عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 17-02-2008, 07:06 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

كنت قد تحدثت في الحلقة الثامنة عن نسب موضي العبيدي والحلقة التاسعة عن مواقع سكنها والمنطقة التي عاشت فيها والفريج الذي تربت فيه هي واخواتها واخوالها منذ منتصف القرن التاسع عشر في هذه الحلقة العاشرة سأتحدث عن الاجواء التي عاشت فيها هذه الشاعرة موضي العبيدي.
ربما يعتبر الشارع الممتد من مسجد الرزاقة حتى قصر السيف كان في القديم هو منتدى اهل الكويت غير الرسمي فعندما تلقي نظرة على تاريخ هذا الشارع تجد في اوله ياخوراً ومربط الخيل واثناء ركوب الخيل وصهيلها والمرور في هذا الشارع متجهين الى قصر السيف من هذا المربط والخيال على فرسه او حصانه وهو يسير اماً مسرعاً او مخففاً السير فنجد التعليقات هنا وهناك عن هذا الفارس.
وبعدها نجد مسجد الرزاقة وصلاة الجمعة الذين يجتمع به الرجال والنساء في الاماكن الخلفية في مكان خاص وبعدها امامك ديوان الرزاقة وهو بحق كأنه ناد يلتقي به اهل الكويت ويتبادلون الاخبار وقد اشتهر هذا الديوان قرابة قرنين من الزمان وكان الشعراء والادباء ومن عنده اخبار جديدة لابد ان تسمع في هذا الديوان وكان يبرز في هذا الديوان الشاعر محمد عبد اللطيف العبد الرزاق وعندما تسير الى الامام تجد مقابل هذا الديوان بين ال الحسن الذي منهم وزير التربية الاسبق حسن الابراهيم الحسن ومنهم وزير المالية الحالي وقد برزت في هذا البيت شاعره مقلة هي مريم الحسن وآل الحسن كانوا متواجدين في هذا المنزل قبل ان يتحولوا الى منزلهم قرب مسجد الفهد وامسقف الفهد بعدها تأتيك قرب ديوان العبد الرزاق الدخينة مقر الشاعر عبد الله الفرج وعلى ذكر عبد الله الفرج فإنه يرتبط بصلة قرابة مع آل العبد الرزاق حيث تزوج فضل العبد الرزاق بنت الفرج بعدها يأتيك منزل صالح محمد الفرحان وزوجته مريم احمد العامر التي كانت تحفظ من القرآن الشيء الكثير وكانت طبيبة شعبية في تلك الحقبة من الزمن وبالمقابل كان هناك بيت الشاعر محمد الفوزان الذي كان يتبادل القصائد الشعرية مع الشاعر عبد الله الفرج ولما كانت في هذه الفترة متواجدة موضي العبيدي وكما قلنا في حلقة سابقة ان اباها شاعر واخاها شاعر وابن اخيها شاعر فلماذا وهي على هذه الحالة وهي تسمع الشعر هنا وهناك وعندما كانت الدخينة معقل عبد الله الفرج كانت سيدات الحي «الفريج» يجتمعن عند موضي العبيدي وهي تسمع احاديث السيدات وبعضهن وهن ذاهبات الى البحر لتنظيف وغسل الملابس ومن ثم يسمعن هناك اصوات موسيقى البحر فتجد في هذا الشارع مجموعة من الشعراء من مثل الفوزان والرزاقة والفرج ومثلهم النسوة اللاتي يقرضن الشعر، وبهذا يلهب الخيال والشاعرية في هذا الحي والشارع وهنا اضرب مثلا من جلسة هذه النسوة حينما كانت الجلسة غير مكتملة فإذا مريم الحسن وموضي العبيدي لم تجدا زميلتهما مريم العامر وعندها ذهبتا الى منزلها مقابل منزل العبيدي وعندما دخلتا بيتها لم تجداها بل وجدتا زوجها صالح الفرحان فبسرعة خرجت القريحة الشعرية من مريم الحسن وقالت:
دخلت بيت فرحان ولهان
ما شفت مريم العامرية
نشدت عنها قالوا زعلان
بيت ابوها راحت زرية
لا راعية خطا ولا شين
غض النهد لاوي الزرية
لا عنا لها العاني جوعان
تملا له المقرف من اخلاص الشدية
اتقند الفنيال بالهيل
والعنبر الزجي جفية
بعدها عندما سمع صالح الفرحان هذه الابيات ذهب مسرعاً وجاء بزوجته مريم العامر وقال لها انا متأسف وهكذا اعيدت المياه الى مجاريها بسبب هذه السيدة الفاضلة مريم الحسن.
وهنا تكون السيدة مريم العامر في احدى السنوات ويكون احد اقارب زوجها يحن على اهله يريد ان يذهب الى الغوص وهو طويل القامة لكنه صغير السن فرأساً وجهت له هذه الابيات تقول:
يا طويل الظهر وين انت رايح
تحسب الغوص لعبك بالبرايح
الغوص ما هو لك ولا بشروال
الغوص موتخويض انقع والقرايح
أما تبادل الشعراء مع بعضهم الشعر وهؤلاء النسوة يجلسن مع بعضهن ولا يوجد وسيلة للتسلية الا هذا الشعر ومن هنا تفتقت قريحة الشاعرة موضي العبيدي.
كانت في اثناء جلساتهن الضحوية التي تجتمع بها هذه النسوة وكان اللقاء عندما يذهب ازواجهن وابنائهن الى العمل ولقد كان في الحي رجل يسمى (داود) وكان يتعمد ان يتلصص على هؤلاء السيدات المحتشمات وابتدأوا يتناقلون بأن هذا الرجل يقف امام منزله في اللحظة التي تمر بها سيدة منهن او غيرهن لكي يلفت نظرها علها تلتفت اليه وعندما سمعت موضي العبيدي هذه القصة قالت لزميلاتها انا اعمله بيت من الشعر اخليه ينحاش من الفريج ولا يسكن عندنا ابداً وفعلاً عملت البيتين التاليين وهي توجه الكلام الى داود هذا:
داود يا ابو سنون الفارة
ذموه الحمارة
حيث... من جاه
خيس داره
ودوّه للمجصة
وان قام كسروا عصه
لما اتخيس ادباره
بعد ان سمع داود هذه الابيات هرب من الحي وذهب يبحث عن مسكن آخر حيث ان هذه الابيات اصبحت تلفت ومحط نكته لهذا الرجل الذي لا يعمل وقت العمل ويتلصص على النسوة.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"