عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-04-2009, 03:16 AM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي ملا عثمان وكفى (1899 ــ 1985) - فرحان الفرحان

هكذا عرفه الكويتيون في أول القرن العشرين حتى وفاته في 1985وقد ظل حاملاً هذه التسمية حتى اليوم انه ملا عثمان عبداللطيف العثمان، المدرس البارز في المدرسة المباركية مع بداياتها الأولى.
هذا الرجل المتعدد النشاطات والصفات: مدرس، إمام، خطيب، يعقد القران للزواج، تاجر، عامل بناء، مرشد، محدث، مربٍّ فاضل، حافظ للقرآن عن ظهر قلب، يقوم بواجباته بهدوء وسكينة بعيدا عن الضوضاء، متزوج مرتين وله ثمانية عشر ولداً هذا هو ملا عثمان.
في شتاء سنة 2000 جاءتني طالبة مجتهدة هي الاستاذة اليوم إيمان لافي المطيري، وكانت وقتها طالبة في كلية الآداب قسم التاريخ وعلى وشك التخرج، وطلب منها للتخرج في الجامعة والحصول على الشهادة الجامعية ان تعد بحثا عن موضوع لم يطرق من قبل.
ولما كنت أكتب عن الانساب والقبائل والشخصيات في الصحافة لفت نظر هذه الفتاة ما كتبت، وكان ان اتصلت بي هاتفيا طالبة مقابلتي وجاءتني مع شقيقها الاصغر تسأل علها تجد مادة دسمة تكتب بها بحثا لم يسبقها أحد اليه في هذا المضمار، ولما كنت اعرف ان ملا عثمان لم يكن من محبي الاضواء وكان إماما لمدة طويلة ومدرسا لمدة أطول، وكان كثير من شباب الكويت يقصدون المسجد الذي كان يصلي فيه ملا عثمان، خصوصا في رمضان سواء في صلاة التراويح أو القيام لانه كان يقرأ ختمتين في كل ليلة، جزء واحد من القرآن في التراويح وثلاثة أجزاء في القيام عن ظهر قلب.
لهذا اصبح ملا عثمان محط ثناء وتقدير لدى الكثيرين في الكويت. امام هذا وجدت هذه الطالبة التي تبحث عن مادة دسمة ففكرت مليا ثم قلت لها: ان ملا عثمان هو أحسن مادة تكتبين عنها لأنه شخص لم يطرق بحثه من قبلك احد، وقد اطلعتها على صورة ملا عثمان فتأملتها مليا، وبعدها توجهت هذه الطالبة النشطة بالبحث والتقصي في وزارة التربية، ادارة شؤون القصر، سجل أملاك الدولة، ووزارة الاوقاف وبعدها توجهت إلى ابناء وبنات ملا عثمان، لابل المدرسين واصدقاء لهذا العالم الجليل الذي بزغ نجمه في القرن العشرين واستطاعت ان تخرج بحصريلة جيدة عن هذه المعمعة العلمية، وتخرج كتابا قيما مختصرا عن ملا عثمان ذلك في أعلام وشخصيات كويتية ضمن مسابقة احتفالية الكويت عاصمة الثقافة العربية لعام 2001.
كانت الباحثة قد اشارت الى ان ملا عثمان ولد سنة 1901 وذلك بعد بحث وتقص، وانا هنا اقول ان اقرب من حدد مولد ملا عثمان هو الفاضل عبدالمحسن عبدالله الخرافي في كتابه «مربون من بلدي».
صحيح ان الفرق ثلاث سنوات لكن هذه السنوات الثلاث تقرر امورا، منها ان ملا عثمان دخل المدرسة المباركية كطالب مع افتتاحها في عهد الشيخ مبارك الصباح، وكان من انبغ الطلبة وانشطهم واطولهم، ولما كانت المدرسة المباركية في حاجة الى مدرسين، وملا عثمان قد تجاوز السادسة عشرة من عمره، فقد اختير للتدريس في هذه المدرسة وكان شقيقه عبدالله الذي يكبره بستة ايام من زوجة اخرى وكان ناشطا في الكتابة فقد افتتح الاثنان مدرسة خاصة كان عبدالله هو المسؤول الاول وعثمان ومحمد شقيقهما الثالث كانا مدرسين، وكانت هذه المدرسة على مقربة من سور الكويت الثاني قرب بيوت آل العبدالرزاق واليوم المدرسة والسور الثاني دخلا في موقع عمارة السيارات الرئيسية المطلة على دروازة العبدالرزاق بوابة العبدالرزاق.
افرد الدكتور عبدالمحسن الجار الله الخرافي في كتابه «مربون من بلدي» صفحة (338 - 339) نبذة عن ملا عثمان المدرس، كانت وزارة التربية قد سمت احدى مدارسها في منطقة بيان باسم ملا عثمان.
كما ذكر السيد باسم عيسى اللوغاني في كتابه «الفيحاء تاريخ وشخصيات» في صفحة 75 قصة سرقة بيت ملا عثمان بالفيحاء، حيث قال اول عملية سطو مسلح على منزل في الكويت، هذه القصة اغرب من الخيال، كيف ان اللصوص الذين اعتدوا على المنزل يقبض عليهم بعد شهور بالمصادفة وليس بالتقصد، انا اعتقد أن الذي يحفظ كتاب الله عن ظهر قلب ويعمل به، لا بد ان الله سبحانه وتعالى يجزيه في دنياه قبل الآخرة، وهذا ما حدث لملا عثمان، حيث حدثت له مفاجآت كثيرة وكان الله معه، انا هنا لااحب ان اطيل عن قصة حياة ملا عثمان، لكن الصورة المرفقة التي تنشر لاول مرة تنطق وتتحدث عن ملا عثمان مع سيد عمر عاصم وملا محمد الوهيب ومحمد ابن سيد عمر وذلك قبل تسعين سنة من هذا التاريخ اي قرن تقريبا.
هذه ملامح عن ملا عثمان الذي كان مربيا فاضلا في اول القرن العشرين فأقول رحمه الله رحمة واسعة.



(من اليمين ): السيد عمر بن عاصم بن احمد ، ملا عثمان عبداللطيف العثمان، ملا محمد اسماعيل الغانم، الملقب بالساعاتي والسيد محمد بن السيد عمر بن عاصم.

جريدة القبس - 17/4/2009
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس