الموضوع: الوزان
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 05-09-2010, 09:52 AM
WaZZaNi WaZZaNi غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الكويت اغلى بيت
المشاركات: 9
افتراضي

نقلا عن جريده القبس
صفحات من الذاكره
بتاريخ 14-11-2008

تيفر وارجيز: نصف قرن في الكويت بدأت العمل مع الوزان وما زلت


أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الاول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للايام الخوالي، الى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف ان يشمل معهم عددا من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت الى الكويت قبل 40 او 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجاله وما زالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، ولن يستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت واهلها لهم.


في مستهل لقائنا مع تيفر كاتل جي وارجيز، وارجيز قال: انا من مدينة هندية يعرفها الآباء والاجداد، مدينة حملت سفنكم الشراعية التمور اليها، ونحن حملنا لكم خشب الساج والبامبو، ونقلنا ايضا الصبار (تمر الهندي) ومدينتنا صدرت القرميد الذي يسمى كبديل. انا من «نيبار» وحاليا تسمى «كرلا».
سمعنا وقرأنا ودرسنا عن السفن الكويتية التي كانت تخرج من مضيق هرمز حتى ساحل الهند الغربي تفرغ حمولتها في بندر كاليكوت وبومباي وبراوة ومنكلور.
وقال وارجيز: دخلت الكويت شابا بعمر 23 سنة والآن بلغت 75 عاما، جئت الكويت ولم اشعر بالغربة، لأن عملتها الهندية انستني، والروبية كانت تساوي «مائة نايه بيزة». تعاملت مع بيزة واحدة، وفئة 2 بيزة، و5 ناية، و10 مستديرة ومشرشرة، وربع روبية، و50 ناية تساوي نصف روبية، دخلت الكويت وعملت بــ 600 روبية من الاوراق الزرقاء، ثم صارت خضراء، ولكن هذه الروبيات استبدلت بالدنانير الكويتية في ابريل عام 1961، اي كل 13،33 روبية تعادل دينارا واحدا.
وقال: عرفت الكويت بمراكبها الخشبية المتراصة الراسية على الشاطئ بين النقع، وهي قادمة من الهند، عرفت الكويت برجالها الذين شقوا البحار والصحاري، عرفتها عندما شاهدت احد الصيادين وهو يرجع السمكة برفق الى الماء، نظرت اليها وهي تسترد حياتها وتنطلق الى مكانها، عرفت الكويت واحببتها لما فيها من امان واستقرار، عرفتها من بيوتها القديمة المبنية من صخر البحر المحمل على ظهور المراكب.
واضاف: ما يقارب الــ
51 سنة ممتدة بغير انقطاع اعمل مع المرحوم جاسم محمد الوزان كنا 5 موظفين لاننا لم نغادر محله في سوق السلاح، الا ونحن في سعادة ورضا، والآن بلغ عدد موظفي المرحوم الوزان 5 آلاف موظف.
كان يمسح بيده على رؤوسنا، جهد كبير بذله مع محله حتى اصبحت تجارته واسعة.
وقال وارجيز: عملت مع الوزان في سوق السلاح الذي يمتد جنوبا مؤديا الى ساحة الصفاة، شماله سوق الغربللي، بدايته كانت محلا لجشنمال ونهايته محلا لجاسم الوزان، سوق عملت فيه وبجوارنا كان
5 محلات لبيع بنادق الصيد، ومحل لاصلاحها، وبعض المحلات تبيع بعض الحاجات الخاصة بالصحراء ومنها بيوت الشعر واعمدة الخيام ويزدهر السوق اثناء فصل الربيع.

طحين.. جت
وتذكر سوقا كان يمر عليه اثناء عمله في سوق السلاح هو سوق الطحين، وفيه حوالي
30 محلا يباع فيها الدقيق المستورد من الهند، وبعد ذلك استورد من استراليا، وسمي بالطحين الولايتي الذي استخدمه اهل المخابز، وفي السوق عدد من باعة الشعير وكان يسمى بسوق الشعير ايضا، ودكاكين لبيع المواد الغذائية.
وقال عن سوق الجت الموازي لسوق الخضرة: الجت هو البرسيم ذو الساق الطويل، وكنا نعرفه في الهند بأن زيته ينفع للرعشة، ولكنه كان علفا مهما للابقار، فقد كانت معظم البيوت لا تخلو من الماعز او النعاج او البقر، فالكميات الكبيرة تجدها متوفرة في هذا السوق، وعن بعد تشم رائحة الورق، وكانت الكميات تجلب من العراق وايران.

الخبابيز
اضاف: من خلال قراءة الكتب وما سمعته ان كلمة «الخبز» تعني «حسن الغذاء» والخباز هو صاحب الحرفة، وانا قريب من سوقهم الذي كان يوماً، يمتد من سوق الغربللي شمالا الى سوق السلاح الذي كنا فيه ونهايته ساحة الصفاة جنوبا.
وقال وارجيز: في بداية الخمسينات حتى نهايتها كان عدد الخبابيز قليلا جدا، ومطعم تباع فيه «الباچه» اكلة لم اجربها طوال حياتي، ومطعم صغير للكبدة والكلاوي، كما يجلس في السوق عدد من النساء يبعن اللبن والحليب، الكويت كانت غنية بكل شيء، القادم من البر والبحر يحصل على ما يرغب فيه من هذه الاسواق؟

يأكلون حشرة!
وتذكر رب الاسرة الذي كان يتردد على المخبز ثلاث مرات في الفجر والظهر والمساء عند عودته الى البيت.
وقال: وأعجبت بالتنور الذي يلتصق به الخبز، والقرص الكبير وشكله، وبعد هذا الجهد كانت الخبزة الواحدة تباع بآنتين، واعجبت بانواع الخبز ومنه العادي والمسمسم، والحنوة، والتبدون، والدبل، والخبر الحلو، وعجبت من الخبز الخصوصي فيه البيض والدهن العداني والسكري، وعجبت لهذا الخباز الذي يعمل طوال العام يقف احياناً عن العمل لنقص في الطحين، واحياناً يزداد الطلب بصورة كبيرة في الاعياد والسفر عن طريق البحر وفي الربيع، وكان الخباز يعمل بالكيروسين واليوم بالغاز ومن العجائب التي عجبت لها، مشاهدة الناس يأكلون حشرة اسمها الجراد على الرغم من انها تقضي على المزروعات، واسمع المنادي: «حي بحي، مكن». وكان بعضهم يقومون بتجفيفه، وعجبت بفرح الاولاد، وهم يلاحقونه ومعهم اكياسهم. ومن العجائب شاهدت الناس يتهافتون في الصحارى بحثاً عن «الفقع»، فهناك قناعة بانه من فعل الرعد في ارض الصحراء، ولم اذقه ابداً، اسمع من الكويتيين انه غذاء جيد وعلاج للعديد من مشاكل الجسم، ويدفع كفاءة النشاط، وماؤه شفاء للعين، وعجبت لهذا الكلام على الرغم من ان بعضهم يقول: الفقع بارد، ورديء للمعدة، بطيء الهضم وهو سبب لعسر البول، وهو انواع: الزبيدي، الخلاسي، الجبي، هوبر هو ارادأ انواع الفقع، وعلى الرغم من هذا الكلام كله فإنه طعام مألوف وشهي، نعم النقود كانت قليلة، ولكن الناس سعداء.

دواركا
وتحدث تيفر عن رحلته الاولى فقال:
المسافة التي قطعناها في عام
1957 من ميناء بومبي الى الكويت استغرقت تسعة ايام على الباخرة المشهورة التي كانت تنقل الركاب وترسو في عدة موانئ الى ان تمكث في النهاية في وسط البحر لان الكويت لا يوجد فيها ميناء لاستقبال البواخر، وبقينا في البحر 4 ايام بسبب سوء الاحوال الجوية، ثم جاء لنا «دوبة» سفينة مصنوعة من الحديد تنقل البضائع والركاب من المراكب الراسية في عرض البحر، واصل الكلمة تركية.
وقال: انتم عندكم دوبة واحنا الهنود عندنا «دوبي» كواء الملابس.
وأجرة الراكب
118 روبية مع الأكل والسكن. أول وصولنا الكويت، سكنت حي القبلة في بيت عربي قديم، وكان الماء يصلنا عن طريق الكندري والحمارة والجمال مع قربهم ويفرغ في حب وبرمة وبيب، وكان عدد الهنود وقتها في الكويت 10 آلاف.

أكلات
وانتقل للحديث عن الشباتي: (چباتي) خبز هندي معروف لدى كل كويتي كان يجهز عن طريق التاوة (الصفيحة المستديرة) على التاوة يجهز خبز الرقاق والبلبل أيضاً، البرياني، والدال، ودهن ناريل والسمسم، والموز الهندي، وكلاب جامون من الحلويات، وزلبي (الزلابية) بكولي يشبه الفلافل سمبوسة طورها الكويتي وأدخل فيها أشياء زينت الطبق الكويتي، بامية.
وأما الخبز فلا أنسى خبز العجمي بواسطة التنور من أحلى الخبز في الخليج، ومن أنواعه خبز الكليجة صغيرة وسميكة، وخبز طوالي يقوم الخباز بمطها والحنوة فهي خبزة صغيرة تخبز خصيصاً للأطفال، وخبزة محمشة شقراء.
قال: أدوات الخبز كما في الهند لا تتغير فهذه التاوة، والمدسامة، والمنخل والمنحاز، الرحى، والمحشة، ولا يخلو أي من البستوك الهندي من الطرشي، ولا من غرابية للخل، ولا سحارة للچيل لتخزين المواد الغذائية.

الصدق في التعامل
ولفت في ذكرياته إلى عادة طيبة تبين علاقة الكويتي بربه حيث يسمع النداء فيلبي الدعوة، وهو واجب عندما يسمع الأذان طاعة مخصوصة، كانوا يخافون الله في التعامل، تغلق المحلات عند السماح.
قال وارجيز: حتى المشتري والمتجول في الأسواق لا يتجرأ أن يمد يده، أو حتى يقف لحظات ليشاهد البضاعة، محلات كانت تغلق بالإزار أو عصا طويلة، كنا نشعر من أصحابها التقارب وسعة الصدر ولا نشعر اننا غرباء، والآن من الصعب ان تتعامل أو تجد هذه المواصفات، التغير أصبح بين الجيران وحتى بأنواع الأكل.

عادة سيئة
وكانت هناك عادة هندية منتشرة بين الهنود في الكويت ــ يضيف وارجيز ــ عادة سيئة تضر بالصحة والبيئة، هي مضغ البان، دمرت الارض المحيطة بالباعة، وحتى الحوائط تدمرت وشوهت من هذا البان.
واضاف: والبان عبارة عن ورقة الغار يدهن بمعجون احمر مثل «البانكس» يوضع فوقه تتن «تنباك» وجوز الهند المطحون ومضغ البان يسبب مرض السرطان، ومن تركه ابدله بالسجائر، والمصيبة ان بعضهم استبدله بالشيشة، علماً بأنها كانت للملوك والامراء في الهند والاثرياء فقط، والفقراء كانوا لا يقتربون منها، الآن اصبح الكل سواسية امام الشيشة، واما الكدو او النرجيلة، لا يعرفها الهندي، فاعتقد انها من صنع العجم في بلاد فارس.

الوزان.. الميزان
وتحدث عن آل الوزان، فقال وارجيز: سمعت ان في معركة الرقة سنة
1782 قدم آل الوزان شهداء، دفاعاً عن الكويت. منهم كبيرهم نجم الوزان، والحكومة الكويتية في تلك الفترة اعطت لآل الوزان الميزان بعد ان فقدوا اغلب شبابهم في هذه المعركة، ومنذ ذلك الحين لقبوا باسم «الوزان» وهم الذين كانوا يزنون الحبوب المستوردة ثم توضع في اكياس، ويفرضون عليها رسوما، جزء منها لآل الوزان، وجزء للدولة.

ورد وهيل
وتحدث عن بائع متجول، وهو الوحيد الذي سمحت له البلدية ببيع الحلويات في اسواق الكويت الداخلية، قائلاً: كانت عربة صغيرة في داخلها السبال والسمسم المطبوخ مع الهيل وماء الورد، وكان ينادي: «هيل، ورد وهيل».
ويضيف: عرفت الجت والچولان من سوق الجت، ولكن المعجزة في نبات البردي وهو (چولان) الذي تشاهده على ضفاف الانهار على شكل اعواد يتخذ علفاً للحيوان، والچولان الذي عرفته في السوق الكويتي، يجلب من شط العرب، منه تصنع الحصران والزبلان والمهاف، ومعجزته ان له زهرة في اعلى العود يتخذ منها «الخريط» المسحوق الاصفر يطبخ ويكون على شكل كتلة صخرية، وانا شخصياً لم اذقه، لانه من الغرائب، وكان الكويتيون يشترونه، وهو في الطريق ذاهب الى منزله تجده «يكرم» اي يقضم ويقطع جزءاً منه بأسنانه.


اول دكان عمل فيه السيد تيفر وارجيز بسوق السلاح سنه 1957


السيد تيفر وارجيز يتوسط ابناء المرحوم جاسم محمد الوزان
بمناسبه تكريمه لمرور
50 عام على عمله مع ال الوزان في شركه لوارجيز
رد مع اقتباس