الموضوع: الوزان
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 09-07-2011, 01:19 AM
WaZZaNi WaZZaNi غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الكويت اغلى بيت
المشاركات: 9
افتراضي

نجم الوزان أول شهداء الكويت في معركة الرقة

عبدالعزيز الوزان: بقوة أجدادنا وذكائهم انتصرنا على بني كعب عام 1783







عبدالعزيز عبدالله عيسى الوزان

مخضرمون عاشوا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين، وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرّجوا، رجالاً ونساءً، إلى أن حققوا الطموح أو بعضاً منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، فإن قاسماً مشتركاً يجمعهم هو الحنين إلى الأيام الخوالي.
القبس شاركت عدداً من هؤلاء الأفاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.

أجرى الحوار جاسم عباس
في مستهل لقائنا مع عبدالعزيز عبدالله عيسى الوزان قال: اسم الوزان مشتق من مهنة وزن البضائع، وعائلتنا هي الوحيدة التي قامت بالوزازنة في الكويت، جاءت هذه المهنة بعد حرب الرقة سنة 1782 في عهد الشيخ عبدالله الأول ابن صباح الأول الحاكم الأول للكويت، عندما أراد بنو كعب الاعتداء على الكويت وأخذ الضرائب (الجزية) من السفن الكويتية، والسبب الثاني أراد زعيم بني كعب بركات بن عثمان بن سلطان أن يتزوج مريم ابنة الشيخ عبدالله الأول حاكم الكويت (وهو زواج سياسي أراد بنو كعب السيطرة والنفوذ من خلاله) وبعد رفض الحاكم جهز بنو كعب وهم عرب شيعة من المحمرة سفناً كبيرة لمهاجمة الكويت، فتقدم جدنا نجم الوزان، مع شبابنا ومعه شباب من آل الشمالي، وكثير من الكويتيين بسفنهم الصغيرة «شوعي» وسرت اشاعات ان المقاتلين الكويتيين اغلبهم من الشيعة وبني كعب ايضا من الشيعة، ولكن تقدم رجالنا دفاعاً عن الكويت، وهذا الانتماء هو الاصل لحب الكويت والدفاع عنها وانتصروا على بني كعب بسفنهم الصغيرة ومعرفتهم بحالات المد والجزر، والعدو كان يجهل ذلك فوقعت سفنهم في الطين والصخور اثناء الجزر فانتصرنا بفضل الله تعالى، واستشهد نجم الوزان وكثير من شبابنا ومحمد الشمالي وشبابهم، ولم يبق من آل الوزان الا القليل فصاحوا: احنا اخوان مريم نفديها ونفدي الكويت بأرواحنا.
وهنا للعلم، لشدة حرص الشيخ عبدالله الاول على حياة الكويتيين ارسل مندوبا قبل المعركة لثنيهم عن القتال لكن الانتصار كان اسرع من المندوب، انها معركة لها تاريخ مشرف للحاكم والمحكوم انتهت في 12 اغسطس سنة 1783 بسواعد قوية ونوايا مخلصة.
واضاف الوزان: عندما شعر الحاكم ان الكدادين والشغالين من آل الوزان استشهدوا وبعد الحرب مباشرة اعطى الحاكم اعمال وآلة الوزانة لابنائهم الباقين لوزن البضائع في ميناء الفرضة القديم واسواق اخرى للاستفادة من قيمة وزن ضريبة البضائع بنسبة واحد من الالف مساعدة لهم في اعالة اسر الشهداء من العائ‍لة، علماً بانهم كانوا من قبل معركة الرقة يعملون بتجارة بيع وشراء المواد الغذائية وهم من الطراريح وموقع المعركة بين جزيرتي فيلكا وبوبيان.

الطراح.. الطراريح
يقول ابو سعود الوزان: الطراح مهنة الآباء والاجداد كانوا باعة الخضروات بالجملة وبعضهم بالمفرق، وينقسمون الى ثلاثة اقسام منهم: الذين يتعاملون مع اصحاب السفن القادمة من العراق وايران، التي تجلب انواع الخضروات والفواكه وبعضهم ملاك السفن وكانت الفرضة مقراً لهم، وتباع بالجملة بعد تنزيلها او تنقل الى محلاتهم في سوق الخضرة، ومن الطراريح يتلقون الخضروات من القرى الكويتية، وكان مقرهم براحة ابن بحر وكانت تسمى براحة السبعان، ومنهم من كان يتسلم الخضروات من جزيرة فيلكا.
اضاف: كانت مئات الابلام تقف على السيف لانزال البضائع، وكان لكل صاحب محل او طراح صاحب بلم، وكان الطراح اذا طرحت البضاعة يبيعها بأخذ %2 ويبيعها بالجملة أو أن يشتري هو أو أحد التجار كل الحمولة، يتسلم كل منهما %10، وعادة يملك الطراح ما بين 500 و1000 رك لتعبئة منتجاته (الرك: عبوة مصنوعة من جريد النخل تشبه القفص). واتذكر البضائع التي كانت تصل منها: البلح - الرطب - التمر - العنب - المشمش - التفاح الصغير كان يسمى أبو فسيوه - والجولان والبرسيم. وأغصان بعض الأشجار تجلب من عمان. وكل طراح كان يملك عددا من الحمير لنقل بضاعته. ومن الطراريح المشهورين عائلة النقي والتركي - بوعباس - بوفتين - حسن الوزان - جاسم ماجكي - حمود خان.
وأرض الكويت كانت غنية بالزراعة، كانت تصل المنتوجات على ظهور الحمير والجمال في «زبلان» مثل البطيخ والرقي والطماطم والخيار والخضروات كالفجل والبكل (كرات).. الخ.
ومن بين المزارعين الذين كانوا يجلبون من المزارع ابن جري والحشان وغيرهما، وأما الطراريح لتلك البضائع ويحرجون عليها فمنهم: عبدالله الأيوب - ابراهيم الشيخ - بورويح - خان - ابن سرحان - الجريوي - الغمضي- السداح - الجسار - العدواني - المحارب.. الخ.
أضاف عبدالعزيز الوزان: حتى التاجر الذي كان يشتري البضاعة عليه أن يوزنها عند أجدادنا الوزازين لكي يدفع %4 من الضريبة، ونحن لنا واحد في الألف بعد وزنها بالميزان الذي يسمى «كبان» أي ميزان كبير لوزن البضائع الكثيرة والثقيلة.

ألعابنا القديمة
وقبل التحدث عن الألعاب الشعبية القديمة التي ضاعت مع المدنية الحديثة، ذكر الوزان بعض الأبيات التي تتعلق بالألعاب لأبي القاسم الشابي التونسي وصف فيها الطفولة والألعاب قائلا‍:
«أيام لم نعرف من الدنيا سوى مدح السرور
وتتبع النحل الأنيق وقطف تيجان الزهور
وبناء أكواخ الطفولة تحت أعشاش الطيور
نبني فتهدمها الرياح فلا نضج ولا نثور
ونظل نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونظل نعبث بالجليل من الوجود وبالحقير
بالسائل الأعمى وبالمعتوه والشيخ الكبير
بالقطة البيضاء بالشاة الوديعة بالحمير».
أضاف الوزان قائلاً: لعبة الإتيل مفردها «التيلة» المشهورة عندنا في الكويت، يلعبها ثلاثة أو أربعة، وأتذكر منها التيلة الشفافة وبها نقوش، وسادة بيضاء أو زرقاء أو خضراء، والكبيرة منها نسميها «روز»، ولعبة مشهورة «إعظيم ساري»، وسميت إعظيم تصغيراً للعظم لعبة ليلية، ولعبة اللقصة لدى الأولاد والبنات تزيد الذكاء والشطارة، ولعبة إمحاذف بالحجارة، ولعبة المحيبس (الخاتم) المشهورة بالبات عندنا وفي العراق، والمخازز النظر بالعين نحو عين ويصرف من أقوى عينا، البلبول المدبب، طوله لا يزيد على 10 سم ولا قيمة له إلا بالعصا، ولعبة الدوامة، والجيس، وصفروك لعبة تعتمد على الذكاء والتخمين، والدرابيح أخذت من قعر برميل حديدي ومن إطارات السيارات القديمة، ولعبة الوقواقة، وصيد ما صيدة، والدقة وإشتط، وخروف مسلسل.
وقال: ألعابنا فيها القناعة والبساطة، والعيشة الراضية كانت من صنع أيدينا، ألعابنا عودتنا وغذتنا بالأصالة والحياة السعيدة فارتفعت أصواتنا إلى عنان السماء. ألعابنا جمعتنا ووحَّدتنا وأسعدتنا، لا نعرف الطويل والقصير ولا ما نسمعه الآن من قيل وقال، بيوتنا وقلوبنا متقاربة متجاورة متلاحمة مبنية من الوفاء والاخلاص وحب الكويت، وسككنا من التراب ضيقة، ولكنها كبيرة عندما يشاهد بعضنا بعضا، وآباؤنا في البراحة أحاديثهم عن العمل وتطور المعيشة، واستعادة الذكريات، اندمجنا معهم ومع ألعابنا وإخواننا بجانب اهتمامنا بدراستنا وتعليمنا، لا شيء يكدّر صفو حياتنا.
«يا حلا أيام مضت چنها أحلام
راحت أوخلت أهلها بالأهام
عيشة مرت علينا من زمان
شفنا فيها العز والربع الكرام»

السكن في المناخ
وعن سكن آل الوزان قال أبو سعود: بيوت أجدادنا في المناخ بالقرب من موقع الإبل القادمة من نجد والشام والعراق والاحساء التي كانت تحمل الحطب والدهن والاقط والجلود، وسميت المنطقة بالمناخ كانت الإبل تناخ فيها، وهدم ذلك السوق أو المكان وأنشئت محلات تجارية مقابل قصر السيف، ويسمى الفريج فريج الخوص لان بعض الأبلام المحملة بسعف النخل وهو الجريد والخوص وورق النخل، والسعفة فيها أربع مواد: خوص وشوك وكافور وكرب، بيوت آل الوزان في البداية كانت في هذه المنطقة، وهو جاسم الوزان جدنا الخامس، وله منزل آخر في براحة ابن بحر، وكان في بيتنا القديم جليب مشترك مع بيت الهاشل وهذا يدل على الأخوة والترابط والمحبة المتبادلة بين الجيران، ومن ثم انتقلت العائلة الى دروازة العبدالرزاق مع العمام هم: يعقوب، محمد، عيسى، حسن ووالدهم علي جاسم الوزان.

عزال.. برجوته
وقال: والدي عمل بالغوص عزالاً أي يذهب بنفسه الى البحر ومعه عبدالرزاق الشمالي، ويكسب ما يصطاده من لؤلؤ، وكان يتفق مع من معه على الأرباح: خمس للنواخذة وخمس للسفينة والباقي يوزع على الغاصة والسيوب. وصل والدي الى الهند بالسفن الشراعية، وفتح محلاً في سوق واجف لبيع الملابس والأحذية، وأما جدي فكان يبيع التتن في ساحة الصرافين، كان يستورده من عمان (مسقط) والهند وايران، ثم عمل صرافاً ثم أصبح بياع «البرجوتن» أي: السلع المتنوعة (الخردوات) وهي كلمة هندية تعني بائع الأواني المنزلية وأدوات الخياطة والمصابيح، ومخازنه في البيت الذي كنا نسكن فيه.

الدراسة
وقال: درست عند المطوعة سكينة عبدالعالي زوجة عبدالسيد الرامزي حوالي سنتين، ختمت بعض الأجزاء من القرآن الكريم، ومن ثم الى مدرسة الصباح التي افتتحت عام 1949، وكان عمري 6 سنوات، مديرها الأستاذ حمد الرجيب ثم أصبح ناظراً لمدرسة الصديق، ومن المدرسين أحمد المهنا، ومحمد الجسار، ومحمد صالح تقي الذي كان مدرساً بالجعفرية ثم الأحمدية عام 1946 ثم الصباح الذي أصبح فيها وكيلاً وناظراً، ومعروف عه هذا المربي الفاضل رحمه الله أنه كان من المتطوعين في توزيع المواد التموينية على المواطنين في الأربعينات بعد الحرب العالمية الثانية، وكان قائد المنظمين سنة الهدامة عام 1954 بادر مع زملائه الى مساعدة الاهالي وتوزيع مواد الاغاثة، وهو صاحب اقتراح بتحويل المدرسة المباركية الى مكتبة عامة، ولا ننساه رحمه الله كان قيامه بمحو أمية بعض جنود الجيش والشرطة في معسكر الجيوان G1 في الفترة من عام 1952 الى عام 1956، وكان يقوم بتدريسهم في المساء، أين الآن أمثال هؤلاء الأوفياء؟ هم الذين نشروا العلم، ونهضوا بكويتنا الحبيبة الى مصاف الدول المتقدمة، فيهم الصفات الحميدة الفاضلة والأخلاق العالية، طيب الله ثراهم، وحدوا الجهود،ونظموا الصفوف، وما أحوجنا في هذا اليوم الى أن ننبذ الخلافات بيننا نحن أهل الكويت ونترك ما يثير الفرقة، ونتمسك بحبل الله عز وجل، ومن تمسك بحبله فقد فاز فوزاً عظيماً.
وقال الوزان: من واجبي المفروض أن أذكر أستاذنا المخلص الوفي المحب لطلابه صاحب الخبرة والبصيرة.. محمد أحمد الجسار، ان له اسهامات كثيرة في خدمة المجتمع، منها محو أمية افراد الجيش في مدرسة الصباح، الجميع شهد ويشهد له لصفاته النادرة: فهو
نقي السريرة، هادئ الطبع، كريم ومخلص ومتفان في عمله.
قال عنه أخونا العزيز جواد عبدالله المزيدي: كان يضع في جيبه بعض الجوائز مثل، الأقلام والساعات والراديوات والكاميرات الصغيرة ويقوم بتوزيعها على الطلبة، هو مدرس لغة عربية، وعندما وجد الصعوبة بالقسمة المطولة عند التلاميذ قام بتدريسنا بعد الدوام حتى أتقنا القسمة ومازالت في أذهاننا، رحمك الله بواسع رحمته، ومن الطلبة مصطفى الشمالي (وزير المالية)، كان ذكياً متفوقاً، قام الاستاذ الجسار بنقله الى فصل أعلى وله الفضل في ارشاده وتوجيهه وجميعنا، من الطلبة علي الأحسائي كان رمزاً للأخلاق وحب الدراسة، ويذكرني هنا قول الأمام علي بن ابي طالب (ع) «العلم خير من المال، العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الانفاق، العلم تكتسب به الطاعة»، وأذكر بعض الأبيات في شرف العلم للطغرائي:
العلم أشرف شيء قاله رجلٌ
من لم يكن فيه علم لم يكن رجلا
تعلم العلمَ واعمل يا أخي به
فالعلم زينٌ لمن بالعلم قد عملا
أضاف الوزان لاجل العلم كنا نسير على أقدامنا من بيوتنا في دروازة العبدالرزاق الى مدرسة الصباح.
وبفضل هؤلاء وأمثالهم الذين غرسوا فينا العلم والإحسان، حصلنا على المحبة والظفر وحب السلامة، دخلت كلية المعلمين، وعملت مدرساً، وسرت على نهج الأولين، حتى حصلنا على راحة الروح والقلب واللسان والجسم.

البناؤون
وقال الوزان: كلمتان، الأستاذ، تطلق على معلم البناء الذي كان يعتبر بدوره المهندس، والكلمة الثانية، البناي وهو عامل البناء، ومن المشهودين في الماضي كان الأساتذة، الرباح والبحوة والعبدالسلام والفرحان والبناي والمقهوي والأسطى، وفريجنا جاء لاسم العبدالسلام المعروف بمحلة «العبدالسلام» ، بعد أن أطلقت البلدية الاسم، جاءه أبو مشكال أيضاً كان يسمى الحي باسمه ، أراد أن يتعارك معه بحجة أن الفريج له، ولماذا تأخذه أنت؟ فأجابه العبدالسلام إن اسمي جاء بمحلة العبدالسلام لكن الفريج باسمك أنت يا أبو مشكال، خرج راضياً وفرحاناً.

المهاوش.. والعراك
وأخيراً تذكر أبو سعود عادة كانت منتشرة بين الشباب وهي عادة العراك ، التي أدت إلى التشابك بالأيدي والعصي والعجرا (عصا غليظة)، والمطاطيع جمع مطاعة، وتكون الهوشة أحياناً بالقول والزجر والتعنيف، كنا نتعارك ونحن في طريقنا إلى المدرسة، وحتى أثناء مشاركتنا في لعبة ضد الفريق الآخر كنا نتهاوش، والمثل يقول:
«مثل دلالوة أهل القطيف يتهاوشون وهم شراكة».
****
• من بعد معركة الرقة 1783 تسلمت عائلة الوزان حتى عام 1951م، انتهت الوزانة كمهنة وتحولت إلى إدارة الجمارك، وآخرهم طاهر عنزان جاسم حسين الوزان.




طلاب مدرسة الصباح عام 1949 يبدو الوزان الثامن وقوفاً من اليمين




طاهر عنزان الوزان آخر مسؤول عن الموازين






عبدالعزيز الوزان عام 1966




رد مع اقتباس