الموضوع: فهد بورسلي
عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 14-06-2009, 09:55 PM
الصورة الرمزية مقتبس
مقتبس مقتبس غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: KuWaiT
المشاركات: 192
افتراضي

فهد بورسلي ومسيرة شعرية حافلة
هو شاعر الكويت الشعبي الكبير فهد راشد ناصر بورسلي،
ولد بالكويت (سنة ١٩١٨ م) وتوفي (سنة ١٩٦٠ م) بالكويت.
كان فهد بورسلي شاعرا شعبيا أكثر منه كشاعر نبطي فقد
تكلم، رحمه الله، بلهجة أهل الكويت وعبر عن معاناتهم ونظم
الشعر بلسانهم مستشفا فِكَر قصائده من معاناتهم اليومية بجميع
شؤون الحياة.
وقد اختار لقصائده تلك البحور الخفيفة السهلة الحفظ والترديد
فحقق بذلك نجاحا شعبيا كبيرا لم يحققه غيره . .و استطاع
شاعرنا الكبير فهد بورسلي بأسلوبه المتميز الدخول إلى قلوب
الناس فعرفه من لا يعرفه وردد الناس قصائده في كل مكان. وليس
من السهل أبدا النبوغ بمثل هذا اللون الذي يعتمد على ما هو سهل
وممتنع سريع الإيقاع خفيف المعاني سهل الفهم قوي السبك يأخذ
من لهجة العامة وكلماتهم فيعيد صياغتها بقالب شعري قريب
جدا من النفس يردده السامع من غير أن يشعر.
أما الوجه الآخر لشاعرية بورسلي فهو إجادته التامة للشعر
النبطي كأحد أعلامه الذين تميزوا فيه، يروي أحد معاصريه أن
بورسلي حضر ذات مره إلى محفل (القلطة) وكان شعراؤها يتحاورون
وحاول بعضهم تجاهل بورسلي كشاعر شعبي لا يستطيع مجاراتهم
فدخل بورسلي (القلطة) معهم كنوع من التحدي واستطاع كما
أكد الراوي أن يضيق الخناق على الشعراء الذين حاوروه علما
بأنها كانت المرة الأولى التي يدخل فيها بورسلي للقلطة هذا من
ناحية ومن ناحية أخرى فقد كانت للشاعر قصائد كثيرة بينه
وبين بعض شعراء النبط (ردّيّات) يرسلها لهم ويجيبونه عليها
أو العكس حتى أصبح أكثر الشعراء يحسبون حسابا لبورسلي
كشاعر كبير.
أما قصائد بورسلي النبطية فقد كانت قمة في الروعة والإجادة
من باب استعراض مقدرته كشاعر كبير متمكن، ألزم شاعرنا نفسه
(بلزوم ما لا يلزم) حين نظم إحدى قصائده على حرف (الحاء)
فقد اختار الكلمات التي تبدأ بحرف الحاء وبدأ بها كل شطر
بالقصيدة بالإضافة إلى قافيتي الشطرين التي أنهاهما بحرف
الحاء أيضا حين قال:
حل الفراق وخافي السد باحي
حاولت أصبر والصبر عذّب الروح
حالي تردى ومتكسر جناحي
حزين من كثر الهواجيس والنوح
حامي الوقايد لح جسمي لحاحي
حسبي على الفرقا بها السد مبيوح
حفظت سدٍ كاتمه لا يباحي
حارت دموع العين والدمع مفضوح
صدر لشاعرنا الكبير فهد بورسلي ديوان (سنة ١٩٥٥ م) وأعيد
طبعه أكثر من مره إلاّ أنه لم يحمل آثار هذا الشاعر كاملة، حتى
صدر ديوانه (سنة ١٩٧٨ م) الطبعة الثانية. وقد قامت ابنة الشاعر
(وسميه فهد بورسلي) بجمع وترتيب الديوان بشكل يستحق
التقدير.
كما يتداول الناس أشرطة صوتية لقصائد سجلها الشاعر
بنفسه تحوي مجموعه من قصائده ويلاحظ السامع لها مدى
تفاعل الشاعر مع الكلمة وإحساسه بها من طريقة الأداء والإلقاء.
ومن روائع بورسلي النبطية هذه الأبيات من قصيدة في وصف
الدنيا . وهي على البحر الهلالي مهملة القافية الأولى:
ألا يا عضيدي وين راحوا هل الثنا
بنشدك حيثك باخصٍ في أمورها
تراني بجي للموت تسلوم شرعي
إن قلت لي قضت وفاتت عصورها
حياة المذلة ترث الهم والعنا
وأنا ما تبين لي دجاها ونورها
أرى الناس ناسي بالمجالس وبالرخا
ولاني بعارف خيرها من شرورها
على الوجه مرأة ومقراض بالقفا
خساير رداها ما تساوي سرورها
أنا في زماني شارب كاس ضيمه
وأصاحيب وقتي خادعتني سبورها
يخونون من لا خان غرّة صحيبة
عسا الله يجمع كيدها في نحورها
أرى الكذب فرض والنميمات سنه
وعلى الظلم شيبان تدنّس بزروها
وإن طاح ليث نادر للجماعة
قامت على راسه تهاوى طيورها
الأيام جارت وأبلشت كل خيّر
الله يعدينا مصيبات جوره


__________________
خطب الرسول صلى الله عليه وسلم بالناس يوم فتح مكه قائلا ( يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان: بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) أخرجه الترمذي، وأورده الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.
رد مع اقتباس