عرض مشاركة واحدة
  #287  
قديم 22-09-2013, 11:55 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

من التفسير

{ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم} يقول الشيخ محمد عبده: "الموت هنا موت معنوي وإليك ما استدل به أقول وإطلاق الحياة المعنوية والموت المعنوي في الأشخاص والأمم معهود في القرآن كقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} وقوله تعالى: {أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها} وأما الموت الحقيقي فلا ينكر كما علم من سنة الله في عباده ومنها قوله تعالى: {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى} راجع تفسير المنار.
قال الله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} وفي مسند الإمام أحمد عن علي كرم الله وجهه قال: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الآية المارة ثم قال سأفسرها لك يا علي: [ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم والله تعالى أكرم من أن يثني عليكم العقوبة في الآخرة وما عفا الله عنه في الدنيا فإنه سبحانه أحلم من أن يعاقب به بعد عفوه وقال علي كرم الله وجهه هذه الآية أرجى آية في كتاب الله وإذا كان الله يكفر عنا بالمصائب ويعفو عن كثير فأي شيء يبقى عن كفارته وعفوه. (انتهى عن تفسير محمد مخلوف).
{إنا كل شيء خلقناه بقدر} فيستفاد من هذه الآية إبطال قول من يقول إن هذا الوجود أوجدته المادة التي لا تعقل ولا تسمع ولا تبصر فكيف توجد هذه المخلوقات وفي نفس الإنسان أعجب العجب.
قال الله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} ففي القرآن شفاء لما في الصدور من الوسوسة والقلق والحيرة وفيه شفاء من اتباع الهوى والطمع والحسد وفيه شفاء من العلل الاجتماعية التي تخلخل بناء الجماعة وتذهب بسلامتها وأمنها وإنما تعيش الجماعة في ظل النظام الاجتماعي.
{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} وفي حديث مسلم: [ما من عبد يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يؤخرها له في آخرته وإما أن يكف عنه السوء].
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net