عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 25-02-2012, 12:15 PM
ahmedcoins ahmedcoins غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 32
افتراضي

مولد الروبية الهندية
يتطلب التعرف على تاريخ الروبية الهندية وكيفية دخولها إلى المنطقة في منتصف القرن التاسع عشر كإحدى العملات المتداولة فيها ، ثم سيطرتها فيما بعد على عمليات التبادل في السوق كعملة وحيدة في بلدان الخليج ، التطرق - ولو بإيجاز - إلى تاريخ الهند في تلك الحقبة من الزمن والعملات التي استخدمت فيها ، والعوامل التي أدت إلى إصدار الروبية الموحدة للإستخدام في تلك الدولة المترامية الأطراف ، ثم دخول تلك العملة إلى بعض الدول الأجنبية كعملة رسمية للتداول بها.
فقد كانت الهند - قبل دخول القوى الاستعمارية الأوروبية - جزء من الإمبراطورية المغولية التي كانت تضم بالاضافة إلى الهند عدداً من الدول المجاروة لها. وقد امتدت حدود تلك الامبراطورية إلى أكبر مساحة عرفتها في عهد الإمبراطور المغولي "أرانجيب علم جير" الذي حكمها خلال الفترة 1658م - 1707م وامتدت امبراطوريته لتشمل كامل الهند وباكستان وبنغلاديش وجزء كبيرا من افغانستان. ومع وفاة الامبراطور "علم جير" بدأت الامبراطورية المغولية بالتفكك بسبب الانهاك العسكري الذي شهدته في عهده والصعوبات المالية التي نتجت عن ذلك مما جعل من الصعب تماسك تلك الامبراطورية. وقد أدى ذلك إلى وقوع الثورات والقلاقل المحلية وبروز كيانات عديدة شجعتها القوى الأجنبية القادمة من أوروبا. وفي منتصف القرن الثامن عشر كانت معظم أجزاء الهند قد انشقت عن الحكومة المركزية وتكونت منها ولايات مستقلة. وكانت لبريطانيا اليد الطولى في تجزئة الهند إلى دويلات صغيرة يحكم كل منها حاكم أو "مهراجا" يدير شؤونها تحت اشراف ونفوذ شركة الهند الشرقية الانجليزية التي زاد نفوذها مع بداية القرن التاسع عشر.
وقد سمحت الشركة لكل حاكم ولاية باصدار عملة خاصة به تحمل اسمه مما نتج عن ذلك صدور عشرات الأصناف والأشكال من الروبيات والفئات التابعة لها من الفضة والنحاس بالاضافة إلى الليرات الذهبية . وكانت بعض هذه العملات تحمل الشعار المحلي على أحد وجهيها وشعار حكومة المغول على الوجه الآخر بالرغم من تقلص نفوذ تلك الدولة ، بينما حملت بعض العملات شعار شركة الهند الشرقية الإنجليزية بدلاً من شعار حكومة المغول على وجهها الآخر . أما الأجزاء الأخرى من الهند التي وقعت تحت احتلال القوى الأوروبية الأخرى كهولندا والبرتغال والدانمارك وفرنسا واسبانيا ، فقد أصدرت أيضاً عملات مختلفة خاصة بها من قبل الحكام الخاضعين لنفوذ تلك الدول. ومع ازدياد نفوذ بريطانيا وفرض سيطرتها شيئاً فشيئاً على أجزاء الهند أصبحت بريطانيا في نهاية المطاف سيدة الموقف ، خاصة بعد انتصارها على فرنسا في تنافسهما التاريخي للسيطرة على الهند. ففي عام 1757م انتهى التنافس بين فرنسا وبريطانيا لصالح الأخيرة بعد انتصارها في المعركة التي قادها أحد الضباط التابعين لشركة الهند الشرقية البريطانية مما أدى إلى بسط النفوذ البريطاني سياسياً وعسكرياً واقتصادياً على الهند ، واكتمال فرض سيطرتها عليها مع نهاية القرن الثامن عشر .
وقد حكمت شركة الهند الشرقية الانجليزية الهند مباشرة - وبالنيابة عن الحكومة البريطانية - إلى عام 1858 م عندما انتقل الحكم إلى التاج البريطاني مباشرة نتيجة للقلاقل والثورات التي وقعت ضد الشركة . وكانت شركة الهند الشرقية قد أصدرت عملة خاصة بها للتداول في عموم الهند (الروبية) ، أثناء حكمها لتلك البلاد. وتنقسم الروبية إلى "16آنة" بينما تنقسم الآنة إلى "4 بيزات" "والبيزة" إلى "3 بايات" (آرديات)، أي أن "الروبية" تساوي "64 بيزة" أو "192 آردي". وكان الإصدار الأول يحمل صورة الملك وليام الرابع بينما حمل الإصدار الثاني صورة الملكة فيكتوريا ، حيث استمرت فترة تلك الإصدارات ثلاثة وعشرون عاماً (من عام 1835م إلى عام 1858م).
رد مع اقتباس