أشكرك يا أخي على هذه الصور الجميلة لبطل التحرير المغفور له بأذن الله تعالى الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم المبارك الصباح طيب الله ثراه و أسكنه فسيح جناته .
و أجمل ما سمعت في رثائه رحمه الله تعالى قصيدة الشاعر الفحل وليد القلاف و إليكم إخواني أبياتها :-
تَزاحمَ الغَيمُ في الأجْفَانِ و انـْهـَمَلا *** لما نـَعَيْنا الأميرَ الوالِدَ البَطـَلا
وَ غابَتِ الشَّمْسُ في الأحزانِ تارِكَة ً *** مِنْ حَوْلِنا شـَفـَقَ الآهاتِ مُشـْتـَعِلا
لِلـّهِ ما فـَعـَلَتـْهُ الْحالِكاتُ وَ قــَــدْ *** تـَتـَابَعَ الـْهمُّ مِنْ جرَّاءِها هَطِلا
وَ لا أرى في سِوى الأيامِ مِنْ سَبَبٍ *** إلى الفنـَاءِ ... فـَياقـُبْحَ الـَّذي جَمُلا
تـَمْضي وَ يَمضي بـِها الإنـْسانُ مُعْتـَقِدًا *** بـِأنـَّهُ فـَهـِمَ الْنـَّفـْسَ التـَّي جَهـِلا
ما بَيْنَ مُضْحِكَة ً مِنـْها وَ مُبـْكِيـَةٍ *** قـَدِ انـْزَوَتْ أسْهُمٌ لا تـَقـْبَلُ الْجَدَلا
وَ الْمَوْتُ أدْعى إلى هَدْي الْعُقـُولِ وَ هَلْ *** يَرى الْحَقيـَقة َ مَنْ عَنْ مَوتِهِ انـْشغـَلا
ما كانَ في أمسْسِنا قـَدْ صارَ في غـَدِنا *** وَ هكـَذا الـْحاضِرُ الـْمَشـْهودُ قـَدْ حَصَلا
وَ كَمْ تـَغورُ الدَّراري وَ هْيَ عالِية ٌ *** وَ ذو الْحصافـَةِ لا يَسْتـَبْعِدث الأجَلا
قـَضاءُ رَبٍّ بـهِ سـَعـْدٌ قـَضى وَ بـِهِ *** تـَسابـَقَ الدَّمـْعُ في الـْخـَدَّيْن مُنـْهَمِلا
وَ قامَتِ اللَّوعَة ُ السَّوْداءُ تـُكتـْبُنا *** في صَفـْحَةِ الْحُزْنِ عُنـْوانـًا لِمَنْ ثـَكِلا
لَقـَدْ دَعاهُ إلى مَثـْواهُ خَالِقـُهُ *** مِنْ بَعْدِ ما بَذَلَ الْعُمْرَ الـَّذي بَذَلا
وَ في جِنازَتِهِ الأبْصارُ حائِرَة ٌ *** فـَلا تـَرى غايَة ً تـُرْجى وَ لا أمَلا
مَشى بِهِ نـَحْوَ مَثـْواهُ الأنامُ وَ ما *** دَرَوْا بـِأنَّ الْسَّـنا لا يَسْكُنُ الْوَحَلا
وَ حاصَرَ الْحُزْنُ دُنـْيانا بـِظـُلـْمَتِهِ *** حَتـَّى رَأيْنا بـِها الإشـْراقَ قـَدْ قـُتِلا
رُحْماكَ رَبّي مِنْ الأحْزانِ نازِلـَة ً *** فـَلـَيْسَ سَهْلا ً عَليْنا دّفـْعُ ما نـَزَلا
وا ... لـَهْفــَتاهُ عَلى مَنْ سارَ دونَ خـُطىً *** إلى الْقـَرارِ الـَّذي بـِالْبَرْزَخِ اشـْتـَمَلا
أوْدى بـِهِ ألـَمٌ ما زالَ يـُؤْلِمُنا *** وَ كـَمْ تـَشابَهَ فينا الْمَوْتُ وَ اتـَّصَلا
وَ الْمُوْتُ دَرْبٌ جَميعُ النـَّاسِ تـَسْلـُكُهُ *** إلى الْمَصيِرِ الـَّذي بـِالْباقِياتِ جَلا
وَ كُلُ نـَفـْسٍ لـضها ميزانـُها وَ بـِـهِِ إمّا *** تـَرى الْفـَوْزَ أجْْرًا أو تـَرى الْفـَشـَلا
في جَنـَّةِ الْخـُلْدِ يا مَنْ كُنـْتَ جَنـَّتـَنا *** وَ في جـِوارِ الإلـَهِ الْمُكْرِمِ الْنـُّزُلا
خـَلا مَكانـُكَ إلا مِنْ مُوطـَنـَةٍ *** غـَرسْتـَها فـَسَمَتْ مِنْ فـَوْقِنا ظـُلـَلا
وَ سيرَةٍ لا يَزالُ الْحُبُّ يَبْعَثـُها *** بَعْثـًا يَدومُ مَعَ الأيّامِ مُتـَصِلا
مِنْ عَهْدِ وَالِدِكَ الْمَرحْومِ ما انـْشـَغـَلـَتْ *** عَنـَّا .. وَ لا مَووْلودُكَ انشـَغـَلا
وَ تـَفاضـَلَتِ الأنـْواءُ في كَرَمٍ *** إلا وَ أنـْتـُمْ لَنا الْنـَّوْءُ الـَّذي فـَضـُلا
تـَعَاقـُبٌ لا أرانا اللهُ عاقِبَة ً لـَهُ *** وَ لا انـْحَرَمتْ مَنـْهُ الْكُوَيْتُ .. وَ لا
إخـْوانُ مَرْيَمَ وَ الأيـّامُ عاقِدَة ٌ *** عَلـَيْهُمُ التـّاجَ بـِالـْحُكـْمِ الـَّذي اعْتـَدَلا
نـَرى الْحَياة َ بـِهِمْ مَيْدانَ مَلـْحَمَةٍ *** فيها فـَوارِسُهُمْ لا تـَعْرِفُ الْمَلـَلا
وَ أنـْتَ يَا فارِسَ الْتـَّحرْيرِ حَاكِمُنا حَتـّى *** وَ إنْ لـَمْ تـَكـُنْ بِالـْحُكـْمِ مُشـْتـَمِلا
لـَقـَدْ تـَرجَّلـْتَ مِنْ سُقْمٍ وَ مِنْ تـَعَبٍ *** وَ قـَدْ تـَرَجَّلَ مَنْ في الْقـَلْبِ قـَدْ دَخَلا
لـَوْلا اعْتِلالـُك ما خـَطـَّتْ أنامِلـُنا *** في مَجِلِسِ الأمَّةِ الأمْرَ الـَّذي ثـَقـُلا
إرادَة ُ اللهِ أمْضى مِنْ إرادَتِنا *** وَ لا نـَرى غـَيْرَها حَلا ً لِما حَصَلا
حَـتـَّى أتانا صُباحُ الْخـَيرِ مُمْتـَطِيـًأ *** سِياسَة ً بـِسَناها الْواقِعُ اكـْتـَحَلا
نـَبْكي وَ نـَضـْحَكُ وَ الْوِجْدَانُ مُضـْطَرِبٌ *** مَمّـا رَأيْنا مِنَ الْجُرْحِ الـَّذي انـْدَمَلا
وَ في رَحيـِلكَ عَـنـّا الْيَوْمَ في عَجَلٍ *** لـَمْ تـُنـْسينا الْحُزْنَ بَلْ أنـْسَيْتـَنا الْجَدَلا
نـَبْكي وَ تـَبْكي مِنْ الإشـْفاقِ أدْمُعُنا *** حَتـَّى نـَسينا مِنْ اسْتِبْكائِنا الْخـَجَلا
كـُنـّا .. وَ ما كانـَتِ الأيّامُ تـُكْرِمُنا *** إلا لِكـَي نـَبْلـُغَ الْيَوْمَ الـَّذي بَخِلا
وَالْعَيْشُ تـَهِنئـَة ٌ فيهِ وَ تـَعْزِيَة ٌ *** وَ لا يَدومُ عَلى حال ٍ لِمَنْ سـَألا
ألا وَ إنـَّكَ في ذا الْيَوِْمِ مُحْزِنـُنا وَ إنْ *** غـَدًا بـِكَ مَنْ في الْغـَيْبِ مُحْتـَفِلا
وَ إنَّ أكـْرَمَ مَنْ تـُرْجى مَثـُوْبَتـَهُ *** رَبٌ إلـَيْهِ يَكونُ الْعَبْدُ مُبْتـَهِلا
كـَساكَ رَبُّـكَ مَنْ أثـْوابِ رَحْمتِهِ *** ثـَوْبـًا يَعِزُّ عَلى مِنْ لـَمْ يَكـُنْ مَثـَلا
وَ صانَ قـَدْرَكَ في فِرْدَوسِ جَنـَّتِهِ *** مَعَ الْنـَّبيينَ وَ الأطـْهارِ الْنـُّبَلا
فـَنـَمْ كـَما شاءَتِ الأقـْدارُ مُغـْتـَبِطـًا *** بِما رَأيْتَ مِنْ الْتـَفـَضـْلِ الـَّذي كـَمُلا
وَدَّعْ لـَنا ما تـَبَقـّى مِنْ مُواصَلـَةٍ *** فـَكـُلـُّنا بـِجَميل الصَّبرِ قـَدْ جَمُلا
خـَيْرٌ وَ أبْقى مِنْ الأيـّامِ آخـَرة ٌ *** بَقيـَّة ُ اللهِ تـُنـْصِفُ الرَّجُلا
|