عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 30-05-2010, 01:10 PM
الصورة الرمزية محمد المبارك
محمد المبارك محمد المبارك غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 42
افتراضي تنوير السند بتراجم العلماء الأجِـلاَّء من آل سند .

بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم


كتب محمد بن حسن المبارك


الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين ،نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ، و من استن بسنته و اهتدى بهديه إلى يوم الدين .
و بعد ، فهذه نبذة مختصرة في تاريخ أسرة علمية مشهورة نشأت في مدينة حريملاء ، ثم انتقلت الى غيرها من البلدان ، فكان لها حضورٌٌ علميٌ و اجتماعيٌّ متميزٌ في كل من الزبير و البصرة و الكويت و الشام ، و قد أحببتُ وفاءً لتاريخ هذه الأسرة الكريمة أن أسطر ورقاتٍ في ذكر من برز منها من العلماء الأعلام و المشائخ الكرام ، و بالله المستعان و عليه التكلان و إليه الرجعان .

أولاً: الشيخ عثمان بن سند الوائلي النجدي البصري:
( مؤرِّخُ الخـليج العـربي وعلاَّمة القطر العراقي)




الشيخ عثمان بن سند النجدي نسبةً ، الفيلكي مولداً ، والوائلي نسباً ، و المالكي مذهباً ، ظاهرة موسوعيَّة نجــدية من القرن الثالث عشر الهجري، بل لعلّه من العلماء القلائـل الذين لا تتناسب شهرتهم الحــاليــَّة مع مكـانتهم و آثارهم العلمية المرموقة .
و لعلَّ عِـدَّةٌ من الاعتبارات و الظروف الخاصَّـة و العامَّـة ساعدت على غمط هذا العلَم الكثيرَ من سـبقِهِ و تميُّزه العلمي .

نشـأتـه :
هو العــالم الجــليل والأديب البارع العلامة بدر الدين عثمان بن سند بن راشد بن عبدالله بن راشد (الى هنا حسب ماهو موجود على طرة مخطوطة نظم العشماوية ) الرباعي العنزي الوائلي .






هاجر والده من بلدة "حريملاء" بنجـد إثر أحداثٍ وقعت في بلدته عام 1168 هـ إلى جزيرة "فيلكة" بالكويت لطلب الرزق ، فولد له بِهـــا المترجَم لــهُ عـام 1180هـ ، ثم انتقلت أسرته بعد ذلك إلى الأحساء وهو في سن الصغَر.


طلبه للعلم :
طلب الشيخ عثمان العلم صغيراً على علماء الأحساء ، فأخـذ عن الشيخ محمد بن عبدالله بن فيروز الأحسائي ، و "سيبويه" عصره الشيخ عبدالله البيتوشي الكردي الذي اختصَّ به .و ممَّن زامله في الطلب على الشيخ البيتوشي و غيره الشيخ عبدالله بن عثمان بن جامع ، و الشيخ ناصر بن سليمان بن سحيم وغيرهما كثير .
و في عام 1204هـ انتقل للبصرة ـ و بالتحديد ناحية الزبير ـ للأخـذ عن علمائها ، فأخذ عن الشيخ محمد بن علي بن سلُّوم في علوم الهيئة و الفلك ، و الشيخ محمد بن فيروز في الفقه ، ثمَّ الشيخ ابراهيم بن جديد ،و الشيخ عبدالله بن شارخ ، و أخذ عن العالمين المشهورين علي بن محمد السويدي و زين العابدين المدني ( جمل الليل )المحدِّث حين مرَّا بالبصرة .
و لمَّا حجَّ و جاور بمكَّة و المدينة المنوَّرة مُدَّة أخذ عن علماء الحرمين ، و من يرِدُ إلى الديار المقدَّسة من العلماء .
و دخل عام 1214هـ بغداد حيث أكمل أخذه عن الشيخ السويدي ، و أخذ عن الشيخ ابن سميكـة ، و الشيخ أحمد الحافظ ، و الشيخ علي بن حسين بن كثير في علوم الحديث ، و الشيخ أبي الحسن السندي ، و الشيخ عبدالقادربن عبيدالله بن صبغة الله الحيدري ، و أخيه الشيخ عبدالله ، و الشيخ محمد أسعد الحيدري ، و الشيخ محمد أمين ، و الشيخ أحمد الحياني قاضي بغداد ، و الشيخ خالد النقشبندي ، ثمَّ صار يتردَّد على بغداد بين الحـين و الحـين للاستفادة من علمائها ، و ارتحل بعد ذلك إلى الشام فأخذ عن علمائها .
و في عام 1232 هـ تمكَّـن أحد الموظفين البارزين في بغداد و الذي كـان من قبلُ مملوكـاً من التمرُّد على والي بغداد و عزله ، ومن ثمَّ تولِّي ولاية بغــداد و اليصرة ، و ما كان هذا الموظَّف إلاَّ زميلُه في الطلب على الشيخ "السويدي" ، ذلك هو الشيخ العالم "داوود أفندي" .
و أحدث "داوود" باشـا نقلة حضاريَّة في العراق بِما ابتدع من تحـديثٍ لآلات الحـرب و معدَّاته ، و من تطوير لشتَّى المرافق ، حتَّى أنه أنشأ أول مطبعة باللغة العربية ، و كان أوَّل ما نشره كتاب :" دوحة الوزراء" للكركوكي عام 1246هـ ، ثمَّ ثنَّى بعد ذلك بكتاب الشيخ ابن سند الموسوم بـ : "مطالع السعود" .
و في عام1334هـ وعَدَ ابنُ سند داودَ باشا أن يؤلِّف له تاريخـا ، إلاَّ أنَّ إقامة ابن سند في البصرة عطَّلت إخراج مثل هذا الكتاب .
ـ ثم إن الوجيه الكبير أحمد بن رزق طلب منه زيارة بلد "الزبارة" البلد المعروف في قطر ، فاستأذن من الوالي داود فأذِن له في ذلك ، فذهب فجعلهُ الصدرَ المقدَّم في بلده ، و احتفى به احتفاءاً بالغاً ، و اعتبر قدومه إليه زينةً لبلاده ، و غنيمة في بساطه ، و ألَّـف له الشيخ عثمان كتابه المشهور ( سبائك العسجد في أخبار أحمد بن رزق الأسعد ) ، و رغب منه دوام البقاء عنده ، و لكنَّ الزبارة تضيق عن معلوماته ، و تصغر في وجه نشاطه العلمي ، فعاد الشيخ عثمان إلى بغداد .
ـ و في عام 1241 هـ أرسل داود باشا إلى ابن سند يطلب منه القدوم إلى بغداد و يستعجله إتمامِ هذا التاريخِ في الثاني عشر من ذي الحجَّة عام 1241هـ ،وأنزله في دار خاصة له ، وشرعَ ابن سند في الكتاب في الحادي والعشرين من ذلك الشـهـر ، وأرَّخَـها بِـقَـوْلـِهِ ( داودُ يُـمتـثَلُ أمْـرُهُ) .
و أرَّخ لشروعه في تأليف تاريخه بنفس اسم كتابه ( مطالع السـعود بطيب أخبار الوالي داود ) ، و أتمَّ الشيخ عثمان كتابه في أوائل عام 1242هـ .


مكـانته العلميَّة :
تصف المراجع الشيخ ابنَ سند بأنــَّه الإمـامُ العلامة ، والرُّحَـلَةُ الفَـهَّـامة صاحب البلاغة ، حَسَّان زمـانِه ونادرة أوانِـــه ونابغـة البلغاء ، علاَّمة الزمـان و فريد الدهر و الأوان ، مؤرِّخٌ أديبٌ من نوابـغ المتأخرين .
كان مشائخ ابن سند منذ حداثته يتفرَّسون فيه العلم و النجــابة ، و لذلك لما أجازَهُ شيخُهُ السيِّدُ زَين العابدين جَمـَــلُ اللَّيل المدني حَـرَّرَ له هذا البيت على طُرَّةِ الإجـازة :
أنـا الدخيلُ إذا عُدَّت أصـولُ عـلا فكيف أذكُرُ إسنادي لدى ابن سند
وحين لمسَ شيخه الشيخ النحـوي عبدالله البيتوشي الكردي نبوغه المبكر احتفلً به ، و أقرأهُ دواوين العـرب ، و أشركه معه في تأليف شرحٍ لهما على ( الشافية ) لابن الحـاجب في علمي الصرف و الخــط، و رأى فيه خليفةً له في هذا الفن الذي قـلَّ مرتادوه و ندُرَ طالبوه .
و حين ذكره الشرواني في حديقة الأفراح قال: ( القول فيه أنه طُرفة الراغب وبغية المستفيد الطالب وجامع سور البيان ومفسر آياتها بألطف تبيان أفضل من أعربَ عن فنون لسان العرب، وهو إذانَـظَمَ أعجَـبَ ، وإذا نثرَ أطربَ ).
قالَ محمود شكري الألوسي : ( إنَّ هذا الفاضل ممن شاعَ ذكـرُه وملأَ الأسماعَ مدحُه و شكـرُه ، له اليدُ الطولى في العلوم العربية والفنون الأدبية ، نظم غالب المتون من سائر الفنون ، وقد اشتهرت في هذه الديار ، و ظهَـرَت ظُهورَ الشمسِ في رابعـة النهــار) .
ويعــدُّ ابنُ ســندٍ من نوادرِ أعلامِ العِـراق في القرن الثالث عشر ، جامع بين العلم والـفـقه في الدين، متفوق في فنون الشعر والنثر حــاد الذكاء مشــبوبه ، قوي الحافظة خــصب القريحــة ســيَّال القلم ، واســع الثقــافـة ، لـه بصرٌ بالعلم الرياضـي والتاريخ والنقد الأدبي وولـعٌ بالتأليف في كل ما يتصـل به من علم وأدب ، وله طبيعـة كالينبوع تتدفق بالخــَصب ونفسٌ طُلَـعَـةٌ كَـلِفـَةٌ بالبحْـثِ والدَّرسِ كَـلَـفـاً يدعُو إلى الدهــشةِ والإعـجــابِ ، وكان مع ذلك شاعراً مكـثِراً ، قال عنه النبهاني:
( هو آخــر فضلاء البصـريـيـن ) .
ويعـــدُّ الشيخ ابن سند خاتمة النحـاة البصريين المحققين المصنفين ، و كان يلمسُ ذلك فيقول متحسِّـراً على علم النحـو في (البصرة ) مدينة النحــو :


قــد كـانت البصرة الفيحـاءُ مِن قِدَمٍ
مجـرى لأبحـر نحـــوٍ تقذف الدُّرَرا
فأصبحتْ وهيَ صفراءُ الوِشاحِ فمـــا
بها نُحـَـــاةٌ ســوى نــزرٍ وهم فُـقَـرا .



قال الشيخ العلاَّمة عبدالله بن عبدالرحمن البسام حفظه الله عن الشيخ عثمان : ( من النوابغ في سرعة الحفظ و جودة الفهم و بطء النسيان ، و الرغبة العظيمة في العلم ، و الجِـدُّ في تحصيله ، و هذه العوامل الهامَّة صيرت منه ـ مع توفيق الله تعالى ـ آيةً كبرى في المحصول العلمي ، و بكونه موسوعةً كبرى في العلوم الشرعيَّة و العلوم العربيَّة و التاريخيَّة و غيرها ) .
وقال أيضاً : ( إنَّ الشيخ عثمان بن سند من كبار العلماء ، و نوابغ البلغاء ، و فحول الشعراء ، و إنَّه موسوعةٌ علميَّة في كل بابٍ من أبواب العلم ، و في كـلِّ فنٍّ من فنون الآداب ، فهو عالم عصره ، و علاَّمة مصره .
و حين كانت البصرة في أوج ازدهارها العلمي لمَّا كانت تغصُّ بالعلماء و تزدحم بالفضلاء في كلِّ فن قبل الطاعون الشهير عام 1247ه كان الشيخ ابن سند رئيس مدرِّسيها وعلمائها .
و يُؤخـذ على الشيخ عثمان عفا الله عنه انحيازه مع المنحرفين عن الدعوة السلفيَّة الإصلاحية ، و الذي يظهر أنَّ خصومته مع رموز الدعوة الإصلاحيَّة سياسيةٌ أكثر منها مذهبيَّة ، إذ لا رَيبَ أنَّ لعلاقته بداوود باشا و كونه مؤرخ دولته أثرٌ قوي في إذكاء هذا التوجُّــه .

( تلاميذه ) :
يعدُّ الشيخ عثمان شيخاً لجميع علماء البصرة تقريباً، حيث تولَّى التدريس في أغلب مدارسها ، و ممَّن تخرَّج على يديه من العلماء الشيخ عبداللطيف بن سلُّوم ، و الشيخ عبدالرزاق بن سلُّوم ، و الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن حميدان بن تركي ، و الشيخ محمد بن تريك ، و الشيخ عثمان المزيد ، و الشيخ أحمد بن عبدالله بن عقيل و محمد أمين المدني و حسين الدوسري و أحمدنور أفندي الأنصاري وغيرهم كثير .


نماذج من أسلوبه ومحاوراتِه العِـلميَّة :
يعدُّ الشيخ عثمان بن سند من الشعراء المطبوعين والنُظَّام المكثرين كما يتبين من خلال مؤلَّفاته ، فلذلك انتدبَ نفسَه للردِّ على الشاعر العباسي دعبلٍ الخـُزاعي الذي ملأَ ديـوانَه بسبِّ أصحاب سيد الأنام عليه الصلاة والسلام ، فألــَّف كتابـَه ( الصارم القرضاب في نحـر من سبَّ الأصحاب ) بلغ به نــحوَ ألفي بيتٍ أو أكثر ، فمن ذلك قوله ردَّا على الرافضي :



ولقد هجوت المصطفى إذ قُلتَ قد
سادت على السادات فيها الأعبدُ
إخــسأ فما سادت عليهم أعـــــــبدٌ
بل ســــــــــادةٌ بـهم الفــِخــارُ معــمَّـد
أســدٌ يخــــالون القـــنا يـوم الوغـــــــى
قُـــضــــــبان بـانٍ بالأكــــــفِّ تـــــأوَّدُ
إن كان عبداً من زعمت فَــما لـــــــه
عــــــبدُ يُـــصاهِــــره النـــبي محــمَّــد



قالَ الألوسـي : (وكانَ رحمه الله سلفي الظاهر والباطن، مازالَ يصدعُ بالحـق ويُـعـلِـن )
قلت : قول الألوسي عن الشبخ عثمان بأنه سلفي الظاهر و الباطن فيه مبالغة ، فالرجل كان أشعرياً بل قد ألف على مذهب الأشاعرةمنظومة أسماها : (هادي السعـيد )ضمَّنها متن "جوهرة التوحـيد" لابراهيم ابن اللقاني المالكي الأشعري ، كما سيأتي .
و كذلك فقد كان الشيخ عثمان نقشبنديا ، و قد ألف في ترجمة شيخة في الطريقة الشيخ خالد النقشبندي كتابه الشهير "أصـفى الموارد في سـلسال أحـوال الإمام خالد" ، إلاَّ أنه انتقد بعض أحوال النقشبندية ، فقد أبطلَ الشيخ عثمان الرابطة التي يعتقدها بعض المتصوفة ، وبيَّن عَـدمَ مشروعِـيتها ، في منظومةٍ له يقـول فِـيهـا:



الشيخ يدعو لإخلاء الفُــؤاد من الــ
أغيارِ طُرَّا ليصفو الذكر للـفُـقـرا
فكيف يدعــو إلى تصويـر صــورته
في خاطرٍ فيه نور الله قد سَـفرا
فـحــسبُنا باتباع المصطـفـى شـرفـاً
إن مالَ نحو ابتداع غيرُنا وجَـرى
فيامريدَ الهُـدى استنسك بعِـز تُـقى
وقل إذا السالك استهداك معتبِرا
دع التَـــوجُّـــــــه إلاَّ للــذي فــَطــرا
واسلك على الشرع واترك ما سواه ورا )



انتهى ، فهذا مما يرجِّح أن الشيخ لم يكن متبِّعا للصوفية ، و إن اغترَّ ببعض رجالاتها ، كحال بعض الفضلاء في عصره .

كما أنَّه مع معارضته السياسية للدعوة الاصلاحية أشاد بالجانب الأمني الذي ترتَّب على قيام الدولة السعودية حيث قال في كتابه " مطالع السعود " - بعدما انتقد الدعوة -:

" ومن محاسن الوهابيين أنهم أماتوا البدع . ومن محاسنهم أنهم أمّنوا البلاد التي ملكوها ، وصار كل ما صار تحت حكمهم من هذه البراري والقفار يسلكها الرجل وحده على حمار ، بلا خفر ، خصوصًا بين الحرمين الشريفين . ومنعوا غزو الأعراب بعضهم على بعض ، وصار جميع العرب – على اختلاف قبائلهم – من حضرموت إلى الشام – كأنهم إخوان ، أولاد رجل واحد وهذا بسبب قسوتهم في تأديب السارق والقاتل والناهب ، إلى أن عُدم هذا الشر في زمان ابن سعود ، وانتقلت أخلاق الأعراب من التوحش إلى الإنسانية ، وتجد في بعض الأراضي المخصبة ، هذا بيت عنزي ، وبجنبه بيت عتيبي ، وبقربه بيت حربي ، وكلهم يرتعون كأنهم إخوان " . ( ص 80-81 من مختصره للحلواني ) .

و الله أعلم .


مؤلـَّـفــاته :
كان ابنُ سـندٍ مـَعــنياً بالنظم التعليميِّ عنايةً فائقةً فنظمَ غالبَ المُتونِ في العربية والفِـقه والحديثِ والعـقـائـدِ والعروض والقـوافي والحساب ثم شرحـها شروحـاً جــيِّدة ، و مع كثرة كتبه رحمه الله إلاَّ أنها تمتاز بالنفاسة و التحقيق قال الشيخ البسام حفظه الله : ( مؤلفاته كثيرة جداًّ و، و مفيدة لأنها ليست مجرَّد نقل ، و إنما كتبها من علومٍ هضمها ، و معارفَ شربها ، فجاءت مؤلفاته بأفكارٍ حُـرَّة من معارفه الخـاصَّة ، و صاغها بأسلوبه الأدبي و جُــمَلِه البليغـة ) .
فمن كُـتـبِه :


أـ في الحــــديث :


1ـ بهجة النظر في نظم ( نخبة الفِكر في اصطلاح أهل الأثر ) ، منه نسخة بخط عالم العراق أبي الثناء محمود الألوـي .
2 ـ شرح نخـبة الفكر ، قال الشيخ محمود شكري الألوسـي : ( ما عـليه مزيد )
3 ـ منظومة في مصطلح الحديث ، لعلَّها ( بهجة البصـر ) .
4 ـ الغُـرر في جــبهة ( بهجة البصـر) ، شرح المنظومة السابقة ، منهـا نسخــة في خــــزانة الرباط ( كتاني ) .


ب ـ في العـــقــائــد :
5 ـ هادي السعـيد ، منظومة في العقائد ضمَّنها ( جوهرة التوحـيد ) لابراهيم ابن اللقاني المالكي .
6 ـ منظومة في إبطال عقيدة الرابطة لدى بعض طرق الصـوفيَّة و بيان عدم شـرعيتها .


جـ في الفـــقـــه و أصوله :


7 ـ أوضح المسالك في فقه الإمام مالك ، نظم فيه مختصر العمروسي،طبع في بومبي سنة 1315هـ .
8 ـ الدرَّة الثمينة و الواضحة المبينة في مذهب عالم المدينة ، منظومة .
حاشية على شرح مختصر المنتهى .
9ـ تحــــفـــة التحقيق لمعرفة الصديق ، في ألغاز الفرائض ، منه مخطوطة في المكتبة العباسية في البصرة .
10 ـ ( الشذرات الفاخِـرة في نظم الورقات الناضِـرة) للجويني ، في أصول الفقه ، و قد قرظها الشيخ محمد الرافعي أديب طرابلس الشام بقوله : ( وقفتُ على هذه الشذرات ففضَّـلتها على شذرات الذهب ، و قلبتُ طرفي في تلك الزهرات التي أصابها صوبُ الأدب ، فتصاعدت الزفرات إليها شوقاً إلى ناظمها ، فكيف مثل هذه الدرَّة أن تُحرم منه الشام و تحظى به البصرة ، و لعمري إنه لجديرٌ أن تُشـدَّ إليه الرواحل ، و يرفع مقامه على الرؤوس و الكواهل ، و يفضَّل على أبناء عصره تفضيل الفروض على النوافل ) ، كتبه الفقير محمد الرافعي ، و هو في حلب عام 1215هـ .
و قرَّظها الشيخ عبدالله العطاني فقال : ( نظرتُ في هذه الشذرات التي هي كالزهرات ، فلو رآها ابن الوردي لقال : هذا من بعض وِردي ، و لا أظنُّ يبري الزمان أخاها ، روماً يجري مجراها ، كيف و ناظم عِقدها و ناسج بُردها الفاضل النبيل وارث سيبويه و الخليل عثمان بن سند ، و لقد رأيته في حلب فرأيتُ منه العجب ) .
11ـ الفـائض في علم الفرائض ، منه نسخة في خزانة كتب العلامة نعمان الألوسي .
12 ـ منظومة في أصول الفقـه .
13 ـ شرح منظومته السابقة .


د ـ في النحـــو و الصـرف :
14 ـ نظم قواعد الإعـراب ، و الأصل لابن هشام النحـوي .
15 ـ نظم الأزهـريَّة في النحـو ، نظم فيه شرح الشيخ خالد الأزهري لقواعد الإعراب لابن هشام ، وصفه مؤرخ البصرة الشيخ عبدالله باش أعيان بأنَّه : ( يزري بالمقـامات الحـريريَّـة ) .
16ـ نظم مغني اللبيب عن كتب الأعـاريب ، ينوف على خـمسة آلاف بيت ، قال محمود شكري : ( أتى فيه بالعجـب ) ، و قال باش أعيان ( هو في بابه عجيب )، و قال ابن جامع : ( انّ هذا الفاضل الأديب أبدع في نظمه مغني اللبيب و أبرز أسـرار البدائع بتصانيفه المشتملة على اللطائف و الروائع ) ، قال العزاوي عن الشيخ العسافي : ( منه نسخة في الأحسـاء ).
17 ـ هديَّة الحيران في نظم ( عوامل جرجـان ) ، نظم فيه العوامل لعبد القاهر الجرجاني ، منه نسخة في خزانة الشيخ محمد العسافي بالبصرة.
18 ـ شرح ( هدايـة الحـيران ) ، منظومته السـابقـة .
19 ـ رسالة في إعراب اثني عشر ، منه نسخـة ضمن مجموع بخطِّه في المكتبة العباسية بالبصرة .
20 ـ منظومة في مسوغات الابتداء بالنكرة .
21 ـ شرح منظومته في مسوغات الابتداء بالنكرة ، كانت منه نسخة لدى الشيخ عبدالله العـوجان في الزبير .
22 ـ الغشيان عن مقلة الانسان ، منه نسخة في المكتبة العباسية بالبصرة .
23 ـ تعليقات على شرح الكافية للرضي الاسترابادي ، منه نسخة في كتب المرحوم عباس العزاوي .
24 ـ كشف الزبـد عن سلسال المدد ، بحث في تذكير الأعداد و تأنيثها .
25ـ منظومة في العـدد .
26 ـ رسالة في كسر همزة ( إنَّ ).
27 ـ نظم الشافِـيـة في علم التصـريف


هـ ـ في البلاغـة و العـروض :
28 ـ جيد العَـروض منظومة في علم العـروض .
29 ـ الجـوهـر الفريد على الجـيد ، شرح للمنظومة السـابقة ، منه نسخة بخط المؤلف بمكتبة الأوقاف ببغداد .
30 ـ منظومة في البلاغـة .
31 ـ الكافي في العـروض و القـوافي ، و له كتاب باسم ( السلسال الصافي في علم القوافي ) فلعلَّه هذا النظم .
32ـ شرح ( نظم الكافي ) ، شرح لمنظومته السـابقة .
33 ـ نظم الاسـتعارة .


و ـ في الأدب :
34 ـ فكاهة السـامِر و قُـرَّة الناظر .
35 ـ نسـمات السـحر .
36 ـ روضة الفِـكَــر .
37 ـ نيـل السـعــود ، نشر منه كـاظم الدجيلي في مجـــلَّة ( لُغــة العرب ) و نوَّه به .


ز ــ في الردود :
38 ـ الصارم القرضـاب في نحر من سبَّ الأصحاب ، يزيد عـدد أبياتها على ألفي بيت ، ردَّ فيها قصيدة لدعـبل الخزاعي الشاعر الشيعي ، هجـا فيهاقبحـه الله صحابة أكرم الخلق عليه السـلام ، و هي ضمن مجموع في المكتبة العباسية .



ح ـ في الحـسـاب :


39 ـ - نظم (خلاصة الحساب) لبهاء الدين العاملي، وأسماه: «طليعة الألباب إلى خبايا صنعة الحساب».


ذكر في أولها أنه نظمها في مجلس واحِد، فذلك قولُه:



نظمتُها في مجلسٍ والحالُ .....................حالَتْ به الأحوالُ والأهوالُ



يقول في أولها:




و بَعدُ فالحسابُ لمَّا شرُفا ........مقامه بين الورى وظرُفا



سميتُها «طليعة الألباب............. إلى خبايا صنعة الحساب»



مع نبذة في «الخطأين» نافعةٌ ..........زموجزةُ الألفاظ لكن جامعة9




40 - شرح نظم خلاصة الحِساب، وأسماه «رفع الجلباب عن وجه معاني طليعة الألباب»



منهما نسخة خطيَّة في مكتبة الحاج محمد العسافي الزبيري.


41ـ نظم النخـبة في الحـسـاب
42ـ شرح نظم النخـبة .


ط ـ في آداب التعـلُّم :
43 ـ تعليم المتعلِّم شرح (تفهيم المتفهِـم ) للبرهان الزرنوجي ، طبع في قازان عام 1896م .


ي ـ في التاريخ و التراجــم :
44 ـ مطالع السـعود بطيب أخبار الوالي داود ، قال الشيخ محمد بهجة الأثري : ( به خلُد ذكره و ذاع صـيته ) ، قال الشطِّي : ( جمع من وقائع القرن الثاني عشر و القرن الثالث عشر غرائب و فوائد أخنت عليها يد الزمان ، و لولاه لما كانت هذه الوقائع إلاَّ في صندوق النسيان ) .
قلت : قد طُبع مؤخَّـراً و لأوَّل مرَّة بتحـقيق الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف ، و سهيلة القيسـي ، و قد طبع مختصر ( مطالع السعود ) للشيخ أمين الحلواني في الهند عام 1304 هـ بعناية المختصِـر ، ثم طبعته المكتبة السـلفية بالقاهرة عام 1371هـ ، بتحقيق الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله .
45 ـ تاريخ بغداد ، لعلَّه المطالع ، و ربَّما كان كتاباً مستقلاَّ .
46 ـ سبائك العـسـجـد في أخـبار أحمد نجل رزق الأسعـد ، ترجم لأحـد الأعـيان و هو أحمد بن رزق الوجـيه المرموق و المحسن المعروف ، و استطرد فيه بترجمة أربعين عالماً و أديباً ووجـيها ، و استطرد كذلك بذكر بعض الأحداث و الوقائع التاريخـية ، و قد طبع عام 1306هـ ثم َّ سنة 1315هـ في بمبي بالهند، و هو الآن قيد العِناية من محقِّقَي ( المطالع ) .
47 ـ كتاب منظوم في مدح الإمام أحمد .
48 ـ نظم الجـوهـر في مدائح حِمير .
49 ـ أصـفى الموارد في سـلسال أحـوال الإمام خالد ، في سيرة الشيخ خالد النقشبندي مؤسس الطريقة ، ترجم فيه لنحـوٍ من ثلاثين من القُضـاة و الفقهاء و الأدباء ، و قد طبع في القاهرة عام 1313هـ في مائةٍ و عشرين صفحـة ، وهو كتابٌ نفيسٌ يحـتوي على فَـوائـِدَ تاريـخـيَّة وفرائـدَ أدبـيـَّة ، قال بعض مترجميه : (من اطَّـلَعَ عليه عَلِمَ ما للمترجَمِ لهُ من اليدِ الطولى في فنون الأدب نظماً ونثراً).
50 ـ الغُـرر في وجـوه القرن الثالث عشـر ، نحـى فيه منحـى سُـلافة العـصـر ، و سمَّاه اسماعيل باشا في ( الهديَّة ) ، ( الغُـرر في وجـوه القرنين الثاني عشـر و الثالث عشـر ) ، قال الشطي : ( لم يتم و الله أعلم ) ، و هـذا الكتاب لو وجِـد لسـدَّ ثغـرةً ملحوظةً في تراجم وجوه تلك الحـقبة الزمنيَّة لا سيَّمامن النجـديين خـاصَّة .
51 ـ وله أيضاً حاشـية على ( حِـكمة العـين )
52 ـ وهُـناك بعض المُتَـفّـرِّقات والرسائل في الحِكمة والتربية والتعليم والأخلاق تفَـرَّقَـت في عَـدَدٍ مِنَ الَمكتباتِ داخــِلَ العِـراق وخارجِهِ لم يَـنـْهَـدْ أحَـدٌ بِجـِدِيَّة إلى اليوم لـتحـقيقِ بَـعــضِها أوطبعه .
قال الشيخ البسام حفظه الله : ( ليت بعض الشباب الجــاد حـاول جمع تراثِـه ، و قدَّم فيه شهادةً ، فإنَّها ستنال إعجاب الكثيرين ) .
قُــلت : و بكتابي (المطالع ) و (السبائك) حـفظ لنا ابن سَـند كثيراً من أحداث و وقائع منطقة الخليج العربي ، و أسند لنا كثيراً من تاريخ المنطقة ، مِمَّـا كانت قد تخفى علينا لولا كتاباه المذكوران ، فكــان حقـاً جـديراً باسم "ابن سندٍ" لقــباً و وصفـاً .


أعـمـاله :
درَّس الشيخ عثمان بالمدرسة (الرحمانية) ، ثمَّ درَّسَ بالمدرسة ( المغامسيَّة ) ، ثمَّ ( بالكوازيَّة) مُدَّةَ أعوام ،وبالمدرسة (المحمودية) ، ثم جمع بين (المـحموديـَّة) و (الخـليليَّة) عامَ 1227هـ فذاع صــيتُه في البصرة (ونسب إليها) حتى عُـــدَّ عالمـَها المقدَّم ، بل و عدَّ رئيس مدرسيهـا و علمائها .
وكان بينه وبين العلاَّمة غـــنَّـامٍ النجـدي نزيلِ دمشق مراسلاتٌ وتعارُف ، قال الشطِّي : ( وقفتُ على كتابٍ بخـطِّ ابنِ سـند إلى الشيخ غـنَّام النجـدي نزيلِ دمشق طلبَ فيه منه إرسال ما يتيسر من تراجم أجـِـلاَّء دمشق ) .


ومن آثاره رحمه الله تـعـالى مدرسة (عثمان بن سند) بالبصـرة ، وكان رحِمه الله على جانبٍ كبير من الأخلاق العــالية والصفات الحسنة والشِّـيم المرضـيَّة مستقيماً في ديــنهِ وخُــلُقِه .





وفــاتــه :
كانت وفاة ابن سند في الساعة السابعة من ليلة الثلاثاء تاسع عشر من شهر شوال سنة 1242هـ .
قال عبدالله باش أعيان : ( دُفن في الجانب الغربي بالقرب من مرقد الشيخ معروف الكرخي ) ، في بغداد قُـربَ مرقد (زبيدة) .
و قد خـلَّـف ابنُ سند ولدين عـالمين ورعين تقيين هما :عبدالله وعبدالوهاب تُوفـيا بالطاعون عام 1247هـ .


_____
رد مع اقتباس