار دستور دولة الكويت.
وشارك أبو فهد منذ البداية في تشكيل اللجان، وكانت من نصيبه لجنة إعداد اللائحة الداخلية للمجلس وهي نفسها تتولى النظر في الطعون والاقتراحات. ولقد انشغل المجلس بالأعمال الإجرائية طيلة خمس جلسات، وعندما جاء موعد الجلسة السادسة كان قد قطع شوطاً بعيداً في عمله، ووجد الأعضاء أنه بات من المهم الالتفات الى تشكيل باقي لجان المجلس، فجرت في هذه الجلسة التي عقدت في 1962/3/3 انتخابات لاختيار أعضاء لجنة الشؤون الثقافية والاجتماعية. فكان نايف الدبوس أحد الفائزين في هذه الانتخابات وصار عضواً في اللجنة المذكورة، وصار في الوقت نفسه عضواً في لجنة المرافق بانتخابه لذلك من قبل أعضاء المجلس. ثم مضى يمارس مستلزمات عضويته في المجلس فيحضر الجلسات دون تأخير، ويناقش مختلف القضايا المثارة، ويقدم رأيه عندما يجد نفسه وقد كوّن رأياً ينبغي أن يطرحه في إحدى المسائل. وكانت مداخلاته ومناقشاته محل تقدير الأعضاء الذين وجدوا فيما يقدمه حديثاً يتصف بالخبرة وبالفهم. وبالاطلاع على الكتاب الذي أصدره مجلس الأمة في سنة 2009 تحت عنوان «محاضر جلسات» المجلس التأسيسي (يناير 1962، يناير 1963) سوف يجد القارئ نماذج كثيرة للأمور التي أثارت اهتمام نايف الدبوس وجعلته يدلي بدلوه في ما كان يعرض في المجلس من مقترحات وقوانين إضافة الى ما كان يتم بحثه من مواد الدستور.
•••
تمت أعمال المجلس التأسيسي وفق المخطط الذي رسم له، وأدى الغرض من إنشائه، وبخاصة عندما صدر دستور دولة الكويت الذي قدمه هذا المجلس الى أمير البلاد فأقره وأمر بالسير على النظام الذي ارتضاه ممثلو الشعب وورد في هذا الدستور. وكانت من نتيجة ذلك الدعوة الى الانتخابات العامة لاختيار أعضاء مجلس الأمة الذي بدأ عمله فور انتهاء انتخاب أعضائه وبدأت جلساته الأولى في سنة 1963.
كان نايف حمد الدبوس من الأعضاء الذين كتب لهم الفوز في انتخابات مجلس الأمة، وقد بدأ عمله في العضوية نشيطاً كما كان في المجلس التأسيسي، فهو رجل يتميز دائماً بالحيوية، ومتابعة الأعمال ويعرف أن عضويته رسالة يتحملها خدمة لوطنه ولأبناء وطنه على حد سواء.
وإذا نحن تابعنا محاضر جلسات مجلس الأمة في دور انعقاده الأول حين كان صاحبنا عضواً فيه فإننا سوف نلاحظ مقدار الجهود التي يبذلها هو وزملاؤه في سبيل توطين العمل الديموقراطي، وكان عملهم جميعاً ينم عن الوعي بمتطلبات المرحلة التي بدأتها الكويت من حيث انفتاحها على الدنيا، ورغبتها في تطوير كافة نواحي الحياة.
والى جانب ما كان يشارك فيه نايف الدبوس من لجان تصب نتائج أعمالها في جلسات المجلس العامة، ويؤدي الأخذ بما فيها الى الارتفاع بمستوى العمل في البلاد بكافة السبل، فإنه كان يحرص على أن يكون فعالاً في جوانب أخرى هي تقديم الأسئلة والتعليق على إجابات المسؤولين في الحكومة على ما جاء فيها، وتقديم الاقتراحات النافعة التي لم يقصد بتقديمها سوى المصلحة العامة، وكان يشترك معه في تقديم الاقتراحات بعض زملائه الأعضاء مما يدفع بقية أعضاء المجلس الى المساندة والدعم.
إن مجموع ما قدمه من أسئلة واقتراحات وفق ما ورد في المحاضر ليدل على تنوع اهتماماته، وحرصه على أداء واجبه ولابد لنا هنا من عرض شيء من ذلك على الرغم من أن البعض منها قد تعداه الزمن بحكم تطور الحياة، وتطور العمل الحكومي في الكويت بشكل عام. ولذا فإننا نختار من ذلك ما يلي:
1 – تعرض المزارعون الكويتيون في سنة 1965 الى خسائر كبيرة بسبب موجة البرد التي حلت على مزروعاتهم وأفسدتها، فقام صاحبنا متعاوناً مع بعض زملائه من أعضاء مجلس الأمة بتقديم الاقتراح التالي:
«نظراً لما أصاب المزارعين بالكويت من أضرار نتيجة لموجة البرد التي اجتاحت البلاد هذه الأيام نرجو أن تشكل الحكومة لجنة للنظر في حال هؤلاء ومساندتهم». وقع على الاقتراح كل من خليفة الجري، وعبدالعزيز الخالد، ونايف الدبوس، ومحمد البراك، وحمد المشاري.
2 – لاحظ عدد من الأعضاء عدم قدرة بعض المواطنين من محدودي الدخل على الوفاء بالمبالغ المستحقة على ما يستهلكونه من كهرباء وماء، ولذلك فقد تقدم الأعضاء بالاقتراح التالي:
«نرجو تقديم هذا الاقتراح بسرعة الى الحكومة لإعفاء المواطنين ومحدودي الدخل، الذين يدفعون إيجارات بيوتهم من محدودي الدخل ما هو مدرج أدناه:
أولاً: إعفاؤهم من ثمن استهلاك الحد الأدنى من الوحدات الكهربائية.
ثانياً: إعفاؤهم من ثمن استهلاك الحد الأدنى من المياه».
وقد وقع على هذا الاقتراح كل من الأعضاء: أحمد سيد عابد الموسوي، وسليمان خالد المطوع، ونايف الدبوس، وعلي ثنيان الأذنية، وحمد العبدالمحسن المشاري.
3 – وفي اليوم السادس عشر من شهر فبراير لسنة 1965 تقدم كل من فهد غانم الدبوس، ونايف حمد الدبوس، ومبارك الدبوس باقتراح يقتضي قبوله وتنفيذه إدخال البهجة الى نفوس المواطنين من سكان المناطق النائية، فهو ينص على ما يلي:
نرجو إعلام حضراتكم بأنه ثُمّنَ لأهالي القرى بثمن لا يكفيهم لإنشاء مساكن نموذجية تتفق مع المستوى التقدمي في البلاد، ولا في إتمام مساكنهم مما أدى بهم إلى الاقتراض من بنك الائتمان وتحميلهم ديونا فوق طاقتهم قد يعرضهم تأخرهم عن سدادها في المستقبل لبيع مساكنهم.
لذا، وبناء على ما تقدم نرجو زيادة التثمين لإخواننا أهالي القرى وزيادة التثمين لمن سوف يُثمّنُ لهم، حتى يتمكنوا من البناء أسوة بإخوانهم أهالي المدينة فنقضي بذلك على ما أوجده الفرق الشاسع بالتقدم العمراني في نفوس هؤلاء المواطنين، وأملنا كبير في الموافقة على هذا الاقتراح».
-4 في اليوم الرابع والعشرين من شهر فبراير لسنة 1965م، قدم نايف الدبوس سؤالا له أهميته بالنسبة لمنطقة مهمة من المناطق التي يضمها موقعه الانتخابي، فقال موجها رسالته إلى رئيس مجلس الأمة: «أرجو التكرم بالاستفادة من معالي وزير الدولة حول ما تم بشأن تنظيم قرية الشعيبة، خاصة بعد الأهمية التي أصبحت للقرية المذكورة بعد الإنشاءات الضخمة التي تقام بها في الوقت الحاضر، والتي تتطلب سرعة التنظيم فيها».
وغَنيُّ عن البيان أن منطقة الشعيبة حاليا هي غير قرية الشعبية التي تحدث عنها عضو مجلس الأمة نايف الدبوس فقد تغير كل شيء فيها تماما، وأصبحت موقعا صناعيا مهما وصار فيها ميناء كبير يخدم حركة السفن القادمة والمغادرة، وبذلك يكون صاحبنا قد تنبه في وقت مبكر إلى ما سوف يؤول إليه هذا الموقع المهم، مع مرور الأيام.
-5 كان الاهتمام بالعمال الكويتيين كبيرا، ولذا فقد تقدم نايف الدبوس مع عدد من زملائه باقتراح يساعد هؤلاء العمال على الأخذ بنصيبهم المادي الأمر يساويهم بالموظفين الذين يعملون معهم. يقول الاقتراح:
«لما كان موظفو الدولة ومستخدموها العاملون في القرى يتقاضون علاوة قرية، بينما لم تُخصص هذه العلاوة للعمال الذين يعملون بالقرى، في حين أن هؤلاء العمال في أمس الحاجة إلى هذه العلاوة لأن مرتباتهم أقل من مرتبات الموظفين أو المستخدمين.
لذا نرجو من المجلس الموقر إصدار قرار برغبة إلى الحكومة بأن تُخصص علاوة قرية للعمال الذين يعملون ويسكنون في القرى أسوة بزملائهم من الموظفين والمستخدمين».
هذا وقد وقع على الاقتراح كل من: مبارك عبدالله الدبوس، ونايف حمد الدبوس، وعلي غانم الدبوس، وخالد صالح الغنيم.
-6 وكان نايف الدبوس مهتماً بكافة نواحي التقدم في المنطقة التي يمثلها، ومن ذلك اعتناؤه بانتشار التعليم بين ابناء المنطقة وبناتها، ولقد لفتت نظره الحاجة إلى إنشاء مدرسة ثانوية للبنات، نظرا إلى أنهن ينتقلن يوميا إلى جهات أخرى من أجل استكمال دراستهن بواسطة الحافلات التي تقدمها لهن وزارة التربية. فشارك هذا العضو النشيط عدداً من زملائه في تقديم الاقتراح التالي: «يزداد عدد طالبات المنطقة العاشرة ممن أنهين الدراسة المتوسطة، وهن يعانين التعب والشدة والرسوب بسبب انتقالهن إلى مدرستهن كل صباح، وكل مساء، وذلك من منطقة سكنهن إلى الكويت وبالعكس.
نرجو عطف المجلس الموقر على طالبات هذه المنطقة بإصدار قرار برغبة إلى الحكومة بإنشاء مدرسة ثانوية لهن في الفحيحيل على أن يرصد لها اعتماد في ميزانية السنة المالية 1967/66م.
وقد وقع على الاقتراح كلّ من: خالد صالح الغنيم، ونايف الدبوس، ومبارك الدبوس، وعلي الدبوس، وحزام الميع.
كان هذا الاقتراح قد قُدم في اليوم السابع عشر من شهر نوفمبر للسنة 1965م. وفي اليوم الرابع عشر من شهر نوفمبر للسنة ذاتها قدم العضو حمد الحميدة بصفته رئيس لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد تقرير اللجنة عنه إلى رئيس مجلس الأمة وكانت اللجنة قد تدارست الاقتراح، وقدمت التقرير الذي جاء نصه كما يلي:
«أحال سعادة رئيس مجلس الأمة بتاريخ 1965/10/18 إلى اللجنة الاقتراح المرافق، وقد بحثته في جلستيها الأولى والثانية بتاريخ 2، 1965/11/11 حضر الأخيرة منهما السيد يعقوب يوسف الغنيم وكيل وزارة التربية.
وعند مناقشة اللجنة لهذا الاقتراح أفاد السيد وكيل وزارة التربية أن عدد طالبات المرحلة الثانوية الحاليات هو كالآتي:
الأحمدي: 42 طالبة.
الفحيحيل: 40 طالبة.
الفنطاس: 10 طالبات.
الشعيبة: 8 طالبات.
وأما عدد طالبات السنة الرابعة المتوسطة فهو كالآتي:
الأحمدي: 39 طالبة.
الفحيحيل: 22 طالبة.
الفنطاس: 5 طالبات.
الشعيبة: 7 طالبات.
كما ذكر أن وزارة التربية لا مانع لديها من إنشاء مدرسة ثانوية البنات في هذه المنطقة خاصة أن عدد الطالبات في العام الدراسي القادم سيكون مناسباً لإنشاء مدرسة ثانوية.
وبعد المناقشة وتبادل الآراء رأت اللجنة أن توصي المجلس الموقر بإصدار قرار برغبة إلى الحكومة للإسراع في تنفيذ ما جاء في الاقتراح».
وقد جرت الأمور وفق ما طلبه الأعضاء في اقتراحهم ووفق ما اعتمدت اللجنة المذكورة. وتحققت الرغبات، ومضى الزمن لكي نرى في منطقة الأحمدي التعليمية التي تضم الفحيحيل ست عشرة مدرسة ثانوية للبنات، وأن نرى في الفحيحيل وحدها مدرستين من مدارس البنات، لقد خطت الكويت خطوات كبيرة في سبيل نشر التعليم والارتقاء به.
٭٭٭
ولد نايف حمد الدبوس في سنة 1909م، وذلك في منطقة شرقي العاصمة بالقرب من الفريج المعروف باسم فريج الزهاميل، وهو من فرجان الكويت القديمة المعروفة في هذه الناحية من عاصمة البلاد. كانت أسرة الدبوس الكريمة تسكن في هذا الموقع، وفيه ولد أبو فهد، ثم انتقلت كلها إلى منطقة الفحيحيل التي غدت الآن من المدن الكويتية البارزة بما تحويه من كافة مظاهر التقدم والرقي وما تتمتع به من مبان رائعة وسواحل جميلة وأسواق متنوعة.
وقد شبَّ صاحبنا وبدأ أعماله وكافة أنشطته الأخرى هناك، وتوفي – رحمه الله – في سنة 1997م.




ملحاق خير:

في المقال المرافق حديث طويل عن الزراعة في الكويت تناولنا فيه عدة جوانب لها أهميتها فيما يتعلق بمعرفة كل شيء عن الزراعة في وطننا. ولكن ما بقي من حديث حول هذا الموضوع كثير وهذا نموذج مما نومئ اليه:
نحن في سعادة غامرة بوجود عدد من إخواننا الكويتيين، ممن استهواهم الرسم فصاروا فنانين تشكيليين يشار إليهم بالبنان، ولقد تناولت الرسوم التي أبدعوا في إخراجها لنا كثيراً من نواحي الحياة في البلاد مما حفظ بما رسموه تراثنا، وصور نواحي الحياة عندنا، فقد اهتم بعضهم ومنهم على الأخص الأستاذ الفنان أيوب حسين بتصوير البيئة الكويتية، وتسجيل كل ما مر أمام عينيه، وعلى ذاكرته تسجيلاً وافياً يحوي كل ما نريد أن نتذكره من صور حياتنا وما مر ببلدنا العزيز وعلى الأخص ما قام به هذا الفنان من تصوير لنواحي الحياة الاجتماعية التي وعاها ذهنه، ورصد لأشكال الطرق والفرجان والمنازل والمساجد، ولن يحتاج دارس التراث، ولا متتبع تاريخ المجتمع الى مرجع أوفى ولا أكثر دلالة على ما يريد من هذا الكتاب الذي أشرنا إليه ، وهو كتاب سوف يُذكر به الفنان القدير الذي رسم كافة لوحاته فقدم من خلالها كل ما نتوق إلى رؤيته أو نتذكره من صور الماضي.
ومن الجوانب التي اهتم بها الفنان أيوب حسين في إنتاجه الفني بصفة عامة؛ الجانب الزراعي فقد أظهر هذا الجانب في عدد من اللوحات، وكان منها ما هو محدد الغرض، ومنها ما تأتي الزراعة ضمن مكملات اللوحة باعتبار هذه المكملات شيئا لابد منه لها.
وسوف نعرض هنا ثلاثاً من لوحاته التي خصصها للزراعة والمزروعات مكتفين بها بصفتها دليلاً على نشاطه الإنساني في هذا السبيل، وهذه اللوحات هي:
-1 في ص 205 من الكتاب المذكور لوحة تكاد تنطق بما فيها، وهي تمثل مزرعة من مزارع الكويت القديمة وتبين البئر التي يتم سقي المزروعات من مائها، ويرى الحمار وهو يجر قربة الماء إلى المزروع، وقد ذكر الفنان أن هذا المشهد يكثر وجوده في بعض القرى قديماً كالفنطاس والجهراء.
-2 وتبدو لنا في ص 250 لوحة تمثل مزرعة موقعها في الدسمة وهي بالقرب من سور الكويت الثالث، وترى طريقة تقسيم الأرض للزراعة، ويرى الكوخ الذي يستغله المزارع لسكنه أو لإيداع الحاجات المتعلقة بمزرعته.
-3 تمثل اللوحة الثالثة عرضاًَ واسعاً لمزرعة من مزارع منطقة الدسمة التي كانت تغذي سوق الكويت بالمنتجات الزراعية الورقية، ويرى في اللوحة الفلاح وهو يمارس عمله، وظهر على اليمين الكوخ الذي كان لابد منه لكل مزرعة.
وفي ختام هذا الملحاق لابد أن نشير إلى أن كتاب «التراث الكويتي» للأستاذ الفنان أيوب حسين، هو من منشورات مركز البحوث والدراسات الكويتية، وهو متوافر هناك لمن شاء أن يقتنيه.



شكر وتقدير

ينبغي علي أن أقدم هنا جزيل الشكر وعظيم التقدير إلى الأخ الفاضل الأستاذ فهد بن محمد الدبوس الذي تكرّم بتقديم المعلومات والصور عن المرحوم جده نايف حمد الدبوس، فكانت مفيدة جداً لعملي هذا، وإضافة مهمة إلى ما جمعته من معلومات كما أشكر الأخ الكريم ثامر بن محمد نايف الدبوس الذي تكرّم بتقديم عدد من الصور عن طريق الأخ فهد الدبوس، وهي صور لا غنى عنها في المقال المجاور.
وأود أن أنوّه إلى أن الأخ فهد الدبوس من الباحثين الكويتيين الذين برزوا في الفترة الأخيرة، له جهد كبير في اقتناء الكتب وقراءتها وتتبع المعلومات التاريخية للكويت ولغيرها، كما أن له مؤلفات قيمة. فأرجو له التوفيق والمزيد من التقدم.


__________________
رد مع اقتباس