الموضوع: الجميعة
عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 21-12-2011, 10:42 AM
Eng.s Eng.s غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 7
افتراضي

لقاء عميد عائلة الجميعه و حديث عن تاريخها و اعلامها :



«كان بيتنا في فريج الفرج وسط الكويت»

عبدالله الجميعة: جدي مبارك وابناه عبدالله وسيف كانوا نواخذة غوص في الشرق وأبوحليفة والفحيحيل

الجميعة (تصوير علي السالم)ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط





الماضي بذكرياته جميل فزمانه له عبق خاص يضفي على ايامه ولياليه شجون وحنين ... البحر يصحبنا اليوم ضيف حديث الذكريات فيذكر لنا النواخذة من اسرته وبعضاً من سيرتهم البحرية فنبدأ لنا بذكر بيتهم في الكويت ثم انتقال سكنهم الى ابوحليفة ثم الفحيحيل، احاديث شيقة وممتعة بها عبق التاريخ فلنترك له ذلك:

انا لم ادرك جدي مبارك وكذلك جدي عبدالله لكن نحن من الاسرة التي قدمت للكويت قديما في اوائل سنة 1850 في هذه الحدود كنا نسكن في فريج الفرج وهو الذي ولد فيه جدي ووالده النوخذة الشهير مبارك الجميعة وهو مؤسس الاسرة في الكويت يوم كنا نسكن وسط الكويت في فريج الفرج وأهلنا من نواخذة الشرق واهل غوص وسمعت بورسلي كانوا من جيراننا لان هناك فرساً عندهم كان لجدي مبارك قلاعه بها اي يملك جزءاً منها ... أما البحر والغوص فكانت حكايته وحوادثه دائما تتطرق وتتداول عند اهلنا فالجد مبارك ركبه سنين عديدة وكان رجلاً صاحب حظ وخطواته مباركة ملك عديداً من سفن الغوص «الخشب» فالسفن التي كان يستخدمها هي ملك له وركب معه ابناه سيف وعبدالله وتعلما منه امور الغوص لانهما اصبحا من بعده نواخذة «غوص» وجاء ذكرهما في كتاب الغوص على اللؤلؤ للمؤرخ المشهور سيف مرزوق الشملان حتى ابناؤها محمد وفالح وجلوي وحمد وسالم ركبوا معهما والذي لم يدرك مرحلة الغوص هو عمي مبارك اما الهيرات التي كانوا يأتونها زمن الغوص فهي هيرات الكويت وبنادرها وحتى عين غمسة تلك العين البحرية كان اهلنا يتزودون منها حين ذهابهم للمغاصات البحرية.

لقب
الجميعة لقب اطلق على جدنا مبارك بن فلاح الدوسري لانه كان مجمعا جماعته يجتمعون عنده فهو صاحب مضيف وديوان ومجلس والناس تفد عليه سواء جماعتنا في الكويت او من كان من اهل البادية فأهلنا و«شيابنا» كان لهم التصاق بأهل البادية رغم تحضرهم لم تنقطع علاقتهم مع جماعتهم من يفد الى الكويت اذا كان يعرفهم اتى اليه وان لم يكن يعرف سأل عنهم فأرشد اليهم لذلك كانت شهادتهم معتبرة لدى لجان الجنسية فعمي محمد كان احد معرفي قبيلة الدواسر لدى لجان الجنسية وكان لديه ختم رسمي وخطاب موجه للجان فهو على دراية ومعرفة بحاضرة الكويت وباديتها وكان الذي يكتب له تلك الشهادات التي تأتي الناس من اجل الحصول عليها اخو مبارك فعمي مبارك كان يقرأ ويكتب وهو من يقوم بكتابة شهادات الجنسية ثم يختم عليها عمي محمد بختمه الخاص ولاتزال بعض تلك الشهادات والصيغ موجودة عندنا. الدانة
حياة الغوص ومعاناة عاشها اجدادنا فليس كل موسم يكون خيرا على اهله فقد يبحر اهل الغوص ويأتي وقت القفال وهم لم يحصلوا على شيء يعوض ما صرفوه على رحلتهم واذكر ان جدي النوخذة عبدالله لم يوفق في موسمين متتاليين وكان يخرج منه مطلوباً لكن في الموسم الذي عقب تلك المواسم وجد دانة ثمينة باعها بمبلغ كبير عوض ما لحق به من خسارة في المواسم الماضية وهذه الدانة كانت فاتحة خير على جدي عبدالله والبحرية الذين كانوا معه وهو وجدها ومعه ابنه محمد الذي كان في مقتبل عمره وينوب عن والده في خشب حيث يكون بعده بدلا منه اذا غاب وقد اراد جدي عبدالله حينما حصلوا علي خير وفير ورزق كبير من جراء بيع الدانة بمبلغ كبير في ذلك الوقت اراد ان يزوج ابنه عمي محمد لكنه اثر والده على نفسه وزوجه بدلا منه لان والده ترمل بعد وفاة زوجته فقال لن اتزوج يا والدي أنت ليس عندك زوجة فأنا شاب وامامي المستقبل فسيح وفعلا زوج والده بأم اخيه عمي مبارك وهذا من بر عمي محمد رحمه الله بأبيه جدي عبدالله والذي اشترى هذه الدانة هو الطواش المعروف شملان بن علي

بوحليفة
انتقل أهلنا من الكويت وسكنوا في بوحليفة وكان لهم مزرعة كبيرة لزرع بعض المحصولات الزراعية المتوافرة في ذلك الوقت، ولهم صبيان يعملون بها، وهناك عين متوافرة بها الماء العذب في هذه المزرعة وأهلنا رغم عملهم في البحر والغوص وشهرتهم به إلا انهم كان لهم ارتباط في البادية وأهلها، فكثير منهم كانوا يأتون ويرافقهم في الغوص خصوصا جماعتنا «الدواسر» وعندما يأتي وقت القفال هو انتهاء وقت الغوص كانوا يخطفون خشبهم في نقعة الشرق - لأنهم كانوا يخطون منها في بداية موسم الغوص - وعندما يحل عليهم فصل الشتاء والربيع، كان عندهم حلال من الابل والغنم يخرجون اليه في هذه الفترة، فأهلنا كانوا بخير وأحوالهم المادية طيبة ويستمرون مع حلالهم في صحراء الكويت القريبة حيث المرعى والصيد وفهم من هواة المقناص والصيد وكانت عندهم ابل طيبة وهي ما يطلق عليها الهجن والجيش من الأصايل وهي ما تستخدم في السفر والترحال، وكذلك عندهم خيل أصيلة، ومن مرابط معروفة وإذا حل وقت الصيف رجعوا لبيوتهم سواء يوم كانوا في بوحليفة أو حينما سكنوا الفحيحيل والحلال «يودعونه» عند أهل البادية وهذه طريقة متبعة في الماضي يضعونه عندهم بكل ثقة وأمانة.
الملك
حينما خرج الملك عبدالعزيز بن سعود من الكويت لاستعادة الرياض التقى معه جدي مبارك حيث خيَّم الملك عبدالعزيز ورفاقه بالقرب منه فجاءه وقال له الغداء عندنا والصلاة وكان وقت صلاة الجمعة قد حان فعلم أنه ذاهب لفتح الرياض فأخذ جدي مبارك الجميعة مؤنة تموين وذبائح وقدمها له، فسأله الملك من انت فقال أنا من أهل الكويت فرد الملك، كلنا أهل الكويت، فقال أنا مبارك الجميعة الدوسري، فقال انت تفعل أكثر من ذلك وليس غريبا عليكم فأخذ الكرامة التي قدمها جدي له وقال الملك «إذا الله يسر أمرنا تأتي إلى الرياض وتزورنا، فدعا له جدي بالتوفيق ونصرة الدين، وأمن الملك على ذلك الدعاء ثلاثا.
واستعاد الملك عبدالعزيز الرياض ووحد المملكة ومضت السنون طويلة وحج جدي مبارك مع حملات الكويت وكان من عادة الملك أنه يستقبل وفود الحج والأعيان، فذهب جدي مبارك مع مجموعة من أهل الكويت للسلام عليه، وحينما اقبلوا عليه عرف الملك عبدالعزيز جدي مبارك من بين تلك المجموعة، وحينما رآه قال يا هلا بأهل الكويت مرحبا بكم ثم قال يا هلا في ابن جميعة، لقد عرفه رغم بعد السنين الطويلة وقد قال لهم الملك - رحمه الله - ضيافة أهل الكويت غداً عندنا وأهدى لجدي هدايا كان من ضمنها ذلول أصيلة وبندقية بمحزمها.
مبارك
جدنا النوخذة مبارك الجميعة كان له صلة مع الشيخ مبارك الصباح وكثير ما أوكل اليه مهام تتعلق بشؤون البلاد ومن ضمن هذه المهام أنه أرسله إلى ابن رشيد في أيام حكمه لتأمين الطريق لحجاج الكويت حيث ان الحج في تلك الأيام يشوبه أخطار ومتاعب والطرق غير آمنة، ومن أجل تأمين سلامة حجاج الكويت والحفاظ عليهم وجعل طريق سفرهم آمنا أرسل الشيخ مبارك الصباح جدي في المهمة إلى ابن رشيد لذلك الأمر.
الضريبة
في زمن الشيخ مبارك كان هناك ضريبة يدفعها أهل الغوص للحكومة في ذلك الوقت، فكان جدي مبارك الجميعة أحد اولئك النواخذة الذين يدفعون تلك الضريبة وجاء ذكر جدنا مبارك في تلك الوثائق البحرية أما خشبهم فكان محله النقع البحرية التي كانت في الشرق، والبحرية الذين كانوا معه هم من أهل الكويت حاضرة وبادية، وكان كثير من جماعتنا الدواسر يأتون في وقت الغوص يركبون مع أهلنا وبعد جدي مبارك استمر ابناه عبدالله وسيف في العمل في الغوص فليس هناك مورد وباب رزق لأهلنا إلا الغوص والعمل في البحر، ومن طبيعة أهلنا ان علاقتهم مع البحرية علاقة طيبة فيها السماحة والود والاكرام بعيدين عن الشدة وغيرها كانوا يراعون احوالهم لذلك استمر كثير من بحريتهم معهم ولم يركبوا مع غيرهم.
المنافسة
اهل الغوص خصوصا النواخذة كانوا يصحبون ابناءهم معهم حتى يتعلموا منهم عن قرب ويكونوا عونا لهم وكذلك يكملون المسيرة من بعدهم فجدي عبدالله وكذلك سيف تنوخذا في زمن والدهم النوخذة مبارك واستمرا من بعده ومن طرائف الغوص ان والدي سالم وعمي حمد كانا يتنافسان ايهما اكثر اطول نفسا في البحر فكلما ينزلان كل يحاول ان يمكث في القوع أكثر من أخيه وذات مرة نزل حمد وأخذ يلتقط المحار فاذا بجرجور مخيف مر امامه وهو من خلال الخبرة التي اكتسبها من والده وأخوانه انه اذا لمح جرجورا لا يتحرك بل يثبت في مكان لان الجرجور لا ينتبه لفريسته إلا إذا لمح منها حركة فظل عمي حمد ساكنا في القوع ممسكنا نفسه والوضع حرج، يذكر لنا رحمه الله انه «كان ما بين انقطاع نفسه والخوف من الجرجور وظل على هذه الحال حتى مر عليه الجرجور ولم ينتبه له فلما ذهب بعيدا سحب الحبل الذي كان بيده والسيب ممسك الطرف الآخر سحب عمي حمد حبله مرتين وعلم سيبه الموكل بسحبه ان هناك خطرا وقع على غيصه فاستعان بسيب آخر وتم سحبه بسرعة وانجاه الله من ذلك الجرجور المفترس.
الذئب
من الامور التي حدثت مع جدي عبدالله وقد حكاها لنا العمام انه ذات يوم كان قادما لمنطقة الفحيحيل من جهة الجنوب وهي منطقة يكثر بها الذئاب ويطلق عليها مقطعة من كثرة الذئاب التي فيها مر جدي على هذه المنطقة وهو محاذيا سيف البحر فإذا مجموعة ذئاب تتبعه فاتجه نحو البحر واخذ يمشي محاذيا له حتى اذا اتت اليه سبح داخل البحر وفعلا هذا ما حدث معه فلقد برز احد الذئاب وتقدم نحو جدي عبدالله وكان اعتمهم لونا فسبح جدي في البحر وسبح ذلك الذئب لكي يلحق بجدي وما حدث فلقد تعارك معه في وسط البحر واخرج جدي خنجرا «شلفا» كان معه وضرب بها اوساط الذئب ولم يخرجها منه حتى تأكد انه مات بعد ذلك اخذه وقذفه على تلك الذئاب التي كانت معه وهي على ساحل البحر فتقدمت وسحبت الذئب الذي قتله جدي حتى وضعته على الساحل ووقفت عنده اما جدي فواصل السباحة وهو يحاذي السيف ولم يخرج على نور الصباح إلا وهو يرى بعض اهل البادية قاطنين على بندر ام الهيمان الذي كان فيه قلبان تنزل عليها اهل البادية فخرج من البحر وذهب اليهم.
الرحال
عمي سيف تنوخذ في البحر لكنه كان محبا للرحلات والسفر لاتثبت له راحلة اما عمي حمد ووالدي سالم فقد اشتهر في الشعر ولهما اشعار معروفة متداولة فوالدي سالم لعب القلطة مع سالم بن تويم ومرشد البذال وبن هويدي ومن جيله الشاعر عبيسان الحميداني وهو صديق له.
القبطان
حيث تأسست الموانئ النفطية واصبحت الكويت تصدر نفطها عبر موانيها استعانت بأهل البحر والنواخذة الذين لهم دراية بعلوم البحار لذا كان عمي محمد احد اولئك النواخذة الذين عملوا في قسم الناقلات النفطية الذي كان يتولى الاشراف على مرسى تلك البواخر التي تنقل النفط فصار عمي محمد قبطانا في الميناء الذي كانت تبحر منه ناقلات النفط.
العسكري
كثير من دخل السلك العسكري في الخمسينات شهد له عمي محمد، حتى لدى التجار كان يكفل حيث ان الطرق المتبعة في ذلك الوقت هي البيع في الاجل فيأتي مشتر سواء من البادية او من كان لا يجد المال حاضرا فيشترون ويطلب منه كفيل كانوا «شيبانا»، خصوصا عمي محمد هو الكفيل لدى أصحاب المتاجر... ومن السماحة وطولة البال عند عمي محمد انه حتى عندما ادخل المستشفى في احدى السنوات كانت الناس تأتيه تأخذ منه الشهادات تلك وهو رحمه الله بكل اريحيه لا يرد احدا لقد حباه الله بأخلاق دمثه وكان قارئا للقرآن حتى انه صلى في احدى الفترات تطوعا منه اماما في احد مساجد الأحمدي وقد ادرك الحج على الابل يوم كانت هي الوسيلة في ذلك الوقت.
رد مع اقتباس