المراد من اتخاذ الكافرين دون المؤمنين
قال الله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليبس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة، ويحذركم الله نفسه، وإلى الله المصير}. فالمراد من الأولياء الأنصار، أي لا يتخذ المؤمنون الكافرين أنصاراً في شيء تقدم فيه مصلحتهم على مصلحة المسلمين، فلا يجوز اتخاذهم لكل ما فيه خذلان للدين وإيذاء للمسلمين. أو تتخذهم لإضاعة مصالح المسلمين. أما ما عدا ذلك من ضروب المعاملات الدنيوية، فلا تدخل في النهي، وقوله تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} معناه أن ترك موالاة الكافرين فرض واجب إلا في حالة الخوف منهم، فلكم حينئذ أن توالوهم بقدر، ما يتقي به ذلك الشيء المضر، لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وعلى هذا يجوز لحكام المسلمين أن يحالفوا الدول غير المسلمة لأجل مصلحة المسلمين، ودفع الضرر عنهم، أو جلب المنفعة لهم، وليس لهم أن يوالوهم بشيء يضر المسلمين، وقد استدل بعض أهل العلم بهذه الآية على جواز التقية، وهي بما يفعل أو يقال مخالفاً للحق لأجل توقي الضرر، للمحافظة على النفس والمال والعرض. (انتهى بتصرف عن تفسير المنار).
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
|