[جون الكويت]

الحاج نجف بن غالب من الشخصيات الكويتية الكريمة والمعروفة ، لا غبار على تاريخها وجهودها الوطنية.

لكن يستشكل القارئ تجاوز أقلام بعض المشتغلين بالتاريخ لتدوين مآثر وتفاصيل لا حقيقة لها طلباً للاستكثار والتزيد من تلك الأقلام متشجعين بما عندهم من الدربة على التوثيق وإتقان الحبكة القصصية ، الإشكال أن كل هذا سيرتدُّ على أصحابه بالتكذيب .. وعلى المادة الصادقة بالهدر تباعاً، فتضيع علينا مادة تاريخية مهمة بسبب اختلاط الجيد بالرديء والحقيقة بالخيال والوطن بالطائفة أو العرق.

هذه الملاحظة أرى من الضروري تسجيلها -لا لعلاقتها بالشخصية حجي نجف- وإنما لمناسبة المصادر المنقول عنها ، وسأزيد تبياناً:

قال الأستاذ جمال:

اقتباس: ويذكر الحاج اسماعيل أنه كان لابناء الحاج غالب موقفا وطنيا بارزا بعد معركة الصريف بقى في ذاكرة الشيخ مبارك الصباح إلى اواخر ايام حياته.. (...)

اقتباس: فتوجه الحاج ماتقي ومعه الحاج محمد علي معرفي إلى الشيخ مبارك واخبروه بانهم وكل مايملكون في سبيل الكويت وتحت امرته سواء كان ذلك السلاح او اموال او مؤونه وذكروا له ان مخازنهم تحت رهن اشارته. فشكرهم الشيخ مبارك على تلك البادرة واكد تقديره لذلك الموقف وكان عدد اخر من تجار ووجهاء الكويت قد وقفوا بنفس الموقف، مما ادخل الطمأنينه في نفس الشيخ مبارك

أمجاد ٌ وبطولات جميلة تشكر لأبناء الوطن لو ثبتت، لكن أين هو الدليل التاريخي على هذه الادعاءات ؟؟ وما هي المصادر الموثوقة لهذا الاستكثار التاريخي ؟
فمن أسهل الأمور .. أن نفتح المجال للروايات الشفهية (العصرية) على مصراعيه.. أنت تدعي وأنا أدعي كل ٌ بما يشاء، وقضي بيننا الأمر!

إن أسهل شيء على الناقد التاريخي .. أن يفحص الأخبار الشاذة التي ينفرد ناقلوها عن مؤرخي زمنهم، فيستخرجوا منها الغلطات التي فاتت الراوي أو المؤرخ أثناء حبكه للقصة .

فمثلا قد يقال: إن تبرع ماتقي ومعرفي لمبارك الصباح بعد انتهاء الحرب! لا معنى له ، بل هو سبة ٌ وفضيحة على الحقيقة.
فالتبرعات كان ينبغي أن تبذل وقت الحاجة إليها وهو زمن تجهيز الجيوش بالتسليح والمؤن ، واستنهاض مبارك لأهل الكويت وانتخاؤه لهم .
وهذا مما يؤكد أن مدون المعلومة لم يهتم لتمحيص ما يضعه ويسجله من أخبار .. طالما بررت الغاية هذه الوسيلة ، وثبتت بها المأثرة.

مع علمي اليقيني القاطع بوجود الكثير جداً من المعلومات الصحيحة واضحة المصادر الموثوقة حول الشخصيات الكويتية المذكورة وغيرهم .. فالسؤال لم لا نشتغل بمثلها؟

لذا أقترح إعادة صياغة الموضوع بإبراز ورثة الشخصية ما لديهم من معلومات ووثائق، هي محل تقدير الباحثين في التاريخ الكويتي.
بعيداً عن الإنشائيات.