عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 15-06-2010, 08:13 AM
سنيار_71 سنيار_71 غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الكويت
المشاركات: 48
افتراضي

اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه ، واعف عنه ، وأكرم نزله ، ووسع مدخله ، واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله دارا خيرا من داره ، وأهلا خيرا من أهله ، وزوجا خيرا من زوجه ، وأدخله الجنة ، وأعذه من عذاب القبر . اللهم امين

هذه المقالة كتبت في عادل القصار رحمه الله قبل 16 يوم من قبل زميلة الكاتب الدكتور عبدالمحسن الجارالله الخرافي بعنوان (تكريم الأحياء: عادل القصار نموذجاً) :

ثمة ايضاح في البداية ان تكريم الاحياء في حياتهم ابلغ منه بعد وفاتهم، لكن هذا هو العرف الذي جرى بيننا حتى عبّر الشاعر عن ذلك بقوله:
«والمرء ما دام حيا يُستهان به ويعظم الرزء فيه حين يفتقد» ويأتي هذا التكريم للاحياء في حده الادنى بالثناء العاطر والتوثيق، فالتوثيق هو ادنى مراتب التكريم.. وان كان عندي اعلاها، لانه هو الذي يبقى بعد ان تبلى الدروع والكؤوس وتملأ الأرفف.

شخصيتنا اليوم حية بيننا بعطائها الذي اعتدناه منها، ولكن قدر الله تعالى بالمرض سابق ولا يزال الاخ المفضال الاستاذ عادل محمد القصار قدوة، من دون مجاملة، اما عائلته الكريمة فمن اوسط العائلات الكويتية التي ساهمت في بناء الكويت يشهد لها نواخذة الهرفي، وهو الذهاب الى الهند مبكرا قبل الموسم المعتاد، مما يدل على الاقتدار المهني والصداقة مع البحر، ومنهم النوخذة احمد القصار، والنوخذة سليمان القصار، والنوخذة يوسف القصار، والمجدمي محمد القصار (1).

اما اسرته الصغيرة، فالشيخ خالد والاستاذ فوزي القصار هما - وبلا مجاملة - نماذج اجتماعية ناجحة ينبئك عنها اهل الخالدية خاصة، والكويت عامة.

واما أسرته النواة -كما في المصطلح الاجتماعي- فأساسها امرأة صابرة وفية محتسبة، لها من اسمها (ايمان عبدالله الفوزان) اكبر الحظ والنصيب، وفوق ذلك ربت وسهرت على ذرية طيبة من الابناء والبنات يتقدمهم طبيب الاسنان د. فيصل عادل القصار، وعمر ومحمد وثلاث بنات فاضلات.

في هذه البيئة الطيبة كان عادل القصار عضوا فاعلا، فمن الطبيعي ان يكون عضوا فاعلا وبنجاح في مجتمعه، وكل إناء بالذي فيه ينضح. وما نضح به عادل كثير جدا من الايجابيات التي افاض بها اخيرا الزملاء الكرام الاستاذ سعود السمكه والاستاذ خضير العنزي في القبس، وقبلهما د. عصام الفليج في الوطن، فضلا عن الاخ الاستاذ احمد باقر، لكنني وابتداء من المدخل الاجتماعي لمقالي هذا كنت أحاول ان القي الضوء على شخصيته من زاوية اخرى.

كان عادل القصار - شفاه الله - حاملا همّ وطنه وأمته، فما ان حدث ما حدث في 11 سبتمبر اخذ على عاتقه تحسين ما افسدته الحادثة من صورة دينه الاسلام عند الغرب، وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية، فقام مشكورا بالكثير من الانشطة في هذا الصدد من سفر ولقاءات اعلامية مع المسؤولين والاعلاميين الاميركيين في الكويت وخارجها، وكم نشر تحقيقات صحفية بذلك، رغم كونه اصلا كاتب زاوية لكنه نزل الى الميدان ليقوم بدور المحرر، سواء في هذا المجال او مجالات اخرى يجمعها همه مع دينه ووطنه، ابسطها الفكر الوسطي، والمواطنون الكويتيون المغتربون في الولايات المتحدة الاميركية المستقرون فيها بشكل دائم بقية حياتهم، بالاضافة الى همّ فلسطين ومعاناة الاقصى وغزة، ولقد كان في عز معاناته الجسدية عندما حدثت حرب غزة الاخيرة، وقد أزيلت معدته فكان يحاول الكتابة رغم تأثير العلاج الكيميائي على اعصاب يده، لكنه كان يحاول ولو باملاء كلماته الى من حوله ثم يرسلها الى القبس عبر الاقمار الصناعية رغم انه معذور.. ولكنه الاحساس بالمسؤولية والشعور بالالتزام الادبي تجاه اهله وناسه في الكويت وقرائه خارج الكويت.

شفاك الله يا عادل، وأبشر بالأجر العظيم بصبرك واحتسابك، ونحن معك، واحسب ان قراءك كذلك، وما منعنا من زيارتك الا شعورك الراقي وانك لا تزال كبيرا، حيث حرصت على عدم ازعاجهم برؤية آثار المرض. لا عليك ولا على روحك الأبية القوية، بل على جسمك البشري الضعيف. بلا مجاملة يا اخي بوفيصل: كنت كبيرا وتظل كبيرا، ولدي عنك الكثير لولا خشية الاطالة.

***
(1) من الطريف ما يتناقله البحارة عن نواخذة القصار من الجد والاجتهاد والجدية والحزم وتواصل العمل بالليل والنهار (في حدود ما يسمح به العرف البحري طبعا) من قولهم: «اللي يدخل البحر (اي يشتغل بحاراً) ما يجيه عيال!».


القبس في 30/5/2010

رحمك الله يا بوفيصل كفيت و وفيت و انا لله وانا اليه راجعون
رد مع اقتباس