عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19-05-2012, 06:15 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

وفيما يلي سيرة ابنه: سيد سليمان سيد علي الرفاعي



نفسه وثابة طامحة راغبة فيما عندالله

سليمان السيد الرفاعي.. محسن في صمت

كتب أحمد يحيى

محسنون من ديرتنا «الحلقة الرابعة»

يعتبر سليمان السيد علي الرفاعي رحمه الله أحد رجالات الخير والاحسان ذائعي الصيت في الكويت ومنذ صغره بدت عليه علاماته الاخلاق الحميدة والصفات الحسنة التي جمعت حوله القلوب.

كان ينفق سرا، لايوائي في تدينه، لذا بعد عن العمل السياسي وعمل بالتجارة الحرة طيلة حياته، بدأها مع والده سيد علي سيد سليمان الرفاعي احد التجار المعروفين، ووكيلا لعائلة البسام بالكويت.

تعرض لازمة اقتصادية مع والده عندما ضرب سوق اللؤلؤ بظهور اللؤلؤ الصناعي، لكنه صبر وكافح حتى باتت حالته المادية جيدة مع بداية عقد الخمسينيات وتزوج وهو في التاسعة عشرة من عمره بفتاة لا تقل عنه صلاحا من اسرة العبد الجليل مكملا نصف دينه.

أوجه الاحسان في حياته متعددة، فقد ساهم في تشييد وترميم عدة مساجد في العالم العربي والاسلامي في مصر وبيت المقدس ولبنان والهند.

كما اعتاد على المساهمة في دعم المجهود الحربي للدول العربية ضد العدوان ودعم كذلك المؤسسات الخيرية العاملة في الكويت لصالح غير القادرين ممن تعرضوا لكوارث او حوادث.

امتد احسانه الى رعاية الايتام في الهند وافريقيا وفي وصيته اوصى ببناء مسجد كبير في جنوب السرة بالقطعة «2» بضاحية السلام على مساحة كلية بلغت 2500 متر مربع، تتسع لالفين وخمسمائة مصلي وهو ثاني مسجد في جنوب السرة من حيث بدء الصلاة لكنه اول مسجد جامع فيها.

كذلك اوصى ابيه محمد بذبح خمسين اضحية سنويا في حضرموت باليمن وتنظيم ولائم افطار لـ120 صائما يوميا طيلة شهر رمضان منذ 1990 في الكويت، وكذلك الامر في منطقة «الديس» بحضرموت.

اعماله الاحسانية – رحمه الله- عديدة ومتنوعة داخل وخارج البلاد وهذا هو المعلوم والله اعلم بما كان ينفقه سرا والى تفاصيل المحسن لله سليمان السيد علي الرفاعي.



المولد والنشأة

ولد المحسن سليمان السيد علي الرفاعي في منطقة القبلة بالكويت عام 1330هـ الموافق لعام 1912م في عائلة كريمة، لها تاريخ طويل في الكويت.

وكان - رحمه الله – طويل القامة، حسن المظهر، قوي البنية، وبدأ تعليمه في المدرسة الأحمدية التي كانت تقع على سيف الكويت آنذاك.

تميز - رحمه الله – بالعديد من الصفات الحسنة والأخلاق الحميدة التي جمعت حوله القلوب، وحببته إلى الناس، منها: أنه كان قليل الكلام، خفيف الظل، هادئ الطبع، ثاقب الرؤية، قليل الاختلاط إلا بمجموعة من أصدقائه من أهل الكويت.

وكان - رحمه الله - محسناً في صمت، لا يحب الحديث عن إحسانه، متديناً دون تظاهر ولا رياء، لا يحب الأضواء ولا الشهرة، لذا لم يجتذبه العمل السياسي ولا العمل العام، بل آثر أن يعمل في مجال التجارة الحرة طوال حياته.



عمله وتجارته

بدأ - رحمه الله – رحلة العمل والكفاح مبكراً، حيث عمل في التجارة مع والده سيد علي سيد سليمان الرفاعي – رحمه الله – وكان له دكان بسوق التجار، وكان من التجار المعروفين في تجارة الأغذية والأقمشة وآلات توليد الكهرباء، وقد كان والده – رحمه الله – ممثلاً تجارياً لتجارته الخاصة، ووكيلاً لعائلة البسام بالكويت.

كما عمل المحسن السيد سليمان الرفاعي مع والده في تجارة اللؤلؤ (الطواشة)، وكانت مزدهرة في أوائل القرن الماضي، ولكن مع ظهور اللؤلؤ الصناعي وبدء انتشاره، تكبد تجار اللؤلؤ الطبيعي خسائر مادية فادحة، وكان منهم والده السيد علي سليمان الرفاعي.

ولقد اجتهد المحسن سليمان الرفاعي مع والده وشقّا طريقهما في الحياة، بكل صبر ومثابرة وأمل في الله تعالى، الذي بفضله تحسنت حالتهما التجارية وأوضاعهما المادية، فسطرا صفحات مشرقة من النجاحات المتوالية.. حيث انتعشت أحوالهما المادية بشكل كبير، فما بدأت خمسينيات القرن الماضي إلا وهما في حالة مادية جيدة.

ولم يكتف المحسن سليمان سيد على الرفاعي بما حققه من نجاحات في العمل التجاري فقط، بل واصل الجد والمثابرة، فاتجه إلى العمل في السوق العقاري، فحقق فيه نجاحات جيدة بفضل الله تعالى، ثم بفضل اجتهاده ومثابرته.



زواجه وأسرته

لم تشغل المحسن سليمان الرفاعي أعماله عن إكمال نصف دينه، لإعفاف نفسه وتكوين أسرة كريمة، وإنجاب ذرية صالحة تعبد الله وتعمر الأرض من بعده.

فتزوج وهو في التاسعة عشرة من عمره بفتاة صالحة من أسرة العبد الجليل – وهي من العائلات الكويتية العريقة المعروفة بمنطقة القبلة – وأنجب ولداً - هو محمد – وابنتين.



أوجه الإحسان في حياته

الإحسان من علامات الإيمان، وطريق إلى حب الرحمن، لقوله تعالى:«... وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)» سورة البقرة.

وهو علامة على سخاء النفس وجود اليد وحب الخير والإحساس بالآخرين ومشاركتهم آلامهم، وهذا ما كان يتميز به المحسن سليمان الرفاعي - رحمه الله – وليس أدل على ذلك من تعدد أوجه الإحسان في حياته، وذلك وفق رواية ابنه محمد سليمان الرفاعي – موثق هذه السيرة - بأن أباه ساهم - رحمه الله - في تشييد وترميم عدة مساجد في العالم العربي والإسلامي، وذلك في كل من إفريقيا (مصر) وآسيا (بيت المقدس ولبنان والهند، وبعض دول جنوب شرق آسيا).

وقد اعتاد المحسن سليمان الرفاعي - رحمه الله – على المساهمة في دعم المجهود الحربي للدول العربية التي خاضت الحروب لمواجهة العدوان، وذلك من خلال اللجان الكويتية التي كانت تعمل على جمع التبرعات لذلك الغرض النبيل والعمل الجليل.

كما ساهم المحسن سليمان الرفاعي - رحمه الله – في دعم المؤسسات الخيرية العاملة في دولة الكويت، والتي تسهم بدور فعال في التنمية الشاملة لصالح غير القادرين من أبناء هذا الوطن الغالي، وتخفف كذلك العبء عن الكثير ممن تعرضوا لحوادث أو كوارث ملمة. كما يؤكد ابنه محمد راوي هذه السيرة العطرة أن أباه - رحمه الله – كان رافداً لعدد من هذه اللجان الخيرية التي تشتهر بها دولة الكويت.

ويروي محمد سليمان الرفاعي أن إحسان والده - رحمه الله – امتد إلى مجال رعاية الأيتام في شبه القارة الهندية، وكذلك بعض الدول الإفريقية، وذلك من خلال إقامته لدور مجهزة بكل ما يحتاج إليه الأيتام، وتوفير مشرفين مختصين يقومون على رعاية هؤلاء الأيتام.



وصيته

لما كانت نفس المؤمن المحسن الكريم طموحة وثابة راغبة فيما عند الله تعالى، ومصداقاً لقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: «لَنْ يَشْبَعَ الْمُؤْمِنُ مِنْ خَيْرٍ يَسْمَعُهُ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّةُ» رواه الترمذي، فقد أوصى المحسن سليمان الرفاعي - رحمه الله – قبل وفاته بتنفيذ عدة أعمال خيرية من ثلثه وعلى رأسها بناء مسجد كبير في منطقة جنوب السرة في بلده الحبيب الكويت.

وبالفعل فقد استجاب الله تعالى لرجائه وأصبح هذا المسجد من المساجد المتميزة في دولة الكويت لكِبَر مساحته وجودة بنائه وحسن تصميمه.



مسجد سليمان الرفاعي بجنوب السرة

فقد شرع ابنه محمد في تنفيذ وصية والده المباركة، عقب وفاته - رحمه الله – عام 1418هـ الموافق لعام 1997م، فقام ببناء مسجد سليمان الرفاعي بالقطعة رقم (2) بضاحية السلام في منطقة جنوب السرة.

وتبلغ مساحته الكلية 2500 متر مربع، ويتسع لألفين وخمسمائة مصلٍّي، يقومون في هذا البيت العامر المبارك آناء الليل وأطراف النهار، مصلين مسبحين ذاكرين اسم الله تعالى، وداعين للمحسن الكريم – رحمه الله – ومن ساهم في بناء هذا المسجد بالأجر الجزيل والعمل المتقبل إن شاء الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ الْمَسَاجِدُ، قُلْتُ وَمَا الرَّتْعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ» رواه الترمذي.

وقد بني المسجد على الطراز الحديث، وافتتح للصلاة في عام 1420هـ (1999م)، أي بعد وفاة الموصي بعامين، ويضم المسجد مكتبة تبلغ مساحتها مائتي متر تقريباً، وجار تزويدها بكتب العلم النافعة، التي تسهم في تنوير المسلمين وتفقيههم في شؤون دينهم.

ويعد هذا المسجد أيضاً، ثاني مسجد تم بناؤه في منطقة جنوب السرة، من حيث بدء الصلاة فيه ولكنه هو أول مسجد جامع بهذه المنطقة.

نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل الخيري المبارك في ميزان حسناته يوم القيامة.



ذبح الأضاحي

ومن الأعمال المباركة التي يقوم بها ابنه محمد - الناظر على وصية والده المحسن السيد سليمان الرفاعي - رحمه الله - أيضاً، ذبح خمسين أضحية سنوياً في حضرموت باليمن، يلتمس الأجر الكريم للمضحي في سبيل الله تعالى.

وقد حرص على أن تكفي هذه الأضاحي المئات من المسلمين في هذه المناسبة التي لا يستطيع فيها الكثيرون منهم – خاصة في المناطق الفقيرة – شراء اللحوم، فيشعرون بالحرمان.. وهنا تمتد يد هذا المحسن الكريم والمشرفون على هذا العمل الخيري من بعده، لتفرج كربتهم وتطعمهم، عملاً بقول الله تعالى: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا (9)» سورة الإنسان.

وقد أصابوا في ابتغائهم وجه الله تعالى.. فالجزاء والثواب الحق عند الله تعالى، الذي يجزي على الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى ما شاء الله.



إفطار الصائمين

أولاً: داخل الكويت

أدرك القائمون على وصية المحسن السيد سليمان الرفاعي – رحمه الله – الأجر العظيم لمن يفطر صائماً، لما جاء في الحديث الشريف عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، إِلا أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ» أخرجه الدارمي.

فأرادوا أن ينال هذا الخير العميم والأجر العظيم والدهم المحسن الكريم - رحمه الله – فقام الناظر على الوصية بتنظيم ولائم الإفطار لحوالي 120 صائماً يومياً في شهر رمضان المبارك وذلك منذ عام 1999م، وهو عام تأسيس المسجد، فهنيئاً للمحسن الكريم والقائمين على هذا العمل الخيري المبارك، دعوات الصائمين لهم بحسن الثواب وعظم الجزاء.

ثانياً: خارج الكويت

لم يكتف القائمون على الوصية بتنظيم هذا الإفطار داخل الكويت، بل إنهم لم ينسوا إخواناً لهم في الإسلام في أقصى الجنوب، في دولة اليمن الشقيقة، فقاموا بتنظيم إفطار للصائم في منطقة «الديس» بحضرموت، ليعم الخير ويعظم الأجر لهم ولوالدهم الموصي - رحمه الله.

وإن هذا الخير ليذكرنا بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، كان كالريح المرسلة، وما أجودها من ريح تمتد من الكويت إلى اليمن في تجديد لسيرته العطرة صلى الله عليه وسلم.



غرفة المغيسل

أوصى المحسن سليمان الرفاعي – رحمه الله - في بنود وصيته بتشييد ديوان لخدمة العائلة في مناسباتها الاجتماعية، نظراً لأهمية الرسالة التي يؤديها الديوان في المجتمع الكويتي وخاصة لأبناء العائلة، وبالفعل قام ابنه بتشييدها في القطعة السادسة بالشارع الرئيس في منطقة الشامية، من ثلث والده – رحمه الله.

وفي هذا الديوان تم بناء وتجهيز غرفة المغيسل، فلم تقتصر أوجه إحسان هذا الرجل - رحمه الله – سواء أثناء حياته أو بعد مماته على الأحياء فقط، بل إنها امتدت لتشمل الأموات أيضاً! وربما هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها مثل هذا العمل الخيري المبارك، في الديوانيات. فقد تم بناء مغسلة مجهزة بكل المستلزمات ملحقه بالديوان المذكور آنفاً، وهذا يدل على رغبة في التيسير على أهل المتوفى من الأقارب وأبناء المنطقة، لعملية تغسيل الموتى ومراعاة حرمتهم وتكريمهم في غسلهم ثم دفنهم بأسرع وقت ممكن.



دوره الوطني

لما كان النجاح بطبيعته يقود إلى نجاح، بفضل الله تعالى وتوفيقه، فقد انطلق المحسن سليمان الرفاعي ووالده في سماء العمل الاقتصادي الكويتي، وشاركا معاً مشاركة فعالة في النهوض باقتصاد البلاد في منتصف القرن الماضي، بعد أن اشتركا مع نخبة من كبار تجار الكويت في تأسيس عدة مؤسسات وشركات كويتية هي الآن منارات اقتصادية شامخة في الكويت ومنها:

- مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية.

- شركة ناقلات الكويت.. وغيرها.



وفاته

ظل المحسن الكريم السيد سليمان الرفاعي – رحمه الله – يكافح وينافح في هذه الحياة، خمسة وثمانين عاماً، ثم آن للفارس أن يترجل، وللمتعب أن يستريح، وقد كُف بصره - رحمه الله - قبيل وفاته، ولعلها مِنة من الله تعالى وفضل، قال صلى الله عليه وسلم: «من ابتلي بحبيبته فصبر عوضته عنهما الجنة»، وكأن الله تعالى قد كتب لهذا المحسن مرتبة عالية في الجنة، ما كان له أن يصل إليها إلا بعد هذا الابتلاء.

وقد توفي رحمه الله في عام 1418هـ الموافق لعام 1997م.

رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل أعماله في ميزان حسناته.


المصادر والمراجع
· مقابلة مع السيد محمد ابن المحسن السيد سليمان السيد علي الرفاعي –
رحمه اﷲ.
- سجل العطاء الوقفي – اﻷمانة العامة لﻸوقاف – الكويت م1997 .
- تقويم القرون لمقابلة التواريخ الهجرية والميﻼدية د– . صالح محمد العجيري
– مكتبة العجيري – الكويت م1967 .
· وثق هذه المادة ابنه السيد محمد سيد سليمان الرفاعي.
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****