عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-07-2008, 03:01 AM
الغواص الغواص غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 61
افتراضي الخرفشي من العوازم بقلم: محمد يعقوب البكر

خضراء وماؤها عذب وتاريخها يتحدث عنها جزيرة فيلكا


بقلم: محمد يعقوب البكر
من أشهر الجزر البحرية في الكويت جزيرة فيلكا، وينطقها الكويتيون على هذا النحو: يزيّرتْ فيّلچّشهَ. الياء والزاي مكسورتان وياء مشددة وراء مهملة وتاء مفتوحة ساكنة وفاء مهملة وياء مشددة ولام مفتوحة وجيم معجمة مدغمة بالشين مشددة وهاء مهملة والشين المدغمة لافظا «فيلچه» وهذه الجزيرة آهلة منذ القدم بحسب ما دلت عليه الآثار التاريخية، اما ما نعرفه نحن الكويتيين عنها ومنذ ان نشأت الكويت الحديثة، قبل ثلاثمائة سنة فانها جزيرة مأهولة ويطلق على سكانها اسم فيلچاوية الواحد فيلچاوي، وقد اشتهرت هذه الجزيرة في الماضي بزراعة الجزر المميز الذي عرف بجزر فيلچة لونه مزرق مائل إلى البنفسجي البللوري صغير الحجم حلو المذاق، ومن معالم هذه الجزيرة ايضاً في الماضي منطقة عرفت باسم المطينة، وهي أرض منخفضة نسبياً تقع في منتصف الجزيرة تقريباً، بها حفر صغيرة متقاربة وعديدة ماؤها دائم النضوح ولا يزيد عمق الواحدة على الذراع وقطرها 50 سم تقريباً، ماؤها عذب ويغرف منه بواسطة اليد لملء القرب والأواني المعدة لنقله إلى المنازل على ظهور الحمير أو على رؤوس بعض النساء الفيلچاويات، ولقد شاهدت هذه الحفر ونقل الماء منها وكيف يعود الماء اليها من جديد فتمتلئ ثانية، وذلك في أول رحلة ذهبت فيها إلى هذه الجزيرة مع مجموعة من الأهل والأقارب الذين نظموا هذه الرحلة عام 1952 وكان عمري في ذلك الوقت 9 سنوات، ومن معالم هذه الجزيرة التي شاهدتها ايضاً مبنى على شكل قبة بدائية، يطلق عليها اسم الخضر، وقيل ان بعض الناس يتباركون بها وقد شاهدت هذه القبة مرة أخرى والتقطت لها صوراً فوتوغرافية وسينمائية ولغيرها من مواقع في عام 1974 عندما نظمت رحلات ترويحية في هذا العام، عرفت هذه الرحلات باسم الترويح السياحي التي اعدها ونظمها المرحوم الاستاذ صالح شهاب، وقد جالت كاميرتي في هذا العام بتلك الجزيرة ومن ضمن الصور صور لمبنى عرف باسم سعد وسعيد وهذا هو بيت القصيد، ولكن لماذا سمي بهذا الاسم لا ندري، فلعله مسمى تاريخي من اسماء العرب ومعابدهم بالجاهلية فقد وردت تسميات عدة مشابهة في الكتب منها ما ذكره الفريق امين المعلوف في كتابه معجم الحيوان ص18، ذكر موقع يطلق عليه سعيدة وهو بيت كانت ربيعة تحج اليه في الجاهلية وسعد صنم كان لمالك في الجاهلية، وان السوريين عظموا السعدان ويعني بالسعدان نوع من انواع القرود، وانه كان صنم من اصنامهم وبين السعدان وسعيدة شبها في اللفظ والمعنى، وسعيدة بيت كانت ربيعة تحج اليه في الجاهلية وسعد صنم كان مالك وملكان في الجاهلية وسعد الاكبر صنم ورد ذكره في التوراة.
وفي معجم البلدان للحموي البغدادي المجلد الثالث: السعدان: تثنية سعد ضد نحس: موضع ذكره القتال الكلابي في قوله:
دفعن من السعدين حتى تفاصلت
خناذيذ من أولاد أعرج قُرحُ
سعد: بضم اوله، وسكون ثانيه، هو عرق نبت طيب: جبل السعد. والسعد ايضا، ماء وقرية ونخل غربي اليمامة.
سعد: بفتح اوله، وسكون ثانيه: وهو موضع معروف قرب المدينة، بينهما ثلاثة اميال.
ودير سعد: بين بلاد قطفان والشام. وحمام سعد: في طريق حجاج الكوفة. ومسجد سعد: على ستة اميال من الزبيدية بين القرعاء والمغيثة في طريق حجاج الكوفة فيه بئر ورشاءها خمس وثمانون قامة ماؤها غليظ تشربه الابل والمضطر، ينسب الى سعد ابن ابي وقاص، قال ابن الكلبي: وكان لمالك وملكان ابني كنانة بساحل جدة وبتلك الناحية صنم يقال له سعد، وكان صخرة طويلة، فأقبل رجل منهم بإبل له ليقفها عليه يتبرك بذلك فيها، فلما ادناها منه نفرت منه فذهبت في كل وجه فنفرت منه، فأسف وتناول حجر فرماه به وقال: لا بارك الله فيك الها انفرت عليَّ ابلي ثم انصرف عنه وهو يقول:
أتينا سَعد. ليجمع شملنا
فشتتنا سعدٌ فلا نحن من سَعد.
وهل سعد إلا صخرة بتنوفة
من الأرض لا ندعو لغي ولا رشد.؟
ولعل سعد وسعيد ذلك البناء القائم على تلة في جزيرة فيلكا هو احد المواضع التاريخية شأنه شأن ماتقدم ذكره عند العرب في الجاهلية والشيء بالشيء يذكر ففي ساحل كاظمة ومحاذاة لسلسلة جبالها مواضع عديدة تعرف اسما دون تاريخا فهناك مرتفع في بداية طريق كاظمة يطلق عليه صيهد ابليس قيل ان سبب تسميته بذلك انه يعترض الطريق ويحجب الرؤية عن القادمين اليه من الناحيتين فالقافلة القادمة من الشرق لاترى القافلة القادمة من الغرب وكذلك العكس فمتى ما تراءت القافلتان عند قمته نفرت الابل من كلا القافلتين ورمت احمالها فيسبب ذلك المرتفع او الصيهد ازعاجا واضرارا لاصحاب القوافل فاطلق عليه ذلك الاسم اعتقادا بان ابليس يسكنه فيخيف الابل ويجفلها ومواقع اخرى لاحصر لها لا يتسع المجال لذكرها اماعلى الساحل فهناك موضع عرف بالخرفشي ومعظم الذين كانوا يرتادون ساحل كاظمة في الماضي يعتقدون ان سبب تسميته الخرفشي هو ذلك الصوت الذي يصدر عن سعف النخيل الموجود في هذا الموضع اذا ما حركته الرياح والبعض يقول سبب تسميته وجود تلك النباتات التي تعرف بالطقطاق وهي نباتات ساحلية سريعة الجفاف وتحدث صوت طقطقة وهي تتهشم تحت اقدام من يطأ عليها. وفي ذات ليلة كنت اتحدث في احدى الديوانيات عن كاظمة وبعض المواضع فيها فذكرت هذا الموضع وانه سمي الخرفشي لما تقدم من اسباب تسميته بهذا الاسم، فكان في تلك الديوانية رجل مسن من العوازم يقال له ابو محمد فقاطعني قائلا يا ابو جهاد الخرفشي قليب «بئر» حفره رجل من الخرفشي من العوازم والتسمية تعود لهذه العائلة فحل ابو محمد لغز الخرفشي في منطقة كاظمة الذي لازمني سنين الطفولة وايام الشباب.

إعداد : عبدالله عيسى


رد مع اقتباس