عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 24-03-2013, 03:27 PM
فالح الغضوري فالح الغضوري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 40
افتراضي

العام الدراسي 1948/1949
عن تعيينه في روضة البنين المستقلة في أول مشواره بالتدريس يقول المربي الفاضل محمد علي: مع بداية العام الدراسي 1948/1949 تم تعييني مدرسا في مدرسة روضة البنين المستقلة أطلق عليها هذا الاسم المستقلة لأن المدارس في ذلك الوقت مشتركة روضة وابتدائي وكان الناظر احمد العثمان وقد سبقه الأستاذ احمد الخطيب، تسلمت العمل مدرس تربية بدنية واذكر كنت واقفا بساحة المدرسة من أول يوم حضر عندي طالبان اخوان وبصوت واحد قالا: انت مدرس؟ فقلت: نعم، ولكن ما اسمك، فقلت لهما اسمي واذكر من تلاميذي بتلك المدرسة عبدالحسين عبدالرضا وشقيقه عبدالأمير عبدالرضا واحمد الصالح الممثل والمرحوم خالد النفيسي وعبدالكريم حسن وجاسم الصالح، أمضيت عاما دراسيا عندما دخلت المدرسة كنت اعتقد أني سأدرس التربية الفنية لكن الناظر كلفني بالتربية البدنية ايضا، اذكر أولاد السديراوي وشادي الخليج (عبدالعزيز المفرج) وأولاد المرزوق ـ كذلك أشرفت على تدريب الفريق الخاص وحصلنا على كأس وكنت المدرس الوحيد بالمدرسة وسبقني عبدالعزيز العنجري كان مدرس تربية بدنية وانتقل الى المثنى مع عقاب الخطيب.

وأحمد العثمان كان أول عام ناظرا للمدرسة بدلا من سليمان العثمان المهم نجحت في التعليم منذ أول عام.

المدرسة الأحمدية
ثم بعد ذلك انتقل ضيفنا الى المدرسة الأحمدية ويقول عن ذلك: نقلت الى المدرسة الأحمدية الواقعة على ساحل البحر بجانب الفرضة مقابل فريج سعود خطوات بعيد عن المدرسة القبلية للبنين ـ المهم بداية تعييني مدرسا كنت ساكنا في المنطقة الشرقية فكنت أذهب الى المدرسة مشيا صباحا ومساء شتاء وصيفا ولمدة 6 أشهر، وكان بيتنا قرب مدرسة الصباح ومن الشرق الى سوق بن دعيج الى السوق الداخلي الى ساحل البحر حتى أصل الى الأحمدية أو القبلية بعد ذلك كنا مجموعة من المدرسين جالسين في جمعية المعلمين وكنا نشتكي من المشي وعدم وجود مواصلات، أثناء الجلسة تقدمت باقتراح لزملائي الموجودين.

الاقتراح للزملاء
أثناء الجلسة قلت نشتري دراجات (جاري) فقالوا ما عندنا فلوس وكان الراتب 210 روبيات فقلت لهم نأخذ من دائرة المعارف (سلف) وهذا ما فيه اي شيء شهر ونسدد للمعارف.

المهم اتفقنا وكتبنا رسالة بيدي وأخذت الرسالة وتوجهت بها الى المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف ويومئذ كان جالسا في المحكمة.. وأول ما شاهدني ناداني وبعد السلام أعطيته المكتوب وقلت له «نحن مجموعة مدرسين كويتيين نذهب الى المدرسة مشيا ونحن بحاجة الى دراجة لكل واحد منا، ونطلب سلفة من المعارف 100 روبية لكل مدرس» فقال «سلفة» فقلت «نعم وتخصمون 10 روبيات من كل مدرس شهريا» فالتفت الى المدير المالي للمعارف وكان جالسا بجانبه السيد سليمان العدساني فتوجهت اليه، وبدوره كتب لا مانع ورجعت للزملاء وأخبرتهم وكل واحد منا توجه الى صندوق المعارف وتسلم المبلغ 100 روبية واشترينا دراجات من معرض المسقطي وكل يوم أذهب الى المدرسة بالدراجة (الجاري) (الجاري الاسم المحلي لأنها تجري).

قصرت المسافة وذهب التعب وأقول: إن قبل الدراجة وفي الشتاء كنت منزعجا كثيرا بسبب الأمطار والبرد الشديد.

المهم ان الدراجة قصرت المسافة من البيت الى المدرسة الأحمدية وأمضيت فيها 3 سنوات وكنت مدرس تربية بدنية وتسلمت التدريب لفريق خاص وبذلت جهدا كبيرا مع الفريق الخاص وكنت أوصي الطلبة بحلق شعورهم ولكن بالماكينة وليس بالموس إلا ان اثنين من الطلبة حضرا وقد حلقا شعورهما بالموس فأخذت فلين أبيض وحرقته ووضعته على رؤوسهما ليوم العرض مع المدارس الأخرى وحصلنا على كأس ولمدة 3 أعوام متتالية وتغلبت على أستاذي في المباركية وأذكر ان ناظر الأحمدية المرحوم صالح عبدالملك، والنشاط الرياضي بأكمله كنت المسؤول عنه وحصلت على كؤوس ودروع.

مدرسة النجاح
بعد المدرسة الأحمدية كانت محطة ضيفنا الثانية في «النجاح» وعن ذلك يقول: تم الانتهاء من بناء مدرسة النجاح وكانت قريبة من بيتنا وكان الناظر احمد اللباد منذ بداية العمل فيها ومن المدرسين محمد السداح وعبدالعزيز ومدرسين مصريين وفلسطينيين وكذلك كنت مدرس التربية البدنية، اذكر هنا عندما كنت مدرسا في الأحمدية تفوقت على المدرسة المباركية بقيادة سليمان العثمان وهو كان يدرسني فأخذت الكأس للفريق الخاص وقد فرح بعدما تفوقت عليه.
اذكر من مدرسي الرياضة في النجاح مدرسا مصريا وهو عبدالإله بركات، وكان مقابل المدرسة مقبرة قديمة جدا وكان بعض الشباب قد فتحوا في حائطها فتحة يدخلون منها الى المقبرة يلعبون كرة القدم ـ مدرسة النجاح لا يوجد فيها ملعب قدم، فدخلت الى المقبرة مع مجموعة من التلاميذ وأقمنا ملعبا لكرة القدم، اذكر ان بعض الشواهد موجودة ساوينا الأرض وصار ملعب النجاح ونقيم المباريات الرسمية على الملعب القبلي، أو ما يسمى بشبان الوطن، دائرة المعارف أقامت مدرجات على ذلك الملعب وحصلنا على كأس للفريق الخاص وكان الشيخ عبدالله الجابر والشيوخ وكبار الشخصيات يحضرون للملعب ولمدة سنة ونصف السنة بالنجاح.

سنة الهدامة الثانية
من العلامات البارزة في التاريخ الكويتي سنة الهدامة بسبب ما تركته من تأثير على المجتمع الكويتي عن ذكرياته حول أحداث هذه السنة يقول المربي محمد علي: عام 1954 نزلت أمطار غزيرة على جميع مناطق الكويت وقراها، فتهدمت بعض البيوت وبعض حوائطها تشققت وبعض المياه نزلت على السكان في الغرف فقررت الدولة نقل المتضررين الى المدارس، ومن تلك المدارس مدرسة النجاح، حيث نقل اليها الأهالي، والبداية ان التلاميذ حصلوا على عطلة وعينت مشرفا مع المرحوم يوسف العلي على الأهالي داخل مدرسة النجاح وكذلك علي الحسن، ثم نقلت الى الصباح وذلك في شهر نوفمبر واحضروا تلاميذ الصباح ابتدائي مع ابتدائي النجاح، أما متوسط الصباح مع متوسط النجاح فنقلوا الى الصديق، ونقلت الى مدرسة الصباح واستمررت فيها وكان حمد الرجيب ناظرا، ونقل مع احمد مهنا الى الصديق وأمضيت سنوات بالصباح.

معرض الرسم التشكيلي
كما قال آنفا كانت من بين هوايات ضيفنا الرسم، ويقول عن احد المعارض التي شارك فيها: كانت دائرة المعارف تقيم معرضا تشكيليا سنويا فشاركت بالمعرض بلوحات فنية والذي افتتح المعرض مدير معارف الكويت المرحوم عبدالعزيز حسين والتقيته وبعد السلام سألني «لماذا أنت هنا وأنت مدرس تربية بدنية؟» فقلت: «عندي مجموعة لوحات فنية مشارك فيها بالمعرض»، فشاهد لوحاتي وأطال المشاهدة ثم قال: «لماذا صرت مدرس تربية بدنية وأنت ترسم مثل هذه اللوحات؟ انت من الضروري ان تدرس وتتعلم اكثر وسنرسلك الى لندن للدراسة»، وفي تلك الأثناء طلب مني بعض اللوحات وقدمتها له «هدية» وفي اليوم الثاني ذهبت الى دائرة المعارف وقابلته وأرسلني الى فيصل الصالح مدير البعثات وانهيت جميع الإجراءات للبعثة الى لندن وكنت يومئذ متزوجا وعندي أولاد جاسم وعزيزة، حصلت على إجازة براتب ومخصصات الدراسة، في لندن أول سنة ذهبت بنفسي وسكنت في كمبردج، وسكنت عند سيدة كبيرة بالسن، وأول ما قالت لي: انتبه قد لا أستطيع أن أقدم لك خدمات طبية جيدة لأنه في يوم من الأيام سقطت في حفرة بالدراجة وأصيب ظهري بألم.. وصباح كل يوم كانت تحضر لي الشاي وتضعه على نصف الدرج وتناديني «محمد.. محمد.. شاي» قلت لها «أريد ان أسبح بالحمام» فقالت «أجهز لك إياه» وبعد فترة نادتني ودخلت الحمام وما كان فيه «دوش» ـ البانيو كان فيه ماء قليل وماء حار وماء بارد (من عاداتهم ان ينزل الرجل داخل البانيو ويغتسل بالماء والصابون ويأخذ من الماء ويصب على نفسه ويخرج وينشف نفسه ويلبس فقلت لها أريد «دوش» فطلبت منها «مغراف» أعطتني لكن لم يعجبها فاتصلت بالمكتب ـ وتركتها وانتقلت الى بيت آخر وبنفس الكيفية ـ والمكتب اتفق مع موتيل وسكنت فيه وصاحبه رجل شايب وكان حمام الغرفة فيه «دوش» وشاهدت كبار السن فيه واختلطت معهم وأجلس معهم على الافطار.. وبعد ذلك بدأت البحث عن بيت لأني قررت إحضار عائلتي وكلما أذهب لمكتب عقار يسألون عندك أطفال؟ وعندما أقول: «نعم عندي» يرفضون التأجير.

بعدما تعب حصلت على بيت لعائلتي، والسبب انهم يخافون الأطفال يتلفون البيت ومصاريف الماء والكهرباء.. وصاحب البيت كان رجلا غير انجليزي والإيجار 39 جنيها بالأسبوع وكنت في كيمبردج وفي عطلة رأس السنة احضرت أولادي الى انجلترا وسجلتهم في مدرسة حكومية وليست خاصة لأن المدرسة قريبة من بيتنا، ذهبت لتسجيل أولادي في المدرسة والبداية اني ذهبت الى مكتب تربية وتعليم وهو عبارة عن صالة صغيرة وموظف وموظفة جالسين وأبلغتهما برغبتي بتسجيل أولادي، الحقيقة سألني: «لماذا أنت حضرت الى هنا؟» فقلت: «أنتم مكتب تعليم وتربية» فأخذ عصا طويلة وأشار بها الى خارطة وقال «اذهب الى هذه المدرسة القريبة من بيتكم» وخرجت من عنده وتوجهت الى المدرسة والتقيت الناظرة وفرحت كثيرا ونادت على المدرسات والوكيلات فقالت «أين أولادك؟» واليوم الثاني أخذت أولادي واستقبلوهم استقبالا طيبا وأدخلتهم الفصل وباشروا الدوام.. سألوني عن أسمائهم وأعمارهم.. بعد شهرين تعلموا اللغة الإنجليزية وفي كمبردج مدة سنة والدراسة لمدة 3 سنوات، وفي برايتون التحقت بمعهد للفنون التشكيلية ورجعت الى الكويت وعينت في معهد المعلمين عام 1964-1965.

مدرس في المعلمين عن نشاطه المهني بعد البعثة إلى لندن يقول علي: التحقت بالمعلمين مدرسا للتربية الفنية وأقمت معرضا نموذجيا وكان معرضا للطلاب المتخصصين في الفنون بالمعهد وغالبية العمل الخزف لأني درست الخزف في انجلترا، في البداية لم يكن هناك مكان مناسب ولكني حصلت على سكن المدرسين وحولته الى ورشة عمل للطلبة وأغلقت الليوان وحولته الى مشغل للخزف وأحضرت عدد 3 أفران وعملت لها تمديدات وأقيم المعرض في نفس العام وحضر الوزير خالد المسعود.

سيارة الشيخ جابر العلي
عن أحد المواقف الطريفة التي حدثت له يقول ضيفنا:

عندما كنت في انجلترا في السنة الأخيرة كان في انجلترا الاستعداد لاجراء انتخابات نيابية وكان التنافس الكبير بين حزبي العمال والمحافظين وبعد عودتي الى الكويت كنت أجلس في ديوان المرحوم الشيخ جابر العلي مع المرحوم خالد المسعود وفي إحدى الليالي دار الحديث عن الانتخابات البريطانية وكان الشيخ جابر العلي يتوقع فوز المحافظين فقلت له ان حزب العمال هو المتقدم لأني كنت هناك وملاحظ ما يدور هناك فقال الشيخ جابر العلي تراهني من راتبك الى راتبي إذا فاز حزب المحافظين اخذ راتبك الى راتبي اذا فاز حزب العمال اعطيك راتبي فقلت تم واتفقنا على ذلك.

وفي احدى الليالي اتصل الشيخ جابر العلي بالمرحوم خالد المسعود وقال له ان صاحبك فاز لأن حزب العمال فاز بالانتخابات البريطانية في تلك الأثناء كان الشيخ جابر العلي عنده سيارتان قديمتان موديل 1934..
اليوم التالي ذهبنا الى الشيخ جابر العلي وجلسنا عنده فقال مبروك انت فائز واعطيك راتبي فقلت له لا أريد الراتب وانما أريد احدى تلك السيارتين فأعطاني سيارة بعدما سجلها باسمي وأخذتها وبقيت السيارة عندي الى عام 2009 حيث أخذها مني ابن خالتي، وأما السيارة الثانية فأعطاها هدية لأحد الديبلوماسيين من دول مجلس التعاون الخليجي.

من الذاكرة
يتذكر المربي محمد علي بعض اللقطات ويقارن بين الماضي والحاضر قائلا:

أقول ان بعض كبار السن يقولون ان الأول الحياة زينة أقول هل الحياة كما تصفونها أم اليوم الحياة بتطور وتقدم.. الحمد لله نحن نعيش بنعمة وخير وفير وراحة وكل شيء عندنا ونحن مرتاحين.. أنا بودي ان اعمل فيلم عن المياه في الكويت قديما بعدما تصل سفن نقل المياه يخرج الحمارة وتخرج النساء كل واحدة تحمل على رأسها قوطي والكنادرة يحملون على أكتافهم القواطي لنقل المياه.. كل من يحمل قوطيه على رأسه.

خالي حسن عنده هوايات مثلا في احدى السنوات عمل طائرة في داخل البيت لها جناحان وعمل لها (رجاب) لكي تتحرك، ولكن لم يستطع اخراجها من البيت.

واستعان بقطع من الدراجات يفككها ويأخذ قطعها واذكر انه فتح له محلا لتصليح السيارات في ساحة الصفاة بجوار محلات يحيى زكريا قديما، وكان خالي يصلح الصدمات (الدعمات) وآخر من أقربائه يصلح السبرنكات حدادة، والحداد كان آخر النهار يغسل يديه بالبنزين فاشتعلت النيران ومات الرجل وخالي تأثر وأغلق المحل.

الاخوة والأخوات في التعليم واللعمل
عن مسار اخوته وأخواته في التعليم والعمل يقول ضيفنا: وأخي صادق بعدما أنهى تعليمه بالمعلمين بعد سنوات من تعييني أيضا عين مدرسا وتخصص تربية فنية وسافر الى أميركا بعثة دراسية وصار مهندس تصميم داخلي. ويوسف أرسل الى الخارج وعين في الخطوط الجوية الكويتية، واخواني بعضهم مدرسات.