عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-05-2010, 01:45 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي روزنامات (النواخذة - الفلاح والحجي واليتامى)

القبس - اليوم

ثلاث «روزنامات» اصدرها مركز البحوث والدراسات الكويتية كانت على التوالي: «روزنامة النوخذة ناصر يوسف الحجي» سنة 2000، و«روزنامة النوخذة مفلح صالح الفلاح» ايضا عام 2000، و«روزنامة النوخذة يعقوب خلف اليتامى» سنة 2002.

و«الروزنامة» كلمة فارسية تعني «كتاب اليوميات» وهو عمل قام به وحققه وتابعه علميا الباحث المتخصص بالتراث البحري الدكتور يعقوب يوسف الحجي، المستشار في مركز البحوث.
مشروع اصدار «الروزنامات» جاء من قبل مركز البحوث والدراسات الكويتية وكان من اوائل مراكز البحث العلمي في الخليج العربي، التي عنيت بهذا الجانب والتي يأمل كما يوضح الدكتور عبدالله الغنيم رئيس المركز ان يكون هذا العمل اثراء للمكتبة العربية ويقدم صورة واضحة عن الخبرة العلمية والعملية لابناء الكويت في العمل البحري خلال فترة ما قبل النفط.



أحد مراكب شركة الهند البريطانية.. لوحة رسمها النوخذة ناصر بن يوسف الحجي


قراءات الدكتور يعقوب يوسف الحجي قدمت خلاصة لسجل وثائقي منظم لرحلات السفن الشراعية قام بتسجيله شباب شجعان لديهم من الثقة بالنفس، وقوة العزيمة «الشوق الى السفر البحري الشيء الكثير».
لقد وجد الدكتور الحجي في الاصدارات الثلاثة سجلاً تاريخياً رائداً لرحلات قام بها هؤلاء النواخذة في زمن لم تتوافر لهم فيه المدارس والمعاهد الملاحية بل كان حظ اكثرهم من التعليم حظ من كان يحسن القراءة والكتابة وقليلا من الحساب.
«الروزنامات» او «اليوميات» تعكس صورة صادقة لكل ما تواجهه السفينة منذ خروجها من بندر الكويت وحتى عودتها اليه بعد ستة أو تسعة اشهر متصلة، فهناك معلومات عن مجرى السفينة والاماكن التي مرت عليها بالقرب من الساحل، وعن البحار التي قطعتها والموانئ التي مرت بها أو المدة التي قضتها في كل ميناء، بل ان هناك ذكر مجمع السفن التي رافقتها واسماء قباطنها. كما تضمنت الروزنامة البضاعة التي نقلتها السفينة والصعوبات التي تعرضت لها مثل موت بحار أو حدوث عطب أو عواصف تعرضت لها، وما تم اصطياده من اسماك.

وكما جاء في مقدمة الدكتور يعقوب الحجي للاصدار الثالث ان الروزنامة تدل على طريقة النوخذة في قيادته لسفينته وعلى علمه وخبرته الملاحية وهي مرجع مهم للقاضي أو صاحب الرأي في حال حدوث خصام بين النوخذة وبحارته.


أصبحنا على خير
تبدأ الروزنامة عادة بذكر تاريخ اليوم الهجري والميلادي وكذلك النيروز الهندي الذي يمثل 365 يوماً، تبدأ في الأسبوع الأول أو الثاني من شهر أغسطس من كل عام. كما يبدأ النوخذة سجله اليومي في عصر كل يوم بعبارة: أصبحنا على خير، ثم يذكر ما تم القيام به خلال ذلك اليوم. وهو يستخدم الوقت العربي، فإذا ذكر أن الساعة كانت 12 عند الغروب فمعنى ذلك أن الوقت كان حوالي الساعة السادسة مساء بالتوقيت الافرنجي. ولا يكتب النوخذة النصف والربع الساعة الا على شكل L للنصف و- للربع. فإذا أراد أن يذكر الساعة الخامسة والنصف فإنه يكتبها على هذا الشكل 5L (أو 5- اذا أراد أن يذكر أن الوقت هو الخامسة والربع). وقد يذكر النوخذة الأبراج المعروفة في روزنامته مثل الدلو والقوس والحوت وغيرها من الأبراج.
هؤلاء النواخذ يمكننا أن نصنفهم الى نوعين. النوع الأول يسمى «نوخذا مجرى»، وهذا لا يستطيع أن يحدد موقعه في عرض البحر بعيداً عن الساحل. فهو لا يحسن استخدام جهاز الكمال Sextant، لذا لا بد له أن يستأجر أحد الربابنة أو المعالمة (جمع معلم) لمساعدته في هذا المجال.

دور «المعالمة»
ولقد لعب مثل هؤلاء (المعالمة) دوراً كبيراً في مساعدة مثل هؤلاء النواخذة للعبور من ساحل الهند الغربي الى ساحل عمان عبر بحر العرب، وهو ما يعرف في عرف بحارة الكويت «بعبور الغبة». وكان مثل هؤلاء المعالمة يتقاضون سهمين أو سهمين ونصف السهم من أرباح الرحلة أجرة لهم. أما اذا لم يتوافر المعلم فإن هذا النوخذة يضطر للبحث عن نوخذة يحسن قياس مواقعه في البحر لكي يرافقه، ويطلق عليه في هذه الحالة «سنيار» أو سنجار. وأما النوع الآخر فهو النوخذة المعلم، وهو الذي يستطيع أن يحدد موقع السفينة كل يوم في عرض البحر عن طريق قياس ارتفاع الشمس وقت الزوال باستخدام آلة الكمال، ثم يرجع الى جداول في كتاب يسمى «المناك» Almanac حيث يستخرج منه ميلان الشمس في ذلك اليوم ثم يحدد بعد ذلك خط العرض الذي تقع فيه السفينة. يقوم هذا النوخذة بعد ذلك باستخراج مساج السفنية، وهي المسافة التي قطعتها هذه السفنية في آخر اليوم. ومن فرق العرض - أي الفرق بين خط العرض للسفينة اليوم عنه بالأمس - ومن مساج السفينة ومن معرفة النجم الذي يجري عليه (الاتجاه) يستطيع أن يحسب خط الطول. أما اذا لم يتوفر Almanac فإن النوخذة يستخدم كتاب «النوري» بدلاً منه. وعادة ما يستخدم النوري في حسابات الطول.


دفاتر للقياسات
ويصاحب الروزنامة البحرية دفتر للقياسات التي يجريها النوخذة منذ أن تترك السفينة أحد المواني الهندية حتى تصل الى اليابسة على الساحل الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية عبر بحر العرب. ويطلق على هذا الجزء من الرحلة «العبره» كما يطلق على اقتراب السفينة من اليابسة «النتخه».
هذا بالاضافة الى دفتر خاص بحسابات البحارة وما يقدم لهم من مبالغ (سلفة) في مختلف المواني وحتى نهاية الرحلة، حيث يتم حساب حصتهم من ربح السفينة لقاء السهم الواحد المخصص لهم. والى جانب ذلك هناك دفتر خاص بحساب مصاريف السفينة ومصاريف الأكل (الماكلة) خلال الرحلة.

النوخذة
ونظراً لتميز النوخذة المعلم عن غيره من النوخذة غير المعلم، فإن مالك السفينة يدفع له مبلغاً معيناً يدعى «تعلوم»، هذا بالاضافة لاربعة أسهم (أو القلايط) التي يحصل عليها بعد حساب أرباح السفينة، بعد نهاية كل رحلة. وقد يكون النوخذة مالكاً للسفينة فيوصف بأنه نوخذا «راعي حلال»، وأما اذا كان في قيادة سفينة لأحد التجار فإنه يوصف بالنوخذة «الجعدي».
ولا بد لكل نوخذة من أن يكون قد تدرب على قراءة البوصلة البحرية ومعرفة نجومها - نجوم المطلع ونجوم المغيب، فهذه البوصلة (أو الديرة) لا يمكن أن تخلو منها سفينة سفّارة. وهناك من النوخذة من يستطيع أن يحدد مقدار الخلل الذي يطرأ على هذه البوصلة ونوعية المواد التي تتأثر بها اذا ما وضعت بالقرب منها.
وكمثال على طريقة قياس النوخذة لخط العرض يمسك النوخذة جهاز الكمال في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً حين تصل الشمس الى أقصى ارتفاع (وقت الزوال) ثم ينظر اليها من خلال «الكمال» ويحاول أن يجعلها تلامس سطح البحر، وهو ما يعرف بــ«تغييب الشمس»، وهنا يقرأ النوخذة درجة ارتفاع الشمس على قرص الكمال ثم يجري الحسابات.


يعقوب خلف اليتامى



ولد النوخذة يعقوب اليتامى في الكويت، وتعلم القراءة والكتابة في مدرسة السعادة للأيتام في الكويت، ثم بدأ يتدرب على قيادة السفن الشراعية، فحالفه الحظ ان ركب يتعلم أصول الملاحة على يد النوخذة المعروف منصور المبارك. وعندما أتقن الملاحة وقيادة السفن الشراعية، ركب أول مرة نوخذة على «بوم» يوسف العثمان المعروف باسم «موافج»، وكانت رحلاته الأربع على هذه السفينة جميعها الى بنادر الساحل الهندي الغربي حتى بندر كاليكوت.
ترك قيادة البوم «موافج» وتسلم بدلا منه سفينة اسمها «عادل»، وهي نوع من البوم السفار كان يملكه التاجر خالد عبداللطيف الحمد واخوانه، وكان يقوم برحلتين متتاليتين الى الهند في الموسم الواحد خلال قيادته هذه السفينة.

استمر في قيادة البوم «عادل» سنة ثانية أبحر خلالها الى ساحل الهند الغربي (مطراشين في موسم واحد)، ثم ترك البوم «عادل» ليقوم برحلة عاشرة هي الأخيرة في حياته كنوخذة للسفر الشراعي الكويتي، وكانت هذه السفينة (وهي ملك التاجر فيصل الزبن) مزودة بالمحرك اضافة الى الشراع، وكانت هذه الرحلة عام 1953، ترك بعدها حياة البحر والسفر وبدأ عملا تجاريا في بلده، ومازال يزاول عمله هذا بنشاط، ويزود الباحثين بالمعلومات القيمة عن رحلات السفن الشراعية التي ذهبت الى الأبد.
احتوت الروزنامة كل الخرائط الملاحية والسفرات العشر التي قام بها من عام 1945 الى عام 1953.


ناصر يوسف الحجي



النوخذة ناصر هو ابن النوخذة المعروف يوسف بن حجي الذي يعتبر من الجيل قبل الأخير من نواخذة السفر الشراعي الكويتي، فقد ولد في الكويت في عام 1925 وتعلم أساليب الملاحة وقيادة السفن من والده واخوانه فأصبح «نواخذ شراع» يساعد اخوته في رحلاتهم على السفن الشراعية الى الهند. كما قام بعد ذلك بالعمل «معلما» على احدى السفن التابعة للتاجر الكويتي مرشد العصيمي الذي اتخذ من دبي سكنا له، وقام بعد ذلك بقيادة العديد من السفن الأخرى حتى اضطر الى ترك السفر والعمل في الكويت أعمالا حرة، وكان له متجر في مدينة الكويت في السنوات الأخيرة وحتى وفاته عام 1997.
يوصف بالتواضع والهدوء والوقار، كما انه فنان امتاز برسم السفن الشراعية رسما دقيقا متميزا، مما اضفى على روزنامته هذه مسحة فنية جميلة.
تضمنت روزنامة الحجي على اربع سفرات، الأولى عام 1942 والثانية عام 1943 والثالثة عام 1946 والرابعة عام 1946.
وكذلك فصل خاص بالخرائط الملاحية ولوحات للسفن رسمها النوخذة ناصر بن يوسف الحجي.



مفلح صالح الفلاح



النوخذة مفلح الفلاح واحد من أشهر نواخذة السفر الشراعي الكويتي من الجيل الأخير، الذي اضطر الى ترك السفر الشراعي، بعد ظهور البترول في الكويت. فقد ولد في الكويت عام 1921 وتعلم حرفة «التنوخذ» وأساليب الملاحة والقياس على يد من سبقه من نواخذة الكويت، فقام بقيادة العديد من السفن الشراعية التابعة لتجار الكويت، وكانت معظم رحلاته الى سواحل أفريقيا الشرقية إضافة الى سواحل الهند الغربية. فقد قام بقيادة البوم «قتيبة» للتاجر عبدالعزيز الصقر، عدة سنوات، تركه بعد ذلك وتسلم قيادة البوم «ميمون» للتاجر خالد عبداللطيف الحمد وإخوانه. وقد برع النوخذة مفلح في استخدام أساليب القياس والملاحة على الرغم من عدم توافر المدارس التي تعلم الملاحة في الكويت آنذاك.

وتدل روزنامته هذه على تمكنه من هذا الفن الملاحي، وعلى ثقته الكبيرة بالنفس، وهو يقود سفينته من بندر إلى آخر على طول الساحل الأفريقي الشرقي، وعبر المحيط الهندي من الهند الى السواحل الأفريقية. كما ان النوخذة مفلح من الرجال الودودين والمخلصين في عملهم، فترك له سمعة طيبة باقية في تراث الكويت البحري، اضطر النوخذة مفلح الى ترك السفر الشراعي في الخمسينات من القرن العشرين، وعمل في وظيفة حكومية عدة سنوات، ثم انشغل في الأعمال الحرة حتى وفاته عام 1997 بعد مرض أقعده الفراش عدة سنوات.
احتوت روزنامة الفلاح على خمس سفرات، الأولى عام 1944، والثانية عام 1945، والثالثة عام 1946، والرابعة عام 1947، والخامسة عام 1948.
وتضمنت أيضاً الخرائط الملاحية.





حمزة عليان


دعوة
مفتوحة
يدعو مركز البحوث والدراسات الكويتية المواطنين والمهتمين بتزويده بأي «روزنامات» بحرية للعمل على قراءتها وإصدارها من ضمن سلسلة التراث البحري، وهي مساهمة وطنية بتسجيل وتوثيق التاريخ البحري الكويتي.
رد مع اقتباس