عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-12-2009, 06:15 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي عبدالرزاق عبدالحميد الصانع ، خاطرة في يوم الرحيل

خاطرة في يوم الرحيل للعم الغالي بوجميل


«سبحان الحي الباقي»، العم العزيز «عبدالرزاق عبدالحميد عبدالعزيز الصانع» رمز من رموز هذا الوطن الحبيب يربطه تاريخ عائلي وزمالة الأخوة والإخلاص لهذا الوطن المعطاء بميادينه الشاسعة ورحابه الواسعة.

مولده يوم 1928/8/25م في الحي القبلي، بداية تعليمه تدريجياً مع أبناء جيله في زوايا التعليم عند ملا مرشد وزملائه بنفس المسمى المعروف لدى أرض الكنانة والشام آنذاك، «الكتاتيب» كاختصاص بتعليم وحفظ القرآن الكريم وبعض الدروس في الحساب وبدايات الرياضيات للتعليم غير النظامي آنذاك، ثم التحق بالمدرسة المباركية الصرح الأول للتعليم النظامي برموز كريمة تعليمية من بلاد الشام وأرض الكنانة والعراق ودول إسلامية شقيقة أهمها تركيا.

ثم واصل يرحمه الله رحلة التعليم خارج الوطن بدايتها في لبنان لمدة ست سنوات، عاد بعدها الى وطنه الكويت ليواصل جهوده في ساحة العمل مع شركة النفط الإنجليزية، مورداً للمواد الغذائية وغيرها وساحة العقار والاستثمار الى جانب تفرغه لساحة المحاماة .
وهو من أوائل العاملين المؤسسين لها في الكويت مع اهتمام لاحق للتخطيط للمواقع السياسية أهمها التجربة الانتخابية وبروزه الى جانب رموزها الفاعلين مع أوائل بزوغ شمس المجالس النيابية البلدية والبرلمانية واستمر في ذلك الى وقت طويل، واقتحم بجرأته المعهودة الساحة السياحية وعالم الفنادق أبرزها أول صرح يستضيف زعماء ورؤساء وملوك مجلس التعاون على ارض دولة الكويت على ضفاف الخليج العربي بمنطقة البدع بفندق «حياة» بشارع التعاون حيث كان آنذاك الصرح السياحي الشامخ في هذه الاستضافة الرائعة كان لجهوده يرحمه الله في الإعداد والاستعداد الباع الطويل.

وكذلك تجربته الناجحة بافتتاح مدارس السيف والسفر للخدمات التعليمية حيث رصد فيها للتخطيط والتنفيذ والمتابعة عناصر وطنية بحتة.

الى جانب كفاءات عربية شقيقة ليكون لهذا الصرح النموذجي التعليمي العطاء الأوفر تعليمياً لأبناء وبنات هذا الوطن والوافدين الكرام من المقيمين على أرض الكويت لرعاية فلذات الأكباد في هذا المجال بصورة لا تقل عطاء عن زملائهم في المواقع الحكومية.
فكانت النتائج بفضل الله على مستوى الطموح لم ينظر فيها طيب الله ثراه للجوانب المادية كما راعى الكثير في ذلك النواحي الإنسانية للراغبين في التعليم والتعلم أشبه ما تكون الى المجانية في أغلب الأحيان شهد له بذلك كل من رافقه في هذا الميدان التعليمي الإنساني ولاتزال سمعته وبصماته شاهدة له في كل ما دعا له وسعى إليه هذا المواطن الصامت الهادئ الحاسم في القرار السليم في وقته المطلوب اتخاذ ما يلزم بشأنه فهي من شيم المخلصين.

أما ما لم يعلن عنه وهو في رحلة الحياة الروحانية الربانية وعظيم ثوابها وجزائها عند الباري عز وجل في مواسم رمضان المبارك وموسم الحج العظيم يتمثل بنفقة شاملة كاملة على من لا يملك ثمن ذلك إن كان حجاً أو عمرة في كل مواسمها يحرص في كل ذلك وبشروطه عدم الإفصاح عنها لمن يستعين به على أداء هذا الواجب دون أدنى منة أو أذى للآخرين المحبين لربهم ولهذا الإنسان الرزين في هذا القرار الرباني حيث يعتبر نفسه مجنداً لهم كجسر مبارك للعمل الخيري الصالح.
شهد له في ذلك شياب وشباب كثيرون من أهل كيفان وغيرها من مناطق الكويت ممن تمتعوا ودعوا وتضرعوا الى الله تعالى المزيد لهذا الرجل الصالح ووالديه وأهل بيته بمزيد من العفو والعافية طيلة حياتهم معه في «دار الحسين» بمكة المكرمة الملاصق لفندق مكة القديم أمام باب العمرة للمسجد الحرام، حيث أزيلت هذه المواقع العزيزة بعد التوسعة الأخيرة بجوار المسجد الحرام خدمة لضيوف الرحمن في أم القرى.

وعن حياته الخاصة يرحمه الله تعالى فله أسرته المكونة من رفيقة دربه «السيدة أم جميل» ابنة عمه عبدالمجيد الصانع يرحمه الله يسمى باسمه منهم الآن ابنه الصالح بإذن الله «جميل» اسماً ومسمى وشقيقاته الخمس حزمتهم بإذن الله تعالى ترعى راحة والدتهم الكريمة رفيقة الدرب الطويل مع المغفور له بإذن الله تعالى والدهم المحامي اللامع برعايتهم طيلة حياته وغرس الخصال الطيبة للتواصل بينهم بعد وفاته.

يتمثل كل ذلك بابتسامة الرضا من والدتهم عنهم لهم ولأحفادهم بعد أولادهم بإذن الله ليحملوا اسم تلك العائلة الكريمة جيلاً بعد جيل من جهاد الأب الأكبر غفر الله له عبدالحميد عبدالعزيز الصانع في ساحة الوطن بإخلاص حتى استشهاد فيصل وناصر الصانع يوم انتهاك البلاد وحرماتها وأرواح أبنائها وبناتها، ««فالطيبون للطيبات، والطيبات للطيبين» صدق الله العظيم ورحم الجميع رحمة واسعة من مولدهم حتى بلوغهم اللحد إلى دار للقرار.


محمد عبدالحميد الجاسم الصقر
الوطن -اليوم
رد مع اقتباس