عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 30-12-2011, 12:42 AM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

استراحة مع سعاد






لست كاتبة سياسية.. ما كنت ولم اكن ولن اكون ولا املك الرغبة في جر نفسي في هذا الاتجاه الصعب حتى اتعاطى الهّم السياسي ذا الاسنان التي تنهش في البشر.
يكفيني الهّم الوطني الانساني بكل متطلبات المواطنة التي تبدأ بأول رضعة لبن لطفل – خارج من الرحم – وتنتهي في البيئة المحيطة به والمحبطة في ذات الوقت.
لكن ظروفا مرت بالبلاد تمنيت كـ«مواطنة» ان اقيدها بالسلاسل لتبقى حبيسة الماضي، قد فرضت علينا جميعا متابعتها بقلق كان يتعاظم كل لحظة حتى اكتمل لدينا خسوف الحقيقة فحجب الرؤية عن العقلانية التي يتمتع بها عقلاء الوطن من الجنسين وما اكثرهم.
في هذا الجو أو بعد ان فرض الوداع لتلك الاجواء نفسه علينا، آثرت اللحاق بنسمة دافئة حميمة في ذاك الصقيع مع فتاة صغيرة ذات شرائط بيضاء وعيون تسكنها البراءة وابتسامة محبوسة تقول لي ولكم «الحب في حياتي اكثر من الكراهية» فقلت لنفسي حينها نعم.. هذا ما احتاج له يا سعاد السيد رجب الرفاعي.
واحتضنت الكتاب وبدأت رحلة التجول عبر صفحات تعدت الاربع مائة حتى سمعت الصوت على السطر الاخير يقول «انتظرني فهذا هو الجزء الاول».
لقد اذابت الاستاذة سعاد الرفاعي تجربتها الحياتية في العلم والعمل ماءً زلالا ولكنه بألوان وطعوم ونكهات مختلفة لانها عبرت في كتابها «مذكراتي» وبتأن شديد على سنواتها كطفلة وتلميذة ومسؤولة تربوية وادارية شاملة في مجال التخطيط التربوي والتنفيذ والمتابعة مرورا بزواجها وانجابها لتكمل الدائرة ثم تلتفت الى المئات او ربما الآلاف من اوراقها التي كانت تدون بها الحدث وتحتفظ لنفسها بالانفعال حتى جلست لتلملم تلك الاوراق وتنفث تلك الروح التي اخفتها بين سطورها لنشر كتابها، في ساعة صفاء نتمنى لها ان تستمر حتى نتذوق معها طعم البرتقال المصري ونغرق معها برائحته العذبة – كما وصفته -.
انها خواطر وحكايات وذكريات تسجيلية عجيبة بالزمن والرقم تجري على الصفحات مجرى لسان «الحكواتي» في المقاهي الشعبية وتنغرس في الارض غرس الثقافة والتراث فتمثل بذلك مصدرا من مصادر المعرفة لحقبة من الزمن عاشتها الكويت في انفتاحها على العالم عبر بوابة واحدة ووحيدة كانت ومازالت حتى اليوم وهي التعليم والحداثة المستمرة.. في ذاك الزمن بذرت البذرة الطيبة وانبتت وازهرت وكانت سعاد وزميلاتها هن الزهور لتلك النبتة التي احدثت ثورة «عشق التعلم» لتنضم عند عودتها الى زميلاتها وزملائها الذين سبقوها ايضا كقيادات جديدة لحركة التعليم والتنوير.
هي رحلة مع سعاد تسافر بك معها من الكويت الى القاهرة الى لندن وتلتقي بها في كل موقع في حكايات ومذكرات تبتسم معها حينا وتبكي معها احيانا وتضحك مع بعض المقالب بل وتجيبك على أي علامة استفهام ترسمها في خاطرك ولكن بعد حين فهي الطفلة التي تقفز من الحاضر الى الماضي ثم تعود – دون استئذان ولا تملك انت الا ان تطاوعها.. فتعرفك على معارفها من الاهل والاصحاب وكل مَنْ رافقها في رحلتها المهنية والحياتية.
كل ما قدم الكتاب لذيذ الا وزنه الذي ارهقني حتى استعنت بـ«مخدة» ترفعه لي لتعينني على الاطلاع!!
اتراني كبرتُ إلى هذا الحدّ؟؟
الجواب عند سعاد الرفاعي.

فاطمة حسين

http://alwatan.kuwait.tt/articledeta...rQuarter=20114
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****