عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-08-2010, 08:37 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي عبدالحميد الرويح: عنترة بن شداد سبب إنشاء مكتبة الرويح

أول مكتبة تأسست في الكويت عام 1908

جاسم عباس
القبس - 25/08/2010



ذكرت «الموسوعة العربية الميسرة» أن أقدم مكتبة كشفت في وادي الفرات، حيث عثر على 30000 وثيقة وكتاب، يرجع تاريخها إلى (2700 ــ 1900 ق. م)، وأهم المكتبات المشهورة في العالم القديم مكتبة الإسكندرية التي أنشأها بطليموس (323 ــ 309 ق.م)، وفي بغداد أشهر مكتباتها مكتبة بيت الحكمة أنشأها الخليفة المأمون 833 - 813 وداركتب سابوربن أردشير 1025ـ بغداد، ودار الحكمة بمصر، ومكتبة سوربون 1257، ومكتبة الأزهر 1897، ومكتبة أمبروزو بميلان 1609، ومكتبات قديمة أخرى تأسست في اكسفورد، واسطنبول، والقاهرة، وسيناء والفاتيكان، أما في الكويت فتأسست بين عامي 1908 و 1910، وأول مكتبة خاصة للمغفور له الشيخ ناصر بن مبارك الصباح قيل إنها تحتوي على ثلاثة آلاف كتاب، والمكتبة العامة للمعارف تأسست 1934، بل هناك مكتبات خاصة كثيرة في البيوت في تلك الفترات من الزمن.

التقينا عبدالحميد فهد محمد أحمد الرويح حفيد صاحب أول مكتبة في الكويت فقال: جدي محمد الرويح من مواليد 1900 وقيل من مواليد 1898 في الحي الشرقي، فريج الدبوس بالقرب من فريج الزهاميل والحساوية، والزهاميل (جمع زهمول) تعني مجموعة متقاربة متعاضدة وأيضا تعني كتلة من التمر المتلاصق.

قال: بدأت قصة جدي مع المكتبة عندما كان عمره 8 سنوات عام 1908 بعد أن سمع قصة عنترة بن شداد في ديوان والده وهو يصب الشاي والقهوة من السداني أحد رواد ديوانية احمد الرويح، طلب منه القصة فقال له: انها كبيرة وصعبة عليك، اقرأ قصة القاضي والحرامي طلبها جدي من البحرين واستمر بعد ذلك في القراءة، وبدأ يطلب الكتب عن طريق درويش اليماني الذي كان يتردد بين الكويت والبحرين، وأشار عليه احد ابناء الحنيان ان في الهند كتبا عربية واسلامية، فبدأ بالمراسلة، أول دفعة وصلت من الهند بمبلغ 40 روبية، ثم أخذ يفرش الأرض بقطعة قماش ويعرض الكتب في مدخل السوق الداخلي جهة مسجد السوق الكبير، وأخذ الطلاب يترددون عليه، وأشار عليه فراش المدرسة «محمد بن سيار» بعرض الكتب على المدرسة وساعده في البيع الشيخ عبدالوهاب العصفور (صاحب مدرسة) أخذ منه بعض الكتب، وحصل منه على فهرس فطلب الكتب النادرة بمبلغ 400 روبية، فاستعان بشريك والده (أحمد الرويح) هو محمد بن حيدر، فأخذ له محلا في مدخل السوق، ومن ثم في قيصرية العوضي بايجار روبيتين (150 فلساً)، وطلب والده ان يقترب منه لمساعدته فأخذ في السوق الداخلي مقابل دكانه حتى يستعين به عند الحاجة.

تأسيس مكتبة
وذكر عبدالحميد حفيد محمد الرويح ان نقل المكتبة الى جوار بقالة والد جده في عام 1910 وقبل هذا التاريخ كان لجدي مكتبة في مدخل السوق، وايضاً كان يفرش الارض في عام 1908، بدأ بشراء الكتب بالمراسلة عن طريق محمد اليماني من البحرين والهند ومصر بالرسالة، وهذه الكتب لاقت اقبالاً، وصلت مراسلاته الى بيروت وبغداد بعد ان اشار اليه محمد السريع بالتعامل مع مكتبة المثنى والعربية، ومن ثم ترجمت الكتب الانكليزية الى العربية بواسطة ابن صاحب المثنى، وتطورت المكتبة وأصبحت من معالم الكويت عندما استلم جدي المجلات المصرية في عام 1930، وفي عام 1933 بدأت مكتبة الطائف المصورة المصرية ترسل بعض الكتب وزارها جدي فصوروه ونشرت صوره في عدد 1933، اكتملت الكتب والمجلات المهمة والمشهورة في العالم العربي في الكويت عند طريقة المكتبة الوطنية لصاحبها محمد احمد الرويح، وبدأت بالظهور مكتبات اخرى منها: مكتبة الدرع لصاحبها المرحوم عبدالمحسن الدرع، ومكتبة الطلبة لصاحبها العم عبدالرحمن الخرجي.
وقال: سألت الخرجي عن تأسيس مكتبة الرويح فأجابني هي اول مكتبة تأسست وباعت واستوردت قبل مكتبة الدرع وغيرها، وأي كلام غير هذا لا صحة له.
وأما د. خليفة الوقيان فيذكر في كتابه ان مكتبة الدرع اقدم وهذا خطأ كبير، أو لأنه من أخواله، واعتقد ان الامانة التاريخية يجب ألا تدخل في الخال والعم، وعبدالمحسن الدرع من مواليد 1905، وجدي مكتبته منذ عام 1908.

رواد المكتبة
وذكر الرويح ان لجده روادا في مكتبه وأعزاء كانوا يترددون عليه لشراء الكتب ومثقفين وقراء منهم الشاعر المرحوم محمود شوقي الأيوبي الذي يتقارب له بالميلاد، وكان خير عون له في مجالسه، وتوفير ما يحتاجه من كتب لقراءتها، وكان رحمه الله من مواليد 1901، وتولى التدريس في عدد من مدارس الكويت والبصرة وأندونيسيا توفي في 23 مارس 1966، وكان من اصدقائه ورواد مكتبته الشيخ عبدالله خلف الدحيان من مواليد 22 سبتمبر 1875 الذي عمل في القضاة سنة 1929، وله مدرسة في سكة عنزة لتعليم القراءة والدين توفي رحمه الله بتاريخ 15 فبراير 1931، وعبدالعزيز قاسم حمادة مواليد 1895 كان قاضيا في المحاكم من 1930 ــ 1945 توفي 26 سبتمبر 1962، ومن اصدقاء جدي ورواد مكتبته الشيخ احمد عطيه الاثري من قضاة الكويت سنة 1930 وعالم من علماء الدين، توفي 18 يونيو 1961، والشيخ عبدالوهاب العصفور صاحب مدرسة لتعليم القراءة والكتابة، فهد العسكر شاعر وأديب كويتي ولد 1917 اصيب بمرض في عينيه سنة 1938 وتوفي 15 أغسطس 1951 حرقت اشعاره وكتبه، وفهد بورسلي شاعر شعبي ولد 1918 توفي 15 مارس 1960، ومن الذين يترددون لشراء الكتب ومازالوا من رواد مكتبتنا هم: شيخان الفارسي ــ عبدالرحمن العتيقي ــ سعود الراشد ــ عبدالعزيز الراشد ــ د. يعقوب الغنيم.

سجل جدي
وأخرج أبوفهد سجل جده الذي كان يدون فيه مبيعاته اليومية، والذين كانوا يطلبون الكتب دائما منهم للقراءة والاطلاع: مساعد الساير - الشيخ فهد السالم - عبدالله الحساوي - عبدالله البنوان - محمد سعود العنقري (العنجري) - خالد حمد الخالد - سليمان أبوكحيل - المغفور له الشيخ جابر العلي - المغفور له الشيخ عبدالله السالم - المغفور له الشيخ صباح السالم - المغفور له الشيخ جابر الأحمد - والشيخ صباح الأحمد الصباح أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، كان من قراء كتاب الهلال والمصور والجيل، والكتاب الذهبي، و«آخر ساعة»، وكتاب الإيمان، وجريدة الجمهورية.

من عام 1953 ومن الذين اشتروا ولهم سجل ايضا عبدالباري الزواوي - حسين قبازرد - خالد الصانع - مصطفى جعفر - محمد بودي - أحمد حاتمه - عبدالمحسن المتروك - اذاعة الكويت - يوسف محمد الغانم - عبدالرحمن البشر - زيد الكاظمي - عبدالله الخليفة الصباح - محمد العتيقي - حامد عبدالواحد - نوري النقيب، وكانت مكتبتنا هي الوحيدة التي توفر الكتب والمجلات، وكان جدي يجهز للمغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح بعض الكتب، وكان يأتي بنفسه ليأخذها وأحيانا ينزل السائق من السيارة يتسلمها.
وكان حسن العميم يساعد جدي في ادارة المكتبة، وبعد ان تدرب عمل في مكتبة الدرع، وللعلم ان المغفور له الشيخ احمد الجابر له صفحة كتب جدي فيها مشترياته من «المصور» المصرية، و«آخر ساعة»، و«الصياد»، و«الفكاهة»، و«تاريخ الكويت».

كتب المكتبة ومجلاتها
من مصر كانت مجلات: المصور - آخر ساعة - الكواكب - روز اليوسف - حواء - الدنيا - القوات المسلحة - الأهرام - الفن، من لبنان كانت: الصياد - الدبور - المصارف - الحوادث.
وذكر بعض الكتب التي مازالت باقية من تراث جده منها: كويت بلاد العرب - أيام الكويت لأحمد الشرباصي - تاريخ الكويت طباعة 1926 - الكويت لجوزيف عارف سعادة - على غلافه كلمة للشيخ عبدالله السالم الصباح «لا تنسوا في حكمكم على شعبي، اننا مازلنا في أول الطريق، وحيثما قصدتم وجدتم ما يستحق الثناء، وما يستحق اللوم، حتى في أميركا ذاتها، وحتى بين عظماء الناس، والكمال لله وحده».

وذكر أغلى كتاب في مكتبة جده تاريخ الكويت لعبدالعزيز الرشيد طبعة أولى، وكتاب زهرة ديكسون «كويت كانت منزلي»، وأقدم كتاب هو «التمارين والاختبارات 1915»، وكتاب التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية للشيخ محمد ابن العلامة الشيخ خليفة بن حمد آل نبهان المكي المالكي، طبعة 1368 هـ، المطبعة المحمودية بالقاهرة.

شكر وتقدير
وقال أبوفهد: في عزاء جدنا محمد الرويح 10 مارس 1996 عزانا الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، رحمه الله، وطلب من الديوان الأميري دفع ايجار المكتبة في السوق الداخلي، وقال، رحمه الله، المكتبة لا تغلقوها فهي ملك للكويتيين كلهم لا لعائلة الرويح فقط. وكذلك سمو أمير البلاد، حفظه الله، الشيخ صباح الأحمد الصباح، استمر في دفع الايجار مباشرة من الديوان الى أملاك الدولة، وكل الشكر والتقدير للأخ الدكتور عبدالله الغنيم بتزويد المكتبة بالكتب مقابل مبالغ رمزية، والشكر للعم غانم شاهين الغانم الذي يساهم في تقديم مجموعة من اصداراته والشيخة حصة صباح السالم حفظها الله على اهتمامها وتشجيعها لنا خصوصا عند زيارة السياح والمثقفين تطلب وتضع برنامجا لهم لزيارتنا في السوق الداخلي وهي التي تدعمنا عن طريق الاثار الاسلامية، والشكر للاخوين صالح المسباح وعادل العبد المغني على تشجيعهما بالاستمرار والحفاظ على المكتبة وتاريخها.

واخيرا اشار حفيد الرويح الى تقويم العجيري الطبعة الاولى والى مجلة «السندباد» العدد الاول، والى صورة الشيخ احمد الجابر الصباح الذي قدمها الشيخ الى محمد احمد الرويح، ومجلة «البعثة» صدور عام 1950 رئيس تحريرها احمد العدواني وسعرها بــ 14 آنة، هدفنا ابراز تاريخ بلدنا والحفاظ ع‍لى ماضينا. ولا نزال مع القديم «زينة وخزينة».

ماذا قالوا؟
وبحثت وقرأت في بعض الكتب وللكتاب الذين تحدثوا عن المكتبة وتاريخها منهم: عبدالله خالد الحاتم في «من هنا بدأت الكويت» ان مكتبة الرويجح (الرويح) هي اول مكتبة تأسست لبيع الكتب والادوات المكتبية هي المكتبة الوطنية في اول عهد الشيخ احمد الجابر وقد قامت بجميع مستلزمات اساتذة وطلاب المدرستين المباركية والاحمدية والمدارس الصغيرة.
من اطلاعاتي في المراجع وجدت عند يوسف الشهاب في كتاب «من قديم الكويت» الطبعة الاولى 1418 هــ ــ 1997م ذكر ان اول من افتتح مكتبة لبيع الكتب والمجلات بالكويت «محمد احمد الرويح» من مواليد 1898م، لاقت المكتبة الاولى التي افتتحها اقبالا من الزبائن، حيث عرض في عام 1920 الكتب التي وصلت اليه للبيع، توفي رحمه الله بتاريخ 10 مارس 1996م.

وذكر في كتاب «الموسوعة الكويتية المختصرة» حمد محمد السعيدان ان المكتبة الوطنية في الكويت اسسها الحاج محمد احمد الرويح سنة 1927م حيث كان الممول الوحيد للدارسين وطلبة العلم حتى اوائل الخمسينات وتعد المكتبة الوطنية اول وكالة لتوزيع المطبوعات منذ الكتب والمجلات في الكويت.
وموسوعة الاوائل الجزء الاول للباحث الفلكي عادل حسن السعدون ذكر ان اول مكتبة تجارية في الكويت اسسها محمد احمد الرويح (الرويجح) لبيع الكتب والقرطاسية، وكانت بالقرب من مسجد السوق وايجارها روبيتان بالشهر، وان مكتبة عبد المحسن الدرع فتحت بعد الرويح، ولم تستمر طويلا.



صورة الشيخ احمد الجابر اهداها لــمحمد الرويح

__________________
رد مع اقتباس