عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 14-05-2012, 01:43 PM
رود
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

عبدالله السالم مخاطبا الشعب وبجانبه رئيس الشرطة الشيخ سعدالعبدالله حاملا مكبر الصوت


ظاهر الشاهر:

• تهديدات قاسم أخطر تجربة مرت بها الكويت منذ نشأتها

• قرار جمهوري بتعيين عبدالله السالم قائمقام لقضاء الكويت

• الحكومة والشعب مصممان على الدفاع عن استقلال الكويت

• العراق يخاطب الكويت دائماً كدولة مستقلة منذ النظام الملكي

• الأمير يشيد بالشعب ويؤكد تلاحمه في الملمات والأحداث

• ادعاءات قاسم لا ترتكز على أساس من الصحة التاريخية

في هذا اليوم الأغر من ايام وطننا المحبوب، في هذا اليوم الذي ننتقل فيه من مرحلة الى مرحلة

اخرى من مراحل التاريخ، ونطوي مع انبلاج صبحه صفحة من الماضي بكل ما تحمله وما انطوت

عليه لنفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الاتفاقية.. والتي نالت بموجبها الكويت استقلالها التام

وسيادتها الكاملة.

بهذه المقدمة استهل المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير الكويت الراحل، ابو الاستقلال

والدستور، كلمته السامية لمخاطبة الشعب الكويتي بمناسبة توقيع اتفاقية الاستقلال واعلان الكويت

دولة مستقلة في 19/6/1961م.

وبعد مضي خمسين عاما من هذه الكلمات الخالدة، تحتفل الكويت اليوم «باليوبيل الذهبي»

للاستقلال، فرغم كل التحديات والصعاب والاطماع والمؤامرات تبقى الكويت صامدة قوية بعزيمة

اهلها وحكمة حكوماتها المتعاقبة منذ الامارة حتى الدولة والاستقلال والانطلاق الى العالم

الخارجي.. وما كانت عليه وما وصلت اليه.. وكيفية المحافظة عليها وسط كل تلك الصراعات..

عزيزي القارئ من خلال هذا الباب سنتطرق لتوضيح مسيرة الاستقلال منذ البدايات الاولى للدولة

وفق وثائق وأدلة دامغة ومواقف معتمدة ومدونة..

بعد أن الغيت اتفاقية الحماية البريطانية 1899م، وتم اعلان استقلال الكويت في 19/6/1961م،

وحتى وقت الاستقلال كانت الحكومة الكويتية تزيد في توفير المؤسسات والبنى التحتية التي ستتولى

ادارة شؤون البلاد على احسن وجه، وقد اضاف الاستقلال ايضا للكويت مسؤولية الشؤون

الخارجية التي كانت تتولاها بريطانيا وفق بنود اتفاقية الحماية.

تهديدات

مباشرة ودون مقدمات بعد اعلان الكويت استقلالها كدولة مستقلة ذات سيادة، اعلن الرئيس

العراقي عبدالكريم قاسم تبعية الكويت للعراق وبطلان استقلالها، مدعيا ان الكويت قضاء وجزءا من

ولاية البصرة، فجاءت تهديدات قاسم كاخطر تجربة مرت بها الكويت منذ نشأتها.

سكرتارية حكومة الكويت:

بيان هام

اصدرت سكرتارية حكومة الكويت البيان الهام التالي: اوردت بعض وكالات الانباء كما اذاعت

محطة الاذاعة من بغداد ليلة امس تقارير عن المؤتمر الصحفي الذي عقده اللواء عبدالكريم قاسم

يوم الاحد الواقع 25/*6/1961م والذي طالب فيه بدولة الكويت، تعلن ان الكويت دولة عربية

مستقلة ذات سيادة كاملة معترف بها دولياً، وان حكومة الكويت ومن ورائها شعب الكويت بأسره

مصممة على الدفاع عن استقلال الكويت وحمايتها، وان حكومة الكويت اذ تعلن ذلك لواثقه تماماً

ان جميع الدول الصديقة المحبة للسلام، ولاسيما الدول العربية الشقيقة، ستساندها في المحافظة

على استقلالها.

واتى البيان الثاني مباشرة بكلمة لصاحب السمو المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح بعد

مظاهرات كبيرة عمت شوارع الكويت ومدنها واستنكار وغضب شعبي كبير لادعاءات قاسم

وافتراءاته.

كلمة صاحب السمو أمير البلاد المعظم

شعبي العزيز/ اخواني وأولادي

في هذه الاونة من تاريخ الكويت المجيد وقد هببتم ككتلة متراصة تعربون عن شعوركم الطيب

الجياش واستعدادكم التام للتضحية بالنفس والنفيس في سبيل الذود عن حياض الوطن مندفعين غير

مدفوعين وطائعين غير مكرهين.

في هذه الاونة من تاريخ الكويت المجيد وقد برهنتم على تآزركم واتحادكم في السراء والضراء

واثبتم للعالم اجمع عزمكم على الدفاع عن حرمات البلاد ومقدساتها واكدتم انكم صف واحد في

وجه الملمات والاحداث في هذه الاونة من تاريخ الكويت المجيد وقد قمتم بشتى مظاهر التأييد

للموقف الحق الذي لا دافع لنا عنه فسرتم بالتظاهرات التي عمت انحاء البلاد تستنكر تصريحات

بغداد ورفعتم برقيات التأييد التي تكشف عما يختلج في جوانحكم من وفاء حب وولاء في هذه الاونة

من تاريخ الكويت المجيدة وقد كان لموقفكم الرائع الذي شددنا به ازرنا اطيب الاثر في نفسي،

اشكركم يا ابنائي الاعزاء واحييكم فرادى وجماعات، بارك الله فيكم ووفقكم وسدد خطاكم الى كل

مافيه خير الوطن والسلام عليكم.

مطامع غير مشروعة

ورغم ان الادعاءات التي استند الى قاسم لا ترتكز على اساس من الصحة التاريخية والتي ان دلت

على شيء فقد دلت على مغالطات في التاريخ والواقع كما اسفرت عن مطامع غير مشروعة لهذا

فان الكويت لا تنوي الخوض في مهاترات وجدل عقيم فهي تعلن للرأي العام العربي والعالمي ان

الكويت لم تكن في يوم من الايام خاضعة للحكم العثماني بشكل مباشر ولم يكن للدولة العثمانية

خلال حكمها الطويل في بلاد العرب اي ممثل لها في امارة الكويت ولقد عاشت فترات حياتها

الماضية بعيدة عن المشكلات التي تجرها التبعية، وظل مؤسسو الكويت الوافدون عليها من

الجزيرة العربية وشواطئ الخليج بمنأى عن السيطرة العثمانية يشكلون وحدة مستقلة حرصت على

حريتها وازدهار تجارتها وحين انحسر السلطان العثماني عن الدول العربية استقلت كل دولة من

تلك الدول في شكل وحدة ما.

مخاطبات رسمية

اما بالنسبة للحاضر القريب من حياة الكويت فقد استكملت منذ زمن جميع العناصر التي يجب ان

تتوافر لاي دولة مستقلة ذات سيادة وكيان ظاهر واعترفت بها دول العالم اعترافا واقعيا ثم اعترافا

قانونيا ومن بين الحكومات التي كانت تخاطب الكويت كدولة مستقلة حكومة العراق منذ ان استقل

العراق واستكمل سيادته ولم يتغير هذا الوضع بعد استبدال النظام الملكي بالنظام الجمهوري الحاضر

في العراق وتولي عبد الكريم قاسم مقاليد الحكم اذ ان العراق في كل مكاتباته الرسمية كان يخاطب

الكويت كدولة مستقلة ذات كيان منفصل، وكانت الحكومات العراقية المختلفة تخاطب الكويت مخاطبة

الند للند، كما ان قاسم نفسه في مكاتباته الرسمية يوجه الخطاب الى حضرة صاحب السمو اميرها

حاكم الكويت، وكان يعبر عن الدولتين الكويت والعراق كبلدين مستقلين وتربطهما اواصر الاخوة..

وهناك كتب كثيرة موجهة من قاسم بصفته رئيس وزراء الجمهورية العراقية الى سمو امير البلاد

وحرص فيها على مخاطبة سموه بوصفه حاكما للكويت ذاكرا فيها بوضوح ان العراق والكويت

بلدان شقيقان منفصلان وان كنا نتحدث بعقلانية فالكويت لا تستجدي هذا الاستقلال من قاسم او اي

كان على شاكلته لكننا اردنا توضيح هذه الافتراءات وتعريتها.

شكوى الكويت

بتاريخ 2/7/1961م تقدمت حكومة الكويت لاول مرة في تاريخها السياسي بشكوى عاجلة الى

مجلس الامن الدولي، الذي انعقد خصيصا لبحث الشكوى تقدمت بشكواها ضد العراق على اثر

التصريحات التي ادلى بها اللواء عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق، في المؤتمر الصحفي الذي

عقد في الخامس والعشرين من شهر حزيران عام 1961م، مطالبا بضم الكويت الى العراق

باعتبارها على حد قوله قضاء تابعا للواء البصرة!!

تهديد بالقوة

وبعد تلك التصريحات التي لا تصدر الا عن اقل الناس تفهما للتاريخ واتصافا بالواقع وتحريا

للحقائق، اخذ يلوح مهددا باستخدام القوة لانها في رأيه السبيل الوحيد لضمها الى العراق!!

يومها قامت مظاهرات ومسيرات شعبية عامرة بالحماسة القومية والوطنية وصيحات الاستنكار لم

تشهد الكويت لها مثيلا.. مسيرات لم تقتصر على الرجال فقط بل ضمت النساء اللائي كان لهن

النصيب الاوفر فيها.

إجراء وقائي

قامت الكويت بتحركات واسعة على الصعيدين العربي والدولي وباتصالات واسعة لكبح نوايا قاسم

العدائية ضدها ولم يكن هنالك بد من اتخاذ اجراء دفاعي وقائي عاجل يحفظ الدم العربي ويحفظ

كيان الكويت واستقلالها فقد رحب صاحب السمو، رحمه الله، بالقوات السعودية الشقيقة كما طلب

المساعدة العسكرية من حكومة المملكة المتحدة البريطانية وفق الاتفاق الذي جرى في 19/9/

1961م وبعد ان اتخذت حكومة الكويت الخطوات الدفاعية الوقائية رأت ان تتقدم بشكوى لمجلس

الامن وانها ترغب باي تسوية سلمية تصل اليها الامم المتحدة وتحفظ كيان الكويت كدولة ذات

سيادة، وترحب بالمساعي الحميدة من الدول الصديقة والشقيقة وما يبذله امين عام الجامعة العربية

من جهود يشكر عليها.

وبعد انتشار القوات العربية والقوات الصديقة في الكويت بدأت الأمور تهدأ تدريجيا وانزاحت هذه

الغمة السوداء وبزغ فجر جديد يكذب ادعاءات قاسم وافتراءاته.

مؤتمر افتراءات قاسم

ازداد تواتر الأزمة سريعا خاصة بعد التصريحات المتتالية التي يلقيها قاسم بين الحين والاخر ففي

25/6/1961م اعلن في المؤتمر الذي اقيم ببغداد ان الجمهورية العراقية قررت حماية الشعب

العراقي في الكويت والمطالبة بجميع الارض التابعة لقضاء الكويت والمرتبطة بلواء البصرة بكامل

حدوده دون الاستعداد للتخلي عن شبر واحد من تلك الارض.. وعندما نقول ذلك فان باستطاعتنا

تنفيذ ذلك، وعليه فاننا سوف نصدر المرسوم الجمهوري بتعيين شيخ الكويت الجليل الحالي

«قائمقام» لقضاء الكويت يكون تابعا للواء، وسوف ننذر هذا الشيخ بعدم التعصب بحق شعب

الكويت الذي هو حق العراق نفسه وان اساء التصرف فسيلقى العقاب الصارم ويحسب في عداد

المتمردين.

وفي الاعلان نفسه قال قاسم ايضا في «المؤتمر» ان الكويت حرة متحررة مع المجموعة العراقية

وهي جزء منها، وان الحق لا يضيع اذا كان وراءه مطالب، واني مطالب يطالب بحقه، وعلى العالم

ان يفهم بعد ذلك، عليك ان تخطو خطوة جريئة جبارة للحصول على حقك.

ثم اعلن راديو بغداد نص البرقية التي ارسلها احمد صالح العبدي رئيس اركان الجيش والحاكم

العسكري العام الى قاسم، والتي اعلن تأييده لقاسم كما اعلن ان الجيش رهن اشارته.

تلا ذلك حشود عراقية وقد اكدت التقارير صحة تلك التحركات واستمرت بغداد تذيع التعليقات،

مؤكدة ان قاسم لم يعدل عن مطالبته الواهية بضم الكويت والاعتداء على سيادتها واستقلالها.


مظاهرات حاشدة ويبدو فيها الشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله وبعض الشيوخ


مسيرات احتجاجية شاجبة


غضب جماهيري كبير أمام قصر السيف












المصدر

جريدة الدار
رد مع اقتباس