عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-03-2008, 01:10 AM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

خبرة ابن حمود: الوحيدة داخل البلد

هذا العنوان وهذا الاسم لو قلته لأي كويتي قبل ستين سنة من هذا التاريخ، لو سألت اي انسان: أين خبرة بن احمود؟ لأجابك بكل تفصيل ، اما اليوم فربما هذا الجيل نسي هذا الاسم وربما الكثيرون لا يعرفونه، وهذا ما جعل هذه الخبرة وهذا الاسم في التاريخ، هنا عبر صفحات «القبس» الغراء نعيد الذكرى لهذه الخبرة العتيدة التي كان يتناقل سمعها عند كثير من الكويتيين في فصل الشتاء، عندما تنهمر الامطار.
هذه الخبرة لم آت عليها في كتابي «معجم المواضيع والمواقع والامكنة في الكويت»، بل ذكرت «باب الخاء» حول كلمة »خبرة» وقلت: الخبرة مجمع الماء في المطر، وتكون عادة كبيرة، وهناك اكثر من خبرة في الكويت.
اما المرحوم حمد السعيدان فقد جاء على ذكر هذه الخبرة في موسوعته الموسوعة الكويتية، حين يقول في الصفحة 454 والصفحة 483 التالي حول ذكر ابن احمود:

ابن حمود: (الشايع) أسرة كويتية
مسجد ابن حمود
مسجد في المرقاب اسسه المرحومان محمد الحمود الشايع وعبدالله سليمان النجدي سنة 1325هـ 1917م، وجدده رحمه الله بالاشتراك مع اخيه علي الحمود الشايع سنة 1368-1948، واشتهر عن المرحومين تقواهما والورع لدرجة ان محمد الحمود عندما اسس المسجد بنى حوله عددا من البيوت الصغيرة للايجار وكان يشترط على المستأجر ان يصلي في المسجد – (انظر شايع).

خبرة ابن حمود
منخفض كبير كان موجودا امام ديوان السادة الحمود الشايع مقابل دائرة السلكي واللاسلكي يمتلئ بالمياه عند نزول الامطار وقد يبقى سنة كاملة لايجف، وعندما تمتلئ الخبرة بالماء يسعد الاطفال باللهو في الماء والتخوض بالماء والوحل ويعتقدون ان مياه الامطار اذا خوّضَ فيها تُطَهّ.ر الارجل من المشق، كما يأتي اصحاب السيارات لغسل سياراتهم في تلك الخبرة وتشاهد خمس او ست سيارات يغسلها اصحابها في وقت واحد، وقد ردمتها البلدية عام 1954 بعد مشقة!
لقد ذكر المرحوم السعيدان بعضا من اسماء هذه الخباري، لكن يجب ان نعلم انه في ارض الكويت هناك اكثر من خمس وعشرين خبرة خارج مدينة الكويت، ولكن لا يوجد داخل المدينة الا هذه الخبرة الوحيدة وهي خبرة بن احمود.
وهنا السؤال: لماذا سميت هذه الخبرة باسم بن احمود؟ كانت اسرة آل الشايع الكبيرة المعروفة في الكويت وديوانهم في منطقة الشامية في الكويت.
كان قد انحدر جدهم الاول احمود بن احمد بن علي بن شايع بن عبدالله بن احمد من مدينة «الزلفى» في نجد في منتصف القرن التاسع عشر وسكنوا في حي الجناعات قرب وسط المدينة وهناك تربى ولداه محمد وعلي وانتقلت الاسرة من بيتهم هذا الى القبلة ثم الى البيت الكبير الذي يتكون من اربعة آلاف متر مربع والذي يضم مضافة وديوانا وحرما للعائلة وجاخورا للبقر والغنم.
كانت الاسرة قد اخذ وضعها المالي والاقتصادي في تقدم مزدهر لهذا شاركوا في بناء مسجد قرب منزلهم، تولى الاخر الاكبر محمد الحمود الشايع رعاية هذا المسجد والامامة فيه.
كان ديوان الشايع ابان تواجدهم في بيتهم هذا في منطقة المرقاب يطل على منخفض معروف منذ امد بعيد، وحسب المعلومات كانت به آبار تاريخية ومطوية بالحجر، وكانت هذه الآبار يسحب منها الماء في فصل الصيف.
هذا المنخفض يتحول في فصل الشتاء الى بحيرة بمعنى الكلمة، ويصل عمقها الى متر واحد، وتمتد اطرافها الى اكثر من كيلومتر تقريبا، وكانت تقع هذه البحيرة او الخبرة وتطل عليها بيوت الشايع من جهة الشرق واجهزة اللاسلكي والبلدية من جهة الغرب، ومرتفع محمد الرجيبة التاريخي من جهة الشمال والطريق المؤدي الى الدروازة والشامية من جهة الجنوب، هذه البحيرة من المؤكد مع كثرة تواجد السكان ان يكون لها مسمى، وكان ديوان الشايع الذي يرتاده الباعة والشارية الشريطية لبيع الغنم والجمال وغير ذلك، يأتون الى ديوان الشايع لتناول الافطار التمر والقهوة صباحا، لهذا يقولون روح الى ديوان الشايع وابتعد عن الخبرة البحيرة، واخذ المرتفع المحاذي «للسامس» الجدار «وخّر» عن الخبرة، خبرة بن احمود، هناك عند تواجد هذه الاسرة رسمت حول بيت بن احمود ومسجد وفريج بن احمود واضيف اليهم «خبرة بن احمود».
هذه الخبرة التي تظل تقريبا ستة اشهر، وتزيد بالماء العذب الذي يستفاد منه حيث غالبية ابل البدو القادمين للمدينة لبيع حاجياتهم، وكذلك المخكرة الذين يأتون في الصفاة لبيع منتجاتهم لتشرب حميرهم من هذه الخبرة.
وكانت هذه الخبرة بالنسبة للاطفال عندما يكون الجو معتدلا خصوصا في شهر ابريل، يتوجهون للسباحة فيها، ونجد بعضهم يصنع سفنا صغيرة للعب كي يتسابقوا.
وكانت غالبية سكان المرقاب الذين يملكون جمالا لنقل الفتاف من البر او الحمير لنقل الجص والطين من المجاص، تعتمد على شرب حيواناتهم من هذه الخبر العتيدة، كانت هذه الخبر لسنوات طويلة ماؤها نظيف، لكن بعد دخول السيارات واختراقها لها، البعض يغسلون سياراتهم بها، جعل ماءها عكرا وغير صالح ودخل عليه التلوث.
لهذا هذه الخبرة بما انها مقابلة لديوان بن احمود، قد اكتسبت هذا الاسم من تواجد هذه الاسرة على حافتها ودخلت التاريخ، لكن بعد تغير الاحوال وتثمين البيوت وانتقال اصحاب او جيران هذه الخبر الى اماكن متباعدة اهملوها ولم يعد لها «والٍ»، وقامت الحكومة بالتغييرات في الشوارع والبناء، واصبحت هذه الخبرة جزءا من الشارع المؤد الى الصفاة، وانتهت او توفيت هذه الخبرة، ولم يعد الا اسمها، واصبحت في خبر كان، لكن نحن هنا في «دار وصحيفة القبس الغراء» نعيد ذكرها للجيل الجديد الذي ربما لم يسمع بها، اللهم الا ربما مر مرور الكرام بعض ابائهم على ذكرها.
بقي علينا شيء مهم، كثير من الكويتيين اطلقوا كلمة خبرة على مستنقع الماء او البحيرة الصغيرة، بينما العلماء الاقدمون لم يأتوا على ذكرها على انها مستنقع ماء.
هذا هو «تاج العروس» للزبيدي يقول الجزء الحادي عشر، صفحة 132 خبرة: كنبعة ماء لبني ثعلبة بن سعد في حمى الربذه قليب لأشجع، وخبراء العذق بالصمان في أرض تميم لبني يربوع، لكن قبل ان أنهي هذا البحث المعروف، ان كلمة «خبرة» في الكويت ونجد تطلق على المجموعة من الرجال لا يقلون عن عشرة أشخاص، فكل مجموعة تسمى خبرة، ثم ضاعت هذه التسمية لهذا المعنى والمدلول من التعامل اصبح ينصب الى المكان، وهذا مثبت لدى الكثيرين لأنه أمام سمعهم وبصرهم في الخرائط الحديثة، حيث اصبحت الغلبة في تفهم هذا اللفظ لهذا المعنى وهو مستنقع الماء فحسب.
اخيرا هذا ما أردت ان أسجله لهذه الخبرة التاريخية العتيدة، خبرة بن حمود فقط، ولم تكن خبرة آل الشايع لأن اسم الشهرة للشايع لم يأخذ مكانه في تلك الحقبة من الزمن، وكلمة «بن» هي الشائعة في تلك الفترة، فيقال «بن نصف» وهي مثبتة الى هذا اليوم. وقد كانت اسرة كاتب هذه السطور إلى قبل ثمانين سنة يطلق عليها بن فرحان حتى الوثائق القديمة عندنا كانت بن فرحان، لكن مع مرور الأيام تبدل استعمال اللفظ وحسب ظني لم يبق من التسمية القديمة لاستعمال «بن» الا في آل النصف الكرام فقط، أما الآخرون فقد تطورت التسمية الى آل، كما اندثرت التسمية في آل لكثير من العائلات ولم تبق الا في الاسر الحاكمة في الخليج. المهم هذا ما تيسر لي من بحث حول هذه الخبر التاريخية التي كانت فيها آثار تاريخية وكانت «مطوية»، وكلمة «مطوية» ربما لا يفهمها ويعرفها الكثيرون مسورة بالصخور من قاع البئر، وعندما يأتي فصل الصيف تنظف الابار وينتفع منها، كما قلت في أول الحديث.

خبرا أو خبرة
مكان منخفض من الارض تتجمع فيه مياه الامطار لشهور عدة، الجمع خبرات أو خبارى.
خبرة ابن حمود في وسط المدينة، اما في البر فتوجد خبرة العوازم، مسيعيد، الدويش، الابرق، الحبارى، الافراق، أم ارطا، مهزول ام عمارة الشق أم عمارة مهزول، الچثاثيل، اللياح والنواعمة وخبارى وضحا في الجنوب انظر هذه الاسماء.

جريدة القبس - 1/3/2008
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"