عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-11-2010, 09:50 AM
الصورة الرمزية قاضي القضاة
قاضي القضاة قاضي القضاة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 5
افتراضي من أقدم الوثائق





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعزائي أضع بين يديكم وثيقة تعتبر من أقدم الوثائق المكتشفه وقد( حرر في اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك سنة خمس وثمانين وثمانمائة) هذا ما جاء فيها ولكم التدارس
والله المستعان



المقالة


علي بن سالم الصيخان
جريدة الرياض


الحديث عن الوثائق له وقعٌ خاص لدى المهتمين بها خصوصاً إذا كانت تلك الوثائق قديمة العهد وتغطي فترة زمنية متقدمة يلفها الغموض. فالوثيقة بكافة أنواعها تعد رافداً تاريخياً للتاريخ المكتوب لأي مدينة أو إقليم وذلك لأنها تأتي بتفاصيل كثيرة لا توجد غالباً في كتب التاريخ، كما أن الحاجة لها تتأكد عندما لا يوجد كتاب مصنف بتاريخ تلك المدينة أو ذلك الإقليم يغطي الفترة الزمنية التي تتناولها الوثيقة. وهذا ما ينطبق على بعض من أجزاء الجزيرة العربية ومنها إقليم الأحساء الذي لم يعرف له كتاب متقدم مصنف بالتاريخ اللهم إلا ما عرف أخيراً من شرح ديوان ابن المقرب العيوني الذي أتى على بعض الوقائع التاريخية لإقليم الأحساء وما حوله حتى الثلث الأول من القرن السابع الهجري تقريباً.
فالوثيقة التي نعرضها في هذا المقال وثيقة مهمة من عدة جوانب:-
الأول: أنها أقدم وثيقة أحسائية عُرفت حتى الآن فقد كتبت في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك من عام 885ه وذلك في حقبة الدولة الجبرية وفي زمن السلطان أجود بن زامل تحديداً.
ثانياً: أنها سمّت مدينة الهفوف عاصمة محافظة الأحساء حالياً وهو أقدم نص مكتوب يذكر الهفوف. كما أنها سمّت عين (البحيرية) الواقعة في غرب الهفوف في منطقة (السيفة) الزراعية لأول مرة مما يدل على قدم هذه العين التي لا زالت مياهها تتدفق حتى الآن.
ثالثاً: أن هذه الوثيقة ذكرت قاضي الأحساء في ذلك الوقت وهو الشيخ /إبراهيم بن شجاع الذي لم أجد له ذكراً في كتب التراجم التي عُنيت بتراجم القرنين التاسع والعاشر الهجريين إلا أنه يمكن أن نرجح أنه كان مالكي المذهب وذلك لأن حكام الدولة الجبرية كانوا مالكيي المذهب. (حيث جاء أعلى الوثيقة ما نصه: هذا صورة توقيع قاضي زمن الوقفية جرى وثبت ما فيه عندي فأنقذته وحكمت بصحته حرره الفقير إبراهيم بن شجاع المولُي بقضاء الحساء عفا الله عنهما).
أما أسماء الأعلام الذين وردوا في متن الوثيقة فلم يتبين لي من حالهم شيء وذلك بسب اختصار الأسماء وعدم وجود معلومات تفصيلية عنهم داخل الوثيقة وكذلك يقال عن شهود الوثيقة.
جددت هذه الوثيقة مرتين إلا أنه لم يذكر تاريخ التجديد في كلا المرتين فمجدد الوثيقة للمرة الأولى هو عبداللطيف بن محمد بن الشيخ حسين العدساني1وهو أخٌ للشيخ / عبدالرحمن بن محمد بن الشيخ حسين العدساني الذي تولى قضاء الأحساء من سنة 1166ه إلى سنة 1176ه2وقد توفي الشيخ عبدالرحمن سنة 1184ه 3وقد صادق على صحة نقل الوثيقة كما هو مبين فيها. أما التجديد الثاني للوثيقة فكان في القرن الثالث عشر الهجري على يد الشيخ / عبدالله بن أبي بكر الملا المولود بالأحساء سنة 1243ه والمتوفى بها سنة 1309ه
4.وهذا هو نص الوثيقة:
"الحمد الله سبحانه
هذه حجة صحيحة شرعية يعربُ مضمونها ويسعر مكنونها عن ذكر هو أنه قد حضر مجلس الشرع الشريف علي بيك بن أحمد من متفرقات الحساء وهو بحال الصحة وجواز أمر أنه قد وقف وابد وحبّس جميع الغرافة المسماة بالصالحية 5مع جميع الغرافة المسماة بالأنيسية وجميع المغيره سيحها وغرفها مع العقراني مع جميع العويرض المعروف بعويرض ابن وهيب مع جميع الغرافة المعروفة برأس العين مع شطيب العامر مع جميع الشطبان وجميع شطيب الثعلبي مع شطيب ابن بيك الكائنات بطرف البحيرية تابع هفوف بجميع حدودهن وحقوقهن وأرضهن ونخلهن ومائهن وممرهن وحريمهن ومرافقهن ومنافعهن وقف الواقف المذكور جميع الأملاك المذكورة على أولاده لصلبه حسين وأحمد وإبراهيم وزينب وفاطمة للذكر مثل حظ الأنثيين ثم على أولادهم كذلك ثم على أولاد أولادهم كذلك ما تناسلوا وامتدت فروعهم بطناً بعد بطن فإن انقرضوا والعياذ بالله تعالى فعلى قرابة الواقف المذكور الأقرب فالأقرب ثم على الفقراء والمساكين وقف لا يباع ولا يوهب ولا يرهن ولا شيء منه ولا يعدل عن سبيله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين فمن سعى في تبديله أو تحويله فالله حسيبه وولي الانتقام منه وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم جرى ذلك وحرر في اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك سنة خمس وثمانين وثمانمائة شهود الحال السيد حسن بن درويش وعبدالله بن بيك الرغمي بن جيد بن حسين بن علي شاه وغيرهم قال ناقلها هذه حجة طُلب مني نقلها من أصلها بعد إشرافه على التلف فنقلتها حرفاً بحرف من غير زيادة ولانقص حرره أفقر الخليقة وأقلهم عملاً في الحقيقة العبد الضعيف الفاني عبداللطيف بن محمد بن حسين العدساني عفا الله عنهم بمنه وكرمه آمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
نقلت هذه الحجة وقابلتها على أصلها فوجدتها حرفاً بحرف من غير زيادة ولاحذف وعليها ما ذكر في أعلاها وختم الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن الشيخ حسين العدساني رحمه الله تعالى وأنا الأقل المفتقر إلى عفو المولى عبدالله بن أبي بكر الملا عفا عنهم بمنه وكرمه آمين. (صورة الختم)"
الصور المرفقة
 

التعديل الأخير تم بواسطة AHMAD ; 10-11-2010 الساعة 08:37 AM. سبب آخر: إضافة المقالة الصحفية
رد مع اقتباس