الموضوع: العرب
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04-07-2011, 06:27 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

(تحفة) قال المأمون الخليفة العباسي الجليل رحمه الله، للإمام سيدنا علي الرضا، رضي الله عنه، ماذا يقول ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ادَّعى المشاكلة معه بقايا الآل؟ قال: اعفني يا أمير المؤمنين. قال: لابد أن تقول شيئاً. قال أقول:

لئن فاخرتنا من قريش عصابةٌ *** بمط خدودٍ أو بطول أصابعِ
متى ما تداعينا القضاء قضى لنا *** عليهم كما نبغي نداءُ الصوامعِ

فقال المأمون صدقت والله ، وإن الأمر كذلك. ومن الدواهي في الإسلام أن يُذل العرب بلا سبب.

*******

( جرى الوادي فطمَّ على القرى) أي جرى سيل الوادي فطمَّ القرى الذي هو مجرى الماء وجمعه أقرية وقريان، وعلى مِن صلة المعنى، أي أتى على القرى فدفنه، وطاش السيل، يُضرب هذا المثل عند تجاوز الشر حده.

وقد نرى العرب تحب بقية الأجناس، ولحظهم ما لهم هذه المقابلة من الأجناس السائرة على الغالب. ولطيف ما يُروى عن الإمام ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: لما ذرأ الله صنوف العالم صفَّهم في عالم الذر صفوفا ثلاثة، فجاء من الصفوف الثلاثة، وجه رجل مقابلا لوجه رجل آخر، ووجه رجل لظهر رجل، وظهر رجل لظهر رجل، قال ابن عباس رضي الله عنهما: فلما برزت الذرات إلى عالم الكيان، فالوجه الذي جاء مقابلا لوجه الرجل الآخر يتحابان في الدنيا، والذي جاء الوجه للظهر الواحد محب والآخر مبغض، والذي جاء الظهر للظهر كلاهما مبغض للآخر، فكان صف العرب جاء وجهه مقابلا لظهور الكثير من الأجناس والصفوف. وقد نرى أن الكثير من الأجناس يطوفون في بلاد العرب، ولم ير أحدهم إلا الحب والشفقة والإحسان، حتى يرجع مملوء الصاع، شكل جيران كعب بن مامة العربي النجيب فإنه كان إذا جاوره رجل فمات وداه، وإن هلك له بعيرا وشاة أخلف عليه، فجاءه أبو رواء الشاعر الشهير مجاوراً، فكان كعب يفعل به ذلك، فضُرب به المثل في حُسن الجوار. وقال قيس بن زهير يشير إلى كعب وحسن سيرته:

أطوف ما أطوف ثم آوي *** إلى جارٍ كجارِ أبي رواءِ
رد مع اقتباس