عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-12-2010, 03:03 PM
الناصر الناصر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 82
افتراضي

محمد السداح: دور الكويت الريادي تراجع ثقافياً وتعليمياً
استعرض جناحي المساعدات الحكومي والشعبي
لافي الشمري

أكد السفير محمد جاسم السداح أهمية المساهمات الكويتية في تأسيس البنى الثقافية والتعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال النصف الثاني من القرن الفائت، مستعرضاً أشكال الدعم الحكومي والشعبي ضمن هذا الاتجاه.
استضافت رابطة الأدباء السفير محمد جاسم السداح ضمن محور «ذكريات أديب»، أدار الجلسة الكاتب طلال الرميضي، وقدّم فيها قراءة في تقرير البعثة الكويتية الزائرة 1958 لإمارات ساحل الخليج العربي، مؤكداً أنه بدأ رحلته مع التعليم من خلال انخراطه في سلك التدريس في مدرسة النجاح عام 1952، وبعد ستة أعوام في هذا المجال ترأس بعثة من إدارة معارف الكويت، مكونة من ستة مدرسين، وهم: عبدالوهاب الزواوي وعبدالمجيد حمد وعبدالعزيز الرشيد وخالد المضف وعبدالله عيسى مطر، كما تضم البعثة ثلاثة وعشرين طالبا لزيارة إمارات الساحل المتصالح- الاسم السابق لدولة الإمارات-، مشيراً إلى بعض الملاحظات وفي مقدمتها تركيز النفوذ البريطاني في دبي، محدداً شكل التنظيم الإداري البدائي في هذه المنطقة، كذلك قدّم المحاضر لمحات عن الجمارك والبلدية والجوازات والمعارف، مؤكداً توافر ثلاث مدارس في دبي يصرف عليها حاكم البلاد، مضيفاً: «في ما بعد أرسلت إدارة معارف الكويت الأستاذ زهدي الخطيب ليكون مشرفا على مدارس دبي، وذلك بناء على طلب من حاكمها لتنظيم الدراسة في هذه المدارس، وجعلها دراسة تسير على الأصول الحديثة للتعليم».
ثم استطرد السداح متحدثاً عن النواحي الصحية وحرف السكان في تلك الفترة، مؤكداً سيطرة رعايا الجاليات الإيرانية والهندية والباكستانية على الحركة التجارية، مسلطاً الضوء على الحياة الاجتماعية بقوله: «المجتمع في هذه الإمارة مازال في طور البدائية، فمازالت الروح الفردية قوية واضحة، والمرأة في هذا المجتمع ليس لها أي دور نهائي».
وفي حديث عن إمارة الشارقة قدّم نبذة جغرافية عن هذه الإمارة العربية، ثم انتقل إلى الحديث عن الموارد المالية لإمارة الشارقة، مؤكداً اعتمادها على مبلغ 75000 روبية تدفعها بريطانيا ثمن إيجار مطار دبي، وكذلك التجارة المحلية، محدداً شكل المساهمة الكويتية من خلال بعثة مكونة من ناظر وأربعة مدرسين، وكذلك مدرسات وناظرة مدرسة للبنات، وتساهم مصر ببعثة مكونة من خمسة مدرسين، والكويت تساهم كذلك بإرسال الكتب والقرطاسية إلى المدرسين، وعليه فالمنهج مطابق تماما لمنهج الكويت، مشيراً إلى أنه لا يوجد طبيب في الإمارة كلها، ويعتمد الناس في علاجهم على طبيب دبي الوحيد.
كما قدم قراءة مقتضبة عن إمارة عجمان، مؤكداً أنه لم يكن آنذاك أي وجود للنظام الإداري نهائيا، فنظام الحكم قبلي خالص يحكم الحاكم كما يريد ولا راد لحكمه، فلهذا لا نجد أي إدارات أو مصالح حكومية، مضيفاً: «لم يكن في الإمارة طبيب أو صيدلية نهائيا»، كما قدم لمحة عن إمارتي أم القوين ورأس الخيمة.
ثم أوجز السداح الدور الذي قامت به البعثة أثناء زيارتها للإمارات في النقاط التالية:
- الدعاية للكويت والتعريف بها بصفة خاصة وللقضية العربية بصفة عامة.
- توطيد الصلات القوية بين أعضاء البعثة وبعض الأهالي في الساحل.
- شرح دور الكويت في المساهمة بالنهوض بهذه الأجزاء من الوطن العربي.
- تحمس أعضاء البعثة للعمل لهذه الأجزاء وتقديم أي خدمة لها مهما كانت بسيطة.
كما تحدث عن المساعدات الشعبية لأبناء الكويت منذ الخمسينيات، مؤكداً تقديم الدعم والمساعدة إلى أبناء الخليج الدارسين في المدارس الكويتية، وفي عام 1962 تم تأسيس جمعية الجنوب والخليج العربي التي استمر دعمها حتى استقلال الإمارات، وفي عام 1962 أنشئت الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي، وكان أول عضو منتدب هو بدر خالد البدر، وعقب ثلاثة أعوام ترأسها أحمد السقاف وقام بنشاط كبير في هذا المجال، وتوسعت في مجال النهضة التعليمية.
وعقب ذلك، فتح باب النقاش، إذ أكد د. خليفة الوقيان أهمية الدور الذي لعبه السداح ورفاقه في تأصيل التوجه الديمقراطي والدفاع عن الحريات، مشيراً إلى توقعه سرد ملامح من تجربة السداح الشخصية في النادي الثقافي الكويتي.
كما تساءلت الإعلامية أمل عبدالله عن موقع الكويت راهناً في مجالات التعليم والتربية والصحة، مشيرة إلى أنها ذهبت إلى الإمارات في عام 1965، ضمن بعثة من وزارة الصحة لمكافحة مرض الدرن، فأجاب السداح بأن الكويت كانت ومازالت تمارس دورها، لكن دورها الريادي تراجع.



جريدة الجريدة عدد 4/12/2010
رد مع اقتباس